أدب الرعب والعام

ليلي

يظهر أمامنا منزل جميل للغاية.. ذو حديقة واسعة وخلابة، وقد قبع في منتصفه كلب أصفر جميل جالس بهدوء داخل منزله الخشبي الصغير، وقد كان الليل يلقي بظلاله الرائعة على حشائش تلك الحديقة. وفي الداخل كان هناك رجل في العقد الخامس من العمر.. يقرأ جريدة وهو جالس على الأريكة بكل ارتياح، وأمامه كانت هناك إمرأة ثلاثينية تنظف الكراسي والوسائد بكل همة ونشاط. وعلى الأرض كان هناك طفل صغير بعمر الاثني عشرة يلهو بهاتفه بسرور، وفي الوراء كان هناك قط من نوع الشيرازي نائم بكل كسل، وهنا قال هذا الرجل والذي يبدو أنه المعيل لهذه الأسرة موجها كلامه لزوجته وهى تنظف :

_ صحيح، روز ؟ روز ؟ روزي ؟! روزفلييييييت!

_ ماذا تريد يا آلمر؟

_ حسنا، لا تصرخي في وجهي هكذا يا عزيزتي، كنت فقط أتساءل عن سبب تأخر ليلي كل هذا الوقت ونحن في الليل.

_ ستصل قريبا عزيزي، هي الآن في المنزل المجاور تلعب مع بنت الجيران جينفير. بغض النظر عن أي شيء الأساتذة في مدرستها منبهرون منها كثيرا، بالرغم من أن علاماتها قليلة في مادة الفيزياء إلا أنها تذاكر بشكل جيد.

_ سحقا، هل ستظل ضعيفة في تلك المادة للأبد؟ وهل ستظل طيلة حياتها التعيسة تلعب مع بنت الجيران جينفير؟ لماذا لايوجد لديها المزيد من الرفقة؟

_ لابأس عزيزي، أنت تعرف طبيعة ابنتك الجميلة، انطوائية وخجولة للغاية، هي لا تتحدث كثيرا وهذا يعجبها.

رن جرس الباب في الأصداء محدثا بدوره صخبا لايطاق .

_ إنها ليلي، رونالدو إنهض واترك هاتفك وافتح الباب لأختك.

_ حسنا يا أمي.

وبسرعة هم الفتى الصغير من مكانه واتجه نحو الباب وفتحه.. لتدخل الإبنة المصونة ليلي أخيرا وقد كانت عائدة للتو من منزل الجيران المجاور. كانت ليلي فتاة صغيرة في عمر الثالثة عشر تقريبا، وقد كانت تمتلك شعرا أسودا غزيرا، وبشرة ناصعة البياض، وفور دخولها للمنزل بدأ أخوها الصغير – المشاكس والأقوى منها بدنيا – بمضايقتها على الفور .

_ أين كنت كل ذلك الوقت أيتها الغريبة؟ لو كنت زوجك لقتلتك فورا يا فتاة.

_ رونالدو ! توقف عن مضايقة أختك، ليلى تعالي إلى هنا.

ابتعدت الفتاة ليلي عن أخيها المزعج الساخر، وتقدمت نحو أمها بخطى ثابتة وهى منزعجة، ثم قالت بكل براءة :

_ ماذا تريدين يا أمي؟

_ لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت ياعزيزتي؟ ألم أقل لكِ ألا تطيلي.

_ لقد وقعت في شجار.

_شجار ؟! مع من ؟

_ جينفير قامت بمضايقتي وتشاجرت معها.

_ ماهذا؟! هل كان ذلك أمام أنظار أحد؟

_ كلا، المدام زوي لم تشعر بشيء.. وودعتني عند ذهابي بود.

_ تلك الفتاة المشاكسة، لا بأس يا عزيزتي سأحل الأمر مع والدتها وسأجعلها تعتذر لكِ.

وهنا قام الوالد بمقاطعة حديث الأم قائلا لها وهو يلقي بالصحيفة بعيدا :

_ لاتتكلمي معها كثيرا ياوروز، ابنتك لا فائدة منها، ستظل منطوية كما هي وتكره الاختلاط مع البشر. لقد سئمت الوضع كأب مسؤول، تقريبا جينفير مزحت معها وابنتك كعادتها لم تتقبل الأمر ثم حدث شجار. صحيح أنني لا أطيق تلك المرأة وكنت أتمنى من ليلي أن تقتل ابنتها التي لا أطيقها أيضا في الشجار.. لكن في النهاية ليلي أيضا بها خطب ما ولا تطاق.

إقرأ أيضا : صائد الشياطين

أمام أنظار الأم كانت ليلى تنظر لوالدها صامتة.. وقد أدارت وجهها بعيدا بخيبة أمل شديدة بينما بادرته الأم قائلة :

_ لا تتكلم بتلك الطريقة أمام ابنتك يا آلمر، البشر ليسوا مثل بعضهم، خلقهم الله مختلفين، ابنتنا تمتلك شخصية مختلفة وهذا كل ما في الأمر.

_ أي شخصية هذه ياروزفليت؟ ابنتك غريبة بالفعل!

_ آلمر ! توقف عن سماجتك تلك! علينا أن ندعمها.

_ حسنا، لا بأس، لا أظن أنني أدعم الغرباء هنا ياروز.

_آلمر ؟!!!!

_ أنا أعتذر يا أمي، لكنني خائفة منكم كثيرا. وبسبب تصرفاتكم الغريبة والتي أنا معها للكثير من السنوات تغير كل شيء لدي.

_ أي تصرفات يا ليلي؟ ماذا بكِ؟ أبوك خائف عليك وهو يريد لك الأفضل، هل يعد هذا جرما؟

_ لا أتكلم عن هذا الكلام!

_ بغض النظر عن أي شيء، يجب أن تنالي قسطا وافرا من الراحة الآن. الساعة تجاوزت الثانية عشر، اذهبي لغرفتكِ لتنامي واستجمعي أفكاركِ وستفهمين كل شيء، هيا الآن.

_حسنا يا أمي، بعد إذنك.

بسرعة تركت ليلى باحة المنزل، وتركت عائلتها وراءها، وصعدت الدرج بهدوء.. وهي تترقب الوصول إلى غرفتها لتنام. وفور أن وصلت للغرفة وفتحت الباب أغلقته مجددا وجلست على سريرها تتنهد مع نفسها بصعوبة وكأنها تزيح حملا ثقيلا من على صدرها .

” أبي معه حق، أنا فتاة غريبة الأطوار، مشاكلي مع العامة لا تعد ولا تحصى. أنا لا استطيع التأقلم مع البشر وكأنني لست منهم، كطائر كناري يعيش رفقة الصقور، اليوم مثل كل يوم لم أسلم من تنمر الطلاب.. و تشاجرت مع فتيات في المدرسة لأنهم نعتوني بالفضائية. لكوني غريبة عنهن في التصرفات وأيضا في العلاقات، وتلاسنت أيضا رفقة الفتاة السمينة مولي – والتي تعتبر عرابة الفتيات- ولقنتني درسا لا ينسى رفقة المزعجة ميرندا. تشاجرت أيضا مع ابنة الجيران جينفير بسبب اختلافنا في تقسيم الورق للعب، أخي رونالدو أيضا يتنمر علي كثيرا ويراني غريبة دون رفقة، أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ أضحت الحياة أشبه بكابوس ! كابوس غير قادرة على الاستيقاظ منه، أتمنى أن يغير شيء ما ما يجري، أتمنى أن يتغير قدري نحو الأفضل!”

وبسرعة نهضت ليلي من على سريرها وبدلت ملابسها، وارتدت ملابس خفيفة مناسبة للنوم. وذهبت للسرير وأغلقت زجاج النافذة وسحبت غطائها، وغفت بسرعة رهيبة للغاية من شدة التعب وغاب كل شيء بعدها.

بعد عدة ساعات، ظهرت غرفة ليلي مجددا وقد كانت نائمة فيها كما هي لم تتحرك، لكن هناك شيئا ما أزعجها وأرق مضجعها. وجعلها تفتح عيناها تدريجيا من شدة الضيق، لقد نهضت ليلي من نومها مفزوعة وهي تتأمل ذاك الضوء الأحمر الشديد القادم من السماء والعابر من تلك النافذة التي تقبع فوق سريرها مباشرة. لقد كان ضوءا قانيا شديد الاحمرار، وقد وضعت الفتاة يداها على وجهها لتمنعه من مضايقة عيناها .

_ يا الهي؟ ماهذا؟! أمي؟! أبي؟! النجدة؟!

كان هذا الضوء ينذر بالشر، خاصة وأن ليلي كانت خائفة من أن تفتح النافذة لتستكشف الحديقة، واكتفت بعتم عينيها عن الضوء والصراخ بقوة رهيبة لإيقاظ أبيها وأمها من النوم .

_أمي.. النجدة!! هل هناك أحد هنا ليساعدني؟ رونالدو!+

وبسرعة شديدة، وفي حوالي الساعة الثالثة صباحا دخل الأب بسرعة رهيبة مقتحما غرفة ابنته قائلا لها في عجلة :

_ هيا يا ليلي، تعالي معي بسرعة إلى القبو الآن، هناك أمر ما خطير.

_ أبي ماذا يحدث في الخارج بحق السماء، أنا خائفة للغاية، هل هذه القيامة الكبرى أم انني أتوهم ؟

_ لا مزيد من الكلام يا ابنتي، تعالي بسرعة لنلج إلى القبو، رونالدو وأمك هناك في مأمن.. هيا لا تضيعي الوقت.

وبسرعة البرق نهضت ليلى من سريرها وأمسكت بكفها الصغير في قبضة يد أبيها ليفتح الرجل الكبير الباب وينزل الدرج ليلج رفقة ابنته إلى القبو ليجد هناك زوجته وابنه الصغير في انتظاره ومعه ليلي وفور أن التقت العائلة.. كانوا ينظرون لليلي نظرات مطولة وكأنهم يريدون إخبارها شيئا ما .

_ أبي ،أمي، رونالدو، ماذا يحدث في الخارج؟!

بعد تحديق مطول من العائلة في وجه طفلتهم الصغيرة قالت الأم بهدوء :

_لا شيء يا ليلي، سيمر كل شيء بهدوء، لاتقلقي!

وبعد تلك الكلمات، غاب كل شيء عن الأنظار واختفى في الظلام الدامس تماما .

الصباح.. الساعة العاشرة

وهنا ظهر القبو مجددا ، وقد كانت ليلي وحدها ممددة فيه بملابس نومها وقد استفاقت ونهضت من مكانها وكأن شيئا لم يكن. كانت نظراتها جامدة للغاية وباردة، وبعد استطلاع جيد للمكان لفت رأسها ونظرت للأعلى نحو الدرج وبدأت تصعد عليه بهدوء. تركت ليلي القبو واتجهت نحو طاولة الإفطار، فوجدت أباها وأمها وأيضا أخاها رونالدو في انتظارها.. وقد كانوا ينظرون إليها مبتسمين، وهنا بادرها الأب قائلا لها ببشاشة:

_ أهلا.. أهلا، صغيرتنا الجميلة، ماذا حدث لكِ؟ اختفى الضوء وصعدنا نحن بينما كنتِ أنتِ نائمة في القبو فلم نرد أن نزعجك، هل لازلتِ متعبة؟

_ لا.

_ جيد ياعزيزتي، أضواء الأمس كانت تجارب عسكرية تجري في السماء و ….

_ لا أريد معرفة شيء رجاءا! أنا أصلا لا أتذكر أي شيء مما تقول.

_ ليلي.. هل أنتِ بخير؟!

_ لا يا أمي، كل شيء على مايرام، على الأقل أفضل مماسبق، سأتناول فطوري وسأذهب للمدرسة الآن فورا.

_ حسنا عزيزتي، كما تحبين.

إقرأ أيضا : رفات مظلوم

كان الأب وابنه الصغير ينظران لبعضهما بذهول شديد، وكان الطعام يتدلى من فمهما من شدة التعجب من شخصية ليلي الجديدة والتي أصبحت أكثر قوة واتزانا من خلال هذا الكلام الرزين الذي قالته. وبعد أن تناولت ليلي فطورها ارتدت ملابسها وذهبت نحو الحديقة لتستقل باص المدرسة.. الذي كان يقبع في انتظارها في الخارج، وقد كان أبوها وأمها منتصبين ورائها وهم يودعونها وهي متجهة نحو مشرفة الباص لتستقله والتي كانت تناديها قائلة:

_ هيا يا ليلي، لا تتأخري ياصغيرتي، أسرعي.

وأثناء مرور ليلي من أمام كلب المنزل الذهبي – والذي كان جالسا في منزله الخشبي هادئا – حتى انتفض بسرعة رهيبة من مكانه، وأخذ ينبح بكل ما استطاع من قوة تجاه ليلي والتي لم تعره أي اهتمام وظلت تتقدم نحو أبواب الباص وهي تتملق وجه المشرفة المرتعب من نباح هذا الكلب الهائج.

لمز الأب للأم قائلا لها متعجبا:

_ ما به هذا الكلب الأحمق ينبح على ليلي هكذا؟، هل فقد عقله؟

_ لا أعرف يا عزيزي، الأمر غريب فعلا.

أثناء توقف ليلى أمام المشرفة التي ابتسمت واضعة يداها على كتف الفتاة الصغيرة وكأنها تحييها.. فجأة التفت ليلي للكلب بصمت وهى قاضبة جبينها نحوه وكأنها منزعجة من نباحه، وبسرعة رهيبة سكن الكلب أرضا وهو خائف وتوارى داخل منزله وكان خائفا من ليلي بشدة. ركبت الفتاة الباص مسرعة، وتحرك بها من أمام المنزل.. وغاب بعيدا في الأفق من أمام أنظار والديها واللذان وقفا يراقبان باص ابنتهما وهو يختفي هناك .

_ ياترى.. ماخطب تلك الفتاة ياروز؟إنها غير طبيعية اليوم؟

_ لا أعرف!، لا أعرف يا آلمر.

يظهر أمامنا فصل مدرسي مكتظ بالطلاب، وقد كانت إحدى المعلمات متوقفة أمام السبورة تشرح للتلاميذ إحدى المعادلات الفيزيائية المعقدة. كانت ليلى جالسة بهدوء وتنظر للمعلمة بنظرات باردة وغريبة، وهنا أخذت المرأة تسهب قائلة:

_تلك المعادلة التي كتبتها على السبورة أمامكم.. تعد واحدة من أصعب المعادلات الحديثة في الفيزياء. أتحداكم أيها الطلاب النجباء في حلها بخطوة واحدة. قال أينشتاين أن من يحل تلك المعادلة الصعبة سيمتلك على الأقل حوالي ثلث ذكائه .. هيا، من يتطوع ويجيب؟

رفعت فتاة صغيرة بضفائر شقراء يدها..

_ ميرندا! تلميذتي النجيبة، لابأس تكلمي.

_ مقدار تحويل 1جرام من الكتلة إلى الطاقة ربما سيساوي 1000 جول مقسومة على النصف.

_المعذرة عزيزتي، إجابة بعيدة، وفي نفس الوقت خاطئة، لابأس استريحي، هل من أحد آخر؟

جلست تلك الفتاة الجميلة بسرعة وهي تشعر بخيبة أمل شديدة.. بسبب عدم تمكنها من حل تلك المعادلة الصعبة. بينما كان الفصل ساكنا تماما، وكان كل الطلاب يفكرون ألف مرة قبل الإجابة على معادلة كهذه. ومن بين هذا السكون الغامض رفعت ليلى يدها وكانت تستعد للإجابة عن السؤال، وهنا قالت المعلمة ساخرة:

_ من؟ ليلي؟! معقولة ! أنتِ ستجيبين على تلك المعادلة؟أعرف أنك لا تقارنين بميرندا في تلك المادة.

وبسرعة ضحك الطلاب كلهم ساخرين من تطوع ليلي الغريب، ونظرت إليها ميرندا قائلة لها ساخرة وهي تقهقه:

_جاوبيها، وسألقنكِ بعدها درسا لن تنسيه يا رأس اليقطينة.

_ توقفوا عن الضحك، هذا يكفي، انهضي يا ليلي وقولي ماعندك.

_ ينبع من النظرية النسبيّة الخاصة أن الكتلة والطاقة كليهما مظاهر مختلفة لنفس الشيء، كتلة الجسم هي مقياس لمحتوى طاقته، فإذا تم تحويل 1 جرام من الكتلة إلى طاقة بناءة، فسيكون الناتج الإجمالي بدون تخمين 90 تريليون چول مضروبا في نفس العدد السابق 4مرات. هذا يعادل الطاقة المنبعثة من لمبة 100 واط لمدة 30000 سنة تقريبا !

وبعد تلك الإجابة كان السكون يعم المكان من شدة الاندهاش، حتى أن نظارة المعلمة من شدة ذهولها سقطت سهوا من على وجهها ولم تشعر بها مطلقا. ظل الصمت مخيما كما كانت المعلمة مذهولة لحوالي الدقيقة، وبعدها وجهت كلامها إلى ليلي والتي كانت لاتزال تنظر إليها بنفس النظرات الباردة قائلة لها بذهول :

_ ما .. ماهذا يا ليلى؟! معقول! فعلا إجابتك صحيحة ودقيقة حتى من نموذج الإجابة الذي في يدي! لماذا إذن يا ابنتي كانت علاماتك سيئة في مادتي في السابق، أحسنتِ صنعا، لديك عشر علامات إضافية، تفضلي واجلسي.

جلست ليلى وكانت تعابيرها كما هي، وهنا استدارت ميرندا قائلة لها بوعيد : 

_كما تحبين يا ليلي، أنتِ من بدأتِ الحرب، سنصفي حساباتنا في الفسحة. أعدك أن تكون تلك المرة نهايتك للأبد، ستقضين ليلتكِ في المشفى اليوم ! كوني مستعدة.

بعدها يظهر أمامنا الفتاة الشقراء و الضخمة للغاية والسمينة والتي تدعى مولي.. وقد غمزت بعيناها للفتاة الخبيثة ميراندا.. لتؤيد كلامها نحو ليلي. وغاب كل شيء بعدها .

يظهر كل شيء من جديد، وقد كانت ليلي في حمام المدرسة أثناء الفسحة تنظر في تلك المرآة الكبيرة التي أمامها وهى تغسل وجهها بملامحها الباردة الخالية من أي مشاعر إطلاقا. أظهرت المرآة المشهد من خلفها وقد كانت وحدها وباب الحمام مغلقا من ورائها. وما أن قامت بخفض عينيها ورأسها عن النظر فيها لتغتسل ورفعتهما مجددا حتى ظهر من خلفها فجأة وفي مشهد مرعب الفتاة السمينة للغاية مولي رفقة الأفعى ميرندا، وقد كن برفقتهن حوالي ثلاث فتيات أخريات، ومن خلال نظراتهن الخبيثة تلك وابتسامتهن الشريرة عرفت ليلى مقصدهن تحديدا وهي كانت لاتزال تطالعهن في المرآة.. فقالت لهن ببرود وبثقة غريبة وهي تغتسل و تخفض وجهها وعينيها عن النظر إليهن في تلك المرآة:

_ ابتعدن من هنا، لا أريد أي إزعاج رجاءا، أكره الضوضاء كثيرا، أنتن عددكن كبير.

إقرأ أيضا : الدوامة

قالت مولي وهي تقترب منها عاصرة قبضتها، وقد ظهرت ليلي أمامها كالقزمة بسبب ضخامة الأولى، وقد التفتت إليها ليلي بنفس نظراتها الباردة مستمعة لها :

_ هل تجرؤين على قول هذا الكلام أيتها العاهرة؟ لدينا حساب هنا لتصفيته.

_ لقد أظهرتِ نفسكِ يا ليلي أكثر مهارة وبراعة مني في مادة الفيزياء وأنتِ فاشلة فيها. كيف تتجرئين على ذلك! منذ أن قمنا بضربكِ بشدة آخر مرة.. وسببنا لكِ الكثير من الآلام الجسدية والنفسية، يبدو أنكِ نسيت الكابوس، وستعيده إليك مولي رفقة هؤلاء الفتيات من جديد.

_ اذهبن من هنا، لا أحب الثرثرة، غضبي لن يعجبكن.

وهنا انفجرت الفتيات ضحكا بشكل ساخر للغاية.. حتى أن الحمام اهتز من شدة ضحكاتهن العنيفة .

_ وماذا ستفعلين ياقصيرة؟ هل ستقومين بالقفز لتلكمي وجهي؟ اكتسبت الكثير من الجرأة وحان الوقت لتقبلي أقدامي!

وأثناء رفع مولي لقبضتها في الهواء.. قالت لها ليلي بثقة وهى تنظر إليها :

_ كما تريدين.. لقد حذرتكِ !

واختفى مشهد الفتيات وهن داخل الحمام، وظهر رواق الحمام من الخارج وبابه المغلق.. وكان الأساتذة يراقبون فسحة الطلاب بسرور وهم يرتبون أدراجهم، وفجأة وأمام أنظارهم خرجت مولي من الحمام وهي طائرة في الهواء مخترقة الباب حتى أنها كسرته، ومن بعد ذلك خرجت الفتيات الأخريات برفقة ميراندا وهن يصرخن مبتعدين عن الحمام من الداخل طالبين النجدة .

_ يا الهي! وحش ! وحش!

أخذ الأستاذة يتأملون برعب الفتاة السمينة مولي.. وهي مطروحة أرضا ولا تستطيع أن تحرك ساكنا وفمها مضرج بالدماء. وأمام أنظارهم خرجت ليلي من الحمام بكل بساطة – بملامحها الباردة -.. وتجاوزتهم ببرود متوجهة نحو صفها لانتهاء الفسحة، وأخذ الأساتذة ينظرون إليها بتعجب واستغراب .

_ يا الهي! ماذا حدث؟


كانت والدة ليلي جالسة أمام مديرة المدرسة في مكتبها، بينما كانت ليلي جالسة أمامها بنفس ذات الملامح الباردة تستمع لكلامهما عنها .

_ سيدة روزفليت، أعلم أن ليلي هادئة، وأنها فتاة غير مشاغبة.. لكن ماحدث اليوم كان كارثيا بحق.

_ سيدتي أتمنى أن تتفهمي الأمر وتلتمسي لها العذر.

_ عن أي عذر تتحدثين مدام آلمر ؟، الفتاة المعتدى عليها فقدت أصبعا كاملا من كف يدها، أي أن ابنتك قضمته من مكانه بأسنانها !

وبينما كانت المديرة تقول ذلك كان هناك شبح ابتسامة خفيفة يلوح على ثغر ليلي باردة المشاعر .

أيضا الأشعة المبدئية أوضحت وجود بعض الكسور في عظام القفص الصدري الخاص بالفتاة، وهي أيضا ترقد في المشفى وتحتاج إلى عناية نفسية فائقة لأنها كما تزعم أصيبت بلوثة عقلية، وأصبحت تهلوس وتقول أن هناك وحش على هيئة فتاة يمكث وسط الطلاب في الصفوف يفترس كل من يقترب منه، ماذا فعلت ابنتك بها لتبقى هكذا ؟.

_آه .. هذا.. هذا مستحيل سيدتي ! كيف لابنتي أن تفعل هكذا ؟! ما تقولينه ضرب من الخيال !

_ أنا أعي ما أقول سيدة روزفليت، أيضا زميلتها ميراندا وبعض الرفقة متغيبات من الأمس منذ تلك الحادثة.

_ عامة .. أنا لا أعرف ماذا أقول لجنابك، أنا عاجزة عن الكلام، أنا في غاية الأسف على هؤلاء التلاميذ، لا أعرف كيف فعلت ليلي ذلك؟ لكنني أعدكِ أنها لن تكرر الأمر مجددا.

_ عامة لابأس، ستضطر إدارة المدرسة لفصلها لبضعة أيام ثم ستعود من جديد، لكن أتمنى أن تعود أفضل وألا تفقد أعصابها بسرعة لتعتدي على زملائها.. سيكون لجلوسها قليلا في المنزل دورا كبيرا في تهيئتها على أيديكم، ثم بعدها لا بأس أن تأتي وتباشر دروسها هنا من جديد.

_ معكِ حق سيدة ماري، على ليلي أن تمكث قليلا في المنزل لتحسن من نفسها تربويا.. وبعدها ستعود إليكم في أفضل حال، أنا اعدكِ، والأن اسمحي لنا.

_ تفضلي سيدة روزفليت، إلى اللقاء ليلي، أراكما قريبا.

إقرأ أيضا : شبح الضحية

وهنا تتحول بنا الصورة إلى داخل منزل العائلة في الصباح، حيث كانت ليلي تمكث أمام أنظار والدها ووالدتها وأخيها بنفس تقاسيم وجهها المستفزة، وقد كانت الأم تقول وهى حزينة :

_ ماذا دهاكِ ياعزيزتي؟ كيف فعلتِ ذلك بزميلتكِ مولي، أمها كانت منهارة أمام باب المدرسة حزنا على حالة ابنتها.

_ لقد حذرتها، وهي لم تستمع لي!

_ تريثي يا ليلى، عيب أن تقولي هذا الكلام التنمري الخطير، هل هذا ما ربيناكِ عليه أنا وأمكِ يافتاة؟

_ مبادئي لا تتجزأ يا أبي، من يقف أمام مصالحي الخاصة عليه أن يموت !

وهنا نظر الأب إلى الأرض وكأنه فقد الأمل، ولكن مع ذلك لاح شبح ابتسامة على ثغره ونظر للأم .

_ ليلى، هناك خطب ما بكِ.. أنتِ لستِ ابنتي التي أعرفها!

_ بغض النظر عن أي شيء يا أمي فإن الكائنات الضعيفة عليها أن تبغي السلام معي، لأنني إن لمحت أي إشارة لحرب وحتى وإن كانت خفية .. سيعني هذا نهاية الجميع !

_ لا تتكلمي هكذا يافتاة، هل جننتِ؟!

_ لا، أنا فقط أريد شرب بعض الماء الآن.

_ الماء مقطوعة منذ ساعة، لن تجدي ماء في الصنبور.

_ لا بأس سآخذ هذا الكوب الفارغ لأرى.

ونهضت ليلى من مكانها وفي يدها الكوب الفارغ وذهبت مسرعة إلى المطبخ وسط ذهول أمها وأبيها وأخيها الذي هب وراءها ليرى ماخطب أخته، وقد كان يراقبها وهي تضع الكوب الفارغ على سطح التقطيع الخاص بالطعام، وقد فتحت الصنبور فلم تجد ماء بسبب انقاطعه، ومن بعد ذلك رفعت أصابعها في الهواء وأخذت تشكل أشكال عجيبة للغاية بها.. وكأنها تدمج شيئا مجهولا في الهواء..

كان رونالدو من ورائها يختلس النظر وهو مذهول ومنبهر للغاية مما يرى، وبعد دقيقة .. انسدل بعض الماء من الهواء إلى داخل الكوب، وبدأت ليلي ترتشف الماء المنعش من الكوب بشكل عادي جدا ولانعرف من أين أتت به !.. وهنا كان الأخ في الوراء ينظر لها بتعجب شديد وكان شدقه منسدلا للأسفل .

_ يا .. يا إلهي، ما هذا بحق السماء؟!

وبعدها أدارت ليلي وجهها إليه بسرعة وقد كانت تشعر به.. وتعرف مكانه وتعرف أيضا أنه في يراقبها خلسة، ومع تحديقها المطول إليه ابتسمت إبتسامة واثقة مرعبة وهى تطالع قسمات وجهه! وهنا أطلق الفتى المسكين قدميه للريح وذهب مذعورا.. وهو يداري خوفه أمام أنظار أمه وأبيه بصعوبة، وجلس وراءهم بهدوء ينظر إلى ليلي برعب وهي خارجة أمام العائلة بالكوب وهو فارغ بعد أن شربت الماء المجهول الذي صبته به من الهواء.

كانت الفتاة متجهة إلى الدرج العلوي صوب غرفة نومها بشكل خاص، وهنا ضحك الأب مازحا ساخرا بعد أن وجد ابنته تخرج بالكوب فارغا :

_ ألم أخبرك أيتها الفتاة الغبية أن الماء مقطوع ؟

نظرت ليلي إليه وهو يتكلم وتوقفت عن صعود الدرج، وابتسمت وتحركت مجددا نحو غرفتها من جديد، وغاب كل شيء بعدها .

في الليل.. الساعة العاشرة

وهنا ظهر كل شيء مجددا، كان الأب آلمر جالسا إلى جوار زوجته وابنه رونالدو على الأريكة.. يتابعون إحدى البرامج الكوميدية وهم غارقين في الضحك .

_ أتعرفين ياروزفليت؟.. شارلي شابلن أفضل الأشخاص الذين مثلوا دور هتلر الساخر في التاريخ، لا أعرف لماذا أوقفوه بعدما مثل دور زعيم النازية الغبي؟.

_ يقال أنه كان متلبسا من قبل كيانات فضائية شريرة.

_ تبا !.. ماذا تقولين؟، هل جننتِ يا امراة!!

وبسرعة قطعت ليلي ضحكاتهم عندما نزلت بهدوء من الطابق العلوي، وجلست على الكرسي الذي إلى جوارهم بدون أي مقدمات.. وأخذت تنظر للتلفاز بنفس قسماتها الباردة .

_ ليلي ! لقد استيقظت أخيرا يا ابنتي، كنتِ تغطين في نوم عميق للغاية حتى أن شخيرك وصل إلى هنا، حاولنا إيقاظكِ لتقضي السهرة كلها معنا لكنك لم تستجيبي لنا.

وأثناء حديث الأب مع ابنته ليلى، كان رونالدو الأخ الأصغر جالسا إلى جوار أمه ينظر لأخته بذهول وخوف .

_ من الجيد أنكِ سترتاحين قليلا من المدرسة يا ابنتي، ستقضين فترة جيدة في المنزل قبل العودة مجددا لاستكمال السنة، أتمنى ألا تكرري مافعلتيه هناك مجددا !.

_ آلمر !.. توقف عن الحديث ، أنظر إلى التلفاز.

ظهرت النشرة الإخبارية في شاشة التلفاز لتقطع برنامجهم الساخر.. وعلى مايبدو أن تلك المذيعة المهتمة والأنيقة التي ظهرت فجأة على وشك أن تبث خبرا عاجلا على عامة المشاهدين، وأمام أنظار ليلى المهتمة قالت المرأة بهدوء :

_سيداتي وسادتي، نحب أن ننوه لحضراتكم أن هناك قاتلا عاتيا طليقا في البلاد، والشرطة عاجزة حتى الآن عن تحديد هويته.. لهذا نرجو من سيداتكم الحذر، القاتل مهووس بقتل النساء والتمثيل بجثثهن ببشاعة.. قتل حتى الآن حوالي 38 امرأة في أكثر من ولاية، وقد اكتشفت بعض الجثث ملقاة على الطرق السريعة التي تربط بين ولايات تكساس، ومينوستا، وإلينوي، وميامي.. الشرطة الآن تعمل جاهدة على تحديد هويته للقبض عليه سريعا، لهذا نشدد وننوه لسيداتكم أن تتخذوا الحذر جيدا، وأن تبلغوا الشرطة فورا فور اشتباهكم في أحد ما، يذكر أيضا أن القاتل الجبار يمتلك بنية ضخمة للغاية لأنه بحسب تحاليل أجريت على أجساد الضحايا.. كان يقوم بقتلهن بيديه العاريتين قبل أن يمثل بهن .. هذا كل شيء، كانت معكم سارة ويليامز .. إلى اللقاء.

إقرأ أيضا : سأزيل العصابة

_ يا الهي !.. هل سمعت هذا يا آلمر ؟.

_ نعم ياعزيزتي، لا تخرجي من المنزل حتى القبض على هذا المعتوه.. إلا لشراء الأغراض اللازمة فقط.

_لا، 36 امراة! الأمر خطير بالفعل.

_ أكثر مما تتوقعين ياروز، الانفلات الأمني أصبح ظاهرة في البلاد، القتلة والسفاحين ازدادوا كثيرا في الفترة الأخيرة.

وقبل أن يكمل الأب والأم حديثهما المطول عن هذا السفاح الخطير، قاطعت ليلى كلامهما قائلة ببرود :

_ اسمحا لي، سأرتدي ملابسي، وسأخرج للعب قليلا رفقة جينفير في منزلها.

وهنا نظر الأب للأم وابتسم إكابتسامة خفيفة، بينما قالت الأم لابنتها وهي متعجبة :

_ ليلي، هناك قاتل خطير طليق في البلاد الآن، هل ستخرجين للعب مع جينفير في هذا الوقت؟

_ نعم، سأفعل.

_ لا أنصحكِ يافتاة، سنقلق عليكِ كثيرا.

_ لا تقلقي، كل ما أود قوله هو أنني يجب أن أذهب الآن وللخارج فورا .. يا ماما.

كانت ليلي منتصبة في مكانها أمام الأم تنظر إليها ببرود. بينما بادلتها الأم نفس النظرات وكأنهن يتحدثن خاطريا بدلا من الجدال الظاهري العقيم، وهنا قالت الأم بلهفة :

_ حسنا، لكن كوني حذرة، لديكِ ساعة.. ساعة واحدة فقط، لو تجاوزتيها تعتبرين عاقة بقية حياتكِ، الساعة الآن العاشرة والنصف.

_ سأحتاج 20 دقيقة فقط، لا تقلقي يا أمي.

وهنا نظرت الأم لابنتها وابتسمت في وجهها بحنان شديد، ومن ثم بعدها بدلت ليلى ملابسها، وخرجت للتو من المنزل وشقت هذا الطريق المظلم الطويل دون تحديد وجهتها، وغاب كل شيء هنا.

الساعة العاشرة والنصف من نفس الليلة .

وهنا يظهر أمامنا منزل خشبي مجهول، منار بأنوار خافتة للغاية يقبع وسط غابة موحشة وكئيبة للغاية.. تملأها الذئاب عواءا. كان هذا المنزل المجهول من أنواره يتضح أنه غير مهجور.. وأن هناك شخصا ما يسكنه، ولكن شخصا سيقطن في منزل يقبع في هذا الموقع الغريب والمرعب، هو بالتأكيد شخص غير طبيعي بالمرة، وبالفعل يظهر هذا الجهبذ الفريد وهو داخل منزله الخشبي ليؤكد كلامي، حيث ظهر أمامنا شخص سمين للغاية وبجسد ضخم، وقد كان رأسه غريب وبه تشوه في الفك، كانت الأوشام تغطي رأسه وذراعه، وقد كان هذا الشخص المضطرب ينتعل خنجرا حربيا كبيرا للغاية ويعبث به في رؤوس تلك الدمى المرعبة المعلقة في سقف منزله .

_ شرويدت، إليسي، نوري.. هكذا هى أسمائكم ياصغار، لا ، لا ، لا ، لا.. بل تلك أسماء النسوة اللواتي قتلتهن !.. نعم تلك أمانة، فرانكي لايخون الأمانة أبدا خاصة في عمله.

وهنا ذهب هذا المعتوه الضخم صوب درج خشبي وفتحه، واستخرج منه بسرعة شعرا نسائيا طبيعيا ووضعه على صلعته ليغطيها .

_ هذا شعر الشرطية سارة ! هذا شعر الشرطية سارة ! وبعدها ضحك ساخرا بملء شدقيه.

وأثناء مرح هذا المجنون الغبي، قطع ضحكاته التي كانت تشج الغابة.. طرقات باب منزله الهادئة والتي جعلت قسمات وجهه تتغير، ليتحول من الابتسام والسخرية.. إلى الغضب والوعيد .

_من على الباب بالخارج ؟.. الشرطة لا تستطيع الوصول إلى فرانكي أبدا؟ من هناك بالخارج إذا؟

ومع استمرار حديث هذا الشخص البدين الضخم .. استمر الطرق أيضا دون إجابة، ليزيده غضبا واستفزازا، وبسرعة استل فرانكي منشارا كهربائية كبيرة للغاية ومرعبة.. امتزجت شفراتها بالدماء، ووضع قناعا مرعبا بشعر نسائي غزير مصنوعا من جلد إمرأة.. وقال في غضب :

_أنا قادم إليك !.. سأفتح لك الباب لكي أجعلك تستمتع بصحبة فرانكي، لكن يا ابن العاهرة لو فتحت ورأيت وجهك.. سأنزعه من مكانه بسبب عدم ردك علي !

إقرأ أيضا : برميلي العزيز ج1

وهنا تقدم السفاح مسرعا بنفس هيئته المرعبة، ووضع كفه على مقبض الباب وفتح، ليجد أمامه على الفور ليلي الطفلة الصغيرة و بطلة قصتنا المصونة، وبعد أن انكشفت ليلي أمامه بعد أن فتح الباب.. جلس يحدق بها ممسكا بمنشاره وكانت هي أيضا تحدق به بنفس قسماتها الباردة واللامبالاة، وكانت عيناه من الدهشة مفتوحة على مصراعيها من وراء قناعه الغريب .

_ م .. من .. من أنتِ أيتها الفتاة ؟.. وما الذي أتى بكِ إلى هنا؟

_فرانكي باربوسا، قاتل مختل، يعشق قتل النساء وتقطيع أوصالهن، قتلت أكثر من 38 إمرأة بالإضافة إلى رجلان و …..

وهنا أكمل القاتل بالنيابة عنها ساخرا منها :

_ أربعة رجال، قتلت أيضا أمي وأختي، بالإضافة إلى قتلي لعمي السمج.. لأنه كان يلقي النكات الثقيلة بلا أي مبرر أو داع!

وفي تلك اللحظة وضع وجهه في وجه ليلى الصغيرة متابعا :

_ هل تريدين شيئا؟!.. معرفتكِ لتلك المعلومات ستجعلني أنهيكِ الآن، لاتحاولي الركض من أمامي حتى، ساقبض عليكِ بكل سهولة.. ولو كنتِ حتى بسرعة فهد التشيتا وسط تلك الغابة التي أعرفها جيدا.

_ لا، أنا من سيطاردك الآن ياعم فرانكي !.

وبعد تلك الجملة .. انفجر السفاح العاتي ضحكا وكاد أن يلفظ أنفاسه من شدة اندماجه في الضحك .

_ هل احتسيتِ شيئا ما قبل أن تأتي إلى هنا أيتها الصغيرة ؟ ماريجوانا، فودكا، أم أي صنف من الحشيش هذا بحق السماء ؟! أنا لا أصدق الأمر!

وبعدها شغل منشاره الذي أصدر صوتا صاخبا قائلا في غضب :

_ سأقطعكِ الآن إربا إربا أيتها الشيطانة الصغيرة.

وقبل أن يستكمل السفاح نوبة غضبه الكبيرة.. لمح شيئا ما أوقفه وجعله يتردد، حيث انبثقت من وراء ليلي ومن خلف الأشجار تحديدا أعين حيوانية متوجهة تنير تماما كالمصابيح، ومن خلال وميضها الاحمر القاني، عرف السفاح أن تلك الحيوانات من وراء ليلي تريد الشر ” ذئاب”. وهنا اقترب كل شيء من وجه ليلي بنفس ملامحه الباردة والتي كانت تنظر إلى السفاح، وتحولت تلك الملامح الباردة بسرعة إلى ضحكة واثقة وشريرة للغاية صادرة من ثغر تلك الفتاة الصغيرة .. والبريئة !

وارتفع كل شيء هنا وغابت ليلى رفقة السفاح، وظهر مشهد الغابة المصغر أمام أعيننا، لنسمع بعدها دوي صوت السفاح الطفولي وهو يهز الغابة قائلا :

_ لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل .

يظهر أمامنا من الداخل منزل آل آلمر، وقد كانت العائلة على نفس جلستها على الأريكة تشاهد التلفاز فلم يمض وقت طويل على خروج ليلي لتمضية بعض الوقت مع جينفير كما زعمت هي. وأثناء انغماس العائلة في مشاهدة هذا الفيلم الدرامي فجأة رن جرس الباب بخفة وببطء، وهنا نظر أفراد العائلة كلهم إلى بعضهم البعض وكأنهم يتخاطرون ذهنيا عن هوية الطارق، وبسرعة شديدة نهضت الأم مسرعة وفتحت الباب لتجد أمامها ليلي .

_ ليلى ! أحسنتِ ياصغيرتي، لم تتأخري كثيرا، خاصة مع وجود ذلك السفاح الطليق، مع وجوده أمامك في طريقك لما كنتِ لتنهين يومكِ معنا الآن.

دخلت ليلى ببرود، وتجاوزت أمها التي أغلقت الباب دون أن ترد وكأنها تحضر شيئا لتقوله، وقد لمح الأب بقعة دماء داكنة وغليظة على سترتها الواقية من المطر، وهنا صعدت درجتان من السلم قائلة لوالدتها التي كانت تنظر إليها بتعجب :

_ إنها فقط البداية يا أمي.

في اليوم التالي، التلفاز يزف خبر موت فرانكي باربوسا سفاح النساء المفقود.. أمام أنظار العائلة وليلي التي كانت للتو تتناول فطور الصباح .

_ سيداتي وسادتي، عثرت القوات الأمنية على السفاح الخطير فرانكي باربوسا مقتولا بشكل بشع.. وممثلا بجثته في داخل منزله.. الذي كان يختبىء به في غابة فلوريدا غال، ويعتقد أنه قتل بطريقة غامضة على يد سفاح آخر أكثر غطرسة وشرا، حيث احتوى جسده على آثار لعضات قاتلة يعتقد أنها ناتجة من ذئاب القيوط التي تكثر في تلك الغابة. ومع آثار تلك العضات كانت هناك آثار أخرى لاعتداء آخر غريب لم يتم تحديد مصدره بعد.. ويعتقد أنه نتج من هذا المعتدي الغامض. وقد تم خلع وجه السفاح المخضرم وتبقت جمجمة وجهه فقط، وقد قام القاتل الآخر بعد تنفيذه للعملية بالاتصال بالشرطة وإخبارها بمكان جثة فرانكي التعس.

يظهر أمامنا من جديد وبلا أي مقدمات سيارة شرطة فاخرة.. تنتصب للتو وتعدل وضعيتها أمام نفس ذلك البيت الخشبي المهجور الخاص بالسفاح الضخم فرانكي، وبعد أن تم كل شيء وقامت السيارة بالوقوف أمام باب هذا المنزل المرعب الذي يقبع وسط الغابة .. ترجل منها على الفور شرطي وبرفقته شرطية بالزي الرسمي الأسود وقاما بتجهيز مسدساتهما بسرعة .

_ زووي !.. المنزل مظلم للغاية من الداخل، لابد أن شجارا عنيفا اندلع هناك أدى حتى إلى تكسير المصابيح في السقف !

_ المشكلة يا تود.. من هو هذا المجنون الذي يقوى على الهجوم على فرانكي باربوسا بعد أن عاد من جديد؟ هل قدم من كوكب آخر ؟

_ لا بأس، سنعرف كل شيء الآن، هيا بنا.

وهنا فتح الشرطيان الباب ودخلا بسرعة إليه، وفور أن دخلا كانت هناك رائحة عفنة للغاية لاتطاق حتى أنهما وضعا أيديها على أنفيهما لمنع تسربها إلى صدريهما.

_ تبا، الرائحة لا تحتمل، ضع يدك يا تود على مكبس النور، إني ألمحه إلى جوارك.

وبطريقة ما وضع الشرطي تود وبيده سلاحه على مكبس النور وقد أنار المنزل الصغير.. لينكشف شيئا أمامهما جعلهما يتسمران في مكانهما ويصوبان مسدساتهما نحوه. وكانت عيناهما تكاد تخرج من وجوهما، لقد كانت جثة السفاح فرانكي جالسة على كرسي خشبي بنفس هيئتها السابقة أمامهما تحديدا. وحوله كانت هناك جثة لذئب قيوط متعفن ويبدو أنه قتل من قبل فرانكي، وقد كانت رأس فرانكي مفقودة ومقطوعة بشكل ما من على جثته، ووضع القاتل الأكثر بطشا مكانها قفصا صغيرا للعصافير الجميلة وثبت القفص بشكل احترافي مكان رأس ضحيته.. ليحل محلها في مشهد سادي مرعب، وقد كتب القاتل بالدماء على الحائط من وراء جثة فرانكي :

_ قتلته .. لأنه كان لا يريد السلام، مثله مثل باقي جنس آدم اللعين !.

وقد رسم القاتل تحت جملته تلك بالدم وجها ضاحكا لكائن أنثوي بشع بأسنان حادة ووجه غير معلوم.

إقرأ أيضا : الطريق إلى المنارة

وبعد هذا المشهد الخرافي، كان الشرطيان لايزالان في مكانهما مندهشين من هول الصدمة. وكانت أعينهما لاتزال مبحلقة إلى آخرها، وهنا تحدث اللاسلكي الذي كان مثبتا على كتف الشرطية فجأة :

_ زووي ! زووي؟! ما خطبك يا امرأة ؟! لماذا لا تجيبين؟ معك الشريف فرانك.. ماذا وجدتما عندكما ؟، هل الأمور بخير هناك ؟.

وهنا اقترب كل شيء من وجهه الشرطية وعيناها المبحلقة وهى تهمس في اللاسلكي برعب :

_ لا .. لا شيء سيدي ! نحن فقط بحاجة إلى المزيد من الرجال هنا، نحن نشعر بالخوف كثيرا !.

في 22 فبراير، سنة 2023 أذاعت نشرة الأخبار مقتل رجل العصابات المكسيكي ألفاريدو كنتارا ،ووجدت جثته معلقة من القدمين على جسر ضخم في الولايات المتحدة، ووضع قاتله في فمه رسالة حملت عنوان ” تبا لأبناء آدم الملاعين “، وقد رسم القاتل بالدم وراء جثته صورة لمخلوق أنثوي غريب مبتسما بأسنانه الحادة.

بالخامس والعشرين من إبريل، سنة 2023 عثرت الشرطة على زعيم المافيا الروسية آلان تشيشني مشنوقا في زنزانته، وقد قطع القاتل جزءا من شرايين يد ضحيته، وكتب بدمه وراء جثته ” الويل للبشر في الأرض، النهاية في3055 ” وقد رسم القاتل بالدم وراء جثته صورة لمخلوق أنثوي غريب مبتسما بأسنانه الحادة.

في سبتمبر 21 سنة 2023 عثرت الشرطة على زعيمة المافيا البرازيلية آلانا كوشينار مذبوحة داخل بانيو الاستحمام، وقد كتب القاتل بالدم على الحائط الأبيض” نهاية البشر، 3055.. لا تنسوا ذلك رجاءا ! “.

بعد ذلك أذاعت نشرات الأخبار العالمية خبرا عن وجود قاتل سري دولي.. يقتل ويستهدف المنظمات الإجرامية بعيدا عن القانون، وأن الشرطة الجنائية الدولية ” الإنتربول “.. تعمل جاهدة للوصول إليه لأنه غير معلوم الهوية ولا توجد ضده أية بصمات !.

الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل .. منزل آل آلمر

كان المنزل بالداخل هادئا للغاية، وقد كان ذلك شيئا طبيعيا للغاية لأن جميع أفراد عائلة آلمر في تلك الليلة الباردة يغطون الآن في نوم عميق. وهنا نلمح ليلي وهي تجثو على ركبتيها على الدرج.. وكانت تتلصص على القطة الأخيرة المتبقية في المنزل بعد اختفاء الأخرى رفقة كلب العائلة في ظروف غامضة. كانت تلك القطة الضخمة صاحبة اللون الرصاصي والوجه الأسود منشغلة في قضم فأر قتلته.. وكانت تعطي ظهرها لليلي غير منتبهة لها وهى تتربص بها لهدف غير معلوم، كانت القطة منشغلة وكانت دماء الفأر تغطي وجهها.. وكأنها غسلته، بينما كانت ليلي الجميلة صاحبة الشعر الأسود والبشرة البيضاء ترتدي ملابس نومها الخفيفة وتراقب القطة في حذر وصمت. وهنا انتبهت لها القطة !

بدأت المطاردة المثيرة.. حيث ركضت القطة وورائها ليلي التي أخذت تعدو ببراعة خلف هذا الحيوان المفترس الرشيق والسبب غير معلوم بعد، وعندما غابت ليلي في المطبخ راكضة خلف القط يظهر أمامنا الأب والأم وأيضا الصغير رونالدو وهم يتتبعون آثار ابنتهم إلى المطبخ وكأنهم يراقبونها منذ مدة، وببطء ودقة أخذ الأب يتبع آثار تلك الدماء التي تركتها ليلي على الأرض وهى تطارد القط.. ولابد أن القط جرح بشكل أو بآخر بسبب تخبطه كثيرا بالأثاث الثقيل.. وهو يركض بذعر من ليلي .

_ أرأيت ياروزفليت ؟!.. نمتلك مفترسا استثنائيا في منزلنا !

وهنا يظهر أفراد العائلة الثلاثة من وراء ظهر ابنتهم في المطبخ، وقد كانت الفتاة ماكثة في الركن تعطيهم ظهرها، وفي يدها كانت تقبض على جيفة القطة المسكينة وتقضمها بنهم وكانت تلتهمها بشكل غريب !

كانت العائلة وراء الابنة مبتسمين بشكل غريب، وهنا قالت الأم لابنتها بنبرة مازحة :

_هيه، هل تعطينا قطعة؟ أم أن عائلتك ليس لها نصيبا من صيدكِ يا ليلي؟

انتبهت ليلي لهم وهم وراءها.. وكانت مفزوعة كثيرا والدماء تسد فمها ذو الأسنان الحادة، وهنا صرخت صرخة مرعبة للغاية وكانت لاتزال بحوالي نصف هيئتها البشرية، وقفزت هاجمة على أمها محاولة تمزيقها !.

_ ليلى ! إبتعدي عن أمكِ! نحن نعرف كل شيء يا ابنت لا تكوني عنيدة.

سقطت الأم أرضا وهي تبتسم في وجهه ابنتها، وفوقها قبعت الفتاة المتوحشة وهي تكشر أنيابها، وقبل أن تفعل أي شيء أمسكها الأب بقوة من ظهرها ورفعها بعيدا عن أمها، وقد حاولت الفتاة التملص منه كثيرا، إلا أنه كان أيضا يحمل نفس قوتها الفريدة .

إقرأ أيضا : صراع العروش .. الجزء الأول

_ ليلى ! ليلي ! توقفي يا ابنتي، نحن أيضا مثلك تماما، نحن عائلة لن نتقاتل بعضنا.

وبعد أن سمعت ليلي هذا الكلام، هدأت قليلا وتوقفت ثورتها حتى تركها الأب لتقف أمامه هو وزوجته وابنه قائلة في استغراب :

_ ما .. ماذا تقول أيها الرجل ؟ كيف مثلي؟ هل تعرف من أكون؟

_ نعم، تلك الليلة، وذلك الضوء الأحمر الغريب.. كان دورك لإتمام الانتقال والتخلص من نسختك البشرية، كما فعلوا بهذا الرجل وتلك المرأة وهذا الصبي .. فعلوا بليلي أيضا عندما حان دورها لإتمام المشروع.

_ لازلت لا أصدق أنك مثلي، أخبرني المزيد حقنا للدماء.

وهنا قالت الأم لتتابع كلام زوجها :

_ حسنا، أنتِ تعرفين أن عائلة آلمر الحقيقية قد ماتت أثناء تنصيب الضوء الأحمر في الليل على أربعة ليال متعاقبة.

_حقا ؟، هل يمكنك أن تخبريني يا أمي بمكان أجسادهم الآن.

_ أجسادهم في القبو، تقبع في القبو، نحن كائنات أخرى تخلصت منهم أثناء هبوطنا على الأرض.. وذبحت العائلة بأكملها وأخذت فقط أشكالهم البشرية المموهة.. لإكمال مشروع التعايش كبشر المقرر من قبل قادة كوكب سريال ونت.

_ أتعرفون، أنا أصلا أشعر أنني لست على مايرام فور تقمصي لشخصية الفتاة التي ستلازمني حتى مماتي، كوكبنا أصبح يعج بالفوضي وستصبح الأرض بعد إتمام مشروع التعايش كبشر هو وطننا البديل.

_ نحن لم نحصل على أجسادهم فقط لنخفي هيئتنا الحقيقية، بل حصلنا أيضا على عواطفهم أثناء إتمام مراسم الانتقال عبر ضوء ونت الأحمر.. الذي شق سماء الليل.. الحب، الكراهية، الأمومة، الشرف، والولاء.. كل هذا قد حصلنا عليه يا ابنتي لإتمام بقاء نسلنا وسط البشر دون أن ننكشف. نعرف أنكِ أنتِ من قتلت فرانكي سفاح النساء ! كنا نعرف أيضا كل شيء غريب تفعليه، ولكننا لم نظهر ذلك لكي لا ننكشف أمام القراء و لكي تجتازي فقط اختبارات مشروع التعايش المقرر، حتى نجهز لغزونا الكبير المتوقع سنة 3055.. والذي ستباد فيه الحياة البشرية عن بكرة أبيها..

مشروع التعايش كبشر قررته كائنات الفضاء الخارجي في سريال ونت، وقررت أن الهيئة البشرية المتخذة ستلازم كائنها للأبد من أجل ضمان الحصول على ميزات البشر و أشكالهم الفريدة.. ولكن بقدرات وصفات أهل الفضاء في سريال ونت، نحن لانزال عائلة يا ابنتي، تركنا فقط بشريتنا وتحولنا نحو الأفضل، نمتلك تلك الهيئة الجميلة مع تلك الصفات الفريدة، لا مزيد من الأطراف اللزجة والأعين الواسعة والأدمغة الكبيرة. يوجد بعد الآن شكل فريد لنسل آدم، مع صفات نسل يوفو الخارقة، نحن عائلة يا ليلي، بغض النظر إن نجح المشروع أم لا .. فنحن لن نفترق أبدا.

_ من أجل أن نكون عائلة تعلم بأصلها جيدا.. هناك بعض السمات يا أختي أنتِ تجهليها في نفسكِ كثيرا، خاصة وأنه من استطاع الاستحواذ عليك يعتبر من أكثر الكائنات غطرسة هناك، فنحن نستطيع أن نتواصل مع بعضنا عن طريق تبادل الأفكار والإشارات، وليس عن طريق الكلام فقط. نستطيع أيضا أن نتلاعب في عقول المخلوقات المختلفة من حولنا.. ونجعلها تنضم إلينا أو أن تقاتل بعضها، قادرين على إيجاد المادة من الفراغ كما صنعت الماء من لاشيء من قبل، لقد دمجت ذرات الأكسجين في الهواء واستطعت بشكل ما أن تحصلي على الماء بواسطة أصابعك فقط، قادرون على التفكير أسرع 1000 مرة من عالم البشر المحنك ألبرت أينشتاين، قادرون على قتال أكثر من 100 رجل مجتمعين عند استجماع نصف الطاقة المستهلكة فقط.

إقرأ أيضا : رعب العنقاء – الجزء الأول

قادرون أيضا على التلاعب في شتى الآلات والماكينات وتشغيلها بواسطة النظر إليها لا أكثر، نستطيع الانتقال والسفر عبر البلدان عن طريق التفكير فيها فقط ليس أكثر، أي كائن نقتله نستطيع نقل جيناته إلينا وأخذ هيئته وتصرفاته، نحن لانزال واحدا يا أختي العزيزة ! لانزال عائلة آلمر التي لن يفككها شيء.

وهنا اقتربت ليلى من أمها وأبيها وأخيها، واحتضنتهم جميعا كما احتضنوها لتعلن عن ولائها وإخلاصها لهم.

وبغض النظر عن أي شيء، مشروع التعايش كبشر منتشر كثيرا في دول عديدة في العالم استعدادا للغزو المتوقع في سنة 3055، حتى أن أغلب سكان الكرة الأرضية وأكثر من النصف يحملون في داخلهم بذرة مشروع سريال ونت الخرافي الفريد .

الإمارات، موقف باصات عمومي .

يظهر أمامنا رجل عربي بشماغ رسمي وعباءة بيضاء، وقد كان جالسا في منزله على طاولة الطعام يتناول طعامه، وقد كانت زوجاته الثلاث يجلسن أمامه وهن يضعن نقابهن الأسود المحتشم ليغطين به وجوهن، وقد كن يراقبن زوجهن وهو يتناول طعامه بنهم، وقد كانت أعينهن السوداء الجميلة الظاهرة من النقاب تدور يمينا ويسارا وهن يراقبن زوجهن وهو يتناول الطعام، وهنا انتبه الرجل وقال لهن باهتمام :

_شحالج أنتِ وياها؟ ليش ماتاكلن ؟.. ستأكلن بالنقاب؟ اشلحوه يالله.

وهنا قالت إحداهن لزوجها بهدوء واهتمام :

_مابنقدر أبو عبدالله، سريال ونت يجب أن يستمر !

_ بتخرفي يامره، ايش بيك، يالله يالله، شيلوا النقاب يالله وبسم الله.

وهنا نزعت زوجتان النقاب.. ليظهرا وجهيهما الجميلين أمام أعين الدنجوان أبو عبدالله والذي قال لهن :

_بسم الله ماشاء الله !.. ما أجملكما، وأنت يا زليدة.. ايش تستني ؟ شيليه لتاكلي يالله.

وبعد دقيقة من الصمت والانتظار والتحديق المطول من أبو عبد الله في تلك المرأة التي لم تنزع نقابها، نزعته أخيرا وظهر وجهها الحقيقي، ولقد كان وجه كائن فضائي صاحب رأس كبيرة وأعين سوداء واسعة للغاية، وبعد أن اتسعت حدقة عيني أبو عبد الله من المفاجأة وهو يشاهد هذا الكائن العجيب أمامه.. وإلى جواره كن زوجاته يبتسمن بشر، حتى نسمع بعدها دوي صرخته الصادرة من ناطحة السحاب الشاهقة تلك :

_لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى