تجارب من واقع الحياة

ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟

بقلم : أيوب – بلا وطن

النوم فارق جفوني وحياتي أصبحت عذابا
النوم فارق جفوني وحياتي أصبحت عذابا

أولا عزيزي القارئ أعذرني إن كان موضوعي جريئا إلى حد ما أو يخدش حياءك ولكني أنشره لشدة حيرتي وقلتها .

أنا رجل فى الأربعين من عمري أحمل هموم جبال ، حين كنت في الثامنة والعشرين توفي والدي فجأة وكنت متعلقا به كثيرا ، فكانت صدمة كبيرة لي ولأخوتي وأنا بطبعي انطوائي و ليس لى أصدقاء تقريبا ولعلي أحظى بأحدكم صديق ولى الشرف .

بعدها دخلت في أزمة نفسية خصوصا أن الوضع المادي للأسرة كان سيئ للغاية ، أقدمت على العمل بمرتب بسيط شحيح لم أجد غيره ولم يكن أمامي خيارا آخر ، وعشت وأنا في أجمل أيام شبابي محروما من أقل ما يتمتع به من في سني وحزني على والدي يزيد يوما بعد يوم مما زاد حالتي النفسية سوءا .

دخلت فى حالة شبيهة بإنفصام الشخصية كنت أهرب من وحدتي وهمومي بأشياء أشبه بالجنون وأشياء يخجل من فعلها المراهقين ، كنت أكلم نفسي أحيانا وأتعارك معها وأكلم والدي المتوفى وأفتح مواقع دينية وفي نفس الوقت مواقع إباحية ، أتخيل كل من يقرأ الآن يضحك فى نفسه ألم أقل لكم أنها أشياء يخجل من فعلها المراهقون ؟

بل أزيد أني وقد كنت أقرب على الثلاثين من العمر كنت بعد أن أشاهد هذه المواقع أفعل مالم يفعله أحد (العادة السرية)وليس فقط بل وبشكل مخزي يوحي لمن يشاهدني بأني شاذ جنسيا ، ويعلم الله وحده أني لم أكن كذلك ولكني كنت أهرب من حزني وهمومي بهذا الجنون إلى أن مرت الأيام وأستطعت بفضل الله وحده أن أستفيق من هذه الحاله المرضية المخزية ، ولكن الكارثة التي أكتشفتها بعد عام أو عامين أن أحد جيراني كان يتلصص على جهازي ويرى ما أقوم بفتحه من هذه المواقع وليس ذلك فقط لقد قام بوضع كاميرا على شباك حمامي وتصوير ماكنت أفعله وأذاع الفيديو على أصدقاءه في المنطقة التي نسكنها بل ووصل إلى أقاربي ، ولم أكن أعلم بكل هذا لقد كنت أرمي السلام على أحدهم فلا يرده علي ، وإلى الآن لم يعد يزورنا أحد من أقاربنا في المنزل الكل يظن أني رجل شاذ مع أن الفيديو قديم ويعلم الله أني لست كذلك .

وإلى الآن أنا في عذاب لا أستطيع أن أحكي مشكلتي لأحد ولا أستطيع أن أتقدم ببلاغ للشرطة لأن وضعي مخزي ومر على الموضوع بضعة أعوام ولا أستطيع العراك مع أحد فأنا وحيد في منطقتي ولن أجد من يقف بجانبي .

النوم فارق جفوني وحياتي أصبحت عذاب وأخاف أن اتقدم للزواج من أي فتاة فيسأل أهلها عني ويرو هذا الفيديو المخزي أو حتى يعلمو بما حدث فيه ففكرة الناس عني أني رجل شاذ جنسيا ، ولا أستطيع أن أنقل مسكن العائلة إلى مكان آخر كيف أقنع أهلي وقد حاولت بشتى الطرق لكنهم رفضوا وهم لا يعلمون شيئا مما حدث ولا أجرؤ على حتى التلميح بما حدث ، وأرى السخرية والإستهزاء في أعين كل من ينظر إلي ، لقد حطمت نفسي بنفسي .

عزيزي القارئ ماذا بعد أن قرأت ما قصصته لك هل تسخر مني ؟ وإن لم يكن كذلك  فماذا ستفعل لو كنت مكاني ؟ .

تاريخ النشر : 2020-02-08

guest
44 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى