تجارب ومواقف غريبة

مارد صحراء دهشور

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

شخص عملاق برأس حصان وله عُرف وشعر الحصان في رقبته

 السلام عليكم أصدقائي ، تجربة اليوم حدثت معي أنا شخصياً و زميل لي أثناء تأديتنا الخدمة العسكرية ، فقد التحقت بسلاح الدفاع الجوي وكان مركز تدريبنا في منطقة صحراء دهشور التي بها عدد من الأهرامات و تحمل نفس الاسم ، أهرامات دهشور ، وكان توقيت تجنيدنا في شهر يناير وهو شهر بارد من شهور الشتاء في مصر 

و في يوم أثناء وجودنا في المعسكر أقترح بعض الأصدقاء أن نتسلل إلى بيوتنا قبل المغرب وأن نعود قبل السادسة صباحاً ، ومعروف أن ليل الشتاء طويل والفجر يبزغ متأخراً ، وبالفعل كنا ٧ جنود وكنا نسير أسفل طريق عالي يسير عليه قطار ينقل خام الفوسفات عبر صحراء مصر إلى ميناء بالبحر الأحمر للتصدير ، وكنا نتخفى أسفل طريق القطار العالي كي لا يلمحنا أحد من الشرطة العسكرية ، وكان هذا الطريق يتقاطع مع طريق القاهرة الفيوم ، وسرنا إلى قرب طريق السيارات و وصلنا قرية بجوار جبل صغير يخترقه سكة حديد القطار وبدلنا ملابسنا إلي ملابس مدنية ودفنا الملابس العسكرية بجوار الجبل و وضع كل منا علامة على مكان ملابسه ، واتفقنا أن نتقابل في الساعة الرابعة فجراً عند هذا المكان

وصلنا الطريق وافترقنا كل إلى محل إقامته ، عدت أنا وصديق يسكن قريب جداً من منزلي في الميعاد ولم نجد أحد من باقي المجموعة وكنا اتفقنا أن يحضر واحد ممن لم يحضروا كشافاً كهربائياً وانتظرنا أنا وصديقي حوالي ربع ساعة وخشينا أن تتأخر عن المعسكر وطابور تمام الصباح ، فاقترحت أن نعود أنا وهو فقط لان علامات ملابس الآخرين موجودة فلم يحضروا بعد

سرنا في الظلام الحالك والبرد القارص مع شريط القطار ، وعندما تركنا الجبل وراءنا التفت و لمحت ، كان هناك ظل كبير يقف بأعلى الجبل القصير يراقبنا ، خفت أن أذكر ذلك لصديقي لأني أعلم أنه يخاف جداً و بسهولة ، وأخذت أتحدث معه وأنا أشعر أننا مراقبين طول الوقت وانظر حولي وخلفي و بالكاد أرى ما حولنا لوجود ضباب ظهر بعد ما بدانا المسير بقليل

وعندما اقتربنا من المعسكر وبدأ الفجر ينير الطريق قليلاً لاحظنا شيء يشبه عمود عملاق في الأفق وتتجه نحونا و في طريقنا ، وعندما اقتربنا منه و بدأ الضباب ينقشع وكنا في منخفض بين تلال ، توقفنا نحن الاثنين ونظرنا إلى بعض بدهشة فالعمود الذي رأيناه كان ساق عملاقة لشخص عملاق نكاد لا نرى راسه وكانت الساق كأنها ساق حمار أو حصان

اختفينا خلف التلال وحدقنا ونحن مرعوبين فعلاً ، فراينا شخص عملاق برأس حصان وله عُرف وشعر الحصان في رقبته واقف يتلفت و كأنه يبحث عنا أو عن شيء آخر ، تجمدنا في مكاننا و بعد برهة مع تزايد نور الصبح قليلاً صهل هذا العملاق بصوت عال مرعب واعتقد أن خدمات الحراسة على المعسكرات المجاورة سمعته لأننا سمعنا من بعيد أفراد الحراسة ينادون علي بعض بكلمات التمام وسار هذا العملاق وأبتعد في اتجاه الصحراء في منطقة هي مقلب قمامة المعسكرات واختفي

 جلسنا مكاننا إلى أن طلع النهار وانجلى الطريق وعدنا للمعسكر ، وعندما قصصنا ما حدث مع عريف قديم بالمعسكر لامنا بشدة على الخروج في هذه المنطقة المسكونة من الجان وذكر أن بعض المجندين خرجوا في ليلة يقصدون قرية صغيرة قريبة للذهاب إلى مقهي هناك وشاهدوا نوراً من بعيد ، ظنوا أنها أضواء القرية وساروا ساعات والنور لا يقترب وعندما طلع النهار كانوا تائهين في الصحراء عكس اتجاه القرية المنشودة

ولحسن حظهم قابلوا بعض الأعراب من قاطني المنطقة أعادوهم إلى المعسكر الذي كانوا يبعدوا عنه حوالي ٥٠ كيلو تقريباً ، فقد ساروا طوال الليل ، وحذرنا من تكرار الخروج من هذا المكان وعاد باقي الزملاء بعدنا بساعات مع بعضهم في النهار وتعرضوا للعقاب ، و من هذا اليوم ظهر الشيب في شعر رأسي فعلاً

و إلى الأن عندما أقابل صديقي نتذكر هذا الأمر ونحمد الله على نجاتنا منه ، لأن ذكر لي كبار العائلة فيما بعد أن ما رأيناه يُسمى مارد و هو من أخطر أنواع الجان و إن ظفر بنا دفننا إحياء في الصحراء أو قتلنا أو أصابنا الجنون من الذعر ، وبعد سنوات رأيت هذا المارد في وسط حقول زراعية في محافظة قنا في صعيد مصر مع أبن عم لي وهذه قصة أخرى أكتبها لكم لاحقاً ، تحياتي للجميع.

تاريخ النشر : 2019-03-21

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى