تجارب من واقع الحياة

ماضي مؤلم

بقلم : يوني – المغرب

أنني سريعة تقلب المزاج فقد يتقلب مزاجي من السعادة إلى الكآبة في نفس اليوم
أنني سريعة تقلب المزاج فقد يتقلب مزاجي من السعادة إلى الكآبة في نفس اليوم

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، أما بعد:
بعد أن كتبت مشكلتي في الأشهر الماضية ، ها أنا اليوم جئت لأحكي لكم التفاصيل و الخلفية لكي تقتربوا مني أكثر.

أولاً : سأعرفكم بنفسي ، مراهقة ذات 18 سنة طالبة ، لا أحافظ على صلاتي لكني أتبع عدة تعليمات دينية ، وأعيش في وسط عائلي عادي ، لدي أخوان أكبر مني و أصغر ، لطالما حلمت بأخت لي لكن للأسف لم أحصل عليها ـ  ما زلت أتمنى ذلك ـ لا أملك أصدقاء مقربين لأنني لا أحب ذلك ، لا أحب أن يتدخل أحد في قراراتي ، لأني صرت واعية بمصلحتي ، شخصيتي خجولة و اجتماعية من الدرجة الأولى ، أتأقلم بسرعة في أي وسط و أخلق صداقات حتى مع أي شخص و بسرعة ، عادةً ما ينعتني الأشخاص الأكبر مني سناً بأنني لطيفة و محبوبة و بلهجتنا ” ادخل إلى الخاطر ” و يسعدني أن اترك انطباعاً جيداً عند الكل ، ومساعدة الكل بكل ما استطيع و أتمنى أن لا يكرهني أحد.

في الحقيقة لا أظن أنها مشكلة كبيرة بالمقارنة مع بعض الأشخاص ، لكنني حقاً أحتاج لرأيكم.
أكره أن ينتقدني أحد ، أكره أن يكرهني أحد و أكره أن يسيء فهمي ، وكذلك أكره أن يتم ذكر ماضي الذي لا يعلمه سوى أهلي ، و هذه أول مرة أتشجع و أحكيه.

 في سن الصغر (14 سنة و أقل ) كنت ذات شخصية سيئة جداً ، كنت أسرق النقود من أهلي و أصدقائي أيضاً و أكذب كثيراً بدون أي سبب ، خنت ثقة أمي فيّ فقد كنت أغوص في العلاقات الغرامية المزيفة عبر الأنترنيت ، كنت أدخل للمواقع الإباحية و كنت أضع الماكياج وراء ظهر أمي وأذهب به إلى المدرسة فقط لأجذب اهتمام زملائي.

 باختصار كنت أسوء فتاة ، كانت أمي تضربني بسبب علمها بالعلاقات الطائشة عبر الإنترنيت و الماكياج و تشتمني ، و الأسوء من ذلك تحكي كل شيء أمامي عندما نكون في مجمع العائلة وهذا ما سبب لي الإحراج.

لكن سرعان ما تغيرت و الحمد لله عندما وصلت إلى 15 سنة ، أي عند وصولي إلى المرحلة الثانوية ، تغير تفكيري تدريجياً مع كل شهر صرت أكثر نضجاً ، و هذا بسبب جلوسي مع نفسي و وحدتي ، ففهمت نفسي و أبعدت كل السلبيات غيرتها بأشياء أكثر إفادة و لا زلت إلى حد الساعة أنضج مع كل فكرة.

للأسف إلى حدود الساعة أحس أنني أفتقر إلى الاهتمام و إلى المدح و الشكر والحنان أيضاً، بسبب تربية أمي الخاطئة لي أصبحت شخصيتي حساسة أكثر من اللزوم ، أبكي على أتفه الأسباب ، و هذا ما يحرجني خصوصاً أمام أصدقائي و أساتذتي ، كل من أعرف يعلمون ذلك إلا أمي لا تعلم أصلاً من أكون ، كلما تسألني عنه هو : مع من تتحدثين ، أين كنتي ، هل تدرسين جيداً ؟ لم تسألني يوماً عن نفسي ، و اذا حكيت لها عن إنجاز أو عن نفسي لا تعيرني أي اهتمام و تكتفي بالصمت وهذا ما يؤذيني ، أتلقى الاهتمام و المحبة من كل أصدقائي و الكل يقول عني أنني فتاة رائعة و يشجعونني في خطواتي البسيطة إلا أهلي خصوصاً أمي لم أسمعها يوما تفتخر بي.

بحكم عملها فأنا أقوم بأغلب أعمال المنزل ما عدى الطبخ ، لكنها تستمر في شتمي و القول لي أنني لا أنفع بشيء ، و تقول هذا لكل شخص تتحدث معه في الهاتف أمام مسمع أذني ، لكنني اعتدت على الأمر فصرت أتجاهله.

و أيضاً تفضل أخي الكبير أكثر مني ، الأحظ هذا في كل موقف ، فتستمر في تشجيعه و حمايته ، أما هو عندما يذكر ماضي ليمزح به تستمر في الضحك معه علي ، مع أنهما يعلمان أنني أكره ذلك وعندما أوقفته و قلت له من باب الغضب : أنني أود أن احظره من حياتي ، أي أنني أتمنى أن لا يستمر في الحديث عني منذ اليوم ، غضبت علي غضباً لم أره في حياتي و أسمعتني كلاماً لم يخطر على بالي يوماً ، و تأكدت أنها لا زالت لا تثق بي و أنني كنت أكذب على نفسي عندما قلت أنها نسيت و سامحتني على طفولتي ،

و للأسف صُدمت من كلامها مما جعلني أغرق في حالي و ندمي ، فقررت مشاركتكم هذه المعاناة و قالت أنها لها الفضل في كوني انسان جيد الآن،  لكن بالعكس لم تعلمني شيئاً ، كل ما كانت تفعله ضربي و شتمي في الشارع أيضاً ، مما جعل شخصيتي مفرطة في الحساسية و انطوائية نوعاً ما ، فأنا لست من النوع الذي يحكي مشاكله أو معاناته لأي شخص ، كما أنني عندما أخاف أو يقول لي شخص كلام لم يعجبني تصيبني حالة من الهلع الغير إرادي فتبدأ يداي ترتجفان بشدة و دموعي تنهمر دور إرادة و يصعب علي الكلام وكأنني عاجزة ، حصلت معي مرتين فصرت أخاف من أن تأتيني هذه الحالة أمام أحد معارفي ، كل هذه المعاناة وهي لا تعلم شيئاً.

كما أنني كما سبق الذكر في الموضوع السابق أنني سريعة تقلب المزاج فقد يتقلب مزاجي من السعادة إلى الكآبة في نفس اليوم ، إلى درجة أنني صرت أتعايش مع الأمر وكأنه طبيعي و أعيش في أحلام اليقظة حيث يوجد عالمي المثالي بإفراط ، إلى درجة أنني صرت أحدث نفسي و أمثل أنني مع شخصياتي الخيالية و أضحك و أنزعج معهم طول اليوم.

اكتب هذه الكلمات و دموعي تنهمر بشدة و أتنمى فقط أن يحس بي أحد ما ، قد تبدو مشاكل عادية قد يعاني منها أي شخص ، لكن ثق بي ليست كذلك ولها أثر كبير في حياتي.

 لا أحد ممن أعرف يعلم بهذه الأمور أو بما يدور في خاطري ، كل ما يعرفونه أنني شخص لطيف و مثالي ، ليس بمقدوري الذهاب عند طبيب نفسي لذلك أردت مشاركة حياتي معكم وأخذ رأيكم ، أحب الحياة لكني أحس أنني غير مرحب بي خصوصاً عند أمي ، كل ما أريده أن أحقق أحلامي و أن أتلقى ذرة تشجيع و كلام يجعلني أحس أنها عائلتي وليس عدوتي ، لكنها للأسف تحب قطع أجنحة أحلامي ، أتمنى أن أجعلها فخورة بي مستقبلاً ، شكراً على اهتمامكم و دمتم بخير ، و شكراً لكل من يعطينا من وقته الثمين لينصحنا .

تاريخ النشر : 2020-07-08

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى