تجارب ومواقف غريبة

ما لم يره أحد

بقلم : ضائع في الزمن – موريتانيا

فتح عينيه ليجد مخلوق غريب شبيه البشر و يضع يديه على القارب
فتح عينيه ليجد مخلوق غريب شبيه البشر و يضع يديه على القارب

أهلاً بكم مرة أخرى أيها الكابوسيين ، أمل أن تكونوا بخير و عافية وأمان تام.

اليوم أقدم لكم الجزء الثاني من قصص جدي – رحمه الله – على أمل أن تكون لديكم تفسيرات لقصص جدي الغربية .
لنبدأ بعون الله تعالى :
 
صدفة أم قدر :

هذه القصة يرويها جدي عن صديقه الذي يرويها و يقول لي بأنها وقعت في المغرب ، يقول لي : قال لي صديق مغربي يوماً بعد حرب الصحراء و التوتر القائم بين البلدان المغربية وجدت نفسي مشتاق للبحر الإبعاد أجواء التوتر السياسي ، فقررت أنا و صديق أخر أن نذهب بأسرنا نحو البر أو البحر ، و خرجنا من الرباط نحو البرية الجميلة ، و وصلنا إلى المكان المنشود و وجدنا بعض الرفاق في انتظارنا مع أسرهم أيضاً هناك ، جهزنا المخيم و حل لليل و بدأنا نقص القصص الغريبة بعد نوم النساء والأطفال ، يقول جدي – رحمه الله تعالى –
بدأ أحد الأصدقاء و أسمه محمد يروي لنا قصته الغريب ،

يقول لنا : كان أبي فارساً مقداماً يحب التجوال و يعرف كل وادي في المغرب والجزائر ، ثم حاولت فرنسا استعمار الجزائر ، فذهب أبي (يقصد جده) ذهب إلى الجزائر برفقة مجاهدين مغاربة ( لم يذكر عددهم) لنصرة الأخوة الجزائريين ، و قُتل منهم من قُتل و أُسر من أُسر و فشلت المقاومة ، و قررنا العودة نحو المغرب لتسوية الصفوف والعودة لاحقاً نحو الجزائر ، لكن تعرضت المغرب للاحتلال هي الأخرى و كان علينا الدفاع عنها أولاً ، لكن فشلنا ، و تمكن أبي (هو يتكلم) برفقة بعض الأشخاص من الاختباء في الجبال بعيداً عن الفرنسيين و أعينهم المنتشرة مدة طويلة ، في البدء قلنا أيام و نستعيد قوتنا ، لكن لم يتغير شيء مع مرور الأيام ، مضت ثلاث سنوات و اليأس دب في قلوبنا و أخيراً سمعنا بأن المستعمر هُزم وعاد خائب لدياره ،

لكن أتضح بأنها كذبة ، تم إلقاء القبض علينا تباعاً واحداً تلو الأخر ، لم يبق غير أبي ، و علم أبي بالخبر و خرج من طريق بري خطير في محاولة منه للوصول نحو البحر حيث سوف يقوم بمغامرة تحفها المخاطر نحو موقع جديد للمقاومة ، وبالفعل وصل للبحر و وجد مهرب فرنسي سوف يهربه من أجل المال ، و تم الأمر و قام الفرنسي بإيصاله لنقطة معينة و أخبره بأن هذا أقصي ما يمكنه الوصول إليه و أنه أعطاه المؤن والماء وخريطة عليها المكان المنشود و ها نحن.

أخذ الرجل يواجه أمواج البحر العاتية ثلاث أيام كاملة بدون دليل ، في اليوم الرابع بدأ اليأس يدخل قلبه و بدأ بالاستسلام لمصيره الذي لم يعجبه ، اغمض عينيه و وضع يديه فوق صدره
و شرب أخر قطرة ماء ثم نام مودعاً ، و بدأ يتذكر حياته ، مرت ساعة من الزمن و الرجل لا يحرك ساكناً ، و في لحظة معينة شعر بشعور غريب يجتاحه ، شعور ملح بفتح عينيه ، فتح عينيه ليجد مخلوق غريب شبيه البشر و يضع يديه على القارب و باقي جسده في الماء و معه ثلاث مخلوقات أخرى شبيهه بالنساء ينظرن إليه ،

لم يعرف ما يفعل أو ما الذي يحدث له ، ظن بأنها أوهام بسبب الجوع والعطش ، فقام بإغماض عينيه مجدداً و بقوة كبيرة ثم فتحهم مجدداً ، لكن الأمر لم يختلف ، حاول فهم ما يجري ، حاول أن يمد يده نحو تلك المخلوقات بحذر لكي يلمسهم ، و الغريب انهم لم يخافوا من مد يده ، وبالفعل لمسهم ، كان جلدهم ناعم جداً و مبتل للغاية مع لزوجة بقت في يده ، ثم أعاد يده ، ظل فترة ينظر لوجههم بدون كلمة واحدة ، فجأة تركنه و دخلن في الماء مجدداً ، حاول أن يصرخ و يطلب منهم المساعدة حتى أنه بكى ، لكنه على وشك معرفة سبب ذهابهم،

كانت عاصفة قادمة و أدرك بأنها نهايته المحتومة ، و بعد صراع مع العاصفة فقد وعيه ، عندما أستعاد وعيه وجد نفسه في سفينة من سفن الفرنسيين مقيد والجنود ينظرون اليه باستغراب ، لكن تغير الوضع حالما جاءتهم الأوامر بحبسه و إعادته نحو الرباط حيث سيتم التحقيق معه ، مات الرجل في السجن مع بقية المغاربة الذين تم حبسهم ، لكن أسرته علمت به قبل موته و زارته و أخبرهم بقصته قبل أن يموت لكي تُحفظ في ذاكرتهم البشرية – رحمه الله.

 
في نظركم هل يُعقل هذا ، هل كان صديق جدي رحمهما الله برحمته يقول الصدق ؟.
 
الله أعلم ، دمتم بخير.

تاريخ النشر : 2021-05-21

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى