تجارب من واقع الحياة

متاهة حياتي

بقلم : حزينة لدرجة المرارة – الجزائر
للتواصل : [email protected]

متاهة حياتي
أنا حزينة و يائسة .. هل وصلتكم آهاتي ؟؟

عزيزي القارئ هل جربت في يوم من الأيام أن تجلس في غرفة مظلمة باردة و كئيبة لا تسمع فيها إلا أنفاسك الحارة و صدى الآهات التي يقذفها صدرك كأنها خناجر حادة و ملتهبة ؟ و حيداً بين أربعة جدران و أصابع أقدامك متجمدة و كأنها قطع ثلج ، إصبع يحتضن إصبع .. دموعك الحارة تنهال من عينيك المتورمتان لترسم طريقها من على وجنتيك لتجففهما حرارة جسمك الملتهبة ، تحمل بيدك مرآةً تعكس صورتك فيثير انتباهك أنفك المحمر ، تشعر بالأسى و تشفق على حالك لتجد نفسك تصرخ بأعلى صوتك : الرحمة الرحمة .. فلا مجيب

تعاود الصراخ لعل هناك من يسمع صرختك فيحس بها و يستجيب .. تصرخ وتصرخ و تصرخ حتى تتعب حنجرتك لتجد نفسك تضغط و بقوة على مكان قلبك و تغني بصوت مبحووح و كلك ألم ، دموعك تذرف كالوديان و ابتسامة الأسى مرتسمة على شفتيك تنطق بكلمات بسيطة و تعزف على أوتار الحزن .. لااا لااا لا تحزن يا قلبي لا تتألم لا تيأس .. الغد أفضل غداً تشرق شمس الأمل لتداوي جروحك و تزيل الألم .

ببساطة هذه أنا .. وصفت لك يا قارئ كلماتي معاناتي و لخصتها بحروف لعلك تستجيب لصرختي و تحس بي ، هل وصلتك آهاتي ؟ أهي ساخنة ؟

منذ ولدت لم أشعر بالحنان ، لا من أمي و لا من إخوتي و لا من صديقي الوحيد الذي كان يعطيني القليل من جرعات الحب و هو والدي .. لم أعش طفولتي كما ينبغي ، لا أذكر أنني تمرجحت على أرجوحة كصديقاتي ، كما أنني لم أنم بحضن أمي كأنني يتيمة ..

مراهقتي كانت صعبة للغاية ، تمردت على عائلتي و لم يأبهوا بي .. من أنا ؟؟ أضعت هويتي بعدما تعرفت عليه .. سبب مأساتي و آلامي ، لن أسامحه ..

هو شاب يكبرني بخمس سنوات ، كان يعطيني الأمل لأعيش كأقراني ، كثيراً ما مدني بجرعات الحنان ، سقاني من كأس الحب حتى ارتويت ، أعاد لي الحياة ، حسبته أمي أو أبي ، جعلته يتملكني ، سميته حياتي ، إذا غاب غابت شمس الأمل ، أحس بنبضات قلبه أشعر بها أستطيع أن أعدها ، همساته تقتلني أما عيناه …. أحببته بصدق أحببته و بشدة ، تعلقت به لدرجة الهذيان ، صرت أحلم به ليلاً و نهاراً لا يفارقني ، لم أعد أحس بالفراغ ، أخيراً وجدت الحنان ، عوضني الله أخيراً .. أحس أن الدنيا تبتسم لي .

لكنه لم يرحم قلبي ، كسرني و قهرني ، الكأس التي رواني منها الحنان و الحب قام بكسرها ، و ها هو يبدلها بكأس الغدر و الخيانة ، بدّلها بكأس النفاق و الغرور .. يطلب مني الابتعاد لكني لا أستطيع.. لا أستطيع أن أتخلى عنه ، ببساطة قلبه لم يعد ملكي ، أذاقني المر و رواني بكأس الغدر ، أدرك أدرك بأنني أذيته ، أدرك بأنني خذلته و جرحته و لم أكن بملاك ، لكنه لم يجرحني ، هو قهرني .. قتلني .. الآن أنا أموت ببطء

كانت غلطتي ، أنا من أصريت و ضغطت عليه لكي يخطبني ، الآن نحن مخطوبان لكن منفصلان في آن واحد ، يعذبني .. هو يعلم أنني لا أستطيع الابتعاد عنه ، لذا هو يتلاعب بمشاعري ، نزف قلبي أنا أحتضر لا يعلم بحالي إلا خالقي ، ذهبت لكي أحتضن أمي و أعانق صدرها الدافئ و أنام بحضنها لعلني أشعر بالحب ، لكنها صدتني .. ما بك هل جننتِ ؟! لم تعودي طفلة لكي تنامي بحضني .. هذا ردها !! و هل قمتِ باحتضاني عندما كنت طفلة ؟ ذكريني ربما خانتني ذاكرتي ..

كل ما أطلبه منكم أعزائي أن تدعوا لي ، ربما دعواتكم تغير مجرى حياتي لأنني تهت و لا أجد ضالتي دمتم بخير .

تاريخ النشر : 2017-02-28
guest
36 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى