أدب الرعب والعام

مراهق من الجنوب

بقلم : النصيري – مصر

خفق قلبه بعنف وظهرت عليه علامات الضعف عندما هلت عليه بابتسامتها

 

اقتربت أمال السيد من أحمد منير الفتى الصعيدي الذي جاء في زيارة إلى خاله في القاهرة بعد أن حصل على الثانوية العامة وذلك في الثمانينات من القرن الماضي عله يجد عملاً ليشتري ما يحتاجه من ملابس ويوفر مصاريف دراسته الجامعية ليوفر على أمه التي عانت المتاعب لضيق ذات اليد لتوفر لهم ما يحتاجونه هو و أخيه محمود بعد أن زوجت ثلاثة بنات ، قبل أن يتوفى والدهن فتصبح العائل الوحيد لولديها ، أحمد منير وهو الأكبر ويأتي محمود منير بعده وهو في بداية المرحلة الإعدادية ، لم تكن لأحمد منير خبرات عاطفية فهو يعيش في عالم مغلق في أجواء الصعيد في ذلك الوقت فهو لم يختلط بالفتيات حتى في مدرسته فهي تقتصر على البنين ويجد في أن يتكلم مع فتاة حرمة عظيمة ، وأمام التغيرات في جسد الفتى شعر بالحنين والرغبة في التحدث والاختلاط بالجنس الأخر ولم يجد ذلك إلا عند خاله الذي أقام في القاهرة منذ سنوات عديدة وجد ما يتمناه قلبه ولكن لم تكن لديه الشجاعة في الحوار معهن فإذا اقتربن منه تصبب عرقاً و تلعثم في الحوار وأتى بألفاظ تثير ضحكهن ،

ولكن رغم ذلك اختار احمد منير أحداهن و وضعها في مكانه خاصة في قلبه فكونه رومانسياً بعيد كل البعد عن الرغبة الحيوانية لم تتبلور في نفسه أو تحركه للبحث عنها و ندماً دعاها لسماع ما نظم من شعر فيها ، سمعته ولكنها لم تتذوقه أو تعرف معنى الكلمات العذبة التي نظمها احمد منير وكأنها حبات اللؤلؤ ، بعد أن انتهى من إلقاء قصيدته ضحكت أمال السيد من قلبها فهي تقارب أحمد منير في السن فتدرس دبلوم التجارة نظام الثلاث سنوات ولكنها تختلف عن أحمد منير في كونه مثقف قارئ جيد وهي لا تهتم إلا بأن تحصل على الدبلوم وتجد عملاً يؤهلها للزواج ، اقتربت أمال السيد منه بعد أن ضحكت ساخرة من قصيدته فوجدت منه فتى غرور سريع الغضب أو قل سريع الخجل ، و يبدو أن أمال عرفت نقطة ضعفه وعرفت كيف تمكن حبه لها في قلبه الفارغ من أي تجارب فاستغلت ذلك للتسلية وتعذيبه ، من يكون أحمد منير في نظر أمال السيد سوى فتى قادم من الصعيد يتكلم بلهجة حادة غير مهندم و غير لبق ، فكانت تتعمد أن تضحك مع الفتية من أقاربها أمامه فيشعر الفتى بغصة في قلبه ويأخذ مكاناً بعيداً مكتئباً و يود أن يخطف أمال السيد بعيداً عن كل الناس ليأنس بها و يبذل كل شيء من أجلها حتى روحه و شبابه ،

و أخذ المسكين يهذي بها في نومه ويقظته ، ولكن ما الحل للفوز بها ؟ أرسل إلى أمه خطاباً يعرض عليها الأمر بأنه راغب في الزواج و أنه أختار إحدى قريبات زوجة خاله و أصر أن يتم ذلك الزواج منها و إن فشل ذلك فهذه كارثة ستصيبه و ربما يصل الأمر إلى الانتحار ، وعلل لها لماذا يعيش بدونها فهي الهواء وكل شيء يجعله حياً ، أمي أرجوكِ ساعديني ، على تخطي ذلك الأمر.

عندما وصل الخطاب لأمه ظنت أن أخيها أرسل إليها مبلغ الخمس جنيهات التي تعود أرسالها لها كل شهر ففرحت واستبشرت بالفرج ، ولكن عندما قرأ أبنها محمود الخطاب تغير لونها وارتسمت علامات الدهشة على وجهها و حاورت محمود .

– ماذا يريد أخيك ، اشرح لي ، أريد أن أفهم ؟.

محمود ساخراً : يريد الزواج من فتاة من القاهرة .

ردت الأم وهي تضرب وجهها بكفيها : يريد الزواج و نحن لا نجد الطعام !.

– أرسلي له وقولي له ما تريدين .

نفضت الأم ملابسها وقامت وهي تردد : لن أرسل لأحد هذا جنون ، تأخر رد الأم فلجأ أحمد منير لخاله وعرض عليه فكرة زواجه من أمال ، ضحك خاله لجرأته : أتريد الزواج ؟.

– نعم ، أريد الزواج ، أعدك يا خالي أني سوف أعمل بجهد و أواصل دراستي وأتخرج ، ثم توقف برهة ، أنا لا أريد الزواج كاملاً سيكون الأمر خطوبة حتى تخرجي من الجامعة و بعد الخدمة العسكرية يكون الزواج ، احترم خاله رغبته ولم يتعامل معه على أنه مراهق صغير وسأله خاله : وإذا رفضت أمال الزواج منك ؟ بعصبية المراهق وانفعاله رد رداً حاداً : كيف ترفض و أنا أحبها بجنون ولا يمكنني أن أعيش من دونها ؟ وعده خاله بأن يعرض الأمر على والد أمال و أمها وأيضاً يعرض الأمر على أمال شخصياً.

انتهت فترة الإجازة واستعد أحمد منير للعودة إلى قريته ، و قبل أن يعود لا بد أن يقابل أمال ولو لساعة يتأمل وجهها البريء ويسمع صوتها العذب ويملأ قلبه وسمعه وبصره بها لتستقر مشاعره وتهدأ عواطفه بهذا المخزون ، لا يمكن له أن يعود إلا بعد أن يراها ، خفق قلبه بعنف وظهرت عليه علامات الضعف عندما هلت عليه بابتسامتها ، رحب بها و أعلن لها أنه سوف يغادر إلى بلدته و أنه يتمنى أن ترافقه لترى جمال الصعيد ، أعلنت له عدم استطاعتها ذلك لأن أباها لن يوافق ، أعلن لها عن حبه دون أن يتلعثم أو يشعر بالخجل ، ضحكت أمال معجبة بنفسها مغرورة بأنها سيدة الموقف و أنها جميلة ومرغوبة من هذا الفتى المتحجر في عواطفه فهي لا ترغب في هذا النوع من الرجال ، هي ترغب في الحياة الناعمة الثرية بمتعها وترغب في الرجل الذي سوف ترتبط به أن يكون ميسور الحال و عصري في لبسه ومعاملاته و على قدر من الحرية و ليس كأحمد منير الذي يحبها حب الامتلاك الذي ربما يلقي بها في سلة المهملات اذا رغب عنها ، لم تعطه وعداً أو تعلن له أنها تبادله الحب فهي على الرغم من تعلق أحمد منير بها إلا أنها لم تتحرك مشاعرها فهو بالنسبة لها مانيكان لأنسان غريب الأطوار جاء لها من قصص وخيال الجدة وهي تقص على أحفادها القصص الغير معقولة ، أظهار أحمد منير ضعفه أمامها جعلها تشعر بالغثيان فهي تكره الرجل الضعيف الذي ينال ما يرغب بأسلوب التوسل والتسول ، حاول أحمد منير أن يحصل منها على اعتراف بحبها له أو صورة شخصية لها ، رفضت بقوة وأقرت له أنه بالنسبة لها مجرد صديق لا أكثر و أنها لا تفكر في تجارب غرامية مع أي أحد لأن ذلك في نظرها عيب ، وأكدت له أن ليس كل فتيات القاهرة في تحرر يشبه الانحلال ، حاول احمد منير أن يقنعها بأن الأمر ليس كما تتصور ولكنه لم يستطع.

حان موعد سفره ، حمل حقائبه حزيناً مهزوماً وكأن الممنوع مرغوب فزادت رغبته فيها و فضل الموت على أن يتركها و رجع لأنه مريضاً لا يعرف ماهيه مرضه ، زار الأطباء واكدوا له أن علته نفسية ، و حاول الانتحار أكثر من مرة فكان يتم إنقاذه بأعجوبة ، خيم الحزن على هذه الأسرة من أجل أحمد منير الذي يرغب في المستحيل وهو أن يتزوج أو يعلن خطوبته ، فهل يستطيع أن يتحمل تكاليف الزواج ؟ هذا السؤال سألته له أمه ، كان رده غبياً : حينما أتخرج من الجامعة ، و كأنه حينما يحمل مؤهل جامعي سُتفتح له أبواب الدنيا بما حوت من خيرات وكأنه تأثر بما قرأه من روايات عاطفية لها نهايات سعيدة رغم الفقر الذي يعاينه أبطال هذه القصص أو يكون الشعر الذي ينظمه لأمال أغرقه في الرومانسية فتخلى عن مرارة الواقع و خشونته مع أمثاله وأسرته ، في دوامة البحث عن حل لأحمد منير يضمن له خطوبته من أمال كاد أن ينسى أن يذهب إلى الجامعة وقد تم توزيعه على كلية الحقوق ، ذكّرته أمه بذلك بعد أن مر أكثر من أسبوعين على الدراسة ، قرر احمد منير أن يضع حداً لموضوع أمال وهذا الحل الأخير اذا وافقت سُعد بذلك واذا رفضت وضع على قلبه حجراً وينسى أمال ، رغم أن هذا الاختيار صعب ارسل رسالة لها في كلمات قليلة مع الرجاء بالرد : هل توافقين بالارتباط بي أم لا و شكراً ؟ لم يمر أسبوعين و كان الرد من خاله في خطاب مسجل : بني موضوعك رُفض فأمال قد تمت خطبتها من أبن عمتها وهو طالب في الكلية الفنية العسكرية وقد أعد كل ما يلزم للزواج ، كان الرد صاعقاً له إلا أنه تحمل و قرر أن يضع كل تفكيره في دراسته و قرر عدم السفر إلى بيت خاله مهما كانت الظروف حتى لا يري أمال فتعود الجراح تدمي كما كانت .

أحب أحمد منير دراسة القانون و نبغ فيه ونال إعجاب الأساتذة بدرجة غير عادية و تعجبت أمه حينما رأت البعض قد جاء إليه في بيته البسيط ليسأل عنه والجميع تنبأ له بالأستاذية في القانون ، و كانت المفاجأة تخرج أحمد منير في كلية الحقوق بدرجة امتياز وكان ترتيبه الخامس عشر على مستوي جامعة أسيوط ، هل نسي أحمد منير الفتاة التي أحبها وكادت تخطف عقله ، بل أصبح بسببها على أبواب الجنون ؟ تذكرها و هو في قمة فرحه بتخرجه فلم تتحرك أحاسيسه من شيء ، ضحك من نفسه كيف كان يفكر بهذه الطريقة وشعر بالخجل من نفسه و ود لو تختفي تلك الفترة من حياته ، هل تزوجت أمال ؟ فهو لا يعلم فقد انقطعت الزيارات بينه وبين خاله فترة دراسته ، سأل امه عنها فكان الرد بأنها لا تعرف ، و لماذا تسأل عنها وهي كانت السبب في تعاستك فترة طويلة ؟ فلتنسها يا بني.

همس في أذن أمه : ماذا تقولين لو أن أمال وافقت على الزواج مني ،هل تقبلين ؟ بصوت مرتفع غاضب : أرفض وبقوة ، نظرت إليه نظرة حادة : ليس هناك إلا أمال ، فالفتيات كثيرات ومنهن أجمل من أمال التي سلبت عقلك أيها التعس ، ضحك أحمد منير مقبلاً يد أمه ، سألها عن محمود أخيه ، أخبرته أنه ذهب إلى السوق لإحضار الطعام ، انتظر أحمد منير أن ترسل له الجامعة باختياره معيداً بها ، ترقب كثيراً و عندما سأل في شئون الطلاب أخبروه بأن الاختيار وقع على أبن أحد الأساتذة الأقل منه في التقدير ، لم يفقد الأمل في ترشحه لمنصب وكيل نيابة ، لكنه فوجئ بالرفض والسبب مهين أنه لا يتمتع بالوجاهة الاجتماعية و أنه أبن لأبوين أميين ، شعر أحمد منير بخيبة الأمل و ضياع مستقبله ، لم يكن هو السبب و إنما والديه ، لم تتغير نظرته لأمه أو للمرحوم والده فقد صنعا ما لم يستطيع صنعه أباء وأمهات يمتلكون أرفع الشهادات العلمية ، قدّم أحمد منير ألتماساً و ترجى  كثيراً للمسئولين ولكن دون رد ، لم يجد أمامه إلا خاله الذي تألم لأبن أخته كثيراً ، أرسل يشكو إليه فكان الرد بأن يكمل دراسة القانون من خارج الجامعة والحصول على الدبلومة التي تؤهله لنيل الدكتوراه و أن يعمل بالمحماة فهي القضاء الواقف كما يطلق عليها من يعمل بالقانون وهي أكثر ربحاً و شهرة من أن يسلك مناصب القضاء ، و ذكر له  أسماء لمشاهير عملوا بالمحاماة وغيروا في أحداث تاريخية كثيرة ، قراء احمد منير الرسالة فهدأت نفسه واستقر تفكيره مقتنعاً برأي خاله ،

أصبح أحمد منير محامياً مشهوراً وعمل معه عدداً من المحامين ولم تمض سنوات حتى جمع المال وحقق الشهرة غيرت حياته وظهرت النعمة عليه و على أخيه ، شعر بالحنين لخاله فهو لم يره منذ أن أمتنع عن السفر حتى لا يري أمال السيد ، و حلما وصل عادت إليه المشاعر القديمة نحو حبه الأول رغم إصراره على نسيانها إلا أنه لم يستطيع ، شعر بالحنين إليها والرغبة الملحة في رؤيتها ، سأل عنها ، أخبرته زوجة خاله بأن أمال تزوجت من أبن خالتها وأنجبت ثلاث بنات ، توقفت عن الحديث وهي متأثرة بشيء ستقوله لأحمد منير الذي تغيرت ملامحه استعداداً لمفاجأة توقعها من زوجة خاله ، وماذا بعد ، ماذا حدث لأمال ؟ نظرت إليه وهي تكمل حديثها ، أخذت شهيقاً بصعوبة ، أصيبت أمال بمرض غريب وهي في الثلاثين من عمرها وتم حجزها في مشفى خاص وكان أخر شيء تمنته هو رؤية زوجها المقدم محمد فتحي ، الذي كره انجاب الإناث ، و قد أنجبت له أمال ثلاثة فكانت نقطة خلاف بينها وبينه إلى درجة أنه قطع إجازاته وسمعنا أنه تزوج عليها مما أحزن أمال ، مسكينة أمال ماتت مقهورة من زوجها ومن مرضها .

أخرجت منديلاً وأخذت تجفف دموعها ، شعر احمد منير بأن شيء قد فُقد منه ، شعر بفراغ لم يستطع وصفه ، راودته أفكار وطوفان من الأسئلة ، أين هو ؟ وقد داهمه الذنب وتسرب عمره في حب من طرف واحد دفنت معه مشاعره ، فاصبح يدافع عن حقوق الناس ولم يجد من يدافع عنه ، أصبح يجمع الأموال و يحقق الشهرة و نسي نفسه وهو في الخامسة والثلاثين من عمره ، تزوج أخيه محمود و أنجب البنات والبنين و أمه تقدم بها العمر ، أراد الزواج لكنه فوجئ بعقبة أمامه و هي مشاعره التي تحجرت ولم تعد تتحرك إلا لقضية من القضايا التي يترافع فيها فاذا كسبها شعر بارتياح وسعادة أخذت كل تفكيره ومشاعره ، لم يعد هو أحمد منير الذي اهتزت مشاعره أمام أمال ، و أخذ يسبح في رومانسية طاهرة وعذبة ، الأن هو محروم من هذه المشاعر التي كانت تغمره تجعله مقبلاً على الحياة ، الأن الحب بالنسبة له قاعات المحاكم وفرحة متهم حصل على البراءة ،

أراد احمد منير الزواج وتقدم للعديد من الفتيات من ذوات الجمال يتفوقن على أمال في كل شيء جمالاً وثقافة ، و لكن شيء مفقود لديه ، هذا الشيء هو ضربات القلب والرغبة.

أقسم أحمد منير أن هذه المشاعر لو تُباع لاشترى منها الكثير ، عاتبته أمه علي تأخره في الزواج ، جلس بين يديها باكياً يعلن لها أنه لا يرغب في الزواج من فتاة لا يشعر تجاهها بأي مشاعر حب أو رغبة ، عنفته أمه وطلبت منه الزواج أما المشاعر ستأتي بعد ذلك عن طريق المودة والرحمة بينك وبين من ستتزوجها ، وضربت له مثل عنها بأن والده لم يرها إلا في ليلة العرس ولكنها لم تقنع أحمد منير بشيء فهو يحن إلى زمن المراهقة و فيضان المشاعر فقد كان فقيراً ينتظر معونة خاله أول كل شهر بخمس جنيهات على الرغم من ذلك كان نهم للحياة مقبلاً عليها أما الأن وقد ملك الكثير عافت نفسه السكن الفاخر وتردده على البنوك لإيداع الأموال وتناول الطعام بإشارة منه يهرول إليه من يقدمونه له ، أصبح أحمد منير بين أمري إما أن يمتنع عن الزواج و يعيش في محاريب القانون أو أن يتزوج كما يطلب العرف فيظلم من ارتبط بها وهو لا يعرف أن يلوي مشاعره على غير ما تهوى وتشتهي ، لم يتزوج أحمد منير وسارت به الحياة سريعاً حقق الكثير من الشهرة فقد أمه بعد أن بلغت من الكبر عتياً وتوفي أخيه محمود في سن الستين أما هو فقد استباحت أمراض الشيخوخة جسده الشاب فاستحال إلى جسد هرم ، فاعتزل المحاماة واعتزل الناس إلا الممرضة التي كانت تباشره صحياً والخادمة التي تقدم له ما يحتاجه ، شعر أحمد منير بدنو أجله فقرب إليه أبناء أخيه و أمر أحد تلامذته من المحامين أن يحصر له تركته من أموال وعقارات و توزيعها على أبناء أخيه محمود كما نص الشرع للذكر مثل حظ الأنثيين ،

و لأول مرة يكون توقع أحمد منير ليس في محله ، فقد طال به الأجل فأصبح الموت بالنسبة له أمنية يطلب من الله أن يحققها له حتى يستريح.

تاريخ النشر : 2019-11-06

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى