أدب الرعب والعام

مرةٌ أخرى !

بقلم : شوق هشام – السعودية
للتواصل : [email protected]

كان يحاول الزحف نحوي

ليس الأمر أنني لا أخاف , لكنني بطيئة الإستيعاب لما يجري حولي..

لذا كأيّ يومٍ آخر , اتهرّب من دروسي و اقضي معظم وقتي بتصفّح الإنترنت.. اشاهد المُضحك و المخيف , و صوتي يملأ المكان .. فلا احد يشاركني الغرفة ..

و في احد الأيام .. اردّت النهوض لأغلاق الستائر , علّي احظى ببعض النوم قبل عودة امي و ابي .. و بعد ان اغلقتها , حرصت ايضاً على اغلاق بابي , للحصول على دقائق اضافية من النوم ..

ثم عدّت اتدثّر في سريري .. و ما ان اغلقت عيني حتى خيّل لي بأن هناك من يقف خلفي , و يتفحّصني كوجبةٍ دسمة !

لم ارد النظر , لأنني ببساطة اعلم انني اتخيل ..انتظرت بضع ثواني ليعود و يغلبني الفضول و استدير , لكن لم يكن هناك أحد ..

تفحّصت الحجرة بعينايّ , ثم عدّت لأستدير على جانبي الأيمن , لأنعم بنومٍ هانئ

لكن ما زال الأمر يشغل تفكيري , و لهذا نهضت من سريري .. لأعود و اتجمّد في مكاني بعد رؤية باب غرفتي مفتوح , و هو هناك مستلقي على بطنه , يحاول الزحف نحوي !

-ما هذا الشيء ؟! و من اين اتى ؟!

حاولت الصراخ , لكن الخوف كتم صوتي .. و صرت اردّد في نفسي بفزع :
-انه حلم ! اكيد هذا حلم !!

و مازال هو يقترب مني ! ثم همس لي بصوته المبحوح : لقد اشتقت اليك

و هنا !! فقدّت وعيّ و لم يوقظني سوى صراخ امي , و هي تعاتبني على كسلي و بأنني عديمة الفائدة ..

فقلت لها و انا مازلت ارتجف فزعاً : أمي ! هناك شيئاً عند باب حجرتي , كان يزحف..

فقاطعتني بغضب :

-مرةٌ اخرى يا دلال ؟! مرّةٌ اخرى !! لآخر مرة اقول لك : لا توجد اشياءٌ طائرة و لا مخيفة و لا مضيئة و لا وحوش و لا اشياء تزحف اليك .. فكفّي عن خيالاتك المزعجة !!!

ثم غادرت و اغلقت باب غرفتي ورائها بغضب , دون حتى ان تسمعني !

فنظرت حولي اتفحّص حجرتي ..

-أمي !! جميعهم صاروا هنا !

تاريخ النشر : 2016-02-17

شوق هشام

السعودية
guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى