تجارب ومواقف غريبة

مرضي الغريب

بقلم : ندى – مصر

مرضي الغريب

وكنت دائما احلم بشخص غريب الأطوار ..

لقد ترددت كثيرا في الكتابة و لا اعرف ماذا افعل و ليس ترددي خوفا من أن لا يصدقني احد و لكن ترددي خوفا من الذين لا يتركوني أبدا .

منذ أن كنت طفلة صغيرة كنت اشعر بما سيحدث لأي فرد من عائلتي مع أني لم أكن استطيع النطق سوى ببعض كلمات . أخبرتني أمي بأني عندما كنت أقف بجوار احد وابكي معني هذا أن ذلك الشخص سيمرض وإذا ظللت ابكي لفترة طويلة فمعني ذلك أنه سيموت .. أمي قالت بأن جميع الأطفال على هذه الشاكلة ، أي أحيانا يشعرون بما سيحدث في المستقبل .

وعندما أصبحت في الثامنة من عمري كنت استيقظ من نومي لأجد على يدي لفظ الجلالة و تحته محمد رسول الله ، و كان يظهر علي شكل كدمات لكنها لا تؤلمني ، استيقظ كل يوم لأجدها تكثر في كل جسدي ، لقد كنت مسرورة بذلك ، وأنا الآن في 21 من عمري و مازالت بعضها على جسدي حتى الآن .

عندما وصلت لسن العاشرة بدأت تحدث لي أشياء غريبة لا أجد لها تفسيرا وكنت اخشي أن اخبر بها احد . عندما اذهب لغرفتي أجد شخص يظهر علي هيئه ظل اسود فاتح ، كنت أخاف و اهرب من الغرفة ، وعندما أعود من مدرستي إلي بيتنا و بعدما أودع صديقاتي و أسير في الطريق الذي يكاد يخلو من الناس أجد الأنوار في شارعنا التي تعمل فقط بالليل ، أراها تفتح جميعها بمجرد دخولي الشارع .. وبمجرد دخولي للبيت تغلق !! ..

عشت و تعايشت مع هذه الغرائب التي لا أريد أن أسهب في وصفها حتى بلغت السادسة عشر من عمري ، وكنت دائما احلم بشخص غريب الأطوار و لكن حسن المظهر يقف بجواري في صحراء ومن خلفه تقف فتيات يرتدين نفس الألوان التي يرتديها ، ثم يتقدم هذا الشخص و يطلب مني الذهاب معه ، لكني كنت ارفض ، فتتغير ملامح وجهه و يغضب و يرتفع إلى  السماء و يحملني معه و يضغط علي ضلوعي بشدة و من خلفه الفتيات يرددون اذهبي معه .. تكرر هذا الحلم لكن حاولت أن أنساه …

بعد ذلك بأسابيع قليلة بينما كنت نائمة شعرت بضيق شديد و أني لا أقدر على التنفس ، فاستيقظت لأجد امرأة تجلس على صدري و قد كانت أقبح ما رأيت في حياتي . وظلت تقترب مني و على شفتيها ابتسامه خبيثة لن أنساها أبدا ، رددت المعوذتين و الفاتحة و كل آيات القرآن التي أحفظها فاختفت ، وعندها نهضت من على فراشي لا اعلم ماذا افعل وقرأت بعض آيات القرآن ثم استسلمت للنوم مرة أخري و كالعادة تناسيت الموضوع و كأن شيئا لم يحدث .

في الأسبوع التالي تكرر نفس الحدث ، كانت هناك امرأة أخرى تجلس على صدري ، لم تكن نفس المرأة السابقة لكن لديها نفس الابتسامة الخبيثة وهي أشد قبحا من الأولى ، و هذه المرة أيضا ظللت اقرأ القرآن ، لكن هذه المرة وجدت أن تلك السيدة بينما أنا اردد آيات القران وجدتها تلتفت ناحية الباب و الغريب برغم الخوف الذي كنت اشعر به نظرت أيضا إلى الباب لأجد خيال اسود يقف هناك و بعدها اختفت المرأة ونهضت من نومي و قرأت قرآن و للمرة الثانية استسلمت للنوم .

بعد ذلك شغل هذا الموضوع تفكيري ، و في الليلة التي تلتها استيقظت علي شعور غريب ، أقسم أنه اغرب شعور في حياتي ، شعرت ببرودة شديدة و بعدها بحرارة شديدة ، فتحت عيني لأجد ظل اسود يقبلني علي جبيني ثم انصرف و انغلق الباب بشدة .  في هذا اليوم شعرت بخوف شديد و ظللت طوال الليل اقرأ قرآن وخشيت أن أنام مجددا ، لكني أقنعت نفسي بأن ذلك مجرد خيال وتهيؤات .

وتوالت علي بعد ذلك أحداث غريبة و مواقف اغرب ، لكن دائما كنت اقنع نفسي بأنها خيال ، كنت أقول لنفسي بأن الله سيحميني من كل شيء فلماذا الخوف .

القدرات التي كنت اشعر بها و أنا صغيرة بدأت تزداد ، كنت اشعر بما يحدث لمن حولي ، أرى ما يحدث لهم و كأني معهم ، أرى أشخاص في مواقف كتعطل سيارة شخص و انتظاره لأخرى . هم أشخاص أنا لا اعرفهم ، لذلك قلت لنفسي بأنها تهيؤات ، لكني تأكدت من قدراتي بعد ذلك ، في مرة رأيت شخص سرقت منه محفظته و بها أوراق مهمة وهو يبكي ، و بعدها بيومين و أنا ذاهبة للمدرسة و كنت أريد شراء بعض أقلام التلوين وجدت ذلك الشخص الذي رأيته وهو يقف عند صاحب المكتبة ويخبره بأنه اشتري منه أقلام قبل قليل وأخرج محفظته .. وسأله هل نساها عنده .. تسمرت في مكاني … كنت اشعر بأني في حالة من الذهول … وتكرر هذا الأمر كثيرا معي ، أحيانا أكون مع إحدى صديقاتي ثم اقطع حديثها قائلة لماذا توقفتي عن الكلام مع صديقتنا فلانة ، أذكر لها الاسم فتتعجب و تقول كيف عرفتي . وأحيانا أتوقف لدقيقة واسمع أصوات تخبرني بما سيحدث و كأنها في داخل عقلي ، أو اسمع صوت احد أقاربنا قبل أن يزورنا فاعلم انه سيزورنا .

كل ذلك عندما كنت صغيرة ، أما الآن فما يحدث لي هو أدهى ، الآن أصبحت أراهم واسمعهم واشعر بهم يخبروني برغبتهم بان نترك بيتنا لهم ، أصبحت أراهم يجلسون بجواري طول الليل و اشعر بهم و لا اقدر علي النوم و إذا نمت الكوابيس لا تفارقني ، احلم بهم يريدون قتلي ، و أحيانا أخرى احلم بهم يحترقون أمامي و أنا اقرأ قرآن في وجوهم وأراهم يتحولون إلى رماد .

أعصابي تدمرت ، اشعر الآن برغبة شديدة في الموت ، لا اقدر على النوم أو الأكل و لا اعلم ماذا افعل ؟ .. كرهت حياتي الغريبة و أريد منكم أن تجدوا حلا لما اسميه بمرضي الغريب الذي لا يتركني .

تاريخ النشر 08 / 10 /2014

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى