أدب الرعب والعام

مسرحية القدر

بقلم : مصطفي جمال – مصر
للتواصل : facebook.com/profile.php?id=100012779294789

مسرحية القدر
كان متشردا لا يختلف عن غيره من المتشردين .. شعره أشعث و يرتدي أسمالا
يوم ممطر كئيب آخر كمعظم الأيام في تلك المدينة ، أبحث عن فريسة لأستمتع بها ، يوجد أمامي فقير متشرد ، لمَ لا أجرب ؟!
قمت بافتتاحيتي الدرامية و أشعلت النيران حوله على شكل نجمة خماسية .. تعجبني ملامحهم المرتعبة ، لمَ لا أرعبه أكثر ؟
” أيها البشري الفاني لقد أحزنتني أحوالك الفقيرة و البائسة لمَ لا تعقد اتفاقاً معي ؟ “
و كأي فانٍ قابلته سأل تلك الأسئلة الغبية من قبيل ” من أنت ؟ و ماذا تريد مني ؟ ” و أجيبه بنفس إجاباتي التي حفظتها عن ظهر قلب ..
” أنا الشيطان جئت لمساعدتك ، يمكنني منحك المال الشهرة المجد و كل شيء فقط وقع على هذا العقد ، و بمقابل تقديم روح طاهرة لي سأمنحك كل ما تريده “
” لا أريد شيئاً منك أيها الشيطان اللعين ، اغرب عن وجهي الآن “
بقيت أحاول إرضاءه لكنه يبدو ذو مبادىء .. حسناً سأعثر على آخر ، يوجد سبعة مليارات متشرد غيره .

ذهبت إليه لعقد الإتفاق ، اقتربت منه تبدو على وجهه علامات الغضب و ظل يذم الحياة و ما فيها بسبب فقره ، انفردت به و قمت بنفس الافتتاحية و صنعت النجمة الخماسية من النيران حوله و ظهرتُ من العدم أمامه ، و كالبشري السابق ظهرت علامات الارتعاب و الخوف على وجهه البائس
” أيها البشري الفاني لقد أحزنتني أحوالك الفقيرة و البائسة لمَ لا تعقد اتفاقاً معي ؟ “
و سأل نفس الأسئلة التي مللت منها ” مـ ..من أنت ؟! و أي اتفاق ؟! ” و جاوبته بنفس إجابتي ، بدأت أشعر بالملل بحق
” أنا الشيطان جئت لمساعدتك ، يمكنني منحك المال الشهرة المجد و كل شيء ، فقط وقع على هذا العقد و بمقابل تقديم روح طاهرة لي سأمنحك كل ما تريده “

” أي شيء ؟ “
بدأ يتخيل نفسه وسط الأموال و النساء و الرقيق و كل شيء بين يديه و لا أحد يتجاهله ، و لم تمر ثانية حتى وافق و ذهب ليبحث عن الروح الطاهرة ..
و وجد ضالته في صبي كان يلعب في إحدى الحدائق و لم يجد أحداً معه ، يبدو أن والديه بعيدان عن المكان ، بالتأكيد هو روح طاهرة .. جلبه إلى منطقة نائية و بعيدة عن العيون ، أمسك بأول حجر وجده و قام بضرب رأسه عدة مرات حتى خرجت روحه الطاهرة و ظهر الشيطان من جديد ..
” لقد قتلته .. الآن ماذا علي أن أفعل ؟ “
” خذ بعضاً من دمائه الدافئة و ابصم على هذه الورقة “
غمس إصبعه في الدماء و قام بالبصم على الورقة ..
“و الآن ؟ “
” الآن أهرب إلى أي مكان و نم ، و في الصباح ستجد نفسك في حياتك الجديدة “
هرب الفقير و نام بكل طمأنينة و كأنه لم يقتل شخصاً و يحلم بالثراء ..

***
الآن سأذهب إلى الفقير الأول لأشاهده و هو يتعذب في فقره ، يبدو راضٍ عن حياته ، هذا يزعجني .. لو أتمكن فقط من التحكم في حياته لجعلته يتمنى الموت ، سأشاهده مع الروح المعذبة الجديدة .

يتمشى كعادته وسط المدينة ربما يعطف عليه أحد المارة بعملة نقدية لتعينه في هذا اليوم ، بحث عن إحدى السيارات لتنظيفها ربما يمتن له صاحبها و يعطيه شيئاً لكن بدلاً من هذا يقوم صاحب السيارة بدفعه بعيداً عنها ، فكيف يجرؤ هذا الحقير على لمس سيارته الفاخرة ، العالم حقير بحق
لكنه مازال يقول في نفسه ..
” حتى لو كان العالم حقير لن أقوم بقتل أحدهم كي أنعم أنا ، فالعالم لا يستحق قتل روحٍ بريئةٍ ، لن أستسلم للفقر ، سوف أعمل بجهدي كي أعيش حياةً سعيدة “
بحث عن أقرب محل كي يعمل عند صاحبه عبر تنظيف الأرضيات و الزجاج و وجد ضالته أخيراً في محل صغير بعد رفض أكثر من عشرين محل ، النقود قليلة لكن يوماً بعد يوم سيصعد .

***
استيقظ الفقير الثاني ليجد نفسه ينام على سرير ناعم و مريح و بجانبه فتاةٌ جميلة توقظه من نومه :
” لقد تأخرت يا عزيزي إنها الساعة الثامنة صباحاً ، يجب أن تذهب إلى عملك ، السائق ينتظرك في الأسفل “
قام الفقير أو من الأفضل تسميته من الآن “الثري” و فتح دولابه المليء بالملابس الفاخرة و اختار ما أعجبه و ارتدى ساعته الفضية الفاخرة و رش بعضاً من العطر الثمين و ارتدى حذاءه الأسود الفاخر و هبط على وجه السرعة متجهاً إلى عمله الذي لا يعرفه إلى الآن حتى أنه لا يعرف أسم زوجته ، صعد سيارته الفيراري ..

” يبدو أنك سعيد جداً يا سيدي هل أعجبك الإتفاق ؟ “
تفاجأ الثري بما سمعه كيف عرف ذلك السائق البائس عن الإتفاق !!
” قبل أن تسألني كيف عرفت سأقول لك أنني الشيطان ، أنا كل خدمك بالمناسبة و السكرتير الخاص بك ، فأنت أحمق و لا تفقه شيئاً في عملك ، فلكي لا تقع في موقف محرج سأظل معك حتى تعتاد على عملك الجديد “
قال في نفسه ” لا ضير من وجوده “
توقفا أمام مبنى مرتفع مليء بالنوافذ
” هذا هو مقر عملك .. تهانينا “
صعدا إلى آخر طابق ليجد غرفته التي يتوسطها مكتب مليء بالأوراق
” سأعلمك كل شيء من الآن ، لكن مبدئياً قم بالتوقيع على كل الأوراق لكي لا تضيع وقتك الثمين ، هل تعرف كيف تكتب أسمك ؟ “
صمت ..
” يبدو أنك فاشل في كل شيء ألا تستطيع كتابة أسمك حتى !! ما أسمك ؟ “
” جريد “
” اسم على مسمى .. حسناً “
علمه طريقة كتابة اسمه و مضى اليوم بين الصراخ في الموظفين و توقيعٍ على الأوراق دون النظر فيها حتى ،
انتهى من عمله و ارتدى معطفه و هبط من مبنى الشركة ليجد شخصاً فقيراً و متشرداً يلمع سيارته الفيراري الفاخرة ” كيف يجرؤ هذا الحقير على لمس سيارتي “
قام بدفعه بقوة و ركب سيارته و انطلق إلى قصره الفاخر .

***
انتهى الفقير من عمله و طلب من رب العمل المبيت في المحل فوافق ، و في الصباح الباكر عاد صاحب العمل ليجد محله نظيفاً و يلمع ، لقد ظل الفقير ينظفه حتى أصبح جديداً
” أعجبني جهدك المبذول يا بني ، يبدو أنك تعبت كثيراً .. سأرقيك لتكون مساعدي .. هل تعرف الحساب ؟ “
” أجل .. تعلمته منذ كنت صغيراً “
” إذاً تعرف كيف تكتب و تقرأ “
” أجل “
” جيد ستقوم بكتابة الفواتير و بمقابل مادي أعلى “

مضت الأيام والفقير يعمل بجهد و تحسنت أحواله و قام باستئجار شقة صغيرة و مناسبة له ، ذهب الفقير إلى عمله في الصباح الباكر ليجد صاحب المحل ينظر بحزنٍ واضحٍ إلى شيء ..
” سيدي لقد عدت ، هل أنت بخير ؟ “
” لقد اكتشفوا جثة ابني المقتول منذ ثلاثة أيام و انتحرت زوجتي اليوم بسبب حزنها الشديد “
” أنا آسف يا سيدي .. أتمنى أن يعثروا على قاتله بأسرع وقت ليلقى جزاءه “
” أشكرك يا بني “
مضت الشهور و السنوات و كبر المحل بسبب جهد الفقير حتى ضم المبنى بأكمله و أصبح محلاً تجارياً ضخماً و مشهوراً ، و جعل صاحب المحل من الفقير الوريث الشرعي له بسبب امتنانه له فقد جاهد من أجل توسيع المحل و جعله غنياً و لأنه أيضاً بلا ورثاء ..

*****
يدخل الموظف على وجه السرعة إلى غرفة المدير
” سيدي سيدي لقد اختفى مبلغٌ كبيرٌ من خزانة الشركة “
” أنا من أخذ هذا المبلغ “
” لماذا ؟ “
” اليوم عيد مولد زوجتي لذا أردت شراء عقد ماسي نادر لها هل لديك مشكلة ؟ “
” لكن سيدي إنها نقود الشركة و يجب دفع رواتب الموظفين بها و هكذا سيقل عدد موظفينا و سنفلس إذا بقيت تأخذ كل هذه المبالغ “
” لا تخف ، لقد أخذت قرضاً من البنك لدفع رواتبهم و الآن عد إلى عملك “
” حسناً لكن قبل أن أذهب أحببت أن أنصحك بقراءة العقود قبل التوقيع لأنك بعت بعض الأسهم بسعر بخس و اشتريت أخرى بسعر أعلى ، لذا فلدينا مشكلة مالية بسيطة يجب أن تحضر الاجتماع بعد ساعة لنبحث عن حل للمشكلة “
” لا تعر اهتماماً للأمر ، لدي حفلٌ اليوم لذا لن أحضر الاجتماع ، عد إلى عملك “
يخرج الموظف في غضب و انزعاج ..

يرفع جريد سماعة الهاتف و يتصل بزوجته
” كل عام و أنت بخير يا زوجتي لقد أحضرت لك هدية ثمينة “
يخرج جريد باكراً و يتجه إلى منزله سأله السائق (الشيطان) :
” يبدو أنك سعيد جداً ، هل اشتريت العقد الذي نصحتك به “
” أجل من الجيد وجود شيطان بجانبك يسهل اختيار الهدايا “

يدخل منزله بكامل أناقته و يحمل صندوقاً يبدو أن بداخله هدية ثمينة
” عزيزي لدي خبر سعيد لقد وجدت عمل كسكرتيرة لمدير إحدى المراكز التجارية المشهورة “
” مبارك لك يا عزيزتي لكن لا داعي للعمل فلسنا بحاجته “
” أتحمل هدية ؟ أرني إياها “
و مضت الحفلة الهادئة بسعادة و لم يهتم الثري بهاتفه طوال اليوم

***
مات صاحب المحل التجاري الضخم و ورثه الفقير و بدأ بفتح أفرع جديدة لمحله أو يستحسن أن نقول مركزه التجاري و لذلك قام ببيع بعض أسهمه و شراء أخرى و حصل الأمر بطريقة سهلة ..
” هل جاءت السكرتيرة الجديدة ” قال الفقير
” ستأتي غداً يا سيدي ، فاليوم عيد مولدها لذا لم تأتِ “
قام الفقير ليعود إلى منزله لكن الموظف أوقفه قائلاً :
” نسيت يا سيدي .. لقد تم تحويل حسابك من بنك(…..) إلى بنك العاصمة “
” حسناً جيد “
بعد مضي يوم
” أقدم لك السكرتيرة الجديدة “
“حسناً أظن أنكِ تعرفين كل شيء عن عملك ، الآن إذهبي إلى مكتبك ، لدينا اجتماع بعد ساعة جهزي أوراقه “
مع مرور الأيام يظهر إعجاب واضح و معاملة خاصة من السكرتيرة للمدير ، بإختصار شديد علامات إعجاب به ، رجل مستقيم مهذب ذو شخصية قيادية حكيمة من لا يعجب به لكن إعجابها به كان من نوع آخر ..

***
” أخرج أيها الشيطان بسرعة “
” ماذا تريد مني أيها الفاني ؟ “
” أقتل زوجتي “
” لم تعد لك لقد تركتك ، من الأفضل أن تعثر على فانية أخرى أو أن تقوم بإرسال بشر آخرون لقتلها “
” لمَ لا تقتلها أنت و ننتهي ؟ “
” لا يمكنني قتل البشر “
” سأنتقم منها بنفسي “
قام بإخراج هاتفه المحمول
” مرحباً لن أحضر اجتماع اليوم “
قام بتكليف أحد القتلة المحترفين لقتل زوجته الخائنة التي تركته لأنها أحبت مديرها .
” تلك اللعينة “
هكذا ظل يذم فيها طوال الوقت حتى رن هاتفه ، ظهرت ابتسامة خبيثة على وجهه ، لقد تخلص من الخائنة ، أرسل النقود إلى القاتل و عليها بقشيش كبير

***
” سيدي لقد توفيت السكرتيرة يقال أنها قتلت هل نبحث عن أخرى”
” ليس اليوم سنأخذ ثلاثة أيام حداداً عليها “
” حسناً سيدي كما تريد “

***
الكثير من الزجاجات الفارغة و رائحة الفودكا و السجائر تملأ المكان ، الهاتف يرن بصوته المزعج و ما من مجيب ، رجل يبدو عليه الشرود ، هذا ما ستراه عيناك إذا دخلت قصر الثري (جريد)
” العالم حقير و خائن “
ظل يردد الجملة في حزن واضح
دخل عليه الشيطان و عليه تلك الابتسامة الخبيثة
” يبدو أنه مر عليك وقتاً طويلاً لا تحضر الاجتماعات ، انظر إلى مستقبلك المشرق “
” ماذا تريد مني ؟ من سيفكر في الاجتماعات في هذا الوقت “
” إبحث عن فانية أخرى ، لا أعرف لمَ تحزن على فتاة لا تعرف اسمها حتى “
” لست حزيناً بل غاضب “
” ألن ترد على هاتفك ؟ “
” إنه أحد الموظفين بالتأكيد يريدون معاتبي على عدم حضور اجتماعهم السخيف “
” لمَ لا تلقي نظرة غداً على شركتك ، ربما يشعرك هذا بتحسن “
” حسناً ربما سألقي عليها نظرة غداً “
في اليوم الذي يليه يدخل الثري بذقنه التي لم يحلقها منذ فترة و شعره الغير مرتب
” سيدي لقد مر أكثر من ثلاثة أسابيع لم تحضر فيها الاجتماع أتفهم حزنك على زوجتك لكن هذا لا يعني غيابك كل هذه الفترة ، أنت غبت عن الكثير من الاجتماعات و يوجد الكثير من الأوراق التي تنتظر الإمضاء و لقد استقال الكثير من الموظفين و قل إنتاج الشركة “
لم يعره المدير انتباهه و دخل إلى غرفته المليئة بالأوراق التي تنتظر التوقيع و النظر في أمرها .

***
في المحل التجاري ..
” سيدي إنها مصيبة ، لقد سرقت خزينة المحل في الأمس”
” هل اتصلتم بالشرطة ؟ “
” أجل لكن لا يوجد أي أثر تركه السارق “
” كم تقدر الأموال التي سرقت ؟ “
” لقد سرقت جميعها “
” ماذا تقول بحق الجحيم !! يجب أن تعثر الشرطة على السارق بأي ثمن “
” حاضر يا سيدي “
يخرج الموظف بأقصى سرعته متجهاً إلى مركز الشرطة ، يجلس الفقير على مقعده الجلدي المريح و هو يفكر بحل لمشكلته

تعرفون عندما تأتي كل المصائب وراء بعضها ، هذا ما يحصل
” عملية سرقة ناجحة لكنها محاولة بائسة منك لتعويض النقود التي خسرتها سوف تعلن الشركة إفلاسها شئت أم أبيت”
” ماذا علي أن أفعل الآن لقد بعت كل ما أملك و لم يتبقَ لي غير تلك الشقة الصغيرة ، حتى أنني لا أملك ما يكفي لدفع ثمن إيجارها “

***
” أتسالني أنا ؟ إنه خطؤك أنت “
” أولست مساعدي ؟أعثر لي على حل “
” إنها مشكلتك أنت أيها الفاني “
” ألم تعدني بتقديم كل شيء ؟ “
” أجل هذا مقابل تقديم روح طاهرة ، و أنت قدمت لي واحدة فقط ، قدم لي أخرى و أعدك بإعادة ثروتك “
خرج الثري ليبحث عن فريسة أخرى لقتلها قبل أن يفلس ..

***
تم إقفال المركز التجاري بعد إفلاسه و اضطر الفقير إلى بيع كل ما يملك كي يستطيع دفع ثمن آخر غداء جيد يأكله و هذا هو اليوم الأخير في شقته التي سيبيعها ، لقد عاد الفقير فقيراً من جديد يجوب الشوارع بحثاً عن طعام أو نقود لتكفيه في هذا اليوم ..
“حتى عملي و جهدي لم يوصلاني إلى الثراء غير أياماً محدودة ، إن الفقير سيظل فقيراً “
ظل يردد تلك الكلمات و هو ينام على الأرضية الباردة في ذلك اليوم الممطر و الكئيب .. رجل يمسك سكيناً يقف أمامه و يقترب ببطء منه ..
” لا أمتلك نقوداً لأقدمها لك “
” لم آتِ لأخذ نقودك “
” إذاً ماذا تريد مني ؟ “
” جئت لأخذ روحك الطاهرة “
ظلا يتشاجران لدقائق .. صرخت فتاة بعد أن رأت ما يحصل ، الدماء تسيل في كل مكان ..
” ليتني اتفقت مع الشيطان “
قالها الفقير و هو يحتضر

صفارات الشرطة و الكثير منهم يلحقون بذلك الثري القاتل و الكثير من النداءات ، قام الثري بطعن الشرطي في قدمه و أخذ المسدس منه و هو يطلق النيران بطريقة عشوائية
رصاصة تستقر في صدره ، الدماء تسيل على الأرض و رجال الإسعاف يحملون جثة الثري الراقدة بهدوء على الأرضية الباردة .. قال بما تبقى من حياته قبل أن تخرج روحه
” ليتني لم أتفق مع الشيطان “

النهايــــــة

تاريخ النشر : 2016-10-30
guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى