مصارعة بيني وبين ذاتي
كونت شخصية خاصة بي |
في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ ، لكن سأقول رغم ذلك :
أنا فتاة في الرابعة عشرة من عمري ، لطالما أحسست أنني نادرة ، و في بعض الأحيان مجنونة و مرعبة فكيف ذلك ؟ سأحدثكم قليلاً عن نفسي ، فأنا أشعر بأني لا أحب البشر و كأنهم أعدائي ، لماذا هذا ؟ لأنني أعتقد أن الإنسان خبيث و قوي ، و في فترة من الفترات صرت أحس بأن الجميع سيان ، فأصبحت أخاف منهم و دفعني هذا إلى كرههم واحتقارهم فأنا أحب أن أبقى وحيدة و هكذا أشعر الراحة ..
بالرغم من أني أكره الناس إلا أنى أخاف من جرح مشاعرهم ، و في المقابل أكرههم ، و من كثرة بقائي مع نفسي كونت شخصية خاصة بي ، جعلت بها كل أوصاف الجمال و الرقة ، في كل مرة أجلس وحدي و أبدأ باختراع موضوع لفلم ما و أجعلها – الشخصية – بطلتها ، و أقسم أنه يمكنني أن أبقى هكذا لمدة طويلة جداً إلى أن يحدث أمر ما فأشعر بأنني غادرت عالم أحلامي ..
لقد طغت هذه الشخصية على واقعي ، أحس بأني أنا تلك الفتاة ، و عندما أشاهد فلماً ما أتخيل أن تلك الفتاة تمثل فيه ، فأغادر الفلم و أصبح في خيالي ، كما أنني يمكنني فعل العديد من الأشياء الغير صائبة ، مثل أنني أجعل تلك الفتاة تتحكم بي فتتحداني ، مثلاً عندما أغضب أؤلف فلماً خاصاً بي مضمونه أن تلك الفتاة ماتت أو انتحرت ..
فأقول أني سأفعل مثلها ، فتأتي هي و تقول لي أني لا أستطيع .. ذات مرة ذهبت و شربت دواء أمي فلم يحدث لي شيء ، أصبحت في صراع بيني و بين فتاتي ، ثم تحول إلى صراع بيني وبين جسمي ، فمثلاً أقول : لماذا لا أكون كذا أو كذا .. ثم يتحول الصراع إلى عقلي فهو لا ينفذ ما أقول ..
أصبحت خطيرة علي وعلى من حولي ، مرة تَرَكَت أمي أخي معي في البيت و ذهبت للتسوق فأنتجتُ فلماً مضمونه أن هذه الفتاة قامت بخنق ابنها حتى الموت بسبب الظروف .. إلخ ، فأخذت دورها و مثلت بأني أم و أخي ابني الرضيع ، فقمت بخنقه إلى أن نظرت إليه فاستلطفته و تركته ثم قبلته !!
قمت بالعديد من الأشياء التي أخجل حتى من ذكرها ، لكن الحمد لله لم تعد هذه الفتاة تتحكم بي حتى لو حاولت ، أستغفر الله ، لكن مازلت أتخيل أفلاماً و أجعل الفتاة بطلة لكل فلم لي ، كما أنني أقوم دائماً بتخيل مستقبل لي يكون خيالياً مثل التزوج بأمير .. الخ ..
أرجوكم قولوا لي هل أنا عادية ؟ و لماذا لا أرتاح من تخيل الأفلام ؟ فأنا أتخيل أكثر من 3 أفلام يومياً !! أرجوكم ساعدوني ( أريد قول ملاحظة : أن الفتاة ليست من الجان أو العالم الآخر لكنها باطني الذي يحاورني )
تاريخ النشر : 2016-07-07