تجارب من واقع الحياة

معاناة واكتئاب

مرحباً بكم، أنا هنا للفضفضة عن المعاناة التي أعيشها فقط ليس أكثر، بحوزتي كلام لا تصفه حروف ولا تقوى كل المفردات على إيصاله لكل مستمع. فأنا دائما ما كنت أبدو كنسمة الهواء وداخلي يعج بالعواصف.. لا أشعر بالارتياح ولم أعد أشعر باللذة بأي شيء. لم يعد هناك شي يلفت انتباهي، لم أعد أرغب بشيء، أصبح كل ما أتوق إليه هو أن يمر يومي بسلام.

أصبحت لا أهتم بشيء، أحاول فقط الحفاظ على سلامي الداخلي ضاربة في الجدار كل الأشياء المتبقية من التزامات وغير ذلك . لم أعد أهتم لشيء، لم أعد أجد البهجة في شيء، أشعر أن الحياة أصبحت باهتة، لم أعد أريد العيش أبداً.

لم أعد متمسكة في الحياة كما كنت بالسابق، وكل الذين أعرفهم الآن يقولون لي أنني لم أعد كما كنت. أشعر أن الصداع بات ينخر في رأسي، ،أشعر به يأكل دماغي و لا أعلم لماذا لا يتوقف؟معاناة وذكريات سيئة تتهافت لذاكرتي معلنة أنه لن تمر هذه الليلة بسلام .

الأيام أصبحت متشابهة، أنا أعيد نفس اليوم منذ سنتان، كل يوم يشبه الآخر، لا أناس جدد، لا شغف جديد ولا أي شيء آخر.حياتي أصبحت شبيهة بالمياه الراكدة، أشعر بثقل كبير يجثم على صدري، أشعر أن قلبي مثقل، أشعر بالإرهاق بين أضلعي. أصبحت أجاهد كي لا ألفت الإنتباه رغم مرارة ما أشعر به، أصبحت أريد البكاء.

أريد إخراج بعض الدموع لعلي أشعر بالراحة، لكنني أشعر بعيناي تزداد جفافاً يوماً بعد يوماً . كل ما أشعر به أنني بحاجة إلى للنوم الطويل الذي لا أنهض منه، أتمنى أن أصبح تراباً منثوراً على الجبال. وهناك لن أختلط ببشر و لا أشعر ولا أتألم، لا أحد يفهم ما أمر به. لا أحد يفهم ما يجول في عقلي قط، حتماً لا أحد يفهم.

وصلت لمرحلة صعبة .. كل ما أريده هو فراش وبعض الأكل الذي يبقيني على قيد الحياة. أصبحت أتمنى الموت كل ليلة، لم أعد أشعر أن الحياة تستحق أن تعاش.

إقرأ أيضا : غارقة في الهموم

أصبحت أفكر بالموت، أصبح الموت يحتل كل تفكيري بسبب تلك المعاناة، أشعر أنني لو لم أكن مسلمة لكنت أطلقت رصاصة بين اضلعي وأنهيت هذا كله بكل بساطة. أذهب للمدرسة لأعود للبيت، أعود للبيت لأذهب للمدرسة، هذا كل شيء.

لا أصدقاء، لا أهل، لا أحد، أنا أقف هنا وحدي، أواجه كل شيء وحدي، لطالما كنت هكذا منذ نعومة أظافري. لا ألوم أحداً بسبب وصولي لهذه الحالة، ربما سألوم البعض فقط .

لم يسألني والدي أبداً عن ما أشعر أو عن حالتي أو عن المعاناة التي أمر بها، رغم أنه يرى كل شيء. رغم وزني الذي يتناقص، رغم الهالات التي أحاطت عيوني، رغم تعبي المستمر، رغم صداع رأسي الذي لا يتوقف، رغم كل شيء لماذا يتعمد جرحي وإذلالي وضربي أحياناً على أتفه الأشياء؟

أمي لا تجيد إلا انتقادي، لا أعلم هل أنا سيئة لهذه الدرجة؟ هل أنا حالة شاذة؟ لماذا دائماً تشعرني أن أخطائي التافهة جرائم؟ لما لا تلاحظ كم أنا أحاول أن أكون الأبنة المنشودة التي هى تريدها؟ لماذا تستمر بقول تلك الألفاظ المهينة لي؟ ألا تدرك أنني لم أعد طفلة وأنني لم أعد أنسى أي كلمة تقولها لي .

اختبار يليه اختبار، أنجح بمادة وأرسب بتلك، أصبحت معاناة شديدة، لم أعد أستطيع السيطرة، أشعر أن حياتي بدأت تنحدر لطريق لا يحمد عقباه . لم أعد أمتلك الشغف لممارسة أي نشاط بدني أو ذهني. أنا منهكة فقط وأريد النوم وياليتهم يفهمون ويحاولون إخراجي من مستنقع الاكتئاب الذي يحيط بي. حسناً، لا أريد أن أثقلكم باعتلالاتي النفسية، أشعر أنني فضفضت بما يكفي، شكراً لكم .

التجربة بقلم : سديم – السعودية

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى