تجارب من واقع الحياة

معاناتي مع محيطي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحب أن أقص عليكم معاناتي، والتي جعلتني أكره حياتي بالمعنى الحرفي. أنا اسمي ابتهال، عمري ثمانية عشر عاماً. حصلت لي حادثة مؤسفة للغاية عندما كنت صغيرة، وقد أدت تلك الحادثة المريرة إلى تشوه الجانب الأيمن من وجهي.

أنا للأسف الشديد لا أستطيع فعل أي شيء مع هذا الألم الشنيع الذي أشعر به بسبب تلك الحادثة القديمة، ولا أستطيع إجراء عملية تجميلية لأسباب مادية.

أنا أشكر الله في نهاية المطاف على كل شيء. يجب أن أكون راضية بقضاء الله وقدره،و بما كتبه الله لي. لكن مشكلتي كلها تكمن في تعليقات الناس من حولي، فتعليقات الناس من حولي، والتي تخص شكل وجهي المشوه، تدمرني بالمعنى الحرفي.

في الصف .. كانت هناك أستاذة علوم أخبرتني ذات مرة، أنني بشكلي المشوه والدميم هذا، لن أجد زوجاً أبداً، ويجب علي الآن الاعتماد بشكل كلي فقط على الدراسة، لأنها السبيل الوحيد للتفوق وتعويض معاناتي تلك.

إقرأ أيضا : قصتي ومعاناتي

كل من كانوا في الصف من تلاميذ أو مدرسين، كانوا ينظرون لي بنظرة الشفقة والعطف بسبب تلك المشقة وبسبب حالي الميؤوس منه. الأمور كانت صعبة هنا فعلاً خاصة مع تلك النظرة القاتلة، تلك النظرة التي كنت لا أتحملها فعلاً، كانت تنغصني من الداخل بشكل لايطاق. بكيت تلك الليلة بكاءاً حاراً، أتجنب دائماً الخروج من المنزل، لكن في بعض المرات كانت أمي تصر علي للخروج.

عندما كنت أذهب معها وأخرج من المنزل، كانت معاناتي تبدأ من جديد، فقد كنت أضطر حينها إلى احتمال نظرات الناس التي كانت تطالعني أينما ارتحلت. حتى الأطفال الصغار كانوا يتجنبون تقبيلي. في العام الماضي تخاصمت أختي الكبيرة مع أخي.

حاولت الصلح بين أخي وأختي بأي طريقة، لكن غضبت أختي مني، وقالت لي بكل وضوح ” مادخلكِ أنتِ أيتها المسخ؟؟”. اعتذرت لي بعد ذلك وندمت كثيراً، لكنني للأسف لم أنسى كلامها، رغم أنني قبلت اعتذارها وسامحتها. لكن الضربة التي تأتي من القريب تكسر. وقد زادت معاناتي أكثر. أرى والدي ووالدتي في حالة صعبة للغاية بسبب ما أعانيه، لكنهم للأسف لا يستطيعون فعل شيء.

أنا لا أتوقف عن مقارنة نفسي قبل الحادث وبعده، فقد كنت فتاة شديدة الجمال. أنا احاول أن لا أنصت لتعليقات الناس، الذين يظنون أنني مصدر شقاء أمي وأبي. لكن أنا لا أستطيع فعل أي شيء، معاناتي لاتطاق، أنا أعاني من واقع محتوم. صرت منعزلة، لا أخرج إلا للدراسة فقط. ليس لي أصدقاء. والزواج صار شيئاً لا أستطيع حتى أن أحلم به.

التجربة بقلم : ابتهال – الجزائر

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى