منوعات

ملاحم السباع

بقلم : احمد علي – مصر

كوكبنا الجميل الذي نعيش عليه نحن البشر يعتبر موطننا الابدي الذي لا بديل له لو هدم ، سطرنا نحن فيه الملاحم والقصص وكتبناها بدمائنا لنشكل قصصا وملامحم وفلكلورات تتألف من حضارات وشعوبا مختلفة الأعراق والألوان ، وعلى كوكبنا هذا تتقاسم معنا جنباته حياة اخرى لتشاركنا فيه هى ايضا تلك الملاحم والقصص الاسطورية التي تركت بصمتها فيه هى الاخرى ولكنها بصمة فريدة من نوع مختلف ، فالحياة البرية المليئة بالحيوانات البديعة من شتى الانواع والاصناف بها ابطال ايضا مثلنا تماما نحن بني البشر ، فسكان الطبيعة أيضا بالرغم من افتقادهم العقل والفطنة قد كتبوا ملاحم فريدة وقصصا متنوعة بين جنبات الغابات والاودية والسهول المطيرة لنتعلم منها نحن ايضا بني البشر اصحاب العقول ولنتخذ منها العجب والعبرة كلما تذكرناها يوما ، تعالوا معي لنتعرف على اشهر قصص واساطير السباع والحيوانات من حول العالم ..

الملكة ماتشلي

blank
النمرة ماتشلي

النمر البنغالي ، وحش جامح يعيش في ادغال الهند ، وهو معروف على الدوام بأنه كائن انتهازي مفترس لا يعرف للرحمة مسلك ، وسنسلط الضوء الان على واحدة من اشهر النمور من تلك الفصيلة ، وهى تعد من أشهر النمور البنغالية التي تم ذكرها في الوثائقيات بسبب حياتها المثيرة التي خاضتها حتى مماتها بكل شرف وفخر ، وهى تحديدا نمرة بنغالية انثي ذاع صيتها كثيرا حول العالم وبزغ نفوذها تحديدا بعد ان حكمت زمرتها وأصبحت ملكة النمور المطلقة ، ولدت هذه الوحش تحديدا في عام 1996 او 1997 بداخل غياهب ادغال الهند الساحرة ، كانت ماتشلي أو ماشلي الشبل المهيمن من وسط ثلاث اناث اخرين غيرها ، وقد ورثت اسمها الشهير من والدتها ماتشلي الام ، في الاعوام الاولية لها بدأت ماتشلي بالاعتماد على نفسها شيئا فشيئا وابتعدت عن امها واعتادت الصيد بمفردها ، وذلك بعد ان بدأت كتلتها العضلية تكبر وتنمو حتى بلغت سن الرشد ،وقد اصبحت وحشيتها تزداد شيئا فشيئا ونتيجة لذلك اتجهت نحو اراضي امها ونازعتها في معركة عنيفة وانتصرت ، واستولت بعدها على اراضي كثيرة اصبحت تحت سطوتها ، كانت ماتشلي قوية للغاية وعنيفة وتتنازع دوما مع الذكور الغرباء وتطردهم باستماتة ، وبالفعل تزاوجت مع العديد منهم وقد انجبت طوال فترة حياتها اكثر من 50 شبلا من النمور ، كانت معروفة بالقوة والبطش ومهاراتها في الصيد والمرواغة ، ومن اشهر قصصها انها في ذات مرة أرادت اجتياز نهر كبير يقع وسط غابة عملاقة في الهند ، وقد كانت ماتشلي على الضفة برفقة ثلاثة نمور اخرين ناضجين يعتقد انهم ابنائها ولكنهم قد بلغوا وكبروا الى جوار امهم القوية التي تقودهم هنا وهناك متي أرادت ، وبالفعل غطست ماتشلي في النهر العليل واخذت تسبح ببراعة متجهة الى الضفة الاخرى ، وتبعها الاخرين وواصلوا السباحة معها ، ولكن للاسف الشديد وصلت ماتشلي برفقة اثنان من اولادها فقط بعد ان فقدت واحدا منهم ؛ بسبب هجوم مجموعة من التماسيح الضخمة عليه وسط النهر ، وقد فتكت به ببشاعة أمام أعين الأم ، التي كانت على اليابسة تقف في صمت و تراقب بحزن هذا الزاحف البدين وهو يفتك بفلذة كبدها ، ومنذ هذه اللحظة وقد عزمت ماتشلي على الانتقام من هذا الزاحف القذر واسكاته للابد لو قبضت عليه سارحا على اليابسة ” أرض السباع ” .
وبالفعل لم يمر الكثير من الوقت بعدها حتى حدثت حادثة مشهورة عالميا للغاية قلبت الموازين واطفأت نيران ماتشلي الغاضبة ، ففي عام 2003 تحديدا كان هناك احد التماسيح الضخمة من نفس ذات النهر نائما على اليابسة بكل برود يستمتع بحرارة الشمس المتوجهة ، وفي الوراء كانت ماتشلي تتربص به من خلف الحشائش ، كان تمساحا ضخما تجاوز طوله 14 قدما ، اي انه تجاوز ماتشلي في الحجم والوزن ايضا ، ولكن هذا لم يمنع ماتشلي من الانقضاض عليه من الخلف مطبقة فكيها القويان على مؤخرة رأسه ، حاول الزاحف الضخم غلق فكيه على هذه النمرة القوية ، الا انه وللاسف فشلا فشل ذريعا بسبب ان ماتشلي كانت تطبق عليه جيدا من الخلف وكانت تمنع فكيه من الوصول اليها ، استغرقت المعركة ساعات وقد كان التمساح يحاول الفكاك والنجاة بحياته ولكن بلا جدوى فقد قضي الأمر ، كانت معركة مذهلة بذلت فيها النمرة كل ما لديها وقد انتهت بانتصارها وموت التمساح ولكنها وللأسف الشديد فقدت في تلك المعركة اثنان من انيابها بسبب قسوة جلد التمساح الضخم .

blank
صورة المعركة الرهيبة للنمرة مع التمساح .. وصورة اخرى للجنازة الرسمية التي اقيمت لها بعد موتها

كما تدين تدان ؟ هكذا الأمور دوما ، ضعفت ماتشلي كثيرا في اواخر حياتها وقد فقدت البصر في احدى عينيها وفقدت معظم أسنانها بالاضافة الى بعض الكيلوجرامات من وزنها بسبب الشيخوخة ، وفي النهاية نازعتها ابنتها كما فعلت هى من قبل مع امها واخذت منها الارض وطردتها خارجها تماما ، وماتت ماتشلي تحديدا في 18 أغسطس 2016 في عمر 20 عاما ، تعتبرهذه الملكة من اشهر النمور على وجه الارض ، وقد انتشر مقطعها وهى تصرع القاطور في اغلب المواقع علي الانترنت ، وهو مقطع مشهور للغاية يمكنكم البحث عنه بسهولة .

مابوغو ” زمرة الدم “

blank
الزمرة المرعبة

تعد هذه الفقرة تحديدا من اشهر الفقرات عن الحيوانات على وجه الارض ، فمن لا يعرف زمرة مابوغو الشهيرة؟! ، ففي افريقيا تتعاون السباع مع بعضها البعض لاسقاط اي شيء في طريقها مهما بدت قوته ، بداية من الجواميس الوحشية وحتى الزراف والافيال وافراس النهر ، ففي ادغال القارة السمراء ، الاسود لا تهاب أي شيء .

بل ان الاسود هناك وخاصة الذكور تعيش أغلب فقرات حياتها هناك في شجار واقتتال عنيف فيما بينهم ، حيث تكون تلك الذكور اليافعة زمر وعصابات جوالة مدججة بالذكور العدائيين للغاية والذين يقتلون متجمعين أي ذكر جوال اخر يوجد في الجوار ، وتتم تلك العملية بوحشية شديدة وعنف هادر لا يتوقف الا بعد ساعات دموية عصيبة ، بل حتى الاشبال والاناث ، قد ينالون نصيبهم جراء هذا العنف الهادر الصادرمن تلك العصابات التي تكون خطر على جنسها اكثر من اي تهديد اخر غريب ، فزمرة مابوغو قد سفكت طوال حياتها باكثر من 100 اسد ، فقد كان هؤلاء اللصوص يقتحمون الزمر ويقتلون الذكر المسيطر امام اعين اللبؤات كنوع من الاهانة ، ثم بعدها يشرعون في قتل الأشبال ، و بدأت قصة زمرة الدم عندما خطط مجموعة من المصورين ومنتجي الافلام الوثائقية بالقيام بتصوير بعض الاسود العشوائية من اجل انتاج فيلم يتحدث عنهم ، وبالفعل بدأت رحلتهم تندرج شيئا فشيئا في حشائش السافانا الصفراء وقاموا برصد وتصوير مجموعة من الاشبال حديثي الولادة ، وقد كان عددهم تحديدا خمسة أشبال من الذكور ، بدأت حياة هؤلاء الاشبال امام كاميرات المنتجين بشكل طبيعي الا انهم بعد فترة تفاجأوا بتخللهم بالسلوك العدائي العنيف بالرغم من حداثة سنهم ، وقد كان لهذا السلوك الدموي فضلا كبيرا للغاية في تغلبهم على جميع العوائق والعقبات التي تواجهها الاسود حديثة السن ، وقد نجا الاخوة الخمسة امام عدسات الكاميرات من الموت المحتوم اكثر من مرة .

ومع مرور الوقت بدأ الأخوة الخمسة يكبرون شيئا فشيئا ، وأصبحت لبدتهم حول الرأس والعنق تزداد كثافة بشكل مبهر ، وقد بدأت عدائيتهم المفرطة تظهر شيئا فشيئا مع الوقت خاصة وانهم كانوا مغرورين ومندفعين جدا خاصة وانهم في سن شباب ، وقد كانوا يتعلمون اساليب الصيد ويصطادون بشكل طبيعي رفقة لبؤات زمرتهم ، وقد كانوا يجهزون على الفرائس والثيران الوحشية بكل فظاعة ، وفي سابقة غير معهودة لا تحدث في زمر الاسود انضم لهم اسد اخر غير شقيق واراد الاقتراب من الزمرة راغبا الانضمام لهم وقد تم قبوله رفقة الاخوة الخمسة وقد اصبح عددهم الان ستة ذكور يافعين بدلا من خمسة ، وقد كان الاخ المنضم حديثا للاشقاء الخمسة وزمرتهم هو اكبرهم من خلاله لبدته الكثيفة وعضلاته البرونزية المنحوتة جيدا ، وقد كانت اسماء هذه الاسود الستة كالتالي ..

blank
قتلة بالفطرة

Mr. T
بالطبع مستر تي هو الأسد القائد لتحالف الأخوة ، وقد أطلق عليه كنوع من الدلالة على شره لقب satan أي الشيطان ، عرف بأنه اسد عدائي ودائما كان مشهورا طوال فترة تحالف المابوغو بأنه كان اول من يهاجم ويندفع راكضا تجاه قادة الزمر الاخرى ويقتلهم ببشاعة رفقة اخوته الملاعين .

Rasta
راستا أو رستا ، هو احد الاخوة وقد كان غولا عدائيا هو الاخر يمتلك لبدة سوداء كثيفة للغاية جذبت اغلب اللبؤات من حوله ، وقد كان ينهمر في اي نشاط عدائي يتبع تحالف الدم بدون أي تردد أو حتى تفكير .

Scar
بالتأكيد تتذكرون هذا الاسم ، انه اشهر اسد في عالم ديزني والذي قتل أخاه موفاسا ببشاعة ، نعم ولكن سكار خاصتنا ليس هو بالظبط سكار ديزني ، سكار هذا يختلف تماما عن سكار الكرتوني ، انه بالطبع ليس اسدا لطيفا ! فلا توجد سباع لطيفة لانها كائنات متوحشة بالفطرة خلقت للقتل والترهيب فقط ، بل انه وللاسف أكثر خسة وشيطنة حتى من النسخة الكرتونية ذات نفسها ، تميز بجسد ضخم وعين مرعبة ذات بريق اصفر جذاب .

Pretty Boy
بريتي بوي ، كان يمتلك لبدة صفراء جميلة بتسريحة توم هوك واضحة ، كان اسدا شرسا هو الاخر ولايقل قوة عن اخيه مستر تي .

Kinky Tail
عريض الذيل هو القائد الاخر بعد مستر تي ، كان دوما الى جواره ولا يتركه كما كانا صغارا بالضبط ، كان هذا الاسد هو اشهرهم و اشجعهم واقواهم بنية ايضا ، كان هو كتلة العضلات المنفرة التي تتجه الى الفرائس والغرائم لتسقطها ارضا ، الا ان ميتته البشعة محت ذكراه السيئة للابد .

Makhulu
موكولو او ماكولو ، موكولو اسدا قويا هو الاخر ولكنه للاسف الشديد لاحظ البعض اثناء
التصوير انه لايمتلك كاريزما شقيقه المتوحش مستر تي واخيه كينكي تيل .

بعد وفترة وجيزة وبعد بلوغ الاسود الستة وكالمعروف طردهم الذكر المسيطر من زمرتهم كي لاينافسوه واطاح بهم بعيدا واصبحوا الان دون زمرة وعليهم نسيان اللبؤات تماما وسلك طريق الاعتماد على الذات ، ليبتعدوا مسرعين وسط الضباب مشكلين تحالفا اخويا مرعبا سيجلب الفوضى والخراب وينكل بكل الاسود المسيطرة في المنطقة في وقت لاحق .

بعد طردهم ، كانت هذه الاسود الشابة طوال حياتها تعيش على اصطياد الفرائس والاقتيات عليها وحدها ، ولكن اغلب تلك المحاولات كانت تنتهي بالفشل بسبب افتقادهم لخبرة اللبؤات التكتيكية في الصيد ونصب الكمائن ، مما جعلهم في وقت قصير على وشك الموت والانهيار بسبب الجوع ، مما اضطرهم في النهاية على انتهاج اسلوب الغريم التقليدي القمام ” الضبع ” والتهام الجثث وبقايا الفرائس من على الارض ، بالاضافة الى اعتمادهم في الكثير من الأحيان على سرقة الفرائس من لبؤات الزمر الاخرى ، وقد كانوا يسرقون الفريسة ويتناولوها بسرعة شديدة قبل ان يأتي الاسد المسيطر المعيل لتلك اللبؤات ليسترجعها منهم بعد ذلك ، ولكن تلك الامور للأسف أيضا لم تدم ، فمع الوقت ازداد تحالف مابوغو خبرة ودهاء ، وقد كانت تلك الاسود الستة تبرع معا في اصطياد الثيران الوحشية وقتلها ، وكان اكثرهم عنفا وتمردا وقوة هو القائد مستر تي بالطبع برفقة شقيقه كينكي تيل ، فقد كانا هما اول من يبادر بالهجوم لاسقاط الضحية ارضا وخنقها ، ومع بلوغ هؤلاء الذكور أكثر اصبحوا أخيرا ناضجين جنسيا ، ومهمتهم الان تنطوي على البحث عن الاناث وتكوين زمرة للسيطرة عليها وتحديد منطقة نفوذ تخصهم وحدهم بعيدا عن الاسود المسيطرة الاخرى التي زادت طغيانا واستعلاء ، وفي اثناء بحثهم عن الاناث تطورت الامور الى عبث لا طائل منه ، فقد كان هؤلاء الاسود الستة يدخلون بكل جرأة الى مناطق نفوذ الأسود الاخرى ويطلبون تحديهم وخوض حرب معهم لاخذ الاشبال والاناث ،وبالطبع كان الأخوة الستة يقتلون الزعماء المسيطرين بسرعة بسبب كثرة عددهم ، وقد كانوا يمثلون باجساد هؤلاء الزعماء ببشاعة ، وبعد أن يفرغوا من قتل الذكر المهيمن كانوا يقتحمون الزمرة ويقتلون الاشبال ببشاعة هم أيضا ، وقد كانت الاناث ترضخ لهم وتتزاوج معهم خوفا من بطشهم ، ولقد استطاعوا طوال مشوراهم الطويل قتل اكثر من 100 اسد مسيطر ، وقد استطاعت الزمرة السيطرة على اكثر من 700.000 هكتار من الاراضي التي كانت تحت سطوتهم ، وتعتبر هذه المساحة أكثر من نصف مساحة جنوب افريقيا ، وفي نهاية المطاف أصبح الأشقاء الستة مسؤولون عن زمرة مليئة بالاناث الشابات والاشبال الصغيرة التي كانت من صلبهم ، فقد كانت زمرة مابوغو اكثر الزمرات هيبة وطغيانا في المنطقة برمتها ، ولم يكن هناك اي دخيل غبي يجول المكان يجرؤ حتى على الدخول لمنافسة الاخوة الستة لأخذ الامبراطورية منهم ، وقد دام هذا الامر لستة سنوات كاملة تربع فيها المابوغو على عرش سباع افريقيا ، ولكن كما يقال دوام الحال من المحال ، ففي ذات يوم تنازع الاخوة الستة على قيادة الزمرة واقتتلوا فيما بينهم ، فانقسموا جراء ذلك الى مجموعتان مختلفتان تماما ، المجموعة الاولى كانت تضم مسترتي وشقيق طفولته المقرب كينكي تيل ، فقد كان الاثنان اقوى واشهر اسدان في تحالف الاخوة ،والمجموعة الثانية كانت تضم بدورها الـ 4 الاخرون ، وقد كان هذا الانقسام الخطير هو القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لتحالف مابوغو الذي بدأ ينهار ، ففي ذات يوم دخل 4 اسود اخرين الى منطقة مابوغو لمنازعتهم والاستيلاء على ارضهم وزعامتهم ، وقد كان مسترتي قابعا برفقة شقيقه يرصد الدخلاء الأربعة حتى وجدهم تفرقوا يبحثون هنا وهناك ، وقد انتهز مسترتي الفرصة وانقض بمساعدة شقيقه كينكي تيل على احد الدخلاء السارحين وقاموا بكسر عموده الفقري ، وبعد فترة عرف المتجولون الاخرون ان عددهم نقص واحدا ، وان هناك اسودا اخرى في المنطقة قتلت اخاهم وكسرت عموده الفقري ، فاخذوا يبطشون بغضب باحثين عن مسترتي واخاه ليذيقوهم من نفس المصير ، وبالفعل استطاع الثلاثة نصب كمينا محكما للاسد كينكي تيل وانقضوا عليه واحكموا تثبيته واخذوا يقطعون فيه بانيابهم ومخالبهم التي سلخته تماما وجعلته ينازع ويصرخ وسط الظلام ، وعندما حاول مستر تي الدفاع عن شقيق طفولته فشل ووجد انه سيموت لهذا هرب بعيدا قبل ان تناله ايدي الدخلاء الذين استولوا على الارض تماما ، بينما عاد الدخلاء مجددا لكينكي تيل الملقي على الارض وهو يلفظ انفاسه الاخيرة واكملوا ما بدأوه ، وقاموا بتقطيعه اربا اربا حتى أنهم فصلوا لبدته عن رأسه ، وفي الصباح اتي مشهد مؤثر للغاية قد جعل الجميع يبكي على موتة كينكي تيل ، لقد اجتمعت شتي الحيوانات تنهش في ما تبقى من جثة الاسد المغدور ، وقد أتم المشهد ابن اوي وهو يركض بسرعة حاملا في فمه لبدة كينكي تيل المفصولة ، حاملا بين فكيه لبدة اسد.. لبدة أسد كبير وعظيم .

blank
كانت نهايتهم قاسية

عندما أدرك مستر تي أنه سيموت هرب خارج حدود منطقته تاركا أخاه يواجه مصيره ، وقد اتخذ قرارا بالعودة الى اخوته الاربعة الذين انقسموا عنه ، ورغب أن ينضم لهم لكي يتحالف معهم من جديد و يقاتل هؤلاء الدخلاء المتنمرين ، والغريب في الموضوع ان اخوته المنشقين قبلوه مجددا بينهم خاصة بعد موت اخيهم كينكي تيل ، ومع عودة التحالف المنقوص من جديد ، تفاجأ الاخوة بدخول خمسة اسود اخرين لمنطقة سطوتهم المتبقية ، وقد لقب هؤلاء الدخلاء الخمسة وقد كانوا دخلاء راغبين في المتعة و مستعدين للموت و للحرب ، وقد استطاعوا بفضل عددهم قتل اثنان من اسود اخوة مابوغو ، ومع الوقت تساقط التحالف واحدا تلو الاخر و هرب اثنان اخران منهم ، وبعد موت اغلب الاخوة وفرار البقية تبقى مستر تي بمفرده والذي حاول الهرب والفرار هو الاخر ولكنه للاسف كان متأخرا كثيرا ، فقد تمت محاصرته بسهولة من قبل الدخلاء الذين رصدوه وقاموا بالقضاء عليه بعدها ، كان مستر تي يدافع عن نفسه حتى الرمق الاخير وقد كان ندا شرسا للغاية للدخلاء ، الا أنه سرعان ما انهارت قواه وفقد حياته نتيجة الجراح الغائرة التي تركها الدخلاء فيه ، بصفة عامة تعد موتته ارحم بكثير من موتة شقيقه المفضل كينكي تيل والذي قضي نحبه بعد ان تقطع اربا ، وهكذا انتهت زمرة مابوغو للأبد ، اخطر زمرة اسود عرفها التاريخ ، وقد بكي عليها الكثير من المصورين والمنتجين حينها بسبب أنهم عاشوا معهم طيلة 16عشر عاما يراقبونهم ويصورونهم الى أن لقوا حتفهم في النهاية ، وقد حاز فيلمهم على جائزة الأوسكار .

غوستاف الكبير

blank
كان تمساحا عملاقا مرعبا

في جياهب القارة الافريقية لا يقتصر الخطر هناك على اليابسة فقط ، بل في المياه ، أو على الأشجار ، أوحتى في السماء ، فتلك القارة الجميلة مليئة بشتى أصناف مخلوقات الطبيعة الخلابة والتي تتشكل في كل مكان فيها ، وكلامي في هذه الفقرة عن صنفا متداولا للغاية وممتازا من اصنافها الفتاكة المتنوعة ، وهو يخيف اي كائن حي يقترب من المياه ليرتشف منها مطفئا ظمأهه ، ففي المياه ، تماسيح النيل المقدس لاتهاب أحدا .

وسنتحدث هنا عن احد افرادها أصحاب السمعة السيئة ، والتمساح الاكثر رعبا ووحشية في تاريخ هذه الفصيلة القاتلة ، وهو بالتحديد تمساح عجوز اشتهر بحجمه الضخم للغاية يلقب باسم غوستاف ، وقد اشتهر غوستاف في اغلب فترات حياته حتى نهايتها بترويع القرويين وصيادي الاسماك على طول ضفاف نهر روزيزي وبحيرة تنجانيقا في بوروندي ، وعلى مدى 10 سنوات أزهق هذا الوحش الهائل الحجم روح اكثر من 300 شخص ، وبالرغم من التشكيك في صحة الرقم الا ان حقيقة ان غوستاف كان تمساحا مولعا و اكلا للحوم البشر بالذات حقيقة لا تقبل الطعن او حتى التشكيك ، والذي جعل الانظار تتجه صوب هذا التمساح هو حجمه الهائل مقارنة بباقي التماسيح الاخرى من بني جلدته ، فقد وصل طول غوستاف الى قرابة السبعة امتار ، بينما وصل وزنه على اقل تقدير الى 910 كجم !

blank
غوستاف قام بالتهام اكثر من 300 انسان

وهذه التقديرات تفوق المميزات الجسدية التي يتميز بها زاحف افريقيا المرعب تمساح النيل بكثير ، حيث ان اقصي طول يمكن أن تصل اليه تلك التماسيح هو اربعة امتار على اقصى تقدير ، بينما يتراوح وزنها من 190 كجم والى 200 وهذا بالطبع كاعلى تقدير لها ، مما يعني أن هذه الأرقام تقول ان غوستاف هو اكبر تمساح عاش يوما ما في افريقيا برمتها ، وقد حاول الخبراء من شتى البقاع جلب بعض المختصين لقتل هذا التمساح الانتهازي والذي كان مولعا بالتهام البشر وتمزيقهم بين فكيه في داخل المياه أكثر من أي تمساح اخر ، وقد اوكلت تلك المهمة للفرنسي باتريس فاي ، والذي قدم من بلاده خصيصا للقضاء على الوحش ، والذي اطلق بعدها عليه اسمه الشهير “غوستاف ” ، مشتقا اياه من المدفع الالماني الشهير الذي يحمل نفس الاسم ، والذي اخذ يدك بلاده فرنسا بلا هوادة حتى بغي بها السيل الزبى ، جلس باتريس طوال فترة اقامته ينصب للزاحف الافخاخ والكمائن المميتة على امل ان يتعثر في احداها يوما ، ولكن للاسف الشديد فان التماسيح عامة ليست زواحف غبية او بليدة المشاعر والاحاسيس كما ظننا ، لا بل هي تعي وتفهم جيدا ما يجري من حولها ، وقد كان غوستاف قادرا على التملص من افخاخ الغبي الفرنسي لسنوات عديدة دون الوقوع في اي منها ، ويعتقد ان سبب ادمان غوستاف اكل لحم البشر وسبب تلك المصيبة هى الحرب الاهلية البوروندية والتي دارت رحاها في بوروندي الى جوار الانهار هناك ، فقد كان يلقى بجثث الضحايا بل واحيانا المصابين الميؤوس من شفائهم في النهر لتلتهمها التماسيح بكل يسر ، وعلى مايبدو ان صديقنا الضخم كان يشارك تلك التماسيح في تذوق اللحم البشري ، وربما اعتاد هذا المذاق الشهي لنا وادمنه خاصة بعد ان كبر سنه كثيرا واصبح غير قادرا على صرع الفرائس اليافعة والتي تمتلك قدرة كبيرة للغاية علي مناورة هذا الزاحف العجوز ، اختفى غوستاف فجأة بدون سابق انذار وبدون ان يمسك به احد ، ويعتقد انه نفق لاختفائه المفاجيء دون ظهور ، وعلى الاغلب يعتقد انه قتل في شجار مميت مع احد ذكور افراس النهر الكبيرة والتي تكون كبيرة للغاية وضخمة وعدائية كثيرا ، ومنتشرة بكثرة في اغلب النهر هناك ، تم اصدار فيلم امريكي يحمل قصة هذا التمساح يحمل عنوان “primvel” بدائي
ولكن بالطبع ظهر وحش الفيلم الخرافي بصورة اكثر بشاعة بكثير من صورة غوستاف المسكين .

سكارفيس سطوة محارب

blank
سكارفيس الحقيقي

تمتلك محمية ماساي مارا في كينيا العديد من ذكور الاسود الشابة المشهورة هناك بالعنف واستغلال قوتها المميتة في البطش بشتى اشكال الحياة هناك ، ولكن من بين حوالي 900 اسد هناك في تلك المحمية الشهيرة ، بزغ نجم اسد وحيد فقط يلقب بذو الندبة ، وسبب هذا الاسم هو ندبة غائرة انطبعت على احدى عيناه بسبب شجار كبير حدث بينه وبين ذكور اخرين ، وعندما نذكر أسدا صاحب ندبة على عيناه فاننا بالطبع نتذكر سكار الاسد الشرير والذي يكون أحد الشخصيات الرئيسية لكارتون سيمبا الشهير ، تعود سبب شهرة هذا الاسد بسبب تمكنه هو واشقائه الثلاثة من السيطرة على مساحة شاسعة للغاية ومهمة في نفس الوقت في نفس ذات المحمية لسنوات عديدة ، دون ان يتمكن اي دخيل من الذكور الجوالة من هزيمته والتنكيل به وطرده خارج ارضه الى مماته ، وتعود قصة تلك الندبة التي على وجهه الى عام 2012 عندما خاض صاحب الندبة صراعا داميا مع ذكور دخيلة برفقة اشقائه الثلاث ، وبعد صراع دامي استغرق ساعات استطاع الفرسان الاربعة من الانتصار على الدخلاء وطردهم بعيدا واستطاعوا بذلك الحفاظ على حياة ونسل اللبؤات التسع اللواتي كن في الزمرة برفقة اشبالهن الصغار والذي كان سيكون مصيرهم الموت المحتوم تحت انياب وبراثن تلك الاسود الدخيلة ، وبالطبع في داخل كل حرب عليك ان تخسر جنديا ، وكان صاحب اكبر خسارة من الاشقاء الاربعة هو الشقيق الاكبر سكارفيس ، والذي بالرغم من انتصاره ترك الصراع اثره على عيناه والتي عميت تماما بعد ان فقدها اثر ذلك النزاع ، يذكر انه في مرة تعرض لطعنة غادرة برمح من احد الرعاة هناك وكان على وشك ان يلقى حتفه ، ولكن عشاقه ومحبيه من متتبعي الطبيعة أسعفوه بسرعة واستطاعوا انقاذه ، مات شقيق من الاربعة ، وقد نفق سكارفيس بهدوء بعده بسنوات معدودة ، وقد شكل موته صدمة مريرة بالنسبة لمحبي الحياة البرية ومنتجي الافلام الوثائقية ، خاصة بعد ان عاصروه لسنوات ، وقد كان هو بنفسه بطلا مهيمنا في الوثائقي المشهور يوميات القطط الكبيرة .

القطة تاما

blank
تاما .. مديرة محطة قطار

القطة تاما .. هى قطة انثى صاحبة شهرة فائقة في اليابان من نوع كاليكو ، كانت تاما قطة ضخمة للغاية وذات جمال فائق مقارنة مع القطط الاخرى بالرغم من انها تعتبر قطة شارع ، وتعد هذه القطة بالذات منبرا لقطط العالم أجمع ومثالا يحتذي به ، لانها وبرأيي تعد اهم قطة في تاريخ القطط أجمعين ، وقد بدأت قصة تاما واكتسبت بعدها شهرة واسعة عندما قامت الحكومة اليابانية بتعيينها رئيسة محطة ومسؤولة تشغيل معتمدة في محطة كيشي للقطارات على خط كيشيجاوا في كينوكاوا ، في محافظة واكاياما في اليابان .
وقد كانت حينها المحطة تريد تعيين موظفين من القاطنين في نفس الحي الذي يخص المحطة وهذا توفيرا للنفقات ؛ ولكن في عام 2006 فاجأت الشركة الجميع وتم وقوع الاختيار على قطة ضالة لتبقي هى المديرة المطلقة للمحطة برمتها ، وقد كانت هذه القطة تقضي اغلب وقتها في التسكع بين اروقة المحطة وحيها المشهور ، ولدت تاما في نفس الحي وقد نشأت بانتظام مع مجموعة من القطط الضالة الاخرى ، وقد كان الركاب حينها يطعمونهم بانتظام ، وقد كان حينذاك مدير المحطة وقتها رجلا يدعى توشيكو كوياما والذي تم تعيين تاما بعدها بدلا منه ، وقد تسببت هذه الفكرة في الدفع بالشركة للامام وزيادة عدد الراكبين بنسبة تجاوزت 17 بالمئة ، كما بلغت ارباح الخط منذ تعيين تاما حوالي 1,1 مليار ين .

وكان يتم ترقيتها من قبل الحكومة مثلها مثل اي موظف عادي يعمل في الدولة ، وقد تمت تلك الترقيات اكثر مرة حتى اصبحت تاما في نهاية المطاف تمتلك مكتبا خاصا بها وعددا من الموظفين المنتدبين تحت سطوتها .

لم يدم الامر لاكثر من ذلك للأسف ، حيث توفيت تاما في نهاية المطاف عن عمرا يناهز 16 عاما بداخل اروقة احد المشافي الخاصة بالحيوانات هناك بسبب قصور في وظائف القلب ، وبعد وفاتها جاء الالاف من محبيها في اليابان لتشييعها بفخر واعتزاز ، وقد قدموا لها جنازة خاصة في المحطة ومنحت بعدها لقب مدير المحطة الفخرية الخالدة .

ريد وتاتو .. عندما تسلك الضباع المنعطف الخاطيء

معركة الشقيقين

على عكس زمرة مابوغو والمحارب العظيم سكارفيس ، فان ريد وشقيقه تاتو لم يكونا أصحاب شهرة وصيت عالميا مثل ابطالنا السابقون من حلف السباع ، ولكن ريد بالتحديد وللاسف الشديد نال شهرة لا بأس بها عندما خاض معركة حامية وحده مع اكثر من عشرين ضبع مدعومين بملكتهم العنيدة صاحبة العضة القاتلة ، وقد استطاع النجاة بمساعدة شقيقه التوأم تاتو ، وقد حازت هذه المعركة بعد توثيقها بواسطة اعلام البي بي سي البريطانية على احدي اكثر اللقطات اثارة في العام ، وتعد من اخطر معارك الحيوانات التي حدثت حينها

بدأت تلك القصة الدرامية بخروج الاسد الشاب ريد خارج نطاق ارضه في رحلة استكشافية خارج الحدود ، وكأسد كسول عديم الخبرة لم يدرك ريد أن نسبة موت الأسد وحيدا تتعدى نسبة موت طفل رضيع بداخل حمام سباحة ، وبناءا على ذلك أخذ يتسكع دون داع في الطريق ، مما تركه فجأة في مواجهة وحشية مع اكثر من عشرين ضبع من الضباع الافريقية الرقطاء العنيدة والتي وجدها امامه فجأة تخترق الحشائش مصدرة عوائها المعتاد ، وفور رؤيتها له احاطت به من كل حدب وصوب قاصدة النيل منه وقتله ، وبالفعل جميعنا نعلم ان الضباع الافريقية كائنات متوحشة بالفطرة ولاتهاب اي شيء طالما ان اعدادها كبيرة ، ومن غير المستغرب ان نراها تبادر بالهجوم بلا خوف على هذا الاسد المتهور عديم الخبرة والذي قاتل بشجاعة وقام بمعركة جيدة للغاية استحق عليها التكريم ، لقد حاول في البداية اظهار هيبته كاسد وقام بحصر اطرافه بعناية بعيدا عن أفكاك الضباع مهشمة العظام ، وقد قام بالزئير لاخافتهم وبمطاردة بعضهم وقد انقض عليهم ليقتلهم ولكن كما يقال دوما ” الكثرة تغلب الشجاعة ” بالرغم من نضاله الا ان الضباع كانت عدوا سريعا للغاية وماهرا ولم تترك له اي فرصة للمقاومة وقامت بانهاكه وجعل قواه تخور بسرعة ، وفي كل مرة كان يصد هجوما من اليمين وينقض على احدها ، كان الهجوم الاخر ياتي من اليسار ، حتى ارتبك بعدها وانطبح ارضا وايقن ان هلاكه قادم لامحالة بين انياب هذا الغريم القمام ، وبمفاجأة غير متوقعة ظهر اخيه الشقيق من العدم وعلى مايبدو انه تبعه لمعرفته بتهور اخيه وقلة خبرته وقد كان يدعى تاتو ، وقد قام بالهجوم على الضباع وطردهم بعيدا عن اخيه الذي استفاق هو ايضا وهجم عليهم بضراوة مدعوما بشقيقه الأكبر ، وبالفعل استطاع تحالف هذان الشقيقان المليء بالحيوية والقوة في قهر الضباع وطردهم بعيدا وجعلهم يفرون بسرعة شديدة من امامهم ، يذكر ان مقطع الفيديو الخاص بريد مشهورا للغاية ومتداول في شتى انحاء العالم ، وبالرغم من انني لا اعرف مصير ريد ولا يعرف احد ماذا حدث له بعد ذلك الا انه ايضا يستحق ان يوضع في مقالي تكريما لنضاله رفقة اخاه ولو كان نضالا بسيطا

ساتورن ” قاطور هتلر “

blank
عاش هذا القاطور عمرا مديدا (84 عام) وكان محببا الى هتلر

على عكس غوستاف التمساح ، فان ساتورن كان احد الاقارب الخاصين بعائلة التماسيح ألا وهى القواطير الأمريكية ، تختلف القواطير عن التماسيح بشكل خاص ، حيث يختلف شكل الخطم وتختلف الطباع والخصائص والتي تكون هادئة نسبيا بالنسبة للقواطير ، وها نحن هنا في فقرة مختصرة لنتعرف على هذا الحيوان المثير من عائلة التماسيح ، من خلال قاطور مشهور في الحرب العالمية يدعى ساتورن ..

كان القاطور او تمساح الكيمن الامريكي ساتورن يقيم في حديقة حيوان في موسكو ، وقد اتخذ هذا التمساح الضخم شهرة واسعة بسبب انه كان القاطور الاليف للزعيم النازي ادولف هتلر ، ولد ساتورن وبدأ حياته في ولاية المسيسبي في امريكا ، وسرعان ما تم احضاره الى المانيا واقام هناك في بركة خاصة في حديقة حيوان برلين ، وسرعان ما تكيف واحبه الفوهرر كثيرا خاصة اثناء جولاته التفقدية للحديقة ، فقد كان يحب مشاهدة ساتورن الذي كان قابعا على اليابسة امام بركته بجلده الاخضر وفكه الضخم وعيناه الصفروتان يتأمل الفوهرر بكل بلادة ، وفي خلال الحرب العالمية الثانية ومع سقوط النازية وانتصار الحلفاء تم تدمير حديقة حيوان برلين ومحوها تماما ، ومع هذا الدمار والنيران عثر الجنود البريطانيين اثناء مداهمتهم للحديقة على جيف العديد من القواطير والتماسيح الاخرى ملقاة في كل مكان ، وقد كان ساتورن ضمن بعض القواطير الاخرى التي نجت والذي كان يتبختر في كل زاوية باحثا عن الطعام ، قام الجنود بالامساك به وسلموه كهدية للسوفييت ، وقد ظل قابعا هناك وحده لفترة طويلة ، الا ان قام الامريكان بعدها بتمجيد زاحفهم الشعبي وقاموا بتسليم السوفيت قاطورا انثى يدعى شيبكا ، وسرعان ما بدأت شيبكا بالتزواج مع ساتورن ، ولكن لم يثمر هذا التزاوج العقيم عن اي فردا من القواطير الصغيرة ، ماتت شبيكا بالرغم من صغر سنها وقد تركت ساتورن وحيدا ، وقد رفض التمساح المرهف الحس تناول الطعام بعد فراق محبوبته الى ان وافته المنية بعدها ايضا بسبب الشيخوخة في سنة 2020 عرف عن هذا التمساح انه حساس للغاية حيث كان يرفض تناول الطعام في الكثير من المرات لعدة ايام .

اسود تسافو .. القتل من أجل المتعة

blank
الجثث المحنطة لاسدي تسافو الشهيرين

على عكس زمرة مابوغو التي اتشحت بالاجرام من أجل الطعام والغريزة ، وعلى عكس بطولة سكارفيس وبطشه من أجل الأرض ، وبخلاف تحالف ريد وتاتو لقهر الضباع من أجل الحياة ، فان اسدا تسافو لم يكونا يفعلا شيء طوال حياتهما الا القتل من أجل المتعة فقط !

على الرغم من ان اغلب الحيوانات المفترسة تقتل ضحاياها من البشر من اجل الجوع فقط او من أجل الدفاع عن أرضها ، ولكن حالة الاسدان تسافو كانت حالة مبهرة و فريدة من نوعها للغاية ، حيث كان هذا الاسدان الذكور عديمي اللبدة واصحاب الجسد النحيف يقتلان البشر كنوع من الترفيه والتلذذ ، وايضا كنوع من تجربة وتنويع الطعام من حولهما ، قتلت هذه الاسود اللعينة حوالي 130 عامل من عمال السكك الحديدية في كينيا في اوائل القرن العشرين .

بالرغم من التشكيك في عدد ضحايا غوستاف الذين يقدرون بالمئات فان عدد ضحايا تسافو عددا غير مشكوك بالمرة وهو صحيح جدا ، حيث تعتبر مجزرة اسود تسافو اكبر مجزرة ارتكبها حيوان في حق بشر منذ أمد ، متفوقة حتى على مجزرة راميرز والتي كانت بطلتها التماسيح الانتهازية ، وقد بدأت هذه القصة الكئيبة في عام 1898 وهذا عندما قررت قوات بريطانيا العظمى بربط مستعمراتها الضخمة في افريقيا بسكك حديد عملاقة تمتد بطول شواطيء المحيط الهندي ، وقد كان اغلب المنتدبين من العمال حينها من الافارقة والهنود المستعبدين تحت ظل الامبراطورية العظمى ، وقد بدأت القصة تتمحور خاصة عندما خططوا لبناء جسر فوق نهر تسافو ، وطوال هذا المدة كان العمال يتعرضون لمدي كبير من هجمات ضارية وعنيفة تطيح بهم أثناء العمل ، وقد كانت تلك الهجمات مصدرها اسدين محليين عديمى اللبدة بالرغم من كونهما ذكور ” صلع ” ، وقد كانت اجسادهما نحيفة ورشيقة ، وقد تجاوزت احجامهما احجام الاسود العادية ، وعلى الاغلب قد كانا يعانيان من تسوس شديد في الاسنان ، لقد كان تحالف تسافو المكون من اسدان وقحا للغاية ، وقد كانا يقومان بالهجوم بشكل بشع على العمال النائمين وسحبهم خارج خيمهم واكلهم احياء في حافة مخيمهم الذي يحوي خيمات اخرى بداخلها زملائهم والذين كانوا يسمعون صرخاتهم حينها ، ونتيجة لذلك بدأ العمال في الهروب من المخيم وعدم استكمال العمل خوفا من بطش أشباح الغابة الطائشون ، مما اجبر قوات الجيش البريطاني بعدها على محاولة رصد تسافو و قتلهما لتهدئة الاوضاع بالنسبة لعمالها المنكوبين ، ونتيجة لذلك كلفت مهمة للعقيد جون باترسون بقتل الاسدان وتعقبهما وقد كانت مهمته درامية كثيرا وشاقة ، فقد استطاع الرقيب بعد طول انتظار قتل الاسد الاول الذي كان في طريقه لشن هجمة اخرى ؛ ولكن لان اسود تسافو كانت اسود وحشية ومخادعة للغاية انتظر الرقيب 20 يوما اخرين من اجل قتل القاتل الثاني ، وبعد قتلهما باع العقيد جيف القاتلان الى متحف امريكي كنوع من التأريخ للمجزرة ، ولايزال المتحف يحتفظ بجيف الاسدان المحنطة ، والتي تعتبر نوعا من الفخر والاعتزاز بهما وليس التنكيس والعار.

ختاما

وصلنا لنهاية المقال واتمنى ان اكون امتعتكم مع هؤلاء الابطال الذين ليسوا من بني البشر ، ولكنهم أبطال من جنس خاص ، فالسباع والحيوانات ايضا قصصا بطولية ربما لوعقلت اجيالهم لكانت ستحتفي بها بدون كلل او ملل متذكرة اياهم بفخر واعتزاز كما تذكرهم البشر بالضبط ، فعالم الغاب عالم فريد من نوعه و هو عالم التحدي والاثارة التي لاتنقطع ، فالكل هناك مدجج باسلحته الخاصة ليعيش ، بداية من المخالب الحادة التي تهوي من السماء بل وحتى تلك الانياب والقرون التي تبطش في الأرض ، فلكل وحش هناك له سلاحه الخاص الذي يكتب به اسطورته المجيدة .. والى لقاء اخر

المصادر :

ماتشالي (نمرة)
أخطر زمرة عرفها التاريخ
القطة تاما
عشاق الحياة البرية في حداد.. الأسد ذو الندبة ينفق بعد شهرة عالمية
5 حيوانات مشهورة غيرت وجه التاريخ
أسد يقاتل أكثر من 20 من أشرار أفريقيا
ساتورن (قاطور)
أكلة لحوم البشر من تسافو

guest
55 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى