تجارب من واقع الحياة

ممتنة له فعلاً

بقلم : منى – الشرق الأوسط

ممتنة له فعلاً
لقد كاد أن يدمرني

مرحباً بالجميع ، اسمي منى عمري 22 سنة ، أنا طالبة جامعية و قصتي هذه حدثت منذ بضعة أسابيع ..

تعرفت على شاب يدرس معي اسمه “نزار” ، كانت علاقتنا صداقة في البداية ، ثم مع الوقت تحولت إلى حب ، لا أنكر أنه كان مهتماً بي كثيراً لكن لا أخفي عليكم شعور عدم الثقة ، صدقاً لم أكن أثق به كثيراً ، لا اعرف لماذا !!

و كان هناك شاب آخر اسمه “محمد” ، كان شاباً مهذباً و خفيف الدم نوعاً ما ، لكن لم تكن بيننا أية معرفة ،وفقط مجرد زملاء ، لكن كانت هناك مشكلة قد حدثت له مع “نزار” منذ مدة ، لا اعرف ما هي لكن منذ تلك المشكلة و “نزار” أصبح يخاف منه بشدة ، لا يبقى أكثر من دقيقة في نفس المكان الذي يتواجد فيه ، وما إن يحدق به “محمد” حتى يُنزل “نزار”عينيه إلي الأرض .

المهم .. في أحد الأيام اتصلت بي إحدى صديقاتي و عرضت علي أن نذهب سوياً للتسوق نهاية الأسبوع فوافقت على الفور و قالت لي : سأنتظرك بالسيارة في المكان الفلاني يوم الخميس ، فقلت لها : حسناً سنلتقي

في اليوم التالي -كان يوم الأربعاء- كنت واقفةً وحدي في إحدي الممرات ، استدرت فرأيت “محمد” قادماً نحوي ، اقترب مني و قال : مرحباً ، قلت : أهلاً ، قال : أريد أن أحدثك عن أمر هام ، قلت : طبعاً تفضل ، صمت قليلاً ثم قال : إياكِ أن تذهبي ، قلت : ماذا تقصد ؟ قال : إياكِ أن تذهبي مع “هدى” غداً فأنتِ لا تعرفين ما الذي سيحدث ، استغربت كثيراً من كلامه ، أولاً كيف عرف أني سأخرج معها غداً ، و ثانياً ماذا يقصد بـ (لا تعرفين ما الذي سيحدث) ، صمت قليلاً ثم قلت : عن ماذا تتحدث ؟ قال : إنهم يتآمرون عليكِ و يريدين الإيقاع بكِ ، كاد صبري ينفد و قلت : من هم من تقصد ؟ قال : “نزار” و “هدى” ألم تفهمي بعد ، و هل هناك غيرهم ؟

صدمت كثيراً عندما سمعت كلامه و لكني ضحكت بسخرية و قلت : حسناً أعتقد أنك تهذي فعلاً ، سأذهب من هنا ، استدرت لأذهب لكنه أمسك بيدي و قال : أرجوكِ انتظري ، تملكني الغضب و قلت له : اترك يدي ، استدرت و نظرت إليه ، لا أعرف كيف أصف شعوري في تلك اللحظة و أنا أنظر إلي عينيه ، هل هو يكذب ؟ كلا لا أظن ذلك ،بدا فعلاً صادقاً و أنه خائف علي من كارثةٍ ما ، قال : أرجوكِ ثقي بي ،

هدأت قليلاً ثم قلت : ماذا يحدث؟ أخبرني أرجوك ، قال : لقد سمعتهم يتكلمون عنكِ بالأمس ، أعتقد أنكِ سوف تلتقين بـ”هدى” غداً لتخرجا معاً أليس كذلك ؟ قلت : نعم ، قال : أعرف أنكِ قد تجدين صعوبةً في تصديق كلامي ، لكنها اتفقت مع “نزار” على هذا الأمر و هو أن تقوم هي باستدراجك لتكوني ضحية ذلك “الذئب البشري” أعتقد أنكِ فهمتِ ما ألمح له ، صعقت مما سمعت و ظللت متجمدة في مكاني ، قال : إذا لم يكن لديك مانع تستطيعين مرافقتي غداً و ستتأكدين بنفسك ..

ترددت قليلاً ثم وافقت و لا أعرف كيف أصف مقدار الثقة التي شعرت بها تجاهه ، لكن أعتقد أن ذلك بسبب قلة ثقتي في “نزار” من الأساس ..

رجعت إلي المنزل و أخبرت أختي الكبرى بكل شيء و طلبت منها أن تقوم بإيصالي غداً .

في اليوم التالي – و قبل موعد التقائي بـ”هدى” – اتصلت بـ”محمد” و اتفقت معه أن نلتقي في مكانٍ ما ، خرجت و اتجهت إلى ذلك المكان و جلست أنا و أختي في السيارة ننتظره ، بعد دقائق وصل و ركن السيارة أمامنا ، نزلت من السيارة و ركبت معه رغم شعوري ببعض الخوف لكن مقدار ثقتي بهذا “الرجل” أكبر بكثير ، انطلقنا إلى المكان الذي اتفتقت عليه أنا و “هدى” بأن نلتقي فيه ، وصلنا و قام بركن السيارة في مكان بعيد قليلاً و بطريقة معاكسة – أي أنهم سيكونون خلفنا – جلسنا ننتظر و نتحدث أحياناً بينما دقات قلبي تتسارع ، و”محمد” ينظر في مرآة السيارة دون أن يبعد ناظريه عنها ثانية واحدة ، بعد قليل قال : ها قد أتت ، استدرت فرأيت سيارتها لكن هناك أمر غريب فيها ، حيث أن زجاج سيارتها كان معتماً و هو في الأصل ليس كذلك !!

فقال “محمد” : قامت بتظليله لكي لا تستطيعين أن تري من خلاله عندما تكونين في الخارج و ستفهمين كل شيء بعد قليل .

لم يمضِ أكثر من 3 دقائق حتى رأينا “نزار” و معه شخص آخر آتيان نحو سيارة “هدى” و عندما وصلا إليها وقف “نزار” و بدأ يتلفت حوله ، ثم صعدا إلى الكرسي الخلفي في سيارتها ، صعقت عندما رأيت ذلك و فهمت الخطة كاملة ، عندما أصل أنا و أسعتد للركوب في السيارة لن يسعني رؤيتهما جالسين في المقعد الخلفي بسبب الزجاج المعتم ، ولكن عندما اركب سيفاجئانني و لن أستطيع الهروب و بالطبع سيقومان بإمساكي و …….

في تلك اللحظة اتصلت بي “هدى” و قالت أنها تنتظرني في المكان المتفق عليه ، فقلت لها : حسناً أنا في الطريق إليكِ ، ثم أقفلت الخط و أقفلت هاتفي نهائياً و لم أستطع تمالك نفسي و بدأت في البكاء ، و حاول “محمد” تهدئتي ثم أخذني إلى المنزل .

في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة و كنت خائفة بعض الشيء لكن وجود “محمد” إلى جانبي أزال خوفي ، قمت بإنهاء الأمر مع “هدى” و واجهتها بكل شيء ، و بالطبع فلم تستطيع الرد ، و بينما كنت واقفة مع “محمد” في الحرم الجامعي رأيت “نزار” قادماً فخفت قليلاً ، فقال “محمد” : لا تخافي و تمالكي نفسك .. أتى إلينا و نظر إلي و قال بكل برودة أعصاب : مرحباً عزيزتي كيف حالك ؟ نظرت إليه و لم أجبه ، أمسك كتفي و قال : أجيبيني أنا أتحدث معكِ ..

لم يكمل آخر كلمة فقد قام “محمد” بلكمه بقوة ، و لم يلبث أن استعاد تركيزه حتى لكمه ثانيةً و أمسك بعنقه و قال له : لا تحاول أن تتصنع البراءة ، فقال “نزار” : ما الذي تتحدث عنه ؟ فقال “محمد” : سمعت كل شيء و أعرف ما كنت تنوي فعله بالأمس أنت و صديقك و المدعوة “هدى ” ، صمت “نزار” عندما سمع هذا الكلام ، و تابع “محمد” قائلاً : حاول أن تقترب منها ثانية و أقسم أني سأجعلك تسمع صوت تكسر عظامك بنفسك ، أتى بعض الشباب لفض النزاع ، و أنا كنت واقفةً خلفه و لا أستطيع إخفاء دموع الفرح مما حدث ، دموع شكري و اممتناتي الكبير له لإنقاذه لشرفي ، و بعد يومين ترك “نزار” و “هدى” الكلية و انتهى كل شيء

 

تاريخ النشر : 2017-03-15

guest
60 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى