أدب الرعب والعام

منزل الحب

بقلم : كوريا الخطيرة – الجزائر – ولاية عنابة

منزل الحب
كان يعيش زوجان حديثا الزواج في بيت مليئ بالحب ..

هل سمعتم يوما بشبح يسكن بيت وأعني شبح او روح وليس جني ؟ عني أنا سمعت الكثير ؟؟

بدأت القصة في كوريا (مدينة بوسان) التي تبعد عن عاصمة كوريا (سيئول) 3 ساعات .. كان يعيش زوجان حديثا الزواج في بيت مليئ بالحب والحنان والوفاء والولاء , الزوج كان يملك عملا محترما في شركة كبيرة للعقارات , وكان عليه أحيانا أن يذهب في رحلة عمل .

مر على زواج العريسين عامان , وفي أحد الأيام كان على الزوج أن يذهب في رحلة عمل إلى جزيرة جيجو وكان عليه ترك زوجته وحيدة في البيت , في اليوم التالي حزم الزوج أغراضه وملفات العمل وقام بعناق زوجته وضمها إليه ضمة قوية بكل حب وحنان وودعها وقال لها انتظريني ياحبيبتي انتظريني فقط 20 يوم ارجوكي لاتملي من انتظاري لاني سأعود إليك ولاتخافي لوحدك وتذكري اني دائما موجود في قلبك وانتي كذلك في قلبي فحبنا يجمعنا مهما بعدت المسافة فأنتي حبيبتي وزوجتي أحبك … , كانت تلك هي أخر كلمات سمعتها الزوجة من زوجها الحبيب .

ركب سيارته ولوح بيده لزوجته وهي تقف أمام المنزل ترتدي فستانا أبيضا جميلا وتنظر الى رحيله وتلوح بدورها له الى ان اختفت السيارة , انتظرت الزوجة ال20يوم … اسبوع … اسبوعين … شهر … سنة … سنين لم يعد الزوج ولم تكل من انتظارها وكانت تظن ان حبيبها وزوجها سيعود وهي تتذكر كلماته الأخيرة التي قالها لها ..

تساءلت أين أنت ياحبيب قلبي .. لماذا تأخرت في العودة قلت أنك ستعود لي لكنك لم تعد , وعدتني بأن تعود في 20 يوم لماذا أطلت الغياب أنا لم ولن أمل إنتظارك لكن أرجوك عد إلي .. الزوج قد مات في حادث مرور واشتعلت ألسنة النار في السيارة واحترق الزوج حيث لم تتعرف الشرطة على الجثة لأن السيارة احترقت بالكامل ولم يبقى فيها شيء الا هيكلها ..

الزوجة المسكينة ماتت من الإنتظار في فراش الموت بسبب مرض في القلب قهرا على زوجها لأنه لم يعد , لكنها لم تمل أبدا من إنتظاره بكل حب وعطاء , ماتت الزوجة من الإنتظار .. ولكن المدهش ان روح الزوجة سكنت البيت وبقيت تنتظر زوجها بكل لهفة وحب وشوق ..

كل من يدخل المنزل تظنه زوجها فتظهر روحها متلهفة لروؤيته ولإحتضانه من طول الإنتظار , لكن لسوء الحظ لم يكن ولن يكون زوجها كما ظنت فتغضب وتقوم بقتله .. وتوالت الأيام والبيت تسكنه روح الزوجة الحزينة , فأصبح عرضة للبيع من طرف سمسار جشع من أجل المال , لكن من سيسكن بيتا تسكنه روح غاضبة حزينة ؟ , كل من يرى البيت من الخارج فقط يرفض ان يعيش فيه ومن جهة أخرى سمعة البيت السيئة والشائعة التي تدور في مدينة بوسان حتى أن الاطفال الصغار لايلعبون بجواره خوفا من تلك الروح ..

مرت الأيام والشهور وأتى شاب يدعى (جي مين بونغ) يبلغ من العمر 31 سنة برفقة خطيبته الشابة (هان جي هي) التي تبلغ من العمر 29 سنة من مدينة سيؤول , كانت خطيبته فتاةً رائعة فائقة الجمال ذات قوام مووودهش إن أردت أن أصف جمالها , أتى هما الاثنان من أجل العيش في – بوسان – لعمل الشاب هناك وكان عليه تأجير بيت لمدة شهرين , كان من الصعب إيجاد بيت في ذلك الوقت لسبب وجود كثافة كبيرة من السكان بسبب روعة المدينة , وكان قد سمع عن البيت فرفض في المرة الأولى أن يعيش فيه , حيث أنه هب لرؤيته وقد بدا حزينا من شكله الخارجي تغطيه حشائش الطحلب البري واوراق الأشجار فوق سطحه ومازاده كئابة جو الخريف الذي خيم عليه وكان من الداخل مظلم شاحبا والغبار يملأ الكراسي والكنبات …

لم يطل رفض الشاب إلى وأن تحول إلى قبوله بالأمر لأنه لم يجد خيارا آخر ليعيش في المدينة بسبب عمله .. وفي اليوم التالي احضر مين يونغ وخطيبته أغراضهما وشرعا في تنظيف البيت وتجهيزه ليبدو جيدا , كانت جي هي تنظف في الداخل بينما مين يونغ يقوم بالتنظيف امام البيت ونزع الأعشاب والحشائش التي تغطيه .. وماأن مر يومان حتى رجع البيت إلى ما كان عليه قبل سنوات بهيجا مليئا بالحب داخله وخارجه , فرح الخطيبان لما فعلا للبيت ومر أسبوع على عيشهما فيه ولم يلحظا أي تغير

مما جعلهما يظنان بأن تلك الإشاعات التي كان يسمعانها عن البيت كذبة , مر شهر على عيشهما هناك وهنا بدأت الأمور تتضح لهما ..

كان ذلك هو الشهر الأخير لهما والأخير لفصل الخريف , كانت ليلة مظلمة حالكة ومغيمة .. بدأت الأمطار بالهطول وكان على الخطيبان أن يشعلا المدفأة لبرودة الجو , وبين التعاطي في الحديث ناما بجانب المدفئة , وعندما دقت الساعة منتصف الليل انفتحت نافذة بضربة من الريح أيقظت هان جي هي بفزع كبير وقد إرتعبت وقامت بغلق النافذة , وبعد عودتها للنوم بجانب حبيبها لمحت شكلا أبيضا يقف في أخر الدرج , فركت عيناها وظنت أن النعاس قد أوهمها وعند فتحهما إتضحت لها الرؤية ورأت أنها لا تتوهم والذي تراه أمام عينيها شبح فتاة شابة تصعد الدرج ..

هان جي هي كانت ذات شخصية قوية لاتخاف من الأشياء المرعبة حيث أنها محبة للرعب , فأخذت تتبع الشبح وهو يصعد إلى علية البيت وعند وصولها إختفى الشبح عند باب العلية .. دخلت هان جي هي العلية والغبار يملأ المكان حيث وجدت كثيرا من الأغراض تخص الزوجين من صور لهما وملابس , ومأخذ نظرها هو الفستان الأبيض الذي رأت الشبح يرتديه ..

هان جي هي أعجبها الفستان لدرجة كبيرة وقامت بارتدائه وكان من مقاسها , وفي اليوم التالي روت لحبيبها مارأت البارحة وأرته الصور فأخبرها بأن السمسار هو من وضع أغراض الزوجان في العلية لكي لايخاف أحد من البيت .. لكن مين يونغ كذَب خطيبته لرؤيتها الشبح وذلك بسبب عدم ظهور أي شيء مريب يرعب أثناء الشهر الذي عاشا فيه , إنزعجت منه هان جي هي وفي الليلة الموالية بدأت الأمور المريبة تحث فعلا وبدا المنزل غاضبا حقا وكانت جي هي ترتدي ذالك الفستان الأبيض فظهرت روح الزوجة ووجهها شاحب وغاضبة ووقفت في الدرج والخطيبان بقيا مرعوبان لما يرونه ..

هان جي هي لم تخف طول عمرها لكن منظر وجه الشبح الغاضب وتلك النظرات الحارقة في عيني شبح الزوجة قد أرعبها رعبا حقيقيا , نطقت جي هي مخاطبة الشبح ( لماذا انتي غاضب ؟ ) أجابتها الزوجة مشيرة بأصبعها إلى الفستان , وكانت إجابة مقنعة ,, نطق مين يونغ ( لماذا تظهرين هكذا ؟؟؟ ) , صعدت الروح الدرج وتتبعاها إلى العلية وأشارت بإصبعها إلى صورة زوجها .. سألت جي هي الشبح هل زوجك من قام بقتلك ؟

الشبح نفي الأمر بحركة من رأسه , بعدها أشار الشبح إلى التاريخ المعلق على الجدار وإلى الساعة في يدي مين يونغ .. في اليوم التالي قاما بالبحث عن أجوبة للأسئلتهما وعرفا من خلال الجيران والناس أن الزوجة كانت وحيدة في البيت وزوجها تركها وذهب إلى العمل منذ ذالك الوقت وهي وحيدة تنتظره..

فهما الأمر وقاما بالبحث عن الزوج وقادهما البحث والتاريخ والحوادث التي وقعت , وبعد بحث عرفا أن الزوج قد توفي في حادث مرور ولم يبقى من السيارة سوى الهيكل , عاد الخطيبان إلى البيت وقاما بإستحضار الروح في الليل وأخبراها بما حدث لزوجها , تبسمت الروح لمين يونغ وخطيبته وصعدت الدرج واختفت ومن يومها لم تعاود الظهور من جديد ..

وبعد مرور شهر أخر من عيشهما في البيت كان على مين يونغ وخطيبته العودة إلى سيئول من أجل زفافهما , وبينما كان خطيب هان جي هي ينقل الأغراض من البيت إلى السيارة وقفت ( هان جي هي ) الفتاة الحسناء تنظر إلى المنزل ونظراتها تودعه , وبعدها رجعا إلى سيئول وتزوجا لكن الغريب ان يون غمين وزوجته جي هي إشترا البيت وعاشا فيه ..

قصة حب حزينة لروح ولكن إنتهت سعيدة بمعرفة حقيقة زوجها أنه مات ..

تاريخ النشر : 2015-10-09

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى