أدب الرعب والعام

من المذنب – الجزء الثاني

بقلم : Ramy – Syria

في الواقع لم أعد أشعر بذاك الحب المزعوم

حكمت علي المحكمة بالسجن لستة أشهر .. إنها مدة قصيرة .. لن أشعر بها
أما أنا فلقد حكمت على نفسي بالموت .. كما أن هذا الحكم لن يستثني فتاتي الجميلة وصديقي الوفي .. سأكتب رسالتي الأخيرة .. رسالة مغادرتي لهذا العالم العادل .. من بعدها سأصلي للرب وسأطيل بالصلاة فلن تتاح لي فرصة التكلم معه مرة أخرى لأنه سيدخلني ناره الأبدية بعد قتل نفسي ..

إني وبعد شهرين بدأت أفقد عقلي بهذا المكان الموحش .. لم يأتي أحد لزيارتي سوى أمي التي كانت تأتي لترى ابنها الذي كانت تفتخر به أمام الجميع أصبح سجين زنزانة تعج بالوحوش والسواد الإنساني ..
لا وجود للمثالية يا أمي .. كلنا وحوش وكلنا مرضى وكلنا نستحق القليل من الحنان والعطف .. لا وجود للسواد الكامل كما ليس هناك بياض كامل .. ذاك الطفل الذي كان يراكي كألهة لقد نضج أصبح يرى معاناتك وحزنك وألمك .. أصبح يعلم كم عانيت لتبتسمي بوجهه كل صباح وأنت تضعين له الطعام في الحقيبة ..

لكنه بدأ يشعر أنك لم تنضجي يا أمي .. فأبنك لم يكن سعيد كم ظننتيه لم يكن رجل ألي يؤدي وظائفه اليومية دون كلل أو ملل بل كان يتألم طوال الوقت كان يشعر بعدم القيمة .. بل كان يشعر بأن هذا العالم كله ليس له فائدة .. كلنا مرضى نفسيين لكن مع اختلاف في درجة المرض .. الفكرة التي كانت تستحوذ على عقل ابنك بالدرجة الثانية هي قتل نفسه أما بالدرجة الأولى فكانت فكرة قتل جميع من حوله لها الأولوية..

ما أريد أن أقوله يا أمي هو إني كنت أعاني
بكلتا الحالتين لم أكن سعيد كما ظننتني ..
كنت أتألم حتى ظهرت تلك الفتاة أمامي
عقلي الباطن رأها كما لو أنها رسول من عند الرب تم إرسالها لتعيد الأمل إلى قلب عبده المتألم .. لكنها لم تكن كذلك
تلك الفتاة الجميلة ، ناصعة البياض ، ممتلئة الخدود ، ذات الروح النقية
ذات الأخلاق الرفيعة .. والكبرياء العالي
إنها من هتكت سكينتي .. وأباحت مشاعري ، فأصبحت عيوني تفضح حقيقتي وتشنجات جسدي تحكي عن ما بداخلي ..

هذه كانت بداية رسالتي وبداية كلماتي الأولى عندما رأيتها .. أما الآن فأصبحت أعد الثواني للخروج من هذا المكان اللاإنساني واللابشري.. دخلت في شهري الثالث والأيام تزداد بطئا وكل يوم أطول من سابقه .. معدتي تتقلص وقلبي يتمزق وعقلي يزداد انحرافا .. فكرة الموت غدت تبدو غبية .. والأغبى منها هو السجين الذي ينظر إلي الآن .. الذي دخل السجن لقتله ابنته ذات الثماني عشر ربيعاً .. لأنه استيقظ من سباته في أحد الأيام فوجدها حامل ..

بادلته نظرات الاستهجان التي رمقني بها ثم قلت له .. أخبرني يا هذا كيف شعرت بعد قتل ابنتك أمام إخوتها ..
بدا عليه الغضب ثم قال .. شعرت بأني حفظت شرفي الذي ربما لا تمتلكه .. شعرت بأني غسلت عاري بدماء تلك النجسة.. حافظت على تاريخ هذه العائلة .. شعرت بأنه كان ذنبي من البداية لتركها تذهب للتعلم .. وأي علم ستتعلمه سوى الرذيلة والانحطاط بهذا المجتمع ..

لقد استفزني كلامه بشكل لا يوصف .. فقلت له : وهل يقع شرفك وشرف عائلتك وشرف جدك الأكبر على عاتق ابنتك فقط ؟ .. هل جسدها هو ما يمثل شرف هذه العائلة .. 

ثم قال بنبرة ساخرة .. ربما ما تقوله صحيح ولكن أريد أن أطلب منك طلب .. هل تسمح لي بمضاجعة شقيقتك بعد خروجي من هنا .. بالتأكيد هي جميلة ومنفتحة كشقيقها .. ثم أخذ يضحك ..

لم أعلم حينها ما علي قوله ليس لأنه أفحمني كم ظن بصمتي .. فأنا ليس لدي أي أخوة أو أخوات .. ولكن هل أنا من أسمح لأختي بمضاجعة فلان وأمنعها من مضاجعة فلان .. أو هل أنا من أحدد هذه الأمور هل هذا قراري أم قرارها هل هو جسدي أم جسدها .. أو بدائرة أكبر لم علي التكلم بهذا الموضوع من الأساس .. هل ستقوم أختي بقتلي حفاظاً على شرفها إذا علمت بأني نمت مع إحدى الفتيات ..
وهذا الرجل هل ستقوم زوجته بقتل أبنها أو هل هو سيقوم بقتله إذا علم بأنه نام مع فتاة ما .. لما الشرف يقتصر على الجهاز الانثوي دون الذكري ..
لا بأس فهذه ليست قضيتي .. فأنا أمتلك من المصائب ما يكفني ..

ها أنا أدخل في شهري الرابع وكل ما في يزداد سوءا .. روحي تزداد ظلاما وأفكاري تزداد تصارعا ..

الشهر الرابع كان الأسوء من ما سبقه .. فلقد تمت معاملتي بقسوة شديدة من قبل جميع من يرافقني في هذه الزنزانة .. فلم يكتف هؤلاء السجناء بإذائي نفسياً .. تحولوا إلى الإيذاء الجسدي والتحرش المرضي تجاهي .. طلبت من سجاني نقلي إلى زنزانة منفردة ولكن كان رده بأني لست عند والدتي لتهتم بمشاعري ..

لست عند والدتي هذا صحيح .. لكني أيضاً لست بالجحيم ..

انقضا الشهر الرابع الذي كنت أعد أيامه بحفر جدران الزنزانة بأظافري .. كان أسوء ما عشت ..

أنقضى الشهر الخامس والسادس وحان وقت خروجي من حفرة الجحيم هذه ..
خطوت بخطوتي المنتظرة في عالم الحرية .. خرجت لأنفض عن جبيني سواد أيام لن أعيشها مرة أخرى..
خرجت لأكتب قصة جديدة .. قصة عذاب ولكن لن يكون عذابي هذه المرة .. بل عذاب مجتمع بأكمله يحتاج لمن يصلحه.. يحتاج تطهير من رأسه إلى أدنى ما لديه ..
قضيتي مع تلك الفتاة وذاك الخائن لها الألوية بالنسبة لي ..

في اليوم التالي .. ذهبت إلى الجامعة .. يا له من مكان يعج بالذكريات السيئة .. والأحلام الوردية التي ستتحطم بعد اصطدامها بحقيقة العالم الخارجي .. دخلت إلى الجامعة وسط هدوء عم المكان عند دخولي .. كل العيون تنظر بأتجاه واحد ، باتجاه شخص واحد .. وكل الشفاه تتحرك للتحدث عن ذات الشخص .. واصلت المسير حتى رأيت على أحد مقاعد حديقة الجامعة .. شاب وفتاة جالسين وحدهم .. نعم إنهم هم .. صديقي وأنثى ظننت يوم إني احبها .. في الواقع لم أعد أشعر بذاك الحب المزعوم .. ولكن هناك شيء واحد أشعر به وهو أنه تم طعني بواسطة ذاك الشاب الجالس هناك ..

فجأة يرن هاتفي !! إنها أمي
رددت : نعم يا أمي
فقالت : يا بني ما بك ، مالذي دهاك .. أكل هذا من أجل فتاة ..
فقلت متفاجأ : عن ماذا تتحدثين
فقالت : أسمع إني قد قرأت الرسالة التي كتبتها في فترة سجنك .. والتي سميتها الرسالة الأخير .. هل تفكر في إيذاء نفسك .. أرجوك يا بني لا تقتلني بايذاء نفسك ..
فقلت : لا تخافي يا أمي أن تلك الرسالة تعود لأحد المساجين وأوصاني أن أعطيها لعائلته

فقالت : وهل ذاك السجين يقول لأمه .. سامحيني يا أمي لأن الجامعة التي أردتني أن أرتادها كانت بداية النهاية بالنسبة لي .. هل هو من يقول هذا الكلام .. ألست أنا من تمنيتك أن ترتاد هذه الجامعة ..
فقلت : أمي أرجوك أريد أن أغلق الهاتف الأن
فقالت : أسمع يا بني إن كانت تلك الفتاة صالحة وإن كنت تراها مناسبة لك فأنا وأبيك مستعدين للذهاب لمقابلة عائلتها وأن نخطبها لك بشكل مبدئي .. ما رأيك ؟
أما أنا فأكتفيت بالأبتسامة وقلت حسنا يا أمي سنتحدث بهذا الأمر لاحقاً ، إلى اللقاء الأن ..

شكراً لكِ يا أمي .. ففي كل مرة أجد نفسي فيها تائه تكونين أنت من يعيدني إلى الطريق الصحيح .. إنك بوصلتي في هذه الحياة
الفكرة التي قالتها لي أمي لم تكن لتخطر في بالي أبدآ ..
سأحصل على انتقامي ولكن هذا المرة سيقف القانون والمجتمع والدين معي .. سأستخلص من هذه الكيانات الثلاث سم أحقن به من أريد وبنفس الوقت سيراني الناس البطل والمنقذ ..
في البداية سأختبر عائلة تلك الفتاة وهل أبيها كذلك الرجل الذي قابلته في السجن .. حسنا ربما بعض الصور ستفي بالغرض مبدئياً مع نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي .. بالإضافة لبعض العناوين
لكن ليس الآن ، لأجعلها لبضعة أيام أخرى ..

وبالفعل بعد بضعة أيام نشرت لهم عدة صور داخل الجامعة وخارجها ومع صور لشبان وفتيات آخرين من جامعات أخرى ويقومون بأشياء أكثر يرفضها المجتمع ويستنكرها العامة ولكن جعلت صورهم في المقدمة لتكون أكثر ما يرسخ في عقول الناس مع عنوان بسيط .. ( هل تحولت الجامعات من مكان لطلب العلم إلى ذريعة للاختلاط الفاضح والصريح بين الجنسين والتي تنتهك حرمة مجتمعنا المحافظ  )
وبالفعل أستهدفت بهذا المنتج عدد كبير من مواقع التواصل الاجتماعي مع تركيزي بشكل كبير على المواقع الدينية ومواقع الجامعات باختلاف أختصاصاتها .. لم أنتظر طويلاً حتى رأيت النتائج المبهرة .. والتي فاجئتني بشكل كبير .. لقد أصبحت هذه القضية حديث الخطباء في المنابر ومنهم من طالب بألغاء التعليم المختلط في الجامعة .. ومنهم من قال بأنه ليس هناك فائدة من تعليم الفتيات فليس لهم بالأخر سوى بيوت أزواجهم .. في الواقع لم أستطيع أن أخفي استمتاعي باللعب على أوتار هذا المجتمع .. أما على الصعيد الشخصي فلقد تصدرت قصة صور صديقي الخائن وتلك الفتاة تصدرت أخبار الجامعة وأحاديثها ..

هي لم تأتي منذ حوالي الأسبوع ولا أستطيع معرفة ما الذي حدث في منزلها ولكني أستطيع التخمين فحسب ..
أما صديقي الخائن لقد أتاني اليوم والسم يقطر من وجهه .. وقال لي : إسمع إني لا أعلم من فعل هذا ولكن ولله إن علمت إنك كنت وراءها فسأحاسبك بشدة ..
فقلت له : لما تشك بي يا صديقي .. ألست أنت أعز صديق لي وأنا اعز صديق لك .. ولكن بما أنك حلفت بالله فهذا يعني أنك تعرفه .. ولأزيد من معرفتك به فهو يكره الكاذبين والخائنين ..
فقال : حسنا توقف أنا لم أكذب ولم أخن ولم أتي للتحدث بهذا الموضوع الأن .. لقد قلت ما لدي
لقد رحل بعد أن قام بتهديدي بإني لو كنت الفاعل بأنه سيحاسبني بشدة .. لكن الغريب بأني لم أفعل له شيئآ بعد ..

في مساء هذا اليوم وباجتماعي مع أهلي على العشاء وفي جو أسري رائع
قلت : أمي إنك تبدين رائعة هذا المساء
فقالت : نعم ولسانك يبدو كذلك .. حسناً يمكنك طلب ما تريد

فقلت : في الواقع هل تذكرين ذاك الموضوع الذي تكلمنا فيه على الهاتف
فقالت : نعم أذكره .. وإني ما زلت عند كلامي
فقلت : هذا ما أريده منك إذا
فأشارت برأسها للأسغل أن نعم

فقلت بيني وبين نفسي أعدك يا أمي إنها ستكون آخر حلقة سوداء في حياتنا .. ولكنها حلقة لابد منها
في اليوم التالي .. ذهبت امي وخالتي لطلب تلك الفتاة بشكل رسمي لي .. أما أنا فأنتظرت في المنزل .. لن أطيل في الشرح .. لقد وافق أباها على الزواج مع تمنيه بالإسراع في الأمر .. أما هي فلم توافق ولكنها كانت مجبرة .. تجددت الزيارة في اليوم التالي وهذه المرة كنت معهم .. قابلت رجال عائلتها والتي تصدرها أبيها الذي كانت شخصيته وطريقة تفكيره وكلامه أعرفها فعلاً .. وقابلت شبيهاً لها من قبل .. بالأضافة إلى أشقائها الاثنين وبعض أخوالها وأعمامها .. 

جلست معها لوحدنا للمرة الأولى منذ الخطوبة .. كانت جالسة صامتة منزعجة .. تملكها الخوف والرهبة والحزن .. كل هذا كان بادي عليها .. فقلت لها : ما بك والله إني قد أحببتك بصدق ما كل هذه القساوة

أما هي فبقيت صامتة ولم تجب .. فقلت لها : هل تذكرين حين أخبرتك أن الهواء الذي تخرجيه وأنت تتنفسين هو الذي يحييني ..
فنظرت في عيوني مباشرة وكأنها تقول أتحبني كل هذا الحب .. أتحبني بعد كل الذي فعلته لك ..
فقلت لها : في الفترة الأخيرة لاحظت تغيبك عن الجامعة .. خفت أن يكون حدث لكي مشكلة جراء تلك الصور التي تم نشرها .. أنا أعرفك جيداً لذلك لم ألقي بالا لتلك الصور .. لكن يجب أن تكملي دراستك الجامعية وهذا الذي كان هدفي من الخطوبة السريعة .. قبل أسبوعين كنت تأتين للجامعة .. وكنت اراك سعيدة وكنت سعيد بذلك حتى لو كنت بعيدة عني ..
ما أريده الأن هو أن نكمل دراستنا في الجامعة .. وأن نتعرف على بعضنا أكثر خلال هذه السنتين المتبقيتين .. وبعدها نقرر إن كنا مناسبين لبعضنا أو إن لم نكن .. أما عن نفسي فأنا متأكد من قراري .. فقالت لي : هل أنت هكذا حقاً !
فقلت لها : أسمعي .. لقد قضيت ستة أشهر في السجن .. لقد تذوقت معنى هذا الألم .. كانت لدي خطة بديلة لو لم يوافق أباك علي .. كنت سأفعل أي شيء كي لا أرى عيناك يسكنهم الحزن …

بعد قولي لهذه الجملة بدأت أرى الدموع في عينيها .. فقلت لها هذه الدموع هي أغلى من هذا الكون بالنسبة لي .. فابتسمت وأعطتني يدها فأخذتها بين يديي وبادلتها الأبتسامة ..

مرت الأيام وتوالت .. وتحدث الجميع عن هذه القصة الملحمية .. حبي الذي قهر القدر .. رسمنا أجمل حكاية يمكن أن تحكى .. أثبتنا أن الحب لا يموت .. ونحتنا في القلوب كلمات تقول أن آخر شيء تتمناه يمكن أن يكون أجمل أمنياتك .. تحقق الحلم وأنقضت السنتين .. وسنقضي ليلتنا الأولى تحت سقف واحد .. يا لها من نهاية سعيدة لم يكن ليتوقعها أحد ..

هذا طبيعي فلم نعتد على ذلك .. وللأسف لن نعتاد عليه .. فالواقع أمام عيوننا عاري ولكن نحاول أن نزيد جماله ونزينه ببعض الثياب التي لن تزيده إلا جمال خارجياً لكن ما أن تتدخل لداخل القلوب … سوف تصعق بكمية الشر والخوف والحقد الذي يعتري هذا الجسد الذي يقف أمامك ..
ما أريد قوله أن هذه القصة ليست أستثناء ،،

انتهى حفل الزفاف .. قلوبنا تدق حتى إني أستطيع سماعها ..
قلت لها : هيا يا حبيبتي دعيني أحملك بين يديي لأدخلك قفصنا الذهبي .. لا أريد لأقدامك أن تتعب أكثر من ذلك ..

فقالت : يبدو إنني شعرت بكل شيء هذه الليلة .. شعرت بالحب، بالسعادة، بالأمان وبكل ما أتمناه .. ولكن بالتأكيد لم يكن التعب واحداً منها.. لكني لا أظن بأني سأرفض هذا العرض المغري بأن تحملني بين يديك ..

قضينا ليلتنا الأولى كما لو كنا نسبح في السماء .. جرى كل شيء على ما يرام .. والآن سنخلد إلى النوم ..
تصبحين على خير يا عزيزتي
فردت : بل أصبح عليك يا عزيزي ، أحبك
فقلت لها مع أبتسامة صفراء : وأنا أيضاً ..

في اليوم التالي ..
أستيقظت في الصباح فوجدت زوجتي ممددة بجانبي .. أنتزعت هاتفي وبدأت أكتب رسالتي الأخيرة .. ولكن هذه المرة ليست الأخيرة بالنسبة لي بل بالنسبة لكل من آذاني ..
وجهة الرسالة والد زوجتي ..
مضمون الرسالة : لقد رباني أبي وأمي على الشرف الذي ربما لا تمتلكه .. أتساءل إن كانت تربيتك عاطلة .. أم هذه عادة عائلية لديكم .. أبنتك لم تكن عذراء أبنتك كانت امرأة .. إن كنت تعلم بذلك فللنشر الخبر بين الجميع .. وإن لم تكن تعلم فهيا تعال وأغسل عارك بيديك ..
ما أن ضغطت إرسال حتى أستيقظت زوجتي فقالت : صباح الخير يا عزيزي
فقلت : وصباحك يا جميلتي ..
سيأتي والدك لزيارتنا بعد قليل .. فأستعدي
فقالت : أبي سيأتي .. وأنت بجانبي .. ما هذا الصباح الجميل ..
فقلت : نعم، هو كذلك ..
فقالت : أنا أحبك جداً ..
لا أعلم لما قالتها الأن
فقلت لها : لكنك كنت تمقتيني أيام الجامعة .. وكنت تتمنين عدم وجودي ، هل تذكرين
فقالت : ما الذي أعادك لتلك الأيام
فقلت لها : هل تذكرين يومي الأول في الجامعة بعد خروجي من السجن ..
فقالت : أرجوك ، توقف
فقلت : هل تذكرين حين مررت بجانبك وقتها انت وصديقي وكنتما جالسين تنظران إلي وتضحكان .. حينها كنت أنوي قتل نفسي ..

فقالت : ما الذي حصل لك ..
فقلت : لم يحصل شيء ..ولكن لولا تلك الصور التي تم نشرها لم نكن لنكون زوجين الأن .. بل كنت ستستمرين مع صديقي وستستمرين بكرهي ..
أنتي لم تحبيني .. بل ظننتيني وسيلة لتستمري في الجامعة
فقالت : حسنا .. هذا يكفي لا أريد أن أسمع أكثر وأخذت تبكي
فقلت لها : سامحيني يا حبيبتي .. وأخذت يدها وقبلتها .. فسارعت وأحتضنتني بسرعة .. وهي تقول أرجوك لا تذكر تلك الأيام مرى أخرى .. بعدها لا أعلم ما الذي حصل لي بدأت انا الآخر بذرف الدموع
أنا أحبها .. لا أريد أن أخسرها

واثناء هذا العناق يرن جرس منزلنا ..
فأسرعت للباب وهي تقول أبي ، أبي .. كالطفلة الصغيرة ..
وأنا أرتجف وأقول توقفي ، توقفي .. لا تذهبي .. أرجوك أبقي .. ولكن لم أستطع التحرك ودموعي كالشلال على جفوني .. أقول أرجوك أبقي معي ..
فتحت باب المنزل وقالت أهلا أبي إني مشتاقة لك تفضل للداخل .. فقال أبيها لها لطالما شعرت بأنك أسوأ شقيقاتك وستجلبين العار لي ..
فقالت : ماذا تقصد يا أبي ..
فقال اليك ما اقصد .. أخرج سكينه وغرسها في صدر أبنته ..
فسقطت أرضاً وهي تنظر إليه
أما أبيها فبصق عليها وقال لي .. الأن سأذهب لقتل ذاك الشاب ورحل ..
أما أنا فأسرعت إليها وهي تحتضر وتقول لي لم فعل أبي ذلك .. وأنا أبكي فوقها
وهي تقول لما بصق أبي علي .. أما أنا ففقدت النطق ..
.. فقالت اني أحببتك أكثر من أي شيء .. فسامحني على كل شيء ..
لقد ماتت ..
لقد قتلتها بيديي قتلت روحي بيديي ..
حبيبتي استيقظي أرجوك .. لا أستطيع العيش بدونك ، قومي لنحضر الفطور سوياً
حبيبتي أرجوك .. حسناً أن كنت لن تستيقظي فأنا سأتي إليك ..

أخذت السكين من جانبها وقمت بتقطيع شراييني وبدأت أنزف .. وضعت يدي حولها وأنتطرت حتى يصفى دمي ..
لقد نجحت خطتي مع فشل بسيط .. فموتي لم يكن مخطط له ..

النهاية

تاريخ النشر : 2018-12-26

Ramy

سوريا
guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى