تجارب ومواقف غريبة

من ذكريات خالاتي

بقلم : إخلاص إبراهيم – السعودية – مكة المكرمة

من ذكريات خالاتي
كان ذلك الجسم الغريب يشق طريقه ببطء ويمشي بتثاقل ..

في إحدى ليالي الشتاء الباردة أجتمع إخوة أمي وأولادهم في جلسة عائلية رائعة تم خلالها تدوال احاديث غريبة ومشوقة إلى ان فجأة تطرق الحديث إلى الجن والأشباح , وكانت خالتي الكبرى أول من ابتدأ الحديث بقصة حدثت لها في سن العاشرة , خالتي هذه كانت تعشق الدمى المحشوة بالقطن التي كانت جدتي رحمها الله تصنعها وقت فراغها لأمي وخالاتي ولشدة عشق خالتي لتلك الدمى ولكونها الكبرى والأقرب لجدتي فقدت تعلمت صناعة الدمى وتزينها وإضافة جدائل من الصوف على رأس الدمية من سن صغيرة .

وكان من عادة عائلة أمي قضاء جزء من العطلة الصيفية في مكة المكرمة ,وذات ليلة اتفقت خالتي مع بنات خال لها للذهاب لزيارة جدة لهم بعد صلاة المغرب وقد تم لهم ذلك وقضوا سهرة ممتعة فطلبت منهم الجدة البقاء قليلا بعد معها بحجة أن بيوتهم كلها قريبة وفي نفس الحي ولذلك استمرت السهرة حتى حوالي الساعة 12 صباحا وعندها قام الجميع مسرعين للمغادرة وسارت الفتيات ماشيات مع بعضهن إلى أن وصلوا إلى حيث بيت بنات الخال وودعتهم خالتي ولم تتحرك حتى دخلوا إلى بيتهم وأقفلوا الباب وعندها استدارت خالتي لتواجهه الشارع الطويل والذي في نهايته يقع منزلها .

كانت الشوارع في ذلك الوقت تنار بواسطة الفوانيس التي تعبأ بالغاز والبيوت كانت بيوت شعبية تتكون غالبا من طابق واحد وبعض البيوت كانت تتكون من طابقين وذلك للعوائل المقتدرة , المهم شعرت خالتي بحركة ما آتية من ناحية بيت الجدة ألتفتت يسارا لتفاجأ بجسم ضخم حجمه بحجم إحدى تلك المنازل , كان ذلك الجسم الغريب يشق طريقه ببطء ويمشي بتثاقل متمايلا بمشيته وكانت ذراعاه ويداه مفرودتان , الأمر الأكثر غرابة أن خالتي كانت تشع بالقشعريرة وهي تروي القصة وأيضا في نفس تلك اللحظة ولكن لا تدري لماذا تسمرت بفضول تراقب ذلك الشيء وهو يتقرب منها شيئا فشيئا ومع اقترابه اكتشفت أنها عبارة عن دمية قطن عملاقة فاردة ذراعيها وقادمة نحوها لم تتحرك خالتي من مكانها مطلقة ساقيها للرياح إلا عندما لم يعد بينها وبين تلك الدمية إلا بضع خطوات فقط .

انطلقت خالتي تصرخ منادية على جدتي قاطعة ذلك الشارع الطويل وكانت تحس أن الدمية المخيفة تلحق بها . وكانت جدتي مستيقظة تنتظر قدومها وعند سماعها صوت خالتي قامت مسرعة وفتحت الباب لتدخل خالتي تبكي وتخبرها بأمر الدمية , وبذهول استمعت جدتي إليها ولكن لم تتركها أبدا تذكر أوصافها لاعتقاد كان عندهم أن هذا سيسبب لها أذى مباشر كأن تتعرض للجنون أو عمل انتقامي من الجان , المهم احتضنت  خالتي وأخذت تقرأ عليها بعض الآيات والسور وكذلك جدي تناوبا عليها قراءة القرآن وخالتي قد بلغ منها الذعر مبلغا ولم تستطع النوم تلك الليلة رغم وجود والديها قربها وإن حدث وغفت تقوم فزعة وتصرخ الدمية (العروسة) سوف تأخذني وبقيت على هذا الحال والهذيان أيام وأحضر لها جدي من يقرأ عليها وفي نفس الوقت عنده القدرة على التخاطب مع الجان فطمأن جدي أنها والحمد لله لم تمس من قبلهم ولكن هم أرادوا إخافتها ولحسن الحظ أن خالتي انطلقت راكضة ولم تبقى واقفة وإلا الله وحده يعلم ماذا سيحدث لربما خطفوها أو قتلوها , وقال أنها خرجت في وقت متأخر جدا ولذلك تعرضوا لها .

ومنذ ذلك الحين أصبحت جدتي حين لا تكون في زيارة الأقرباء مع خالتي فهي ترسلها عصرا وبعد صلاة المغرب أما أن تأتي هي أو ترسل جدي لإحضارها هي أو أي أحد من أبنائها . نسيت أن أخبركم أن هذا الحادث أبعد خالتي عن عرائسها الحبيبة فترة من الزمن وبعدها تركتها نهائيا ولكم أن تتصوروا مدى صعوبة أن  يخاف الشخص من شيء كان يحبه .

تاريخ النشر 24 / 02 /2014

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى