تجارب من واقع الحياة

موت بطيء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري 19عاماً، أشعر بالموت القريب.. صديقي المفضل يعتبرني أكذب في كل ما أقول، لكنني والله صادق، وسأقص عليكم كل شيء ..

خلال السنوات الماضية مررت بضغط دراسي كبير أهملت بسببه صحتي، كنت أنام بمعدل 3 ساعات يومياً.

مع نهاية العام الأول بدأت أشعر بشيء يتحرك في رأسي فجأة، بالتحديد كان في المساحة العلوية للدماغ. لم يكن الأمر مؤلماً كثيراً لأنه كان يتكرر بوتيرة ضعيفة لهذا أنا لم أهتم بالأمر.

في النهاية كل مجهوداتي لم تذهب سدى، فلقد تمكنت من دخول المدرسة التي أردت أن أكمل دراستي فيها. الآن الدراسة أصبحت خفيفة للغاية، لهذا تبقى لي وقت كبير للغاية للاهتمام بنفسي أكثر ولفعل ما أريد.

قبل أسبوعين تملكني الفضول حول هذا الشيء الذي لايزال يتحرك في دماغي (لم يتغير هذا الشعور على مدار تلك السنوات). وبفضل دراستي أنا مستقل عن والدي مادياً، وقد كانت لدي إمكانية استشارة الطبيب دون علم والدي.

إقرأ أيضا : الخوف من الموت

المهم كانت نتيجة الفحص أنني مصاب بسرطان الدماغ وكان المرض في مراحله الأخيرة أي أنني أصبحت بين الحياة والموت. كانت تلك صدمة كبيرة نوعاً ما، لأنني لم أتوقع يوماً ما حدوث شيئاً كهذا. أول سؤال طرحته على الطبيب كان عن إمكانية اصابتي بالشلل في حال تطور المرض هذا المرض المصحوب بالموت. أجابني بالنفي قائلاً أنني سأعترض لسكتة دماغية مباشرة، شعرت بالذعر والخوف الشديد

قررت أنني لن أخبر والدي بأنني مصاب بالسرطان، خاصة وأنهم يهتمون بأخي المصاب بالسكري و الذي يصغرني بثلاث سنوات.

لا أريد أن اثقل عليهما أكثر، خصوصاً أنني كنت الوحيد الذي رأى ردة فعل أمي وأبي بعد تلقيهما خبر مرض أخي بالسكري قبل سبع سنوات. لقد تجمدت الدماء في عروقي، لقد كانت لحظة أعادت إنشاء نفسي كلياً بشكل مغاير.

المشكلة لا تكمن هنا، المشكلة هى أنني أشعر بالسكينة والهدوء، الغريب هى أنها سكينة عميقة للغاية. خلال هذين الأسبوعين عشت أيامي بشكل عادي، ليس لدي فكرة عن تلقي العلاج اللازم، ليست لدي الرغبة في الاحساس بالخوف.. الخوف من الموت.

إقرأ أيضا : أتمنى الموت

ليس لدي أدنى فكرة عن سبب هذا. هل هذا بسبب اعتبار ذاتي لغض البصر عن مرضي هو الخيار الأفضل من بين كل الخيارات (من حيث الخسارة). أم أن نفسي تعيش دوراً درامياً وتفضل الابتعاد بمرضها عن الجميع.

أرجو منكم النصيحة ماذا افعل؟ أنا تائه، لا أريد أن يعرف أحد عن مرضي. هذا شيء قد لا تتحمله والدتي وهو هذا الخبر المميت، موتي أفضل من مشاهدتي وأنا أموت.

التجربة بقلم : POINT

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى