ألغاز علمية

مونوتشوا: رعب في سماء لوكناو الهندية

بقلم : اكرم خداداد كرم علي – النرويج

من اغرب مشاهدات وحوادث الاطباق الطائرة
من اغرب مشاهدات وحوادث الاطباق الطائرة

مشاهدات الاجسام طائرة والكيانات الغريبة قديمة قدم الانسان ، فالتاريخ القديم والعصور الوسطى مليئة بذكر ظهورها واحتكاكها بالانسان. الحضارات القديمة في العالم كانت حريصة على تسجيل تفاصيل مشاهدات الاجسام الغامضة في السماء وادخلتها كجزء من معتقداتها و منظومتها الدينية في الكثير من الاحيان، فقدماء السومريين أرخوها في اللوحات المسمارية ، والميديين نقشوا و رسموا تلك المشاهدات على جدران الكهوف والمعابد ، والفراعنة كتبوها على البرديات.

رسمة من مخطوطة هندية قديمة تظهر جسما غريبا طائرا في السماء
رسمة من مخطوطة هندية قديمة تظهر جسما غريبا طائرا في السماء

المواجهة مع الاجسام الطائرة المجهولة الهوية UFO قد تتخذ اشكال متعددة فمنها ما لا تعدو مجرد المشاهدة بالعين سواء كان عن بعد او عن قرب ، ومنها ما قد تتخذ اشكالا اكثر خطورة وخاصة عندما تتحول المواجهة الى كوابيس مدمرة مثل الاختطاف والهجمات المميتة.

الحضارات القديمة في شبه القارة الهندية وجنوب شرق اسيا أسوة بمثيلاتها بالشرق الاوسط دونت ونحتت الاحداث والمشاهدات المتعلقة بالاجسام الطائرة على المعابد وحولتها الى جزء من اساطيرها وربطتها بالآلهة، والنقوش والمنحوتات في معبد هويسالاوارا وقصص وصور مركبات الفيرمانا باشكالها المتعددة المنتشرة في مواقع كثيرة في شبه القارة الهندية هي امثلة شهيرة على ذلك.

احداث منطقة لوكناو التابعة لولاية اوتار باراداش الهندية لم تكن مشاهدات عادية من النوع المألوف كآلاف المشاهدات المسجلة بكثرة في ملفات الاجسام الطائرة مجهولة الهوية UFO Files ، وإنما تعدت النمط المألوف واتخذت شكل الهجمات المتكررة على سكان المنطقة والقرى المجاورة لها والتي ادت الى نشر قلق ورعب كبيرين لدى السكان ولفترة غير قصيرة من الزمن.

حشرات معدنية تهاجم وتنشر الرعب!

تعود حادثة منطقة لوكناو الى نهاية شهر اغسطس 2002 ، حيث بدأ سكان المنطقة والقرى التابعة لها يشاهدون اجساما طائرة مختلفة الاحجام والاشكال تتحرك باتجاهات مختلفة وبسرع عالية ، بعضها على شكل مجموعات صغيرة وبتشكيل مميز مؤلف من جسم طائر كبير الحجم تحيط به اجسام طائرة صغيرة. مشاهدات الاجسام الطائرة شملت تقريبا كل المنطقة وعدد كبير من القرى المجاورة لها. وفي وصف اشكال الاجسام الطائرة ، تشير التقارير المستندة الى شهود العيان الى ان بعض الاجسام الطائرة الصغيرة كانت شبيهة بالحشرات وانها كانت تتحرك بسرعة عالية وبدون احداث اصوات وان الكثير من تلك الاجسام الطائرة الصغيرة كانت تعود الى الجسم الطائر الكبير بعد فترة طيران محدودة في عملية اشبه بالالتحام.

صورة لما يبدو وكأنه جسم طائر غريب في سماء المنطقة
صورة لما يبدو وكأنه جسم طائر غريب في سماء المنطقة

اختفت ظاهرة ظهور الاجسام الطائرة تماما في سماء المنطقة لعدة ايام لتعود للظهور من جديد بعد ذلك وعلى مساحات اكبر وبعضها كان يطير بارتفاعات منخفضة لتتطور نشاطاتها بعد ذلك الى هجمات دموية.
تحولت مشاهدات سكان لوكناو والقرى المجاورة لها للاجسام الطائرة والتي اطلق عليها محليا تسمية مونوتشوا Muhnochwa ومعناه “حارقه الوجه” الى سلسلة رعب وقلق شديدين فقصص الهجمات والموت انتشرت في كل ارجاء المنطقة بسرعة كبيرة.

قتلى وجرحى وحالات اختفاء كثيرة

مشاهدات الاجسام الطائرة سرعان ما اتخذت شكل العدوان المباشر على السكان حيث بدأت الاجسام الطائرة تهاجم السكان مستخدمة اشعة حمراء او زرقاء اللون مخترقة للجلد من نوع ما في هجماتها ، وقد ادى ذلك الى موت عدد من الاشخاص واصابة العشرات بجروح وحروق في مختلف مناطق الجسم وتزامن ذلك مع اختفاء عشرات آخرين من اهالي المنطقة بدون اثر.
وتشير التقارير الى ان حجم الخسائر البشرية وصلت الى سبعة قتلى وعشرات الجرحى واختفاء اكثر من عشرين شخصا.

صورة من الصحف تظهر هنود مصابين جراء تلك الهجمات الغامضة
صورة من الصحف تظهر هنود مصابين جراء تلك الهجمات الغامضة

تقارير الاطباء الذين اشرفوا على علاج الجرحى والتي كانت في اغلبها حروقا، تشير الى غرابة نوع الجروح والسلاح المستخدم لاحداثها و وقد اجمع الاطباء انها نتاج لاشعة مشابهه لليزر او من نوع كهربائي معين. اثار الحروق والاختراق كانت واضحة على المصابين .

صحيفة التايم الهندية اكدت في مقال لها نشر في 2002 ان عددا من مصابين فقدوا حياتهم بعد وصولهم الى المستشفى وخاصة الذين كانت لديهم اصابات في البطن او مناطق حساسة اخرى وذلك استنادا الى مصادر طبية محلية.

واشارت الصحيفة نفسها في مقال اخر ضمن سياق متابعتها للموضوع الى استطاعة بعض الاشخاص تصوير فيديوهات للاجسام الطائرة في ستة مواقع في المنطقة واولى تلك الفديوهات صورها احدى قضاة المقاطعة واسمه امريت ابهيجات ميرزابور، ولا يعرف حقيقة او مصير تلك الافلام لحد اليوم.

اخبار احداث لوكناو انتشرت بسرعة وتصدرت المقالات في الصحافة الهندية والعالمية رغم محاولات التكتم عليها وتجاهلها من قبل السلطات المحلية. تقارير صحفية كثيرة اشارت الى حجم الرعب الذي كان منتشرا بين سكان المنطقة حتى ان الاهالي شكلوا مجموعات حراسة ليلية في الازقة والطرقات وقاموا بإزالة مستقبلات التلفزيون من فوق اسطح المنازل ظنا منهم انها قد تجلب الاجسام الطائرة.

هلع ورعب جماعي وسط صمت السلطات

الناس هرعوا الى الشرطة مطالبين بحمايتهم
الناس هرعوا الى الشرطة مطالبين بحمايتهم

مع استمرار الهجمات ، هرع الكثير من سكان المنطقة الى مراكز الشرطة والدولة يستنجدون حمايتهم من الاجسام الطائرة لكنهم لم يلمسوا اية استجابة من السلطات وكنتيجة لذلك نظم 10000 شخص من سكان المنطقة وقفة احتجاجية امام مركز شرطة برنباكي تنديدا بصمت السلطات وعدم استجابتها وحمايتها لهم.
السلطات رفضت المطالب و قامت الشرطة باستخدام الذخيرة الحية لتفريق المحتجيين مما ادى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.

جريدة فكتوريا ادفوكيت الامريكية واستنادا إلى مصادرها في الهند، ذكرت ان احداث لوكناو استمرت لاكثر من شهر ولم تختفي نهائيا بعد ذلك ولكن حدتها قلت بدرجة كبيرة.

غزو فضائي، حشرات قاتلة ام هستيريا جماعية؟

blank
هل للامر حقا علاقة بغزو فضائي ام مجرد هستيريا واشاعات

سعى الكثيرين الى محاولة ايجاد تفسيرات منطقية لاحداث لوكناو لكنها نظريات بقيت غير كاملة ولم تنجح في تفسير كل العناصر والجوانب المتعلقة بالحادثة ، منها مثلا تفسير طبيعة الحروق والثقوب التي وجدت في اجساد المصابين.
الجهات الحكومية من جانبها رفضت اي ربط بين الاحداث في لوكناو والاجسام الطائرة او الكائنات الفضائية ونفتها بل عزت الاصابات بين السكان الى هجمات من حشرات معينة ، كأحد انواع الجراد مثلا، لكن الخبراء في علم الحشرات دحضوا الفكرة واكدوا انه لا يوجد اية حشرة بامكانها اطلاق اشعة حارقة وخارقة للجلد.

كرات الضوء ظاهرة علمية غامضة يعتقد البعض انها وراء الاحداث
كرات الضوء ظاهرة علمية غامضة يعتقد البعض انها وراء الاحداث

بعض المصادر الدينية المحلية اطلقت تفسيرات ذو طابع ديني ، منها ربط الحوادث بغضب الآلهة. وحاول البعض الاخر تفسير الاحداث استنادا على نظريات علم النفس وارجعوها الى حالة هستيريا او هوس جماعي. اخرون ربطوا المشاهدات بظاهرة البرق الكروي Ball lightning .

احداث لوكناو بكل تفاصيلها والرعب الجماعي الذي سببته سواء كان من قبل الاجسام الطائرة المجهولة الهوية او لها تفسيرات منطقية اخرى، تعتبر واحدة من ملفات الاجسام الطائرة الشديدة الغموض حتى الوقت الحاضر.

المصادر :

Indian “face scratcher” sparks hysteria
“Alien” kills 7 in India
Sinister Skies: Strange Cases of UFO Attacks
Indian villagers claim attacks by aliens

تاريخ النشر : 2019-03-23

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى