قتلة و مجرمون

ميشيل كارتر وكونراد روي : عندما تكون الكلمة سلاحا للجريمة

من منا لا يحب أن يكون له حبيب أو صديق ليشاركه الأفراح والأتراح ويكون سببا في سعادته . وما أجمل أن يكون ذلك الحبيب أو الصديق داعما لك ! . بالطبع ستكون كلماته الجميلة لها أكبر الأثر عندما تقع على مسامعك . فتشعرك بالسعادة الغامرة لأنك من ضمن اهتماماته . وعلى العكس، لو سمعت كلمة قاسية ستتغير مشاعرك من الفرح والسرور إلى الحزن والاكتئاب . وحينها من الممكن أن تفكر في إنهاء حياتك كما حدث لذلك الشاب بسبب حبيبته .. ميشيل كارتر .

كونراد روي وميشيل كارتر

كونراد روي هو شاب من مواليد 1995 في مدينة ماتابويست بولاية ماساتشوستس الأمريكية . كان شابا متفوقا دراسيا ومتميزا رياضيا وبالتحديد فى رياضة البيسبول . إلى جانب ذلك كان كونراد يعمل مع أبيه وعمه وجده فى شركة للخدمات البحرية خاصة بعائلته . وكان والداه منفصلين .

في العام 2011 ذهب كونراد مع عائلته إلى ولاية كاليفورنيا لزيارة أقاربهم ، وأثناء ذلك التقى مصادفة مع الشابة ميشيل كارتر التى كانت تزور أقاربها أيضا . كانت ميشيل تصغر كونراد بعام واحد فهي من مواليد 11 أغسطس 1996 في بلينفيل ، ماساتشوستس . ولدت لديفيد كارتر وغيل كارتر و التحقت بمدرسة الملك فيليب الثانوية الإقليمية .

بعدها قام ميشيل وكونراد بتبادل حساباتهم على موقع فيس بوك، وخلال عامين قويت أواصر العلاقة بينهما .

blank
ميشيل كارتر وكونراد روي
إقرأ أيضا : براين ميتشل .. الاختطاف بإيحاء من الرب!!

خلال تلك العامين تقابلا خمس مرات، كانت علاقتهما تعتمد أساسا على المحادثات والرسائل النصية . شيئا فشيئا أصبح كل منهما يحكي للآخر أسراره، أخبرته ميشيل أنها تعاني من اضطراب الشهية ، وقام كونراد بالبوح لميشيل بأنه يعاني من أزمة نفسية نتيجة لعدم إحساسه بالرضا عن حياته وضعف ثقته بنفسه . كما أسر لها أنه حاول الانتحار العديد من المرات لكنه يفشل أو يتراجع في كل مرة .

خلال السنتين 2012 و 2013 كانت رسائل ميشيل كارتر تشجع كونراد على الذهاب لأخصائي نفسي للحصول على مساعدة لتخطي أزمته النفسية . ومع بداية سنة 2014 تغير موقفها من دعم كونراد تماما .

المحادثات القاتلة

بداية توقفت ميشيل كارتر عن دعم كونراد بحضور حصص العلاج النفسي على أن ينتحرا سويا . كانت مغرمة بفكرة أن يكونا مثل روميو وجولييت وينهيا حياتهما سويا كعاشقين . شيئا فشيئا سلوكها بدأ يتغير معه . بدلت رأيها ولم ترد أن تموت بل أرادت أن يفعلها هو لنفسه .

كانت تحضه على فعلها مرة تلو الأخرى عندما بدأت تعتقد أنه سيكون أمرًا جيدًا مساعدته على الموت . كانت رسائل ميشيل لكونراد مرعبة جدا لأنها تدور حول تفكير كونراد بالإنتحار وطرقه التى كانت تقترحها عليه سواء كان شنقا أو طعنا بالسكين أو بالقفز عاليا من مبنى .

إقرأ أيضا : جينيفر بان: عندما تتحول الحياة الى كذبة قاتلة

فى إحدى رسائل ميشيل كارتر التى كانت تحث فيها كونراد روي على الإنتحار كانت تلح عليه بالتساؤل متى سينهي حياته ومعاناته . فيجيبها بأنه سيفعلها . وفي الأيام الأخيرة من حياة كونراد كان واضحا من خلال الرسائل النصية التحريض القوي والمكثف من ميشيل له على إنهاء حياته .

وهذه نسخة من إحدى المحادثات بينهما :

_ ميشيل : مرحبًا .
_ كونراد : ما الأمر 🙂 .
_ ميشيل : استيقظت للتو؟ . لماذا تبدو سعيدا هههه
_ كونراد : لأن الليلة هي الليلة .
_ ميشيل : قلت ذلك الليلة الماضية والليلة السابقة .
_ كونراد : هههه أعرف ولكن يجب أن تكون الليلة. سأكون وحيدا .
_ كونراد : أمي وبريان ينامان في منزل الأصدقاء في رود آيلاند .
_ ميشيل : حسنًا ، تبدو الليلة هي الليلة المثالية .
_ ميشيل : مثلما لديك طوال الليلة لتجربة أشياء مختلفة .
_ كونراد : نعم .
_ ميشيل : هل تعتقد أن هذه الليلة هي حقًا الليلة التي ستفعلها؟ .
_ كونراد : أعتقد .
_ ميشيل : هناك فرق بين قول “سأحاول الانتحار” و “سأنتحر”.
_ كونراد : حسنًا ، سأحاول .
_ ميشيل : إذن أنت لا تريد ذلك بما فيه الكفاية . أنت تعلم بالفعل أنك ستفشل لأن جزءًا منك يريد الفشل .
_ كونراد : فقط أقول .
_ ميشيل : ماذا؟ .
_ كونراد : إنها صعبة ميشيل .
_ ميشيل : أعلم أنها كذلك .

في بداية صيف سنة 2014 شهدت ذروة اكتئاب كونراد ، حيث سجل مقطع فيديو يتحدث فيه عن مشاعره ومعركته مع الاكتئاب والأفكار الانتحارية . كان يتقلب بين نيران التخلص من معاناته و التفكير في حزن عائلته من بعده . و في إحدي الرسائل أخبر ميشيل كارتر بأنه لو انتحر ستشعر عائلته بالحزن والصدمة . ولكن قامت صديقته بالرد عليه بأنهم سيحزنون لفترة و سينسون الأمر ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي . وهذا الموقف إن دل على شيء، فإنما يدل على إنسانة قاسية القلب ليست لديها أدنى أحساس بالرحمة .

صحيح أنه في السابق فكر كونراد بإنهاء حياته . ولكن كان يتراجع فى اللحظات الأخيرة أو يفشل . أما ميشيل فقامت بتعنيف كونراد عدة مرات لعدم تنفيذ فكرة الانتحار . وذلك كان واضحا من خلال الرسائل المتبادلة بينهما . قبل انتحاره بيوم كان يريد التراجع، ولكن ميشيل كارتر حثته على المواصلة مبررة ذلك بأنه الحل الوحيد ولا آخر غيره .

إقرأ أيضا : خائنات .. قاتلات

_ كونراد : أنا فقط حساس، أريد أن تعرف عائلتي .

_ ميشيل : أعتقد أن والديك يعلمان أنك في وضع سيء حقًا . أنا لا أقول أنهم يريدونك أن تفعل ذلك . لكنني بصراحة أشعر أنهم يستطيعون قبوله . إنهم يعلمون أنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله ، لقد حاولوا المساعدة ، حاول الجميع . ولكن هناك نقطة لا يمكن لأي شخص القيام بها لإنقاذك ، ولا حتى نفسك . وقد وصلت إلى هذه النقطة . وأعتقد أن والديك يعلمان أنك وصلت إلى هذه النقطة . قلت إن أمي رأيت شيئًا عن الإنتحار على جهاز الكمبيوتر الخاص بك ولم تقل شيئًا . أعتقد أنها تعرف أن هذا في ذهنك وأنها مستعدة لذلك .

ومضت لتصر على كلامها :

_ الجميع سيحزن لفترة من الوقت، لكنهم سيتجاوزون الأمر ويمضون قدما . لن يكونوا في حالة اكتئاب ولن أدع ذلك يحدث . إنهم يعرفون كم أنت حزين ويعرفون أنك تفعل هذا لتكون سعيدًا . وأعتقد أنهم سيتفهمون ذلك ويقبلونه . سيحملونك دائمًا في قلوبهم .

طلب روي من صديقته أن تكون هناك من أجل عائلته ثم سرعان ما أعرب عن خوفه . أخبرها أنه يفزع و يفكر كثيرًا في تبعات الإنتحار فردت كارتر برسالة نصية :

_أعتقد أنك تريد القيام بذلك . الوقت مناسب وأنت جاهز . ما عليك سوى القيام بذلك! . ولا يمكنك الاستمرار في العيش بهذه الطريقة . ما عليك سوى أن تفعل ذلك كما فعلت في المرة السابقة . ولا تفكر في الأمر وافعله فقط يا عزيزي . لا يمكنك الاستمرار في فعل هذا كل يوم .

أعرب كونراد عن قلقه على عائلته مرة أخرى فكتبت :

_ كونراد ، قلت لك إنني سأعتني بهم . سيهتم الجميع بهم للتأكد من أنهم لن يكونوا بمفردهم وسيساعدهم الناس في التغلب عليها . تحدثنا عن هذا ، سيكونون بخير ويقبلون به . الأشخاص الذين ينتحرون لا يفكرون بهذا القدر ويفعلونه فقط .

” أنا أحبكِ .. الآن أموت “

 فى يوم 12 يوليو 2014 خرج كونراد ووالدته وأخته الصغيرة للتنزه . و أثناء ذلك لاحظت والدة كونراد المسكينة بأن أبنها يقوم بالتحدث مع شخص ما عن طريق الرسائل النصية . حينها شعرت الأم بتحسن الحالة النفسية لكونراد . ولم تكن تعلم أن ابنها يتلقى تحريضا متواصلا لامتناهيا من صديقته لينهي حياته .

في مساء نفس ذلك اليوم أخبر كونراد والدته بأنه سيخرج ليلاً مع أحد أصدقائه وسيتأخر قليلا . وكانت تلك المرة الأخيرة التى ترى والدة روي إبنها .

blank
سيارة كونراد روي
إقرأ أيضا : الطفلة الدموية: حكاية أصغر سفاحة في بريطانيا

في الساعة الخامسة بالتحديد عندما كان يقود كونراد سيارته تلقى رسالة من ميشيل قبل إنهاء حياته تسأله فيها عمّ إذا قام بحذف المحادثات والرسائل النصية بينهما . ذلك الأمر كان قاطعا في معرفة ما تفعله ميشيل بأنه كان خطأ كبيرا . وبالفعل قام كونراد بحذف جميع الرسائل والتي استرجعتها الشرطة فيما بعد .

وفي مايلي الخط الزمني للرسائل النصية الأخيرة بينهما في نفس اليوم :

9:03 صباحًا

_ ميشيل : هل أنت مستيقظ؟ .
أجاب روي بالإيجاب .
_ ميشيل : هل ستفعل ذلك اليوم؟ .
_ كونراد : نعم
.

9:45 صباحًا

واصل كونراد التعبير عن بؤسه وشكوكه ، حيث أرسل لها رسالة نصية :
_ أتساءل .. لماذا أنا هكذا ؟ .
_ ميشيل : في بعض الأحيان تحدث الأشياء ولا نملك الأجوبة مطلقًا .

قال أنه كان مترددًا فردت ميشيل :
_ أنت متردد جدًا لأنك تفرط في التفكير وتتجنب الأمر. ما عليك سوى أن تفعل ذلك كونراد . كلما تجنبت ذلك أكثر ، كلما صعب عليك أكثر .
أجاب : أنت على حق .
واستمرت ميشيل مصرة :
_ إذا كنت تريد ذلك ، فقد حان الوقت للقيام بذلك اليوم .
ثم شكرها لوجودها هناك من أجله فأجابت :

_ لن أتركك أبدًا ، أنت حب حياتي يا صديقي . أنت قلبي ، لن أتركك أبدًا! .
في وقت ما من ذلك اليوم ، أخبر روي حبيبته ميشيل أنه سيفعل ذلك في النهاية . أرسل لها رسالة نصية :
_ أنا حقًا لا أعرف ما الذي أنتظره .
_ ميشيل : منذ الليلة الماضية وأنت تستمر في تجنب الأمر وتقول إنك ستفعلها لكنك لا تفعلها أبدًا . سيكون الأمر دائمًا على هذا النحو إذا لم تتخذ إجراءًا . أنت فقط تجعل الأمر أكثر صعوبة على نفسك من خلال تجنبه ، عليك فقط القيام بذلك .

ثم أرسلت النصوص التالية :

ويمكنك القول أنك ستفعل ذلك غدًا ولكن ربما لن تفعل ” .

“هذا كل ما عليك فعله أو سأقدم لك المساعدة”

” لا يمكنك الاستمرار في فعل هذا كل يوم ” .

أخبرها روي أنه سيفعل ذلك . فردت ميشيل :

_ هل تعدني؟ .
_ كونراد : إنه وعد .
_ ميشيل : لا يمكنك أن تخلف بوعد . اذهب إلى موقف سيارات هادئ أو شيء من هذا القبيل .

5:00 مساء

_ ميشيل : هل ستفعل ذلك الآن؟ .
_ كونراد : أشعر بالضغط .
_ ميشيل : أنت بخير ، سيكون كل شيء على ما يرام . عليك فقط القيام بذلك يا عزيزي ، لا يمكنك التفكير في الأمر .

6:19 مساءً

_ ميشيل : هل ستفعل ذلك الآن .
_ كونراد : أنا أغادر المنزل .

إقرأ أيضا :ميلدريد جيلارز – خائنة رقصت على مأساة وطنها

6:28 مساءً

اتصل روي بميشيل وتحدثا لمدة 43 دقيقة تقريبًا .

7:12 مساء

وفقًا لسجلات المكالمات كانوا قد تحدثوا 47 دقيقة أخرى . وكانت هذه آخر مكالمة هاتفية أجراها كونراد روي .

في الساعة السادسة والنصف قام كونراد بإيقاف سيارته في موقف للسيارات . وقام بالاتصال هاتفيا على ميشيل كارتر لتبقى معه فى لحظاته الأخيرة . أخذ مضخة مياه لتضخ غاز أول أكسيد الكربون ووضعها داخل سيارته ثم فتحها وأغلق النوافذ . بعد لحظات لم يتحمل .. فتح الباب واندفع للخارج . كانت حبيبته ميشيل صاحبة الفكرة معه على الخط . صرخت فيه وأخبرته أن يعود إليها مرة أخرى .

انصاع لها وعاد ثانية للسيارة ليموت مسمّما بالغاز وهو يهمس بين شفتيه بآخر كلماته لها : “أنا أحبكِ .. الآن أموت” .

blank
المضخة التي استعملها كونراد في موته

ميشيل كارتر .. الممثلة البارعة

في اليوم التالي، أي في 13 من يوليو عندما استيقظت عائلة كونراد صباحا واكتشفوا بأنه لم يعد للمنزل في تلك الليلة . انتابهم بالقلق لأن ذلك الأمر ليس معتادا منه . فاتصلت والدته بالشرطة وأعطت أوصافه و أوصاف سيارته التي كان يستقلها .

blank
ميشيل كارتر : ممثلة بارعة أم مريضة نفسيا؟

أحد رجال الشرطة رأي سيارة تنطبق عليها نفس أوصاف السيارة المبلغ عنها في موقف للسيارات . وبداخل السيارة جثة كونراد الذي أنهى حياته منتحرا باستنشاق غاز أول أكسيد الكربون .

قامت الشرطة بإبلاغ عائلة كونراد بإيجاد السيارة وبداخلها إبنها منتحرا . و على الفور بحثت عائلة كونراد عن أي رسالة تركها بالمنزل تفيد بعزمه على إنهاء حياته وبالفعل وجدوا ما يبحثون عنه .

وجدت العائلة رسالة خطية كتبها كونراد يخبر فيها ميشيل عن مدى حبه لها، ويشكرها فيها على الوقت الذي أمضاه معها . وعلى دعمها له في السنتين الأخيرتين من حياته .!

إلى ميشيل ..

حافظي على قوتكِ في الأوقات الصعبة . لقد علمتني كيف أكون قوياً وأستمر في ذلك . كانت هذه الحياة صعبة ومزعجة للغاية بالنسبة لي ولكني سأظل في قلبكِ إلى الأبد وسنلتقي في يوم من الأيام في الجنة . ضعي قدمك للأمام وارفعي ذقنك عالياً . استمعي إلى أغانينا وتذكريني . خذي أي شيء من غرفتي، والدتي / أبي لتذكيرك بي ، أنا آسف على كل شيء، أعتقد أني عابث . أتمنى أن أعرب عن امتناني لكِ ولكني أشعر بأني ميت . أحبكِ وأقدركِ تقديرا عظيما على مجهودكِ وعطفكِ تجاهي . حافظي على قلبك النابض و على المضي قدما . واستمري في مشاهدة اقتباسات Rocky Balboa على يوتيوب ، ودعِي الضوء يرشدك . ” .

أنا أحبكِ .

وعلى الرغم من عدم معرفة عائلة كونراد بميشيل كارتر . إلا أنهم شعروا بارتياح بأن هناك من كان يحاول دعم ابنهم لكي يتجاوز أزمته ويتغلب على معاناته ! .

blank
الرسالة الخطية التي تركها كونراد روي لصديقته ميشيل كارتر
إقرأ أيضا :أخطر فتاة سيكوباثية كورية

بعد وفاة كونراد، تواصلت ميشيل مع عائلته وكونت صداقة مع أمه وأخته الصغيرة . وأخذت فى الاتصال بهم هاتفيا وإرسال الرسائل النصية عبر الانترنت لتعبر عن تعازيها لهم ودعمها بعد محنة وفاة كونراد . والأدهى والأمر من ذلك هو حضورها لجنازة كونراد ! . (وكما يقول المثل تقتل القتيل وتمشي بجنازته ! )

أقيمت جنازة روي يوم السبت ، 19 يوليو 2014 ، في كنيسة القديس أنتوني في ماتابويست . وبعد انتهاء مراسم جنازته . طلبت ميشيل من عائلة كونراد بأن تصعد لغرفته وتبحث بين أغراضه لأخذ أي شىء كتذكار تتذكر به حبيبها . وبعد ذلك أعلنت ميشيل كارتر عن تنظيم مبارة بيسبول تخليدا لذكرى كونراد ، وكتبت عبر حسابها على موقع الفيس بوك :” إذا لم أستطع إنقاذ حياة صديقي كونراد سأحاول إنقاذ حيوات أناس أخرين ” .

ميشيل كارتر في قبضة العدالة

تصرفات ميشيل المريبة والغريبة بعودتها سريعا لحياتها الاجتماعية وكأن شيئا لم يكن أثار ريبة وشك رجال الشرطة .. الذين لم يجدوا دليل إدانة ضدها . حتى قرر أحد محققي الشرطة البحث فى هاتف كونراد لمعرفة الدافع وراء انتحاره ، وبعد البحث فى الرسائل النصية على الهاتف اكتشف المحقق بأن صديقة وحبيبة كونراد ميشيل كارتر الطيبة والمكلومة على رحيله هي على العكس تماما مما تظهره للناس .

كشف التحقيق عن أن ميشيل كارتر فضحت ضلوعها فى وفاة كونراد بنفسها . حيث قامت بالاتصال على إحدى صديقاتها بعد شهر من وفاته لتخبرها بأنها هي السبب فى ما حدث له و أنها سمعت بكاءه وأنينه أثناء انتحاره . وأمرته بالصعود إلى سيارته وعدم النزول منها واستكمال ما عقد العزم عليه . وأنها نادمة أشد الندم على عدم إنقاذه .

إقرأ أيضا : مجرمات من المحيط إلى الخليج ٣
blank
ميشيل كارتر تبكي أثناء الحكم عليها

قامت الشرطة بالقبض عليها بعد ذلك . وبعد سلسلة من المحاكمات حاول فيها محاموها دفع التهمة عنها بالإعتماد على محاولات كونراد المتكررة للإنتحار سابقا . تم الحكم على ميشيل كارتر في 3 أغسطس 2017 بالسجن لمدة خمسة عشر شهرا بتهمة القتل الغير المتعمد . وهي لم تقض منهم سوى 11 شهرا وذلك بسبب حسن السلوك . ولتخرج من السجن بتاريخ 23 يناير 2020 وتختفي عن الأنظار بعد ذلك .

blank
ميشيل أثناء خروجها من السجن
إقرأ أيضا : قاتلة الآيس كريم: امرأة من ثلج

القضية في الإعلام

في 23 سبتمبر 2018 أصدرت Lifetime فيلمًا تليفزيونيًا بعنوان : Conrad and Michel: If words could kill.

وبعدها بسنة أصدرت HBO فيلمًا وثائقيًا من جزئين حول القضية بعنوان :I Love You، Now Die: The Commonwealth V. Michelle Carter والذي تحدث في الجزء الأول منه عن العلاقة المعقدة بين ميشيل كارتر وكونراد روي . وذلك بالإعتماد على آلاف النصوص التي تبادلاها على مدى عامين . وتسليط الضوء على تفاصيل المحاكمة في الجزء الثاني .

blank
ملصق الفيلم الوثائقي الذي يحكي قصة ميشيل كارتر وكونراد روي

وفي 7 مايو 2021 أصدرت فرقة SKYND المعروفة بموسيقاها المستوحاة من الجريمة أغنية بعنوان : “Michelle Carter” استنادًا إلى أحداث القضية .

ختاما

كان لميشيل كارتر أيضا سجل حافل مع المرض النفسي . حيث حاولت إنهاء حياتها أيضا ولكنها فشلت . ووجدت شخصا يعاني نفس معاناتها ولم تدعمه . وبرأيي فإنها فعلت ذلك من أجل كسب تعاطف واهتمام الناس من حولها بأنها الحبيبة والصديقة المكلومة على فراق حبيبها . حتى لو كان على حساب حياة شخص آخر مما يدل على أن شخصيتها غير سوية .

وأخيرا .. الكلمة سلاح ذو حدين فعليك باختيار كلامك مع من حولك . فبعض الكلمات نور والبعض الأخرى قبور .

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس ، لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع ، وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

المصدر
Michelle Carter's Texts To Conrad Roy The Day He Committed Suicide Are DevastatingDeath of Conrad Roy - WikipediaLawyer for teenager who sent her boyfriend texts urging him to commit suicide asks judge to dismiss the case, claiming it was 'just words' and not a crimeInside the True Story of Michelle Carter, the Teen in the 'Texting Suicide Case'

حبيب الإسلام مصطفى

للتواصل مع الكاتب : [email protected]
guest
135 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى