تجارب من واقع الحياة

نصيحة من أعز صديقة دمرت حياتي

بقلم : حفيظة – أوروبا

نصيحة من أعز صديقة دمرت حياتي
أنا لا أنام حياتي دمرت … وا قلباه

السلام عليكم ..
كنت أفكر بالكتابة هنا في هذا الموقع منذ مدة ولكن هناك أمرين جعلاني أتردد كثيراً وهما
– لقد وجدت من المعلقين من ينبش عن الأخطاء اللغوية وبهذا يحرج الكاتب و أعتقد من يكتب هنا مشكلته تغلب على كتابته.
– والأمر الثاني هناك من المعلقين من يطرح مشكلته أو يتناقش مع معلق آخر و بالتالي يخرج عن الهدف الحقيقي وهو مساعدة صاحب المشكل .

لكن فاض بي و أنا لم أعد أتحمل ، أحس أن جبلاً يطبق على أنفاسي .

أنا حفيظة مقيمة في أوروبا منذ 30 عاماً ، سني 50 سنة ، حكايتي بدأت عندما تقدم لي رجل يقيم في أوروبا يرغب بالزواج بي ، كنت حينها حاصلة على شهادة الباكالوريا و السنة الثانية في الجامعة ، أعجبني الرجل متدين هادئ يتيم الأبوين تربى مع عمه الذي أخذه معه إلى أوروبا .

تم الزواج والرجل طرح علي فكرة إتمام دراستي ببلد الإقامة .. هناك دخلت مدرسة أدرس فيها لغة البلد الذي نقيم فيه .
في تلك المدرسة تعرفت على فتاة من سني ومن مدينتي وقد ربطتني بها علاقة أخوة .

أنجبت ابنتي الأولى مباشرة بعد قدومي للبلد و بعد 4 سنوات أنجبت طفلاً ذكراً .
بدأت أخرج مع صديقتي و أصبحت نوعاً ما حرة خصوصاً بعد حصولي على جنسية البلد الأوربي وتمتعي بكل شيء ، أخرج – بعد أخذ الأولاد إلى المدرسة – إلى محاضرات عن حقوق المرأة و نوادي رياضية و ولائم .
ومن يطرح مشكلته في نظري يجب أن يقول الحقيقة في نفسه لكي يجد الحل المناسب .. لقد أهملت حق زوجي الشرعي لأن لدي جدول يومي حافل ، فكان يجهد نفسه في العمل لكي ينسى .

مضى على تلك الحياة حتى بلغ عمر ابنتي 18 سنة و ابني عمره 14 عاماً ، هنا اشتدت المشاكل و أصبحت الحياة في البيت جحيماً لا يطاق ، وكان لدي الصديقة الأخت ؛ كنت أشتكي و أخبرها بكل صغيرة و كبيرة ، في مرة من المرات قلت لها ربما الخطأ مني فقالت لي بصوت عالٍ :
” مثلك من يجلب الذل على النساء ، كما يعمل أنتِ أيضاً تعملين مع أولاده أكل نوم تنظيف بيت …. ” 
المهم استحالت الحياة بيننا و كنت أعلم أن زوجي أقر قراراً لا رجعة فيه و هو الطلاق ، لكن المشكلة هو البيت ، فعندما تزوجت بزوجي اشترى بيتاً و بذلك يحق لي نصفه ، و إذا تم الطلاق سآخذ النصف وهو النصف و بالتالي سأعاني مشكلة وهو إذا تزوج .

إذن يجب أن أستفزه ليضربني و أحضر الشرطة ، هذه نصيحة صديقتي الأخت القريبة مني ، ولكي يكتمل الأمر على الأولاد الشهادة ضد أبيهم ، علي أن أوسوس لهم ليكرهوا أباهم ، هذه هي النصيحة قدمتها لي صديقتي .. آه أحس بالمرارة و أنا أكتب هذا .

بدأت في فعلتي حتى أصبح الأولاد لا يطيقون أباهم ، ومما زاد الطين بلة كل ممنوع يمنعه أبوهم عليهم أحله لهم .
في يوم رأى زوجي ابنتي رفقة شاب كان زميلها في المدرسة وعندما رجعت سألها فقالت له زميلي بالمدرسة ، قال لها داخل المدرسة وليس خارجها ، قاطعته و قلت له ماذا في هذا؟ وهنا بدأ الشجار وبدأنا أنا و أطفالي بالصراخ و البكاء حتى تم استدعاء الشرطة وأخذوا زوجي و بدأت جلسات الطلاق ، وحكمت المحكمة بالطلاق و النفقة و زيارة الأب لأولاده أيام السبت و الأحد و العطل .

لقد ترك لي المنزل و قال المنزل لا أريده خذيه ، سيكون قبراً لكي في يوم من الأيام -صحيح هو كذلك الآن- لم أرد أن تكون له علاقة بهم و فعلاً عندما كان يريد رؤيتهم يبكون مم جعله ينفر ويرحل لمكانٍ آخر .

بقيت مع أبنائي وكنت أرغب بالزواج لكن كان هناك من يرغب بالإقامة و أكون أنا وسيلته أو من يريد الزواج سراً و هناك من تعدى عمره 60 سنة .. أما الشباب فلن يرغبوا بالزواج من مطلقة لها طفلين أو بالأصح شابين حتى إذا رغب أهله يرفضون.

عشت حياة لنقل هادئة حتى جاء صيف هذه السنة و بالضبط في الشهر السادس يونيو ، وانقلبت حياتي أو جاء العقاب الرباني من الله عز وجل ..

ابنتي تعرفت على شاب و قد جاءت والدته لزيارتي من أجل خطبتها ، لكن أم العريس أصرت على أن المرة المقبلة يجب أن يكون الكلام بحضور الرجال أبو البنت و أبو الولد ، وقد أفهمتها أن العلاقة منقطعة ما يقارب 12 عاماً ، و أن والدها منفصل عني ، لكنها قالت يجب أن نتعرف على أبيها .

مع إصرارها لم يكن أمامنا سوى الموافقة ، لكني لا أعلم بوجوده ولا في أي مدينة ، لقد توسلت صديقة لي تعمل في البلدية لتعرف مكان زوجي و عنوانه الحالي و هذا بواسطة البرنامج الخاص بالهويات الموجود في البلديات ، أعطتني العنوان و قلت لابنتي تجهزي ، كانت رافضة رؤية أبيها لكن مصلحتها تقتضي ذلك خصوصاً بعدما فشلت زيجتها الأولى حيث خطبت لرجل قبل عقد القران بأسبوع اكتشفت أنه مريض نفسياً و هذا ما جعل عائلته يطلبون تسريع الأمور ولا يسألون عن الأب أو الأصل .

المهم ذهبنا للعنوان ، طرقنا الباب خرج إلينا طفل جميل جداً سألناه إن كان والده في البيت فأجاب نعم خصوصاً نحن ذاهبتان يوم الأحد ، خرج إلينا طليقي و تأملت وجهه كأنه شاب في العشرين عكسي أنا ، رحب بنا و أدخلنا .
عرفنا بزوجته وطفله و ابنته ، حكيت له الموضوع فوافق و من باب المجاملة دعوت زوجته .
رجعنا أنا و ابنتي و خلال الطريق كله أفكر في المنظر الذي رأيته .

جاء يوم الخطبة ، قدم ومعه زوجته و أبناؤه و قدّما هديةً لابنتي ، و أراد السلام على ابنه لكنه كان سلاماً بارداً ، طبعاً معي صديقتي الحبيبة .. 
جاء الضيوف جلسنا في الصالون و أمامنا ما لذ وطاب و قد تفاهمت عائلة العريس مع زوجي و أعجبهم حديثه و حدد يوم العرس و الكل فرحان ، حتى نطقت حبيبتي و صديقتي و قالت 
” و الله العجب ! في الأمس القريب كانت نسرين (اسم ابنتي) تقف في المحكمة ضد أبيها والآن تجلس بجانبه وهي عروس “
الكل سكت غير أم الولد التي قالت كيف ؟ وهنا الصديقة الحبيبة حكت كل شيء حتى عن الخطة ، و قد قالت أنني أنا من خطط لكل ذلك ! لم أتمالك أعصابي و قلت لها ألست أنتِ من صمم لي الخطة ؟ 

المهم بدأنا أنا و هي في الشتائم و السب و غير ذلك طردتها من بيتي ورجعت للضيوف الذين لم يحركوا ساكناً ، تكلم والد العريس و قال نحن آسفون لا يمكننا أن نقبل بزواج ابننا من فتاة اشتكت على والدها الذي هو سبب وجودها في الدنيا ، و الذي كان يصرف عليها من تعبه و عرقه ، التي تشتكي على والدها في المحاكم و الشرطة سهل عليها قتل زوجها .
نهر ابنه و خرجوا .. و بعدهم خرج طليقي بدون أي كلمة .

بقيت مع أولادي و هنا كانت محاكمتي ، لم تترك ابنتي كلمة وضيعة إلا و قالتها ثم رحلت ، أما الولد فقد ذهب إلى غرفته ، ثلاثة أيام أحاول الاتصال بها دون جدوى ، و في اليوم الرابع جاءت للبيت و قالت انسي أن لك ابنة ، لا تتصلي بي وكما ظلمت و استدعيت لأبي الشرطة أقسم أن أستدعي الشرطة لكِ وهذه المرة أنا على حق .

أخذت أغراضها و في المساء اتصل طليقي و أخبرني أنها معه و علي أن أتكلم معها ، ذهبت إليه و حاول أبوها أن يفهممها أن لا يجب أن نصلح الخطأ بخطأ أكبر لكنها قالت لأبيها إذا كنت لا ترغب بي سأذهب ، حضنها والدها و بكى الإثنان و أنا و زوجة طليقي حتى طفله الصغير بكى ثم نظرت إلي و قالت ارحلي أريد أن أعيش مع أبي و أعوض سنوات الحرمان منه .

بقيت مع ابني في البيت فلم يعد يحضنني أو يمازحني حتى الأكل لا يأكل معي ، في يوم وهو خارج قلت له متى أراك عريساً قال لي من ترغب في الزواج من شاب عاق لأبيه و أحضر الشرطة له .

قبل أسبوعين تعرض ابني لحادث في عمله فهو ميكانيكي حيث قطع أحد أصابعه في المستشفى صرخ بوجهي وقال لن نسامحكِ ، هو الآن مع والده لا يرغب هو و أخته برؤيتي و يصفونني باللعنة التي حلت عليهم .

و الله أنا أكتب لكم و الدموع تنهمر بغزارة خصوصاً عندما سمعت عقوبة المرأة التي تمنع الأب من أبنائه في الشرع .
أنا لا أنام حياتي دمرت … وا قلباه

أما الصديقة الحميمة فقد فضحتها في مقر جمعيتها و خصوصاً و أنها الآن تحوم حول جاليات و نساء قدمن إلى أوروبا حديثاً فتنسج خيوطها حولهن كما فعلت معي .. الآن أتابع جلسات الطب النفسي وقد قالت طبيبتي أن مثل هذه المرأة لا تطيق رؤية السعادة أو نساء لديهن زوج و أطفال.
الآن كيف أسترد ثقة أبنائي؟

أعتذر عن الإطالة ولكن شعرت بالراحة قليلاً عندما فضفضت .

 

تاريخ النشر : 2017-09-25

guest
74 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى