هانس شميث – شيطان بثوب قدّيس
عاد شميث ليلقي المواعظ الدينية على زوار الكنيسة بعد أن غسل يديه من دماء زوجته و كأن شيئاً لم يكن |
وقف الصبي و هو مرتعد الفرائص خائفاً أمام والده الذي كان يصرخ عليه : ماذا حل بالبطتين بحق السماء ؟ .
فأجابه الصبي بصوت مرتعش : لقد أكلهما القط .
هز الوالد رأسه و قال ساخراً : أي قطاً هذا الذي يأكل بطتين دفعةً واحدة ؟.
ثم نظر إليه بحنق و قال : ماذا تخفي في جيبيك ؟ هيا أرني يدك ؟.
تراجع الصبي إلى الخلف مخفياً يده في جيبه حتى التصق بالجدار ، بينما تقدم والده نحوه و سحب يده الملطخة بالدماء و هو يمسك برأسي البطتين ، فصرخ به قائلاً : لقد فعلتها مجدداً أيها اللعين ، و هوى بيده ليصفعه حتى أوقعه أرضاً ، ثم أمسك بالسوط ليذيقه العذاب لولا تدخل والدته التي حاولت ثني زوجها عن ضربه ، نهض الصبي و ركض إلى خارج المنزل مذعوراً حيث قادته قدماه إلى مسلخ القرية حيث أعتاد الجلوس هناك و رؤية الجزار و هو يقوم بذبح و سلخ الدجاج و الخنازير ، إنها مشاعر النشوة التي كانت تعتريه عند رؤيته للدماء.
اعتاد شميث على الذهاب الى المسلخ لرؤية الدماء النازفة من الذبائح |
هذا الموقف المرعب كفيل بأن يجعلك عزيزي القارئ توقن أنك أمام طفولة سفاح لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلبه ، فمن يكون ذلك السفاح و كيف كانت نهايته ؟ .
انطلقت صرخات طفل من منزل آل شميث معلنة قدوم هانز شيميث إلى الوجود ، كان ذلك عام 1881 م في بلدة أشافنبورغ في مقاطعة بافاريا الألمانية ، نشأ هانز في أسرة غريبة الأطوار فالوالدان كانا يعانيان من اضطرابات عقلية ، هذا بالإضافة إلى أن والده كان معتنقاً المذهب البروتستانتي بينما كانت الأم كاثوليكية ، و لتعلقه الشديد بأمه فقد اعتنق هانز المذهب الكاثوليكي و عُرف عنه التزامه الديني و شغفه لتعلم اللاهوت ،
عُرف عنه أنه مزدوج الميول الجنسي فقد تعددت علاقاته بالفتيان و الفتيات |
و في الجانب المظلم من شخصيته فقد كان هانز شخصاً يعشق رؤية الدماء و يقضي معظم أوقاته في مسلخ القرية ، و هذا و قد عُرف عنه أنه مزدوج الميول الجنسي فقد تعددت علاقاته بالفتيان و الفتيات على حداً سواء ، و في عام 1905 م تم اعتقاله بتهمة تزوير وثائق جامعية لطلاب فشلوا في تجاوز بعض المرحلة الدراسية ، و قد أصر المدعي العام على إرسال هانز إلى السجن و لكن والده تدخل و قام بتوكيل محامي لإنقاذه من السجن .
حاول شميث الالتحاق بالسك الكنسي عبر التقدم للدرسة الكنسية و لكن تم رفضه بسبب بسمعته السيئة و اضطرابه العقلي ، و لكنه استطاع إقناع القس بذكاء و خبث ، حيث أدعى أنه رأى القديسة إليزابيث و قد تجلى نورها في غرفته و قد مسحت بيدها على رأسه و طلبت منه أن ينذر حياته لعبادة الرب ، و بقليل من الدموع و التوسل تم قبوله على مضض ، و تم إرساله في بعثة كنسية إلى قرية بورغل في الريف الألماني و هناك تحرش بصبيان المذبح و قد أُشيع عنه أنه كان على علاقة بفتيات و بغايا في القرية ،
ادعى شميث أن القديسة اليزابيث قد باركته |
و لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت الشكوى التي تقدم بها زملاءه و زوار الكنسية ضده إلى الأسقف الأكبر ، حيث أدعوا أن شميث يُلقي الخطب الكنسية بطريقة ساخرة أثارت غضب زوار الكنيسة ، مما دفع بالقس لتجريد شميث من كثير من الواجبات الكنسية كعقوبة له على أفعاله المشينة ، شعر شميث أنه لم يعد مرحباً به هنا و قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ففي ذلك الوقت كانت أمريكا ملجئ لكل طموح يحلم في أن يبدأ حياة جديدة ، و في عام 1909 م حط شميث رحاله على الأراضي الأمريكية و توجه مباشرةً إلى أقرب كنيسة حيث تم تعيينه في كنيسة القديس جون الكاثوليكية في مدينة لوزفيل بولاية كنتاكي ، و لكنه سرعان ما أفتعل المشاكل مع قس الكنيسة مما تسبب بنقله إلى كنيسة بونيفاس في مدينة نيويورك ،
صورة آنا أومرلر زوجة شميث و ضحيته |
و هناك تعرّف شميث على فتاة تُدعى آنا أومرلر كانت تعمل مدبرة منزل لدى القس بونيفاس ، فقد كانت تهتم بشميث و تغسل ملابسه ، و قد شعر بالود نحوها و تجرأ على مصارحته لها بحبه ، احمرت وجنتي الفتاة من الخجل فقد كانت تختلس النظر إليه بعيون يملأها الحب ، و لكن كيف سوف نتزوج و أنت قس ، أليس هذا محرم عليك ؟ سألت آنا باستغراب ، فابتسم شميث قائلاً : عزيزتي هذه إرادة الرب و هو من أمرني بالزواج منك ، أعدك أنني سوف أتخلى عن حياة الرهبنة من أجلك ،
و عندما يحل الليل و تطفئ أنوار السكن كان العاشقان يتسللان إلى إحدى الغرف المنعزلة في السكن و يقضيان ليالي حميمة ، و قبل شروق الشمس يتفرق العاشقان و يذهب كلاً منهما في حال سبيله ، في نفس الوقت و تحديداً في ديسمبر عام 1912 م نشأت علاقة جنسية بين شميث و طبيب أسنان شاب يُدعى إرنست موريت ، حيث وصف هانز تلك العلاقة بالرائعة و أنه يفضّل موريت على حبيبته آنا ، لم تكن علاقتهما علاقة حب شاذة فقط فقد أستطاع الثنائي إنشاء معمل لتزوير الوثائق و العُملة ، و على الزعم من ذلك استمرت علاقة شميث بآنا رغم انتقاله إلى كنيسة القديس جوزيف بعيداً عن مانهاتن ، فقد كانت آنا تزوره بين الحين و الأخر،
تزوج شميث بانا و اقام مراسم زواج زائفة ليخدعها |
و بعد إلحاحها عليه بفكرة الزواج قرر شميث إقامة مراسم زواج بسيطة في 26 فبراير عام 1913م ، و في إحدى لقاءتهما الغرامية قررت آنا أن تخبر شميث أنها حامل بطفله ، نزل الخبر على مسمع شميث كالصاعقة فهذا الطفل إذا وُلد سوف يكون فضيحة بالنسبة لشميث الذي يعتبره الجميع قسيس ، حاول شميث تدارك الأمر و أخبر آنا أن الرب أمره بالتضحية بها و بطفلها ، شعرت أن بالصدمة و الخذلان و اتهمت شميث بالجنون و غادرت المكان غاضبة .
جريمة القتل و تحريات الشرطة :
و في ليلة 2 سبتمبر عام 1913 م تسلل هانز في جُنح الظلام إلى شقة آنا التي كان قد أستأجرها لها ، و فتح الباب بهدوء ، و في غرفة النوم أنقض شميث على آنا و نحر عنقها بسكين المطبخ ، و بينما كانت آنا تنتفض و تلفظ أنفاسها الأخيرة مضرجةً بدمائها كان هانز يستمتع باغتصابها و يلعق الدماء النافرة منها ، في مشهد يجعل الشيطان يُذهل من أفعاله ، كانت مشاهد سلخ الذبائح في المسلخ تتراءى لها و أثارت شهوته الجنسية ، و عندما أفاق من نشوته حاول شميث إخفاء معالم الجريمة
أنقض شميث على آنا و نحر عنقها بسكين المطبخ |
و اتجه بسرعة إلى المطبخ و رمى السكين على الطاولة ثم أمسك بقطعة قماش مبلولة بالماء و حاول تنظيف الأرضية الملطخة بالدماء ، أما الجثة فقد أمضى هانز تلك الليلة في تقطيع الجثة بالساطور ، و لكنه تنبه إلى أنه لم يحضر معه أكياس أو حقيبة لنقل الجثة و بحث في الشقة و لم يجد شيء ، و خطرت على باله فكرة ذكية فقام بنزع أغطية الوسائد و وضع الأشلاء و الأطراف فيها و رماها في نهر هدسون ليطمس ملامح جريمته ، ثم عاد إلى كنسية القديس جوزيف ليلقي المواعظ الدينية على زوار الكنيسة بعد أن غسل يديه من دماء زوجته و كأن شيئاً لم يكن .
و بعد عدة أيام وجدت الشرطة أشلاء جثة بشرية تعود لامرأة مجهولة مرمية على شواطئ كليفسايد بارك و ويهاوكين في ولاية نيوجيرسي ، و على الفور تم تكليف الضابط جوزيف فوروت بالتحقيق في هذه الجريمة الغامضة ، فما الذي سيجده الضابط من أشلاء مبعثرة قد غسلتها مياه النهر و عقلت بها شوائب قاع النهر ؟.
قطعة من القماش أو الورق المقوى تلصق على البضائع تستخدم كعلامة تجارية |
و بعين المحقق الحذق الماهر لفتت قطعة قماش صغيرة ملتصقة بغطاء الوسادة انتباه الضابط و عندما أمعن النظر فيها وجد أنها مختومة بشعار شركة نيوارك لصناعة القماش ، و عندما تم التحقيق مع إدارة المصنع تبين أن تلك الشحنة من الأغطية قد بيعت حصرياً لتاجر الأثاث السيد جورج ساكس في منطقة منهاتن ، و عند سؤاله عن أسماء العملاء الذين قاموا بشراء الأغطية ، رفض ساكس التعاون مع ضباط الشرطة مما اضطرهم للبحث في سجلات المحل التجاري ليكتشفوا أنه في تاريخ 26 أغسطس 1913 م تم شراء فراش و وسائد و أغطية و تم تدوين أسم المشتري فان دايك و مكان إرسال البضاعة إلى شارع براد هيرست .
تم تكليف الضابط جوزيف فوروت للتحقيق بالجريمة |
توجه الضابط فوروت برفقة عدد من أفراد الشرطة إلى العمارة الكائنة في ذلك الشارع ، و عند التحقيق مع مالك العمارة تبين أن الشقة التي تحمل نفس العنوان قد تم تأجيرها لزوجين ، و قد وصف المالك المستأجر أنه كان يتحدث بلكنة ألمانية ثقيلة ، و عندها طلب المحقق مفاتيح الشقة من المالك ، و عند دخولهم إلى الشقة شاهد الجميع منظر الدماء المتناثرة على جدران غرفة النوم فيما كانت أرضية الغرفة نظيفة ،
كانت جدران الغرفة ملطخة بالدماء بينما كانت الأرضية نظيفة |
مما يرجع أن القاتل حاول تنظيف مسرح الجريمة ، و في المطبخ وجدت الشرطة سكين ملطخ بالدماء ، و قد تبين أن القاتل استخدمه في نحر الضحية ، و قد تم العثور على معطف أنيق كُتب على بطانته أسم فان دايك ، و هم الاسم المستعار الذي استخدمه هانز كثيراً ، و من ضمن ما عُثر عليه بالشقة ملابس أطفال من الصوف كانت آنا قد حاكتها لاعتقادها أن شميث سوف يعترف بطفله ،
تم العثور على حقيبة تحتوي على بعض أغراض شميث |
كما تم العثور على العديد من الرسائل التي كانت تبعثها بعض النساء من ألمانيا إلى شميث ، و لكن أغلبها كانت مرسلة من آنا أومرلر و تحمل عنوان سكنها ، و بعد تحري الشرطة عن عنوان سكن آنا تبين أنها انتقلت للعمل في كنيسة بونيفاس، و هناك قام المحقق باستجواب القس جون براون عن آنا و شميث ، ليخبره القس أن هانز قد انتقل إلى كنيسة القديس جوزيف لتلتحق به آنا بوقت قصير ، اكتفى المحقق بهذه المعلومة و توجه مباشرةً إلى كنيسة القديس جوزيف ليقرع باب السكن و يفتح له القس دانيال كوين مرحباً بقدومه و يصطحبه إلى صالة الاستقبال برفقه زملائه المحققين ،
ارتبك شميث عن رؤيته للمحقق و اعترف بكل شيء |
أثارت الضجة في الصالة انتباه هانز الذي استيقظ فزعاً و توجه إلى الصالة لمعرفة ما يحدث ، و عندما ألتقت عيناه بأعين المحققين بادره المحقق فوروت بالسؤال عن آنا ، تغيرت ملامح هانز و صرخ قائلاً : أنا قتلتها ، لقد أحببتها و لهذا قتلتها ، ثم وصف للمحقق تفاصيل الجريمة ، فيما وقف زملاؤه في الكنيسة و أثار الصدمة تعلو وجوههم و هم يتسألون : كيف عاش بينهم هذا الشيطان بثياب قسيس ؟ ليخرج شميث من الكنيسة برفقة رجال الشرطة مكبلاً بالأصفاد .
محاكمة غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي :
أثارت محاكمة هانز شميث ضجة واسعة في أرجاء الولايات المتحدة و تسابقت صحف نيويورك على نشر أخبار المحاكمة ، فهذه أول مرة يتم فيها محاكمة قس كاثوليكي .
و في شهر ديسمبر عام 1913 م عُقدت أول جلسة في المحكمة ، و قد حاول محامي الدفاع تبرأة هانز بحجة أن هانز يعاني من مشاكل عقلية ، و استدل على ذلك بحديث هانز عن الأصوات التي يسمعها و تاريخ عائلته المرضي المتمثل في والديه ، و قد شهد الدكتور سميث إيلي جليف أن شجرة عائلة هانز شميث فيها حوالي 60 شخص مصاب بأمراض عقلية ، لتأجل المحكمة النطق بالحكم إلى الجلسة الثانية ،
أثناء المحكمة حاول محامي الدفاع تبرئة شميث بحجة مرضه العقلي |
و بعد أسبوعين و تحديداً في 5 فبراير عام 1914 م تم عقد الجلسة الثانية و قد تمكن الادعاء من إثبات أن هانز شميث يتمتع بكامل قواه العقلية ، و بعد مداولة القضية بين القاضي و هيئة المحلفين استمرت لثلاث ساعات وجدت المحكمة هانز شميث مذنب بجريمة القتلى من الدرجة الأولى و حُكم عليه بالإعدام و أُرسل إلى سجن سنج سنج ، حاول محامي الدفاع استئناف القضية مما تسب بتأجيل تنفيذ حكم الإعدام ،
تم اعدام شميث بالكرسي الكهربائي |
و عندما ايقن شميث أنه ميت لا محالة قرر الاعتراف أنه لم يقتل آنا و أن القاتل الحقيقي هو صديقه إرنست موريت و قد ضحى بنفسه لإنقاذ صديقه من حكم الإعدام ، و لكن لم يصدقه أحد .و في صبيحة 18 فبراير عام 1916 م تم إعدام شميث بالكرسي الكهربائي ليكون القس الكاثوليكي الأول و الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الذي تتم محاكمته و إعدامه.
جرائم أخرى ارتبطت بهانز شميث :
عثرت الشرطة على شقة أخرى قام هانز باستئجارها و قد تم القبض على طبيب الأسنان إرنست موريت الذي اعترف أنه ساعد هانز على تزوير الوثائق و العُملة بواسطة مطبعة قديمة ، و قد استطاعا تزوير عملة العشرة دولار التي تساوي في وقتنا الحالي240 دولار ، و قد خطط هانز لقتل ضحاياه و تزوير وثائق تأمين على الحياة لكسب المال لكنه فشل في ذلك.
هل يُعتبر هانز شميث قاتل متسلسل ؟ .
تم تعريف القاتل المتسلسل على أنه الشخص الذي قام بقتل ثلاثة أشخاص أو أكثر في أوقات مختلفة ، و لكن هانز أُدين بجريمة قتل واحدة فكيف تم اعتباره قاتل متسلسل ؟.
على الرغم من إعدام هانز بتهمة قتل واحدة إلا أن الشبهات تحوم حوله بكونه قام بعمليات قتل أخرى ، حيث أدعت السلطات الألمانية أنها تشتبه بكونه قام بقتل فتاة في موطنه قبل أن يهاجر إلى أمريكا ، هذا بالإضافة إلى عثور شرطة لويزفيل في مايو 1910 م على جثة مدفونة في قبو كنيسة القديس جون و قد بدا على الجثة أثار حرق و محاولة تمزيق الجثة لطمس هويتها و لكن المجرم فشل في ذلك مما اضطره إلى دفنها ،
و قد اتضح أن الجثة تعود إلى الطفلة ألما كيلنر ذات 9 سنوات و قد تمت إدانة جوزيف ويندينج ، بعد أن عثرت الشرطة على ملابس ملطخة بالدماء في منزله ، و هو مهاجر فرنسي كان يعمل حارساً للكنيسة ، و حُكم عليه بالسجن مدى الحياة ، و لكن الجريمة تمت في الوقت الذي كان هانز يقيم في نفس الكنيسة ، كما أن أسلوب تمزيق الجثة يشبه أسلوب هانز في تمزيق جثة آنا أومرلر .
و هذا ما يجعلنا نصنفه كقاتل متسلسل عديم الرحمة ، و لولا ذكاء المحقق جوزيف فوروت لكان هانز يبطش بضحاياه تحت ستار الدين و القداسة الزائفة.
ملاحظة :
لا علاقة للدين بأفعال من يتخذونه ستاراً لارتكاب جرائمهم و يسيئون إلى الدين بأفعالهم المشينة ، فأمثال هؤلاء تجدونهم في كل دين و مذهب ، و الأشخاص المنحرفون يرتدون أزياءً مختلفة للتمويه على جرائمهم ، فكما أستخدم هانز شميث زي القس لارتكاب جريمته فهناك أيضاً من أستخدم زي الشرطي و طبيب للتستر على جرائمه .
إن ما قام به المحقق جوزيف فوروت من كشف المجرم بطرف خيط يكاد لا يلاحظه أحد لهو عمل مذهل يستحق أن نرفع لهُ القبعات احتراماً ، و أعتقد أنه لو كان ذلك المحقق قد وُجد بظرف المكان و الزمان الذي ارتكب فيه جاك السفاح جرائمه لكن قد ألقى القبض عليه ، لأنه في اعتقادي ليس هناك جريمة غامضة بل هناك أعين مغمضة غفلت عن رؤية الأدلة .
كثيراً ما يفلت المجرمون من العقاب بحجة المرض النفسي و هذا مؤسف جداً ، علم النفس لا زال بدائي جداً و لم يسبر أغوار العقل البشري رغم التقدم التكنلوجي ، و مقال مأزق الطب النفسي – الرقص على أنغام الوهم خير شاهد ، و أكاد أجزم ساخراً أنه لو كان علماء النفس موجودون في زمن قابيل و هابيل فإنهم سوف يبررون جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل و يدعون أنه مصاب بمرض نفسي ، طبعاً لا أنكر وجود الأمراض النفسية ، و لكن هذا ليس مبرراً لكل هذه الجرائم المروعة .
بالأخير هذا رأيي أعزائي القُرّاء و لكم حرية إبداء آرائكم ، و الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
المصادر :
Hans Schmidt (priest) – Wikipedia
The Horrible Crimes That Led To Catholic Priest Hans Schmidt’s Execution In The US
تاريخ النشر : 2020-07-13