أدب الرعب والعام

هجين جنبشر … وماضيه اللعين

بقلم : ○●슈록○● – السعودية

هجين جنبشر ... وماضيه اللعين
يمسك ببالونه اﻷحمر .. زملاءه يسخرون منه ..

لمجرد أن يقال بأنهم عقلانيون قد ينكر البعض وجود أمور غريبة ..

فتى صغير يمسك ببالونه اﻷحمر يقف وحيدا في شارع ويمر باص المدرسة عند الساعة 12 ظهرا ليقله إلى منزله , يصعد إلى الباص ويجلس على أحد المقاعد من دون أن يلتفت لأحد , أحد زملاءه يقول له ساخرا : أنت .. أين أصدقائك ليلعبوا معك أيها الفاشل ؟ .

لم يغضب الفتى ولم يهتم لضحكات السخرية من زملاءه الآخرين كما لو انه اعتاد على هذا الكلام , لكنه نظر ببرود إلى زميله المتهكم وقال : يقولون لي أن أمك ﻻ تهتم بك وستموت قريبا لأنها منذ أيام تفكر بالانتحار .

فقال الفتى الآخر غاضبا : اصمت أيها الفاشل غريب الأطوار المعتوه .. ﻻ تتحدث عن أمي هكذا .. أمي تحبني ولن تتركني .

فابتسم الفتى ابتسامه رائعة جدا وقال : حسنا لنرى .

وتوقف الباص عند حي راقي جدا حيث كانت السماء صافية والشمس عالية والسحب تتلطخ السماء .. وفيما الفتى يهم بالنزول من الباص نظر إليه السائق وقال باحتقار :  محطتك أيها المعتوه .

فنظر إليه الفتى وقال : شكرا يا سيدي .. يقولون لي انه من اﻷدب أن أشكرك .

فنظر له السائق بتعالي وقال : أيها المجنون الحقير .. ارحل هيا .

فأمال الفتى برأسه لليسار وقال للسائق : على أي حال أنت ستموت قريبا .. اعتني بنفسك .

نظر له السائق نظرة غضب وقال : فتى مشئوم .

ومشى الباص تاركا الفتى خلفه في أكثر الأماكن رقيا , لكنه مكان للأسف مهجور …

سار الفتى وحيدا حتى وقف أخيرا عند أطلال فيلا مهدمة , دق الباب لتفتح والدته وابتسامة صافيه جدا مرسومة على وجهها وقالت : مرحبا بولدي الصغير .

الفتى وهو يبتسم : هل تصالحت مع أبي ؟ .. فهو يقول بأنك لم تدعيه يراكِ منذ أن تخاصمتما .

انزعجت الأم من هذا الكلام فتحولت عينيها الخضراوتان إلى اللون اﻷحمر وقالت : والدك حثالة .. ﻻ تقل له شيء عني .. لن أحادثه حتى يقدم المهر الذي وعد بتقديمه لعشيرتي عندما تزوجني .

وضع الفتى حقيبته وقال: ما طلبته مبالغ جدا , فمن أين سيجلب لك 200 مللتر من دم جن أزرق نقي اﻷصل .. أنت تبالغين أمي .

لقد كانت أم الطفل جنية حسناء المظهر جلدها ناعم وشديدة البياض وعيناها خضراء و شعرها طويل جدا ولونه بني يكاد أن يكون أشقر , ونظرت الأم لولدها وقالت : أنت لست من بني جنسي .. مؤكد أنت بشري تماما ولهذا تدافع عن والدك .. كل ما تستطيع فعله هو اللعب مع أبناء خالتك وسماعهم وهم يخبرونك بأشياء مشئومة .

وهنا دخل والد الفتى وقال : هل أمك هنا ؟ .

فنظر إليه وقال : اجل هي هنا .. لما تزوجتها يا أبي وتركتني أعيش هكذا .. ألا يمكن أن أحظى ببعض الحياة الطبيعية .. أيرضيك أن اشتهي الدماء عند بزوغ الفجر .

نظر الوالد للعدم وكأنه يبحث عن زوجته وكان أنيق المظهر رغم بعض الهالات السوداء على وجهه وقال : أرجوكي يا عزيزتي .. اطلبي أي شيء آخر غير ذلك .. انه نادر جدا… لما بحق السماء لا يطلبون دماء المارد كالسابق أو العفاريت .

وهنا سمعوا طرقا على الباب فذهب الفتى ليفتحه , لكن ما أن وضع يده على قبضة الباب حتى أغمي عليه ليجد نفسه في عالم مليئ بالقبور , فقال : أوه أرجوكم ليس هذا المكان مجددا , وان كنت نصف بشري فلا يعني ذلك اخذي بهذه الطريقة الغبية إلى هنا , اعلم أنني رهينة لحين تحضر أمي ما تريدون , لكن لماذا تفعلون ذلك بي , أنا أكرهكم .

وظهر من العدم جني كبير جدا يدعى فيلوزور يبدو عليه الشيب وقال : أنت السبيل للنجاة .

الفتى : ماذا تريدون ؟! .

العجوز فيلوزور : أنت بالطبع .

الفتى : ماذا ؟ .

العجوز: كما تعلم وافقنا على زواج أمك من المعتوه أبيك لأجل العلوم , نحن أمة بدائية لا نقرأ وﻻ نكتب كما تعلم , نحن فقط نتحدث ونسمع , صحيح لدينا قوانا التي تفوقكم , لكننا نريد العلوم لكي نستطيع قراءة كتاب الخلود .

الفتى : إذا ماذا ؟! .

العجوز فيلوزور: أنت جمعت بين اﻷثنين , قوة الجن وعلم البشر , وقد بلغت السن المطلوب اﻵن , بلغت سن الحادية عشر ويمكننا شرب دمائك لنتحلى بما لديك .

بهت الطفل وقال: تريدون قتلي ؟! .. ربيتموني كخنزير فقط لتكون النهاية قتلي ؟ .. الست أعني لكم شيئا ؟ .

العجوز فيلوزور : من يهتم لشخص مهجن … أنت لا تنتمي لا لنا ولا لهم .. هم يعاملونك كغريب أطوار ومختل عقليا ونحن نكاد نشفق عليك لذا دعنا ننهي هذا الموضوع .

وهنا ظهرت أم الفتى تبكي وقد تحول شعرها للبياض وكانت تقول : أبني .. إلا ابني .. دعوه وشأنه .

وفجأة اجتاحت المكان كرة بيضاء مشتعلة بالنيران وظهر أبشع ما قد تراه عينك , حتى هؤلاء الجن المخيفين كانوا يبدون في غاية الجمال مقارنة ببشاعة هذا المخلوق الذي ظهر من المجهول , وكان يدعى عندهم بالكبير الموصن , وجاء صوته مرعبا مزلزلا وهو يقول : هذا الطفل القذر يجب أن يتعذب .

كاد أن يغشى على الجميع من الرعب لكن الطفل هربت منه دمعه وقال : ﻻ .. ﻻ ..

وضلت أمه تصيح وتعوي وتموء وتقول : ﻻ أرجوك أتركوا ابني لشأنه , سأقدم لكن دم الجن اﻷزرق .. فقط اتركوه .

وهنا علت ضحكات خبيثة لعينة مازال صداها يحدث رنينا في مخي كل صباح عندما أريد الاستيقاظ , فأنا هو ذاك الطفل ,  وما حدث بعد ذلك هو أني فقدت الوعي , تركوني في شارع مجهول في إحدى الدول التي لم أزرها من قبل , كنت عاريا تماما وبجواري ورقة مكتوب عليها : ” هجين .. قذر … طفرة ” .

لا اعلم ماذا حدث بعدها سوى أني وضعت في ميتم , لم اعد أرى أمي وأبي وأبناء خالتي , ولا أجد من يصدقني , لكني أحببت فتاة , مصاصة دماء , وللأسف لم أستطع كسب قلبها , فالحب صعب يا صاحبي , لكن على اﻷقل هناك شيء عادي وعقلاني موجود بداخلي وهو أني استطيع أن أحب .

تاريخ النشر : 2015-08-28

○●슈록○●

السعودية
guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى