أدب الرعب والعام

هكذا ظننت

بقلم : ا ب ت – مصر

هكذا ظننت
احب القراءة جدا .. واحلم دوما في أن أكون اجمل فتاة ..

لم اكن في يوما ما جميله او من يقال عليها (قمر) , كنت عاديه , عاديه جدا جدا, اعاني من زياده ليست شديدة بالوزن , قصيره بعض الشيء يجاملني من يراني من اصدقاء امي ويقولوا باني (زي القمر) و ترد امي (بس مش شبهي هي شبه ابوها اكتر ) .. في البدايه كنت اغضب من امي و اقول لها كيف اكون شبه رجل ,ولكن بعد وقت رأيت انها الحقيقه وأني فعلا اشبهه اكثر …

كان خيالي خصب . خصب جدا جدا… وكثيرا ما اكون شارده الذهن… اتخيل نفسي بدر البدور … او من يحاول الشباب ان يفوزوا بها … اتخيلني رشيقه جدا … عيناي زرقاء …. بيضاء اللون كالثلج . لي اصدقاء كثر و الجميع يتطلع الي… افوق من خيالي هذا على صوت صديقتي الوحيده (منى) ……تسألني عن حلقه أمس من ذلك المسلسل التركي , وانا اقول لها اني اكرهه ولا اراه , ولكني في الحقيقه اراه في كل يوم , لا تفوتني حلقه واحده منه .

لا اعلم لماذا اكذب و اقول اني لا اطيق الرومانسيه , و لكني في الحقيقه اتمناها , و هكذا احب القراءه , احبها جدا , وبالطبع النوع الرومانسي منها, تلك الكلمات التي تنقلك إلى عالم خيالي , اتمنى ان يكون واقعا , اعشقها و اندمج معها في ثواني ,, كثيرا ما اتخيل ان هناك جني أو عفريت المصباح , يخرج إلي و يقول : (( شبيك لبيك )) .. و انا اطلب ان اكون اجمل بنت في الجامعه كلها و لا اريد منه شيئا اخر , ولكن بالطبع في الواقع عفاريت المصباح او محققين الامنيات مجرد اسطوره أو هكذا ظننت.

***

يوم الأحد هو أول يوم في الدراسة في الترم الاخير لي في تلك الجامعه , تلك الجامعه التي طالما كرهتها , اجلس انا مع صديقتي ((منى)) كالمعتاد . وانا كالعادة اتظاهر اني استمع اليها تقص علي حلقه امس من المسلسل التركي الذي تظن هي اني لم اراها .. و بالتالي تحكيها لي بكل تفاصيلها الممله . و انا فقط اتظاهر اني اسمعها و انا في الحقيقه شارده الذهن , انظر الى ((ساره)) الفتاه الجميله التي لديها اصدقاء كثر و حياة اجتماعيه اقل ما يقال عنها اني اتمناها , و إن ظهر لي ذلك الجني سأطلب منه ان يجعل حياتي هكذا .. نعم مثل تلك الفتاه المبتسمة الرشيقة التي تمتلك اصدقاء ايضا يتمتعون بالشهرة في جامعتنا .. تتحرك وسط مجموعه من اصدقائها دائما, أتخيل نفسي مكانها و اتخيل اني سعيده لا اريد شيئا من الدنيا الا هذا , ايضا استيقظ من خيالي هذا علي صوت (مني) تنتقد ((ستايل)) سارة ومظهرها , احيانا اشعر أن منى لا تطيق ساره و لكنها مثلي تتمنى ان تصبح مكانها .

اعود الى منزلي كل يوم من الجامعة في الحافلة , أفكر في الاحتمالات التي كان يمكن أن تصبح أمامي إن كنت في جمال وشهرة و كاريزما ساره , ابواب الدنيا ستتفتح لي أو هكذا ظننت ..

***

في نهايه الاسبوع , اجلس مع منى في الجامعه , تقول لي هل سأشترك معها في الحمله الخيريه , لتوزيع الملابس على المحتاجين , فقلت لها اني لا اطيق المشي كثيرا و لا احب ذلك النوع من الحملات, و لكنها كالعاده اصرت و أخذت تقنعني و في النهاية , رضخت لها , و ذهبنا مجموعه من البنات فقط في الحافله , اعطوا لكل واحده منا حقيبة مليئة بالملابس و أعطوا لكل واحده منا جهه معينه تذهب إليها لتوزيع تلك الملابس على الفقراء, و ذهبت وحدي الى ذلك المكان , ولم تكن المسافه بعيده , و قمت بالمهمة , و انا في طريق عودتي للحافله وجدت تلك المكتبه القديمه جدا جدا , طبيعي ان في تلك الاحياء الأثرية غالبا ما تكون كل المحلات والدكاكين قديمه , ولكن تلك المكتبه بالخصوص كانت كأنها من عصور سحيقه, جدران بنيه قاتمه , رفوف متهالكه تستند عليها كتب يغطي معظمها الغبار ..

احم احم .. أقولها فيرد علي صاحب المكتبه الذي يجلس في الركن يتصفح الجريدة و يقول : “اتفضلي يا بنتي” ..

ادخل المكتبة و أبدء في تصفح الكتب و هو يجلس هناك لا يعيرني انتباها .. ظللت أتصفح وأتصفح .. كتب عن التاريخ و السياسة و العصور الوسطي , و كتب بلا غلاف , وكتب غير مكتملة … و ذلك الكتاب , ذلك الكتاب الذي شعرت انه يناديني لونه احمر داكن و مقارنه ببقيه الكتب يشعرك بأنه الأقدم , بأنه الأب الروحي لهم , فما أن فتحته لأتصفح محتواه حتى تطاير الغبار في وجهي بطريقه غريبة و كأنه لم يفتح منذ قرون ..

– ” بـ 50 جنيه يا بنتي” .. كانت أول جمله ينطقها صاحب المكتبه و هو يقرأ الجريده .

– ” مش غالي شويه يا حاج ؟ ” ..

– ” الحاجات دي يا بنتي سعرها مش فلوس و متتقالش بالذهب كتاب من دولا ممكن يغير حياه الواحد ” .

و طبعا كان لا بد ان يقول هذا , و انا كان لا بد ان اعتقد انه مجرد كلام بائعين أو ( هكذا ظننت).

***

عدت إلى منزلي متعبه جدا .. و لكن الفضول .. الفضول اتضح انه اقوى من النوم.. لم يمضي قليلا حتى كنت على سريري .. اتكأ على الفراش.. نور خافت .. موسيقي هادئه.. وافتح ذلك الكتاب .. بعد ساعه تقريبا كنت قد انهيت ثلاثون صفحه ولكن انه كلام عجيب.. فالكتاب خيالي ساذج .. ضاعت الخمسون جنيه.. فمعالي الكاتب المحترم قد وضع مجموعه من التعاويذ و الطقوس التي بموجبها تستطيع ان تفعل اشياء خارقه للطبيعه اذا تواجد لديك الحافز بشكل قوي..

ومن الاشياء الذي يقترحها هذا المخبول هو انه يمكنك ان تطير بفعل تعويذه ما.. و يمكنك ان تري ما خلف الحوائط بفعل تعويذه اخري .. و يمكنك ان تبدل روحك مع احد آخر .. أي يقترح الكاتب العظيم انه إذا قمت بعمل الطقوس بطريقه صحيحة .. وتوافر لديك الدافع القوي .. ورددت التعويذة بشكل صحيح و قمت بتخيل ذلك الشخص الذي تريد أن تصبح هو.. و قمت بتخيله بشكل جيد و حي .. فان روحك ستصبح في جسده وروحه ستصبح في جسدك… يا سلام .. انه حقا مجنون !..

ندمت على مالي ..و رميت الكتاب بعيدا .. و جلست مع نفسي أفكر و هرب النوم من عيني , نعم انه الفضول مره اخرى و لما لا .. لقد دفعت المال و غرمته . والتجربه لن تضر و الكل في البيت نائمون ..

و على الفور اطفأت الأنوار في غرفتي و قمت بإشعال شمعه مع أن ذلك لم يذكره الكتاب و لكني رأيت ذلك في المئات من الافلام الغربيه.. و رسمت تلك الرسومات الغريبه التي في الكتاب على ارض الغرفه و قمت بجلب الماء الساخن في اناء من البلاستيك كما ذكر الكتاب.. ووضعت الثلج فيه كما قال الكتاب و انتظرت حتى ذاب تماما.. ووقفت في وسط الاناء و قمت بتخيل الشخص وطبعا السبب في قيامي بكل هذا هو (ساره) و بالتالي .. هي كانت في بالي و خيالي جاهزة و حيه في الاساس..

قلت التعويذه و ساره في مخيلتي و حقيقه لم اعاني في تخيلها فلقد كان هذ اسهل جزء في الموضوع و قمت بإعاده التعويذه بعدد حروف اسم الشخص ايضا كما قال الكتاب , و لكن لم يحدث شيء.. لم تنفتح الشبابيك مثلا او تنطفأ الشمعه او اي شئ .. فقط شعرت بسخونة في الماء الذي اقف فيه.. و بدأت تزداد .. هل هذه مخيلتي ام انها حقا تصبح ساخنه جدا … لم احتمل و لكني لم استطع الخروج من الاناء و كأنني مثبته في مكاني .. و فجأة برد الماء.. و اصبح كالثلج.. و لكنه يفيض و يضطرب … اصبحت خائفه جدا . اريد ان اصرخ و لكن لا استطيع.. و رويد رويدا هدأ الماء و اصبح كالمرآة …فنظرت اليه ..و يا الهي من تلك التي تنعكس صورتها على سطح الماء … إنها .. ساره …هل هذا يمكن ؟؟!! .. فنظرت حولي مذعوره فإذا انا اقف في وسط غرفتها .. وهناك صوت يقترب من الباب و يقول .. (يلا يا ساره هتتاخري على الجامعه )) .. لم اصدق . لقد حدثت المعجزه .. نظرت في المرآة .. نعم انها هي او انا .. لا اعلم ماذا اقول .. فتحت دولاب الملابس .. و نظرت إلى تلك الملابس الجميله ذات المقاس الصغير .. ثم نظرت في المرآه .. وشعرت بسعاده غامره .. فانا استطيع ان ارتديها .. فلقد اصبحت رشيقه .. جميله ..

خرجت من غرفتي.. أرى بشرا لم اعرفهم .. و لكن طبيعي انهم الآن ابي و امي واخي … جلست على طاوله الافطار.. أكلت في صمت.. ثم قلت لهم وداعا .. و خرجت من المنزل و الأبتسامه على شفتي لا تفارقهما .. و طبيعي توجهت إلى الجامعة …

و بدون ان اطيل واسهب في وصف هذا اليوم العظيم.. استطيع ان اقول بكل سهوله في ان ذلك اليوم افضل يوم قضيته في الجامعه.. فكنت كالملكه و كنت محاطه بالاصدقاء و العيون تتبعني اينما ذهبت .. عموما … عدت الى المنزل وفي طريقي كنت آكل ما يقابلني فانا الآن من البنات االرشيقه . فلن يضرني بعض الحلويات . هذا بالاضافه الى السعاده انها تشعرني بالجوع وانا سعيده اذن انا جوعانه .. لكن الغريب هو اني طوال اليوم لم اسأل عن حياتي القديمة و لو لثانيه ..لم افتقد فيها اي شئ. فعلي كل حال هي من الاساس ليس فيها ما افتقده اوهكذا ظننت …

***

توجهت الى منزلي الجديد الذي بالمناسبة غير مختلف كثيرا عن القديم . فمستوي المعيشه تقريبا سيان.

دخلت المنزل , سلمت علي امي الجديده . سألتني كيف كان يومك . و اجبتها .. جلسنا نتحدث سويا لبرهه من الزمن . وقمت الى غرفتي .. وانا اسعد انسانه في الوجود.. لم اسأل عن الكتاب ولا عن أي شيء .. لقد احتضنت الواقع .. تمسكت به .. لم اتصور ان المعجزات تصبح حقيقه .. و لكنها كذلك …

جلست على سريري مشتاقه ليوم غد الذي سيأتي بمرح و سعاده جديده و تذكرت حياتي السابقه الممله التي كنت فيها اجلس في نفس ذلك الوقت على سريري اقرأ في كتاب (( كيف تكوني محبوبه)) .. أو اقرأ في وصفات جمال الوجه التي أتخيل أنها ستجعلني من ذوات الجمال و المظهر …. أنها حقا كانت حياه بائسه .. و هكذا ذهبت الى الجامعه في اليوم التالي و كان يوما سعيدا و جميلا ورائع .. الآن اصبحت اعشق الجامعه و لا اريد ان اعود للبيت…

ودعت اصدقائي و ذهبت الي منزلي و كحال امس تكلمت مع ابي و هذه المره جاء اخي ليلعب معي . وبالمناسبه ذلك الطفل ذو الـ 6 سنوات من اجمل ما يكون .. انه المرح و الخفه و روح المنزل… حياتي بالنسبه لي كادت ان تقترب من الكمال وكل ثانيه تمر كنت ابغض حياتي السابقة اكثر و اكثر واشعر بالسعاده لما آلت اليه الامور ….

في تمام العاشرة ليلا كنت اتكلم مع صديقتي على التليفون الذي أصبح لا يهدا من المكالمات بعدما كان لا يتصل بي احد إلا ( مني ) .. عموما انهيت المكالمه مع صديقتي و كنا نتفق على ان نذهب سويا غدا للجامعه … ثم ذهبت الى فراشي افكر في الغد واستعد للنوم , و لكن انها معدتي اشعر بالغثيان الشديد .. قاومت ذلك الشعور و لكن لا استطيع .. هرعت الى الحمام .. وأفرغت كل ما في معدتي … و بدأت في الشعور بالدوار الشديد فوقعت أرضا و اذا بها امي تدخل مسرعه الى الحمام وتحاول ان تسندني .. و تقربني من الحوض غسلت لي وجهي .. و اجلستني في غرفتي على سريري , كل ذلك دون ان تنطق كلمه واحده.. ثم جلست بجانبي , قالت : ((بقالك يومين مبتخديش العلاج وطبعا بتخرفي في الاكل)) ..

قلت : ((علاج ؟؟ بعدين خرفت في ايه ان كل اللي باكله شويه سندوتشات من بره)) .

قالت : ((احنا قلنا ان الادويه الانتي بتاخديها مينفعش معاها اكل برا و مينفعش الاستهتار في الحاجات دي)) .

ثم قامت من جواري و عادت و في يديها ثلاث علب دواء و كوب ماء وقالت : ((هروح اعملك عصير ,اشربي الدواء وانا مش هتاخر)) .

لم اجادلها و تركتها تخرج من الغرفه ثم اسرعت الى الحاسب و دخلت الى الانترنت ابحث عن اسماء تلك الادويه و ما لبثت ان ظهرت نتائج البحث على جوجل حتى صعقت.. انها ادويه لعلاج اورام سرطانيه و بالتحديد في المخ… هل هذا حقيقي ام انا اتخيل ؟ ..

اصبت بنوبه من الذهول ثم اسرعت الى ادراج غرفتي ابحث في كل مكان على اي شيء يساعدني على فهم الموضوع.. و كان خوفي ان اجد ما وجدته.. فوجدت صور لي و استشارات طبيه و اشاعات تفيد بأني او الاحري بأنها مصابه بالسرطان في المخ منذ 4 سنوات و أنها مداومة على العديد من الادوية و العقاقير و الجلسات التي لا تنتهي .. و هكذا بدأ فصل جديد من حياتي عنوانه العذاب و الألم .. الصباح في الجامعه اتظاهر بالسعاده و الابتسام و ليلا اتنقل بين المستشفيات و العيادات و العقاقير والآم معدتي و راسي لا ترحمني .. لم يمر كثيرا و بدأت افتقد حياتي السابقه .. لقد كنت ملكة زماني .. لم اذهب الى المشفي الا كل حين و مين.. كنت استطيع ان انام دون ان استيقظ لأفرغ معدتي من عقاقير .. لأتناولها مره اخرى صباحا لأفرغها ليلا..

اصبحت اذهب الى الجامعه بنصف طاقتي , اسأل نفسي كيف كانت ساره تحافظ على ابتسامتها و هي تمر بكل هذا .. و بعد مضي مدة اصبحت اجلس في الجامعه انظر الى هؤلاء الذين يتحركون بصحه و خفه يأكلون ما يريدون ويفعلون ما يريدون .. أصبحت اشتاق الى الشعور بالقدرة و النشاط.. لم اشعر قط مسبقا باهميه نعمه الصحه .. لم اقدر راحه البال .. لا شك انا اقدرهم الآن ..

وتوالت الأيام و في صباح يوم ما .. استيقظت على صداع رهيب.. الم مبرح .. اصبحت اصرخ و اصرخ .. اخذني ابي في السياره و اسرع الى المشفي .. واذا بالطبيب ينقل الينا الخبرالمفجع.. لقد تطور الامر و اصبح خطر على حياتي و مركز الذاكره ولابد من القيام بعمليه خطيره لاستئصال جزء من الشبكيه .. و سينتج عن ذلك … اني سأصبح تقريبا كفيفه .. نعم .. سأعيش ما تبقي من عمري محرومه من نعمه النظر .. تلقيت الخبر بهيستريا و جنون . فالعمليه من المفترض ان تتم غدا في اسرع وقت.. اخذت ابكي و ابكي وحدي ..اصرخ . لا اريد .. اريد ان اعود كما كنت .. لا اريد ذلك الجمال و الرشاقه ..اريد صحتي ..اريد حياتي الاخري.. و بعد وقت من الصراخ الهستيري و البكاء ..فقدت وعيي.. نعم سقطت على الارض. مغشيا علي..

***

فتحت عيني ببطء لأجد انني في غرفتي القديمه اجلس على سريري و في يدي ذلك الكتاب على صفحه ثلاثون .. نظرت حولي و هرعت الى المرآه .. اخذت في الضحك و السعاده غمرتني ..فأنا أنا .. بجسدي السمين.. وشكلي المتواضع ولكن بصحتي .. لم أكن في يوما اسعد.. لقد كان كابوسا.. نظرت في التاريخ فأدركت أني كنت احلم ..

نعم كل هذا هو مجرد حلم طويل سخيف ..سألت امي فقالت اني عدت متعبه من النشاط الخيري جلست على سريري اقرأ في الكتاب و لم تمر ساعة حتى ذهبت الى اعماق النوم..

ضحكت كثيرا فانا لن انسي ذلك الكابوس طالما حييت . ..نظرت الى ذلك الكتاب … اخذته والقيته في القمامه.. فلست بحاجه الى كوابيس اخري هكذا..

توجهت الى الجامعه و قابلت صديقتي منى .. و ما لبثت أن رايتها حتى احتضنتها بقوه كبيره .. حتى تعجبت مني و سألتني عن سعادتي الغريبة .. قلت لها اني اشعر اني ارى كل شيء بعيون جديده .. فلقد اصبحت اقدر حياتي .. فالآن أنا حرة و لست حبيسة المرض.

تعجبت هي من كلامي و لكني غيرت الموضوع و اخذنا نتكلم كالسابق.. واخذنا نتناقش في المسلسل كما كنا نفعل و لكني تلك المره كنت اسمعها فعلا و لكن هي التي فجأة نظرت بعيدا و شردت ثم قالت : ” لقد بكيت ليله أمس كثيرا عندما علمت ما حدث لها ” ..

قلت : ” لمن ؟ ” ..

قالت : ” لساره .. الم تعلمي ؟ ” ..

قلت لها : ” اعلم ماذا ؟ ” ..

قالت : ” لقد قاموا بنقلها الى جامعه اخرى تناسب حالتها الآن “..

قلت انا : ” حالتها؟ ” ..

قالت : ” نعم .. فأنهم يقولون انها اضطرت الى الخضوع لعمليه جراحيه أسفرت عن فقدانها لنظرها تقريبا ” ..

وقعت تلك الكلمات على إذني كالصاعقة… إذن ما كان هذا ؟ .. هل كان حقيقة أم خيال أم ماذا ؟ .. ولكني كنت في غرفتي , كنت احلم , لم أغادر غرفتي . أو هكذا ظننت ..

تاريخ النشر : 2015-05-02

ا ب ت

مصر
guest
76 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى