أدب الرعب والعام

هكذا ظننّا !

بقلم : ايرا – العراق

بوجهها الشاحب و فستانها الملطّخ بالدماء

كان رأي شباب الجامعة بالطالبة الجديدة (ايما) : انها فتاةٌ جميلة جداً , لكنها لا تتحدث كثيرآ و وجهها يخلو من ايّ تعابير ! .. أو هكذا ظنّوا في البداية
ايما كانت فتاة تايلندية , انضمّت حديثاً الى الجامعة الأمريكية .. و كانت بحقّ !! فتاةٌ جميلة جداً

و رغم مضي شهرين على وجودها هناك , لكنها نادراً ما تتكلم .. و ان تحدثت , فلا يكون إلاّ عن الدرس .. هذا عدا عن تصرفاتها الباردة اتجاه رفقائها بالصفّ .. لذا قامت إحدى الفتيات (خِفية) باللحاق بها إلى بيتها .. و قد نجحت في ذلك ..
و في اليوم التالي .. أخبرت تلك الفتاة بعض اصدقائها في الجامعة عن ذلك ..و قد اتفقوا فيما بينهم على خطة .. و هي ان ينقسموا إلى مجموعتين : المجموعة الأولى يلهون الفتاة (ايما) بأخذها معهم في رحلة نحو الغابة .. بينما المجموعة الثانية : تتسلّل الى داخل منزلها , لمعرفة طبيعة حياتها الغامضة ..

و بطبيعة الحال , وافقت ايما على الرحلة رغم ردّة فعلها الباردة ! .. و كانت الرحلة تضمّن المبيت ثلاثة ليالٍ في الغابة .. و بالفعل !! توجهت المجموعة الأولى مع ايما نحو الغابة , و أخذوا معهم الخيم التي نصبوها هناك ..
و قد امضوا الأصدقاء النهار و هم يتسامرون و يضحكون , بينما (ايما) جامدة لا تنطق بحرفٍ واحد !
و ما ان حلّ الليل .. حتى انزوت داخل خيمتها , لتقرأ كتاباً علمياً ..

و في هذه الأثناء .. كانت المجموعة الثانية قد نجحت اخيراً في اقتحام منزلها ..و أول ما لاحظوه : هو تلك الرائحة الكريهة , المجهولة المصدر ! بينما كان منزل ايما غارقاً في الفوضى المُقرفة ! حتى الحيوان لا يمكنه العيش هناك .. و بعد ان غطّوا انوفهم , بدأوا بالبحث في كل مكان عن ايّ شيء يوضّح لهم ماضي هذه الفتاة الغامضة .. لكنهم لم يجدوا شيئاً ! .. و بعد ان تعبت احدى الفتيات من التفتيش , جلست على طرف السرير .. فأنتبهت بأن تجلس فوق مصدر تلك الرائحة القذرة .. فنادت اصدقائها .. و ازاحوا على الفور السرير , ليجدوا تحته (في الأرضية الخشبية) ما يشبه الباب الصغير .. ففتحوه , ليتفاجؤا جميعاً بوجود جثة متعفنة : كانت لرجل , رأسه و اطرافه مفصولة عن جسمه !

و حاول الشباب الثلاثة تهدأة الفتاتان , التان انهارتا تماماً من ذلك المنظر المرعب .. ثم اسرعوا جميعاً ناحية باب المنزل في محاولة منهم للهروب من هذا المكان المشؤوم .. الا ان ايما كانت تنتظرهم عند الباب , بوجهها الشاحب و فستانها الملطّخ بالدماء , و قد تعرّض وجهها و يديها لبعض الخدوش و الجروح , و كأنها تعاركت مع احدهم ! ..فحاولوا بخوف الإعتذار عن تدخلهم في حياتها .. لكنها فاجأتهم ! بأن اخرجت سكيناً كبيراً كانت تخبئه خلف ظهرها .. ثم هجمت عليهم !! و هي تلوّح به بعنف .. حتى قتلتهم الواحد تلوّ الآخر ..

و بعد ليلةٍ دامية ..لم تعثر الشرطة على ايّ من شباب المجموعة الثانية , حتى ايما اختفت تماماً ! رغم ان البحث استمرّ لأكثر من اربعة اشهر , لكن دون فائدة !
اما المجموعة الأولى .. فقد عثروا على جثثهم قرب المخيّم , مُعلّقة على الأشجار !!

تاريخ النشر : 2015-12-20

ايرا

العراق
guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى