هل أعود لصديقتي ؟
العلاقات المقربة يجب أن يكون فيها تكافؤ اجتماعي حتى لا تكون ثقيلة |
السلام عليكم يا رواد موقع كابوس.
لدي سؤال ملح يتردد في بالي منذ مدة طويلة ، و هو عن علاقتي بإحدى صديقاتي المقربات ، علاقتي بها رائعة ، هي فتاة فيها كل الصفات التي أحبها (ما شاء الله) : إنها ذكية ، نشيطة ، مثقفة ، لديها نظر بعيد ممتازة في دراستها تخاف الله ، تحب الرياضة ، متفائلة ، باختصار نحن متفاهمتان و مقربتان ، أحبها كثيراً و لطالما تمنيت صديقة مثلها و أحس أن القدر جمعنا ، أتمنى لها الخير من كل قلبي.
في الحقيقة الأمر الذي أزعجني نوعاً ما و الذي لم أضع له اعتبار قبل موقف معين ، هو الفارق المادي بيننا ، صديقتي من عائلة غنية ما شاء الله و حالتي الاجتماعية ليست مثلها.
قبل عدة شهور لاحظت تغير صغير في تصرفها معي ، مثلاً دائماً ما تسارع لتسدد الثمن عني و تقول : لا باس ، أنا ادفع ، لدي نقود ، و بعدها سألتني مباشرةً أن تدفع لي ثمن الدروس الخصوصية و أنها تستطيع مساعدتي بمصاريف الدراسة.
هنا أنا فقدت توازني و لم أعلم ما أقول ، صرفتها بكلام غير مفهوم و عدت بسرعة إلى البيت ، في الحقيقة ارتبكت لأنها أصابتني بصدمة ، أردت أن أجلس بجانب حائط و أبكي لأني في تلك اللحظة شعرت بنوع من الإهانة و أني مثيرة للشفقة و احتاج عون الآخرين حتى لو كانت أعز أصدقائي.
أنا لم أكن في حاجة للمال بل أنا من رفضت هذه الدروس لأنها بالنسبة لي مجرد مضيعة للوقت و الجهد.
منذ ذلك الموقف البسيط ، تغيرت نظرتي لها كثيراً و لم نعد بذلك القرب ، شعرت نوعاً ما بالخيبة ، أعلم أنها لا تستحقرني لكني لم أرد أن ينظر لي أحد بدونية أو احتياج إلى شفقة ، و هذا ما أفسد علي الجو الجميل الذي حظينا به من قبل.
و حتى لو كنت في حاجة ماسة لها ، ما كنت لأقبل لأني سأشعر بالعجز لرد الجميل فيما بعد ، رغم أني واثقة أنها تقدم لي العون بحسن نية و لا تتوقع مني مقابل ، منذ ذلك الوقت تخرجنا من الثانوية و كلاً منا التحقت بجامعة مختلفة و بعيدة ، لم نلتقي منذ اجتياز الامتحان الوطني و لم نتبادل التهاني حتى ( لم يكن عندي رقمها و لم تكن لدينا وسيلة تواصل ).
أنا أتمنى لها التوفيق في مشوارها القادم و أتمنى أن تدرس جيداً ، أن تكتسب خبرات جديدة و تكون صداقات أفضل ، لكن أنا اشتاق لها أحياناً و كل مرة أتذكرها ، أتذكر معها تلك المشاكل تلقائياً.
أنا لا أنظر لها بنظرة سلبية ، و لا أحد منا مخطئ أبداً لكني أتمنى لو أخبرتها كم اقدر اهتمامها بي.
ما زالت لدي علاقة مع صديقاتي الأخريات و قد أخبرتني إحداهن كيف أنها تسألها عني في كل مرة و تتمنى لو تحادثني ، لدي رقمها الأن لكني ما زلت مترددة كثيراً في الاتصال بها ، هل أعود لها و أحاول الحفاظ على علاقتي بها ؟ علماً أننا لن نلتقي كثيراً بسبب الانشغال و الأغلب كلامنا فقط على الهاتف ، هل أستطيع أن أكون صديقتها مجدداً بدون القلق من هذا الحاجز بيننا ؟.
الصداقات بل كل العلاقات المقربة يجب أن يكون فيها تكافئ اجتماعي حتى لا تكون ثقيلة و محرجة و مملة ، اعلم أني أكبّر الموضوع و ربما أبالغ لكني لم أشعر بالراحة أبداً حتى و أنا اكتب هذا الكلام ، و كتبت عن وجهة نظري للأمر.
بماذا تنصحوني إخوتي الكرام ، هل أعود لها ، و كيف أتصرف في صداقاتي مستقبلاً ، كيف أحسن الاختيار و ما هو المعيار المناسب لذلك ؟ أود لو أسمع رأي كل شخص بهذا الشأن لأني أقدر كثيراً تجارب الأخرين و أستفيد منها.
مع فائق الاحترام و التقدير.
تاريخ النشر : 2019-11-27