تجارب من واقع الحياة

هل الزواج مسألة حياة أو موت بالنسبة للفتاة؟

بقلم : Anne Shirley – الجزائر

هل أصبح الزواج مسألة حياة أو موت بالنسبة للفتاة ؟
هل أصبح الزواج مسألة حياة أو موت بالنسبة للفتاة ؟

السلام عليكم ، أنا فتاة في الـ 33 من العمر ، عزباء غير متزوجة ، نعم عزباء و لست عانسا لأن هذه العزوبية من اختياري ، لو كنت أريد الزواج مهما كان الثمن لتزوجت منذ زمن بعيد ، لكنني لم أجد الشخص المناسب ، و في المرات القليلة التي وجدته فيها كان القدر أقوى مني و انتهت القصص بالفشل سواء بسبب أهله أو بسبب مشاكل و مماطلة و تصرفات غير مقبولة من طرف الشخص نفسه تدفعني للإنسحاب ،

صدقوني لا أبالغ إن قلت عن نفسي أنني جميلة و طويلة و أنيقة و لدي مواصفات يتمناها أي رجل في شريكة حياته ، متخرجة من الجامعة و متحصلة على شهادة الماسترز و أعمل في وظيفة محترمة ، كما و لدي أعمال خارج إطار وظيفتي تدر علي بمداخيل مالية جيدة ، يعني الحمد لله مرتاحة ماديا و لست بحاجة لأحد ليعينني بل أنا من أقوم بمساعدة أهلي و أعطي والدي النقود حتى و إن كانوا ليسوا بحاجة لي ، و لكنني أفعل هذا من أجل كسب رضاهم و برهم و في نفس الوقت المشاركة في مصروف البيت يعطي وزنا للمرأة خصوصا بحكم تؤخرها في الزواج ، ااااه التأخر في الزواج ،

ترى لماذا نستعمل هذه الألفاظ المهينة ؟ متأخرة و عانس و بايرة !! شيء ما في عقلي الصغير يقول لي ان الزواج له وقته المحدد عند كل شخص ، وقته الذي حدده الله تعالى و الله يعلم و نحن لا نعلم ، لكن في التفكير العربي المجتمعي القطيعي البحت الزواج مرتبط بعمر و بوقت محدد و من لم تتزوج فهي غيورة و حسودة و يجب أن يخاف منها الجميع و أيضا مريضة نفسيا و غير مستقرة عاطفيا و محرومة جنسيا ، و لا تكف عن البكاء و النحيب و التحسر على حالتها المزرية ، و تنتظر اي رجل يتقدم لينقذها من شبح العنوسة و يعيد اليها السعادة المفقودة ، مع انها قد تكون سعيدة بدون مبالغة ، قد تكون مستقرة و تستمتع بعزوبيتها و في نفس الوقت تتمنى إيجاد الرجل المناسب هذا أمر طبيعي !!

* عن تلك الزميلة الشريرة و المهووسة التي تزوجت حديثا و بعد 6 اشهر من الزواج بدأت تظهر عليها علامات الحمل و كلما تراني تقول يا لطيف و تتصرف بطريقة غريبة و كانها تخاف ان احسدها فتفقد الجنين الذي في بطنها بضربة عين مني! ، مع انني لا اهتم بموضوع الأطفال و لا احبهم كثيرا ، يعني ليس لدي حلم الأمومة كهاجس ، بل أريد أن أجرب ذلك الشعور بدافع الفضول لا اكثر ، لست من عشاق الأطفال و الله العظيم و ان كنت أرغب في الزواج فليس من أجل إنجاب الأطفال !!

* و تلك القريبة التي كلما تجدني في طريقها لا تكف عن إسماعي اسطوانتها المعتادة بأنني فتاة مغفلة و لست ذكية و لم أنجح في إيقاع رجل في شباكي رغم مواصفاتي الجميلة و هذا بسبب عنادي و شخصيتي القوية و غروري بنفسي و تسترسل في نصائحها التافهة بأنني يجب أن اتنازل و العب دور الغبية العاشقة الولهانة التي تحب ذلك الرجل حتى لو اخطأ معها او جرحها و تمثل عليه الخضوع و الطاعة حتى تتزوج و تنجب الأطفال ، و بعد ذلك تتصرف على طبيعتها لأنه حينها لن يكون بإمكانه الإنسحاب بسبب وجود أطفال و الأهل و و و …

أنا في الحقيقة فتاة حقيقية للغاية ، لا اجيد التظاهر و لا الكذب ، واضحة لأبعد الحدود و لا يمكنني بأي حال من الأحوال إتباع نصائحها ، و لدي الكثير الكثير من المواقف من هذا القبيل .

* والدي لا يزعجانني أبدا بل يتركان لي حرية إختيار الزواج من عدمه ، لكنني تعبت من المجتمع و نظرته ، تعبت من نظرات الشماتة من ناحية و الشفقة من ناحية أخرى ، مع انه لا شيء في حياتي يدعو للشفقة او الشماتة ، أنا جميلة و أنيقة و بصحة جيدة من يراني يعتق انني في السادسة او السابعة و العشرين بالكثير ، مع انني في الثالثة و الثلاثين لكنني لا اكبر شكلا لأنني مهتمة بنفسي و حالتي النفسية رائعة ،

الكثير من الشباب بل معضمهم يرغبون في التقرب مني او خطبتي او التعرف علي بغرض الزواج حتى الأصغر مني سنا ، لكن الله لم يقدر لي الخير بعد ، أنا لست متطلبة إطلاقا ، أنا فقط اريد شخصا يحترم المرأة و يعرف كيف يعاملها بما يرضي الله ، يوافقني فكريا و يكون إنسان قادر على مسؤولية الزواج ماديا و نفسيا .

*الناس لا تتركني بحالي ، أحيانا تمر علي أيام أحس أنني أرغب بالزواج فورا ، لكن سرعان ما افيق و انظر في المرآة و أسأل نفسي : هل تريدين الزواج سريعا من أجلك أم من أجل إسكات الأفواه من حولك ؟، فأجد أن رغبتي في إستعجال الزواج ما هي إلا ضيق داخلي من الإزعاج الذي يسببه لي كل من حولي !!

تاريخ النشر : 2019-09-03

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى