تجارب من واقع الحياة

هل العيش في الخيال هو الحل ؟

بقلم : فتاة الربيع – المغرب

أنا يحاول أن يضحك الجميع و يرسم البسمة على وجوههم ، في الأخير يضحك عليه الجميع
أنا يحاول أن يضحك الجميع و يرسم البسمة على وجوههم ، في الأخير يضحك عليه الجميع

 
 
السلام عليكم يا إخواني .

لا أعرف من أين سأبدأ و كيف تجرأت لكتابة جزء صغير من قصتي لكم ، ولكني سأبدأ بتقديمي نفسي التي أتمنى أن اعرفها يوماً ما ، أنا ليلى و عمري الأن سبعة عشر عام ، فعلاً أنا مجرد مراهقة و لكن ظروفي لزمت علي النضوج ، لأقدم نفسي أنا فتاة تقضي مجمل أوقاتها في الرسم و لا أعرف فعل شيء غيره ، عندما أغضب أعبر عن كل ما بي داخلي في الرسم ، أنا وحيدة ليس لدي صديقات ، عانيت كثيراً معهم ، لا اعرف لماذا أمنح ثقتي بسهولة و أُخذل بسهولة كذلك ، في حياتي أتذكر أني ملكت صديقتين ، الأولى كنت أحبها و كانت كالأخت بالنسبة لي ، كالأم التي حرمت منها ، كنت أحكي لها كل أسراري التي لا أتجرأ على البوح بها ، أتذكر أنه في يوم من الأيام تعرضنا لحادث عند ذهابنا للمدرسة و دافعت عنها و كنت أنا من تلقى الضربة على مستوى فكي ، و أنا لست نادمة على هذا الموقف رغم كل شيء ، و لكن صدمتني جداً و جرحتني كثيراً ، كانت تحكي من ورائي كل أسراري و لا تكتفي بذلك بل تحرفها و تطلق علي إشاعات أخجل من قولها ،

و مع ذلك سامحتها و لا أعرف لماذا ؟ بعد هذا كنت من المتفوقين في الدراسة و كانت هي ذات مستوى لا بأس به و كانت تغار مني إلى درجة أنها تجرأت على وضع سم في حلوى و تقديمها لي بدم بارد و بكل غباوة أكلتها ، فتعرضت لوعكة صحية حرجة خرجت منها بقدرة الله ، والغريب في الأمر أنها جاءت لزيارتي في المستشفى ودموع التماسيح تملأ وجهها ، و أنا لم أتجرأ على قول الحقيقة للعائلة أنها هي أول و آخر شخص أكلت من عندها ، فقررت الابتعاد عنها ، و لكنها لم تنتهي من غيرتها و من حقدها علي  بل استمرت في إخراج و تأليف الإشاعات عني و تحريض الفتيات كي لا يصادقوني ، أنا سامحتها من كل قلبي لأنها كانت كنصفي الثاني و ما زلت لا أعرف ما سبب هذا الحقد و الخبث  وكيف أني لم أرى القناع الخفي المتخفي وراء صورة الحمل الوديع ، كانت تستغل طيبتي و براءتي ، وهي تعرف أني شخص متحفظ و لا أعبر عن مشاعري و غير اجتماعية لذا كانت تستغل هذه النقط لصالحها ،

كنت كالعبدة عندها فكل ما تطلبه أنفذه بدون تردد ، كانت هي القائدة و أنا التابعة ، من وراء كل هذا تركتها و ابتعدت عنها و أنا الآن وحيدة ، كانت أمي صديقتي الوحيدة ،ولكن عندما رحلت لم أجد من يملئ هذا الفراغ القاتل في قلبي ، لم أجد من يحبني فقط كما أحبه ، أحس بنفسي أني غير مقبولة في المجتمع حتى في المدرسة الكل يتنمر علي لأني وحيدة و ضعيفة الشخصية ، لم أعد أستطيع الدخول للمدرسة ، أحلامي باتت مجهولة ، ربما رحلت مع رحيلي غاليتي ، أغلب ما أشعر به الآن هو الخوف ، الخوف من التعرض للتنمر ، الخوف من الناس ، الخوف من أن لا أكون ذلك الشخص المثالي الذي طالما حلمت أن أكون ، الخوف من كل شيء ، صرت أكره نفسي ، ليس لدي ثقة ، أنا شخص لا ينفع في شيء ، شخص ساذج يتبع عواطفه ، شخص متردد و خجول و عديم الثقة ، يحاول أن يضحك الجميع و يرسم البسمة على وجوههم ، في الأخير يضحك عليه الجميع ،

لم أعد أعرف ماذا سأفعل ؟ ما هو هدفي ؟ من أنا ؟.

أتمنى يا أحبابي لكم التوفيق و النجاح في حياتك.

تاريخ النشر : 2019-12-14

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى