سؤال الأسبوع

هل الكاتب كتاب مفتوح لقرائه؟

بقلم : تالا – فلسطين

هيه ! ، أخبرني هل تسمع صرير قلبي ، هل تسمع الآنين الذي أشعر به ، أترى قطرات الماء التي تملك صوت رقيق على نوافذ البيت ، أترى التركيز الذهني الخاص بي ؟ ، هيه ، أتستشعر برودة المكان الذي أجلس به ، أتعرف هل أكتب هذهِ الكلمات الكترونياً على لوحٍ ذكي أو كتابياً بقلمٍ يكاد يفقد صلاحيته من التسعينات ، هل تعلم ما المقطوعة التي كنت أستمع عند كتابة ذلك النص المبهَم ، هل تعلم ما هي صحتي الجسدية والنفسية ؟ ، أخبرني ، فربما أكون جالسة على كرسي متحرك أو بالمقابل قد أكون جالسة على سرير أنتظر عمليتي البائسة ، أو قد أكون جالسة بالقرب من شاطئاً خلاب !

هل تستطيع تخمين الزمن الذي قد كتبت به هذا النص؟ ، فهناك الكثير من الإحتمالات ، ربما أكون قد أحرقت إِناء الطبخ أثناء كتابتي لهذا النص ! ، فمنذ ُ زمن هناك آمر مريب أخاف منهُ كثيراً ، هل الكُتاب هم كِتاب مفتوح فكرياً لبعض المحللين النفسيين ؟ ، هل يستطيع عُلماء النفس والسلوك تقييم أفكاري المصفوفة في نصٍ عابر ، والحكم علي بناءاً على هذا النص ، هل حقاً أفكاري مفتوحة لكل من يقرأها ؟ ، ولكنني عرفتْ حقاً حل تلك الآسئلة ، أنا لستُ هُنا لآشارك أفكاري الكتابية ، فجميع القُراء لن يكونوا مُهتمين بي كشخص بدلاً من ذلك هُم فقط مهتمين لإيجاد ذاتهم عبر كتاباتي العابرة ! ، فكل نص يقرأه أحدٍ ما يكون إنعكاس لإفكاره الداخلية ، ليس تعبيراً عن أفكاري ! ، أنا مجرد مُقدم نثري ، قد يقرأ نصي إمراة عجوز ويشدها العُمق في نصوصي ، بالمقابل قد يقرأ نصي محقق ويعجبهُ فقط الغموض في نصوصي ، وأيضاً قد يقرأ نصي ناقد أدبي ويقتصر إعجابه على الفواصل بين الجمل ! ، حتى أنه لن يكمل النص اذا شعر بانزعاج نتيجة خطأ إملائي قد قمتُ به ، في النهاية عزيزي القارئ بعد تمعنك في ذلك النص هل تظن أن الكاتب هو كتاب مفتوح ؟

guest
6 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى