تجارب ومواقف غريبة

هل قريني يعبث معي أم أنه أصبح ملاكي الحارس

بقلم : رياض محمد الطيب – السودان

حلمت بقريني يمشي معي في شارعٍ مظلم
حلمت بقريني يمشي معي في شارعٍ مظلم

بعد ما مررت به من التجربة السابقة اتخذت إجراءً ، و هو أن أنسى كل ما حصل و يا ليتني نسيت ما أردت نسيانه بل تعلقت به أكثر .. أصبحت أحلامي أكثر وضوحاً أم أقول كوابيسي ، قريني لا ينفك عن زيارتي و هو في كل مرةٍ يشير إلى خزانة الملابس .. لكن سرعان ما يتغير الحلم حتى أناقشه و أتجاوب معه بحرية ، لكن ما أن يغادر حتى تختلط الأحلام و في كل مرةٍ يشير إلى خزانة ملابسي أتجاهله ..

لكن بعد أن أتى ذلك اليوم الذي قرر فيه إيقاظي في منتصف الليل ، و صوت هاتفي يملأ الغرفة بالقرآن و الرقية الشرعية شعرت بشخصٍ يقوم بمناداتي فاستيقظت .. و لم أكن أستطيع الرؤية جيداً فأشعلت فلاش هاتفي لأجد ظلاً قرب خزانتي ثابت بلا حركة ، ظننت حينها أنني سَأُجَن و رددت آية الكرسي ثم تبسم لي قائلاً رفقاً بي فأنا لست عدوك .. و بعد ذلك أشار للدولاب و تلاشى فوجدت نفسي أصرخ قائلاً الله أكبر و جسدي قد تخشب من الخوف ..

أشرقت شمس الصباح و صوت إخوتي الصغار يصرخون لكي يشربوا الحليب ، هل أبكي أم أضحك نهضت و ذهبت للاستحمام و فجأة تذكرت ما حدث لي بالأمس فقلت أنه حلمٌ و انتهي .. أردت أن أرتدي التي شيرت الذي ارتديته قبل مدة فوجدت بداخله اللفافة قد تحللت و امتزج لون الحبر الذي كتبت به مع خيوط التي شيرت ، شتمت حظي العاثر و مرةً أخرى حلمت بقريني يمشي معي في شارعٍ مظلم أو أظنه عالم آخر .. وجدت نفسي أقف أمام شخصٍ عملاق و يجلس على عرشه بقربه التماثيل ، و النساء كاسيات عاريات و قبيحات قبحاً يطفئ الشمس في عز الصباح – أجاركم الله – .. ثم صدر صوتٌ جعل المكان الذي نحن فيه يهتز قائلاً لم يعد لي عليك سلطانٌ أيها الخائن ، و أصبح يردد اقتلوا الشاح اقتلوا الشاح لقد عصاني كيف تخون العهد الذي بيننا حتى قال قريني بصوتٍ عالٍ جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً .. و ردد الله نور السموات و الأرض ..

ثم وجدت نفسي في بيت جارتنا سعاد و وجدتها تذبح قطةً و هي تبكي ، و تقول ابنتي ابنتي و لم ينتهِ الأمر هنا حتى وجدت نفسي أتعاهد مع قريني .. لكن بماذا عاهدني لا أذكر و أصبحت يومياً أشعر به يلف جسدي بجسده ، و أحيانا يتمدد و يمتزج بالظلام الذي في الغرفة .. حتى إخوتي أصبحوا يعانون من كوابيس كلما أرادوا النوم معي ، و يقولون أن هناك رجل يشبه القطط يهددهم و ذات مرةٍ قالت أمي بأن هناك من يراقبني و أنها تشعر بذلك ..

فذهبت لأحد الشيوخ و أعطاني حجاباً ما أن لبسته و صليت المغرب حتى أصبحت أشعر بأن جسدي يحترق ، و عندما أخبرني قريني بفتحه وجدته مكتوبٌ بالدم .. و قال لي لا تتزوج ابنة عمك لأنني تقدمت لها مكرهاً و عندما أخبرت أمي ضربتني ، و قالت أنني أصبحت مجنوناً و عندما سألته عن اللفافة قال لي أنها سحرٌ مكتوب لابنة جارتنا سعاد حتى تهمل دراستها و لا تتزوج ..

لا أحد يريد تصديقي حتى أن أمي أحضرت لي حجاباً ، و قالت لي ارتديه لكن عندما أرتديه أشعر بالحرارة في كل مرة .. بعدئذٍ قمت بفتحه فوجدت فيه أرقاماً و مثلثات و صورة ثعبان فقمت بحرقه ، و من يومها أصبح قريني يأتي إلي دوماً و أشعر به يقوم باحتضاني يومياً في الليل ..

و في الأحلام أحياناً أسمعه يتناقش مع أحدٍ يجلس في الظلام ، و جسده عملاق جداً حتى أن الكرسي الذي يجلس عليه أكبر من برج خليفة! و يردد عبارة أقسمت بأني لن أترك أحداً يعتدي عليك .. و آخر شيءٍ سمعته في أحلامي و كان ذلك قبل ثلاثة أيام بأنه رفع صوته على ذلك الشخص ، ثم فرد جناحيه فرد عليه ذلك الملك بأنه خائن و أنه قد خالف الفطرة الطبيعية .. و بقية الخدم الآخرين ينظرون لي باشمئزاز و يقولون تخلى عن عهده من أجل ابن آدم ، أنت ملعونٌ يا شاح أنت ملعونٌ يا شاح .. و هناك قطةٌ تأتي و تنام أسفل سريري يومياً لم أرها من قبل لكنني أشعر بها و أعرف أنها موجودة ..

هل تظنون بأن تلك الأحلام مجرد صدفة ، و أن قريني يعبث معي حتى يضلني عن طريق الحق .. لم أره منذ مدة و لا أعرف طريقةً لتحضيره لكي أقوم بسؤاله عن حقيقته ..

تاريخ النشر : 2019-02-20

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى