تجارب من واقع الحياة

هوايتي عذابي

بقلم : رنا رشاد – المغرب
للتواصل : [email protected]

وعادةً أجدني في وقت دراستي أسهو و أفكر بالكتابة
وعادةً أجدني في وقت دراستي أسهو و أفكر بالكتابة

 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

أنا كاتبة مبتدئة على موقع كابوس منذ وقت ليس بالقصير و في الحقيقة هذه معاناتي ،  أنا تلميذة في أخر سنة ثانوي ، أي أنني مقبلة على امتحان الباكالوريا بعد أقل من ثلاثة أشهر ، وهو امتحان مهم جداً في كل من المغرب والجزائر لأنه الوحيد الذي سيخولني دخول الجامعة و تحديد مستقبلي ، و لهذا حاولت الابتعاد عن كل شيء لأعتكف للدراسة لعلي أصل إلى ما أصبوا اليه .
 
في البداية كان الأمر تدريجياً ، لكن في أخر شهرين اعتزلت القراءة و الكتابة بشكل تام و كان ذلك صعب جداً بالنسبة لي ، اذا أجدني أمنع نفسي بصعوبة أن أفتح مذكرتي لأكتب أو أقرأ كتاباً معيناً ، أن الأمر أشبه باحتضار ألم يغزوني و رغبة عارمة بالكتابة تنهشني نهشاً ، وسبحان الله في فترة وجدت إلهام لا أعلم من أين تسلط علي ،

أنا بالفعل أستغل أفكاري و أدونها في مذكرة خاصة كي لا أنساها ، و لكن ذلك لا يساعدني بشيء لأني حقاً أريد أن أكتب ، بإمكاني تجاهل رغبة القراءة بالمرور على كابوس من وقت لأخر – أدب الرعب والعام – رغم أن ذلك لا ينفع كثيراً لأني غالباً أترك القصص دون أن انهيها – أعتذر لأصحابها – لرغبتي بقراءة رواية كاملة مكتملة طويلة و مشوقة إلى درجة تنسيني اسمي – كما اعتدت – و لكن مع ذلك يمكنني تجاهلها قليلاً .

بالنسبة للكتابة لا ينفع معها شيء وعادةً أجدني في وقت دراستي أسهو و أفكر بالكتابة أو أعيش فكرة عانقت خيوط الهامي فأتعرف بشخصيات صنعها خيالي و أعيش أحداث هي ملك جوارحي أو مرات تسرقني نفسي فأشخبط بضع كلمات بدل حل معادلة أو كتابة درس معين .
و كثير من المرات اعترتني رغبة بالبكاء بسبب الألم الذي أعانيه ، لكني أكبحها و أشغل نفسي بشيء أخر .

أنا بين خيارين أحلاهما مر ، إما أن أتعذب برغبتي أو أدرس فأحقق ما أصبوا اليه ، و ربما تتساءلون لما لا أخصص ساعة لأكتب ؟ في الحقيقة لن يجدي الأمر نفعاً ، لأني إن بدأت لن أتوقف و سوف  تستغرق مني الكتابة ساعات و ساعات و سيكون أصعب أن أترك الكتابة بالمنتصف ، لأن القصة التي سأعمل عليها سيتسيطر على تفكيري بشكل كامل ، خصوصاً و أنني أحييت أرواح شخصياتها و أبطالها ، من يمكنه ترك الكعكة في المنتصف و قد ذاق حلاوتها ؟.

على كل حال لقد قررت بالفعل التضحية ومسايرة ألمي قليلاً فلا تكتمل لذة النجاح إلا بالتضحيات ، و في الحقيقة لا أطمح لأن أجد جواباً شافياً لما أعانيه ، لكن ربما عقلي قادني لكابوس لأكتب و أفرغ ما بقلبي قليلاً ، أغلبكم ربما يعتبر الأمر تافه ، لكن أي كاتب أو أي شخص أخر مر بموقف مشابه سيقدر ألمي.
 
و لأفسر أكثر ، أنا لا أعتبر الكتابة مجرد هواية أملاء بها وقتي ، رغم أني لا زلت مبتدئة بها إلا أنني أحبها حباً جماً إلى  درجة يمكنني التضحية بأي شيء في سبيلها ، و مجرد التفكير بها يجعلني أقشعر تماماً و تنتابني السعادة المطلقة ، فأنا أحس بالانتماء اليها ، و لست أبالغ بوصفي هذا و لا أريد أن أطيل فيصبح كلامي مجرد حروف بلا معنى ، فخير الكلام ما قل و دل – مع أني أشك أني اختصرت الكلام – على كل حال أشكركم على وقتكم و دمتم في رعاية الله.

تاريخ النشر : 2021-03-10

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى