تجارب من واقع الحياة

هو منزلي ..

لا أدري ما الغاية من إرسال هذه القصة ، ربما فقط أحتاج أن أفضفض .. لأني لم أجرؤ أن أخبر أحد عنها و هذا الحمل أثقل كاهلي و أتعبني . كنت على علاقة مع رجل متزوج ، يكبرني بعشرين سنة . خضت قبله علاقات مع شبان من سني لكن اقتصرت كل تلك العلاقات على التجول في الأماكن العامة و الحديث عبر الهاتف لا أكثر . وعندما تنتهي علاقتي مع أحدهم تنتهي للأبد و تستمر حياتي بشكل عادي . لكن الأمر مع هذا الرجل مختلف ، علاقتنا كانت مختلفة ، خضت معه كل المغامرات التي يمكن أن تتصوروها . كنت سعيدة معه وأعتبره منزلي ، وبعد أن قطعنا ، حياتي صارت فارغة وكئيبة .

ما كان يقلقني هو مزاجه ، أحيانا يبدو محبا جدا و لطيفا وكريما و يعاملني كملكة و أحيانا يختفي تماما . مرة قطع علاقته بي بعلة أنه يشعر بتأنيب الضمير و أن علاقتنا غلطة ثم عاد و اعتذر و ظل تارة يختفي و تارة يعود و هكذا .

إقرأ أيضا : أريد أن يخرج من منزلي

عندها شعرت أنه يتسلى و أني حمقاء و ما كان يجب أن أعطيه فرصة أخرى . و تزعزعت ثقتي فيه ، صرت أتعامل معه ببرود ، لم أعد أذهب لمنزله و تغيرت . طبعا عاتبني و أستغرب من تصرفاتي و كانت غايتي من كل ذلك أن يتقدم لخطبتي . أو أن أشعر أنه جاد حيث أني تعبت من السرية . أريد أن تخرج علاقتنا للنور ، تعبت كوني دائما خياره الثاني ، بعد أطفاله و زوجته . طبعا هو لم يقل ذلك لي لكن أنا أشعر أن له أولويات أخرى و هي ما تجعله يختفي .

بقينا على هذه الحال حتى انقطعت علاقتنا من جديد ، مر على فراقنا سنة و نصف! .. سنة ونصف و أنا أضع كرامتي فوق اشتياقي .

مازلت أفكر فيه و في لحظاتنا الحميمية ، كم اشتقت أن أبكي في حضنه . رغم أني واعدت بعده شابا آخر لكن لم يستطع أحد أن يشعرني كما كنت أشعر معه هو .. حنيني إليه أشبه بحنين الإنسان لمنزله ، مهما ابتعد عن منزله بسبب الظروف ، يبقى دائما هو ملاذه الآمن .

لطالما كانت مواصفات فارس أحلامي هي رجل أبيض البشرة ، مفتول العضلات و لديه لحية و مترف . لكن هذا الرجل هو عكس كل هذه المواصفات و مع ذلك همت به حبا .

إقرأ أيضا : في السكن المنزلي

بصراحة لا أدري إن كان حبا أم مجرد احتياج للحب . ربما أشتاق لما كان يجري بيننا لأني لم أجرب ذلك مع غيره . و هو بارع جدا و متمرس و يعرف تماما كيف يسعدني ، ربما هذا ما كان يعجبني فيه ، ربما هذا ما أشتاق إليه ، لا أدري حقا ، أنا مشوشة .

حاليا عاد للإتصال ، وذلك يعني أن كبريائي أنا هو من فاز . لكن هذه المرة أقسم أنه سيطلق زوجته لأن الحياة معها صارت جحيما . و طلب مني أن أبقى على اتصال و لم أتصل و مازلت أفكر و أشعر أني سأضعف و سأتصل .

خائفة أن يعود للعب معي مجددا و خائفة أن أخذله . أقصد عندما أفكر مليا في مستقبلي معه أشعر بالرعب ، لأن ظروفه المادية ليست جدا ممتازة ليتمكن من تلبية حاجيات بيتين .. خاصة و أني لا أعمل و زوجته أيضا لا تعمل ، أخاف إن تزوجته أن أندم عندما تسوء حالتنا المادية .. خاصة و أني ابنة عز و دلال و كما قالت روبي ذات مرة : عندما يدخل الفقر من الباب ، يهرب الحب من الشباك .

تلك الكلمات تتردد في أذني منذ أن اتصل بي .. وفعلا أتمنى أن تقبل قصتي هذه المرة .

التجربة بقلم : مارثا

ملاحظة المحرر : الرجاء النصح والإرشاد دون إهانة أو تجريح .

guest
65 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى