تجارب ومواقف غريبة

وحيد الأبكم

بقلم : عبدالرحمن الحلحولي – الأردن

تحول وحيد إلى شخص غريب الأطوار

 
لقد قرأت في كتب الجامعة عن نظريات التطور كنظرّية الاصطفاء الطبيعي للعالم داروين ونظرية الاستعمال والإهمال للعالم لامارك وكانت فكرتها بشكل عام أن الكائن الحي يرتقي ويصبح أكثر تكيفاً مع البيئة , بغض النظر عن صحتها ماذا لو حدث العكس من ذلك , كأن يتحول شخص ما من غريزته الإنسانية إلى غريزته الحيوانية ! هذا ما حدث مع أحد الأشخاص في قريتنا والمكنّى ” بـ وحيد الأبكم”

بالرغم من عدم قدرته على الكلام أو السمع فقد كان شخصاً طبيعياً , اجتماعياً , محبوباً من قبل سكان القرية , فكاهيّا , يضفي جوّاً مملوءاً بالمرح ,بهذه الصفات الموجودة به أستطيع أن أقول عنه أنه شخص طبيعي , لكن مع مرور الوقت أصبح يفقد بصره شيئاً فشياً , يتخبط بمشيته في الشارع خاصة في اللّيل ، يتعثر بشكل مستمر في النهار إلى أن فقدناه ولم نعد نراه , وسمعنا من عائلته أنهم يبقونه في البيت لأنه كان قد فقد بصره نهائيّاً

ولكن الحديث بدأ يتطور عنه , فأصبحت والدته تتكلم عنه أمور غريبة , فقد كان أحياناً دائم البكاء وأحياناً دائم الضحك وأحياناً يحدث أشخاصاً غير موجودين بلغته الإشارية , ويبدأ أحياناً يهاجم أخوته بطريقة همجية كاستخدام أظافره أو العض وكأن أحداً ما يأمره بذلك , ولم تتوقف الأمور على هذا المنحنى , فقد أصبح وحيد يستطيع الخروج من بيته دون علم والداه يمشي مشية غريبة أشبه بمشية الزومبي , يهاجم أي شخص يقترب منه , حتى أنه هاجم طفلاً صغيراً وقام بقطع أذنه باستخدام أسنانه , وعند أخذ الطفل إلى المشفى أمر الطبيب بإحضار أذنه التي تم اقتلاعها لإتمام عملية ترميمها وتجميلها وعند البحث عنها تبين أن وحيداً قد قام بابتلاعها

وها أنا أكتب تجربتي هذه وأنا أنظر اليه من النافذة وهو يتحرك بين الزقاق في منتصف الليل بطريقة تقشعر لها الأبدان كالذئب الذي يبحث عن فريسته , فما تفسيركم لذلك حفظكم الله ؟؟؟؟

تاريخ النشر : 2018-07-03

guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى