أدب الرعب والعام

وهم البحيرة

بقلم : NOUR–GUO – ليبيا
للتواصل : [email protected]

غاصـت في تلـك البحيرة الجميلة
غاصـت في تلـك البحيرة الجميلة

 
أنا الشخصية التي كـانت لها قصـة حُـبٍ جميـلة ، جـميـلة لأقصى الحـدود ، آنذاك لم أكـن أعـرف معنى الحـزن أو الكآبة ، كانت عمياء ، كانـت غبية ، كانت بلهاء .

غاصـت في تلـك البحيرة الجميلة ، و لم يتبين لهـا أن الشخص الذي كان يقطـن البحـيرة بإمكـانه أن يأخذ بحـيرته و يذهب بعيـداً ، لأن ذلك كان فـي نظرها مستحيـلاً .

أيعقل أن تتحـرك بحيرة من مكـانها ؟ ، بالتـأكيد ستجيبون : لا ، لا يمكن أن تتحـرك من مكـانها ، إلا إذا …
إلا إذا كانـت وهـمٌ من البـداية ، تلك البحـيرة الجميلة كانت سراب أيتـها الغبيه ، أيعقل أنـكِ لم تنتبهي ؟.
ماذا حدث لها بعد ذلك ؟.
بعـد أن زالـت البحيرة فجـأة و بدون أي سابـق إنذار ، سقطـت تلك العمياء في التراب ، لقد رأت كل شيء على حقـيقته بعد أن سقطت ذرّات التراب على عيناها ، حاولت الجـلوس .

جـاءت موجـه كآبة مُسرعـةٌ من بعـيد  و القـت بها على الأرض من جـديد ، حاولت الجلوس مراراً و تكراراً ، و لكـنها لم تستطـع .

شهـقت الحـزن الذي بداخـلها بكل قوة و انهمرت بـالبكاء ، لا زالت تحـت تأثيـر الصدمة .
 
هاي ، أتسمعيـنني ؟ إنني هـنا .
قـومي الآن يا فتـاه و كونـي قويـة .
– مـن أنتِ ؟.
– أنا ، أنـتِ ، أنا روحـك ، أنـا نفسـك .. أنهـضي الآن و كوني قويـة .
– و لما أتيـتي ؟ الآن بعـد كل ما حـصل لي ، لِما لم تُسرعي في إنقاذي أو تنبيهـي قبل الذي حـصل ، اخبريني لما ؟.

– حبيبـتي ، أنـا أسفـة لم استطـع الاستيقـاظ ، كنـت في سبـات عميق بسـبب ذلك.
– و ما الذي أيقـظك الأن ؟ هـا.
– ايقظـني قلـبك ، أيقـظتني الأمـة ..
– أيمكنكِ مساعدتـي على النهـوض ؟.
” حضنتني بقـوة ، أحسست بالحنـان”.

– قـومي الآن يا عزيزتي ، لا تخافـي لن أتركك بعـد الآن ، اقـسم لكِ يستحـيل أن أسلـمكِ لأيِّ أحـدٍ بعـد الآن ، ثقي بي ، ” هذا ما قاله لي قمري .
– أحـقاً لن تتركـيني ، أيمكـنني الوثوق بـكِ ؟.
– أقسم لن أتركك ثانـيةً .

” وقفـت ، ثم مددت لـي يداها ، أمسكـت بهما و وقفت من جـديد “.
أزالـت كل التراب الذي كـان يغطـيني ، وابتسمت لي ، ذهـبنا مـعاً نسـاند بعضـنا البعـض في الطريق ، و بدأنا في ترتيب كـل الفوضى التي في حياتي .

النهاية ……

تاريخ النشر : 2021-01-01

NOUR

ليبيا
guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى