تجارب من واقع الحياة

يكفي

بقلم : ميليسا – الجزائر

يكفي
أنا متعبة جداً و صغيرة وقلبي مضرج بالجروح

 السلام عليكم قرّاء موقع كابوس ، لقد ترددت في الكتابة لأنني لا أريد أن أزيد من هم أحد ، ولكن ارتحت عندما قرأت إجاباتكم في الموقع و أردت أن أشارككم ودون إطناب سأدخل في قصتي

 أنا شابة في 17 من عمري ، أدرس في القسم النهائي و أعيش مع عائلتي، لقد كنت أظن أن كل من حولي ملائكة بسبب طبيعتي الإنسانية وطيبة قلبي ، والشخص الوحيد الذي كنت أظنه سيئاً كان أمي والسبب هو أنها كانت قاسية علي وتجرحني بكلامها كثيراً ، مما جعلني جد متعلقة بوالدي

حينئذ بدأت أُصدم في كل من أحبهم ، بداية بصديقتي التي كنت قد ائتمنتها على سر فاذا بها تحكي لأقرب الناس إلي ، والثاني هو أخي الكبير الذي دائماً يفهمني ، اكتشفت أنه يدخن صدفة السجائر الالكترونية فقمت بسرقة السيجارة من محفظته ورميتها حتى لا أجرحه ولا أفضحه وأوصل له رسالة بأني أعرف ما يفعله

 و الطامة الكبرى هم أبي وعائلته ، نعم كان أبي أكثر من تعلقت بهم في حياتي ، لقد عرفت من أمي أنه كان يريد الزواج عليها ، علما أنها أجمل منه ولم تقصر معه يوماً وفي هذا السن الكبير فهو بعمر54 عام و يريد التخلي عنا ، أما عن عائلته سامحهم الله لم يحبونا يوماً ، ربما قلبي الصافي أعماني على اكتشاف ذلك ، لقد كان والدي تاجراً مرتاحاً مادياً ويشعل منصباً حكومياً ، فأخذت جدتي وبناتها في استغلاله بحكم الشراكة في تجارته مع أخوته حتى أنهم عملوا سحراً لأمي حين كشفت نواياهم تجاه والدي وعانت منه 10 سنوات

أما أنا فكنت حين نذهب إليهم أتحدث إليهم وأعانق جدتي بكل حب وحدث أني قبلت يديها أمام الجميع يوماً ، وفي المقابل كانت تحرض والدي علي في الخفاء وتحثه على أن لا يشتري لنا الملابس أو ان يخرجنا للتنزه وكنت كالأطرش في الزفة لا أصدق ما يُقال واستمر في طيبتي الغبية ،

افلس والدي بسبب الاستغلال وأخذ أعمامي حقه ولم ننل إلا جزءاً يسيراً من فوائد التجارة ، عشنا أيام سوداء من الفقر والحمد لله استطعنا أن نقوم من جديد بفضل تضحيات أمي من ذهب وملابس ، وخلال تلك الفترة كنت أسمع الاهانات من أبن عمي الذي كان المستفيد الأكبر من التجارة وكنت أصمت وكأن شيئاً لم يكن ، انتهت الأيام السوداء وارتحنا وكبرت ولا أزال عمياء

 ولكن اليوم تقاعد والدي و صار يعمل عند عمي الذي ذكرته سابقاً ، فالأخير افتتح محطة بنزين بها عدة مرافق ، باشر والدي عمله وسط اعتراض أمي التي كانت تعلم النهاية و قرر والدي أن يعمل أيضاً في مجال التجارة فأصبح بائع جملة وأخذ يستدين من عمي من أجل شراء السلع ودخلنا في دوامة جديدة مع ديونه ،عرفت كل هذه الحقائق من أمي التي كثيراً ما ظلمتها

 أني اكتب وأدمع دماً نادمة على ذلك وعلى طيبتي العمياء ، لقد اخبرتني أن قسوتها نابعة من الضغوط التي عاشتها مع والدي واخبرتني أيضاً أنه قال لها يوماً – تخيلوا وهي في الشهر التاسع من الحمل – قد أتزوج كما فعل اصدقائي واتناول المكسرات فقط مع زوجتي الجديدة ، قالت : أنها كتمت كلمته القاسية في صدرها خوفاً على صحة اخي.

أخبروني ماذا افعل؟ فأنا أرى العلاقة تتوتر بين والدي وأخشى أن يحدث الانفصال بينهما ونحن من دون أي أقارب يرحموننا، أما أنا نفسي بدأت أكره الحياة فالثقة معدومة في الرجال وفي كل الدنيا ،  ما ذنبي حتى أعيش كل هذا ؟ أن كل ما كتبت ما هو إلا جزء يسير مما أعانيه، لماذا أنا دائماً الملاذ الأمن لمن حولي و لا أجد أحداً معي يساعدوني حتي لا تضيع دراستي ؟ أنا متعبة جداً و صغيرة وقلبي مضرج بالجروح، كل يوم صدمة جديدة لقد تعبت، يكفي كل من اقابله أحبه وابتسم في وجهه ولا أجد أحداً يفعل نفس الشيء معي ، كل من يراني يقول شابة جميلة تعيش أسعد الأيام ، ولكن لولا الكبرياء لما فارقت الدموع عيني.

 

تاريخ النشر : 2018-03-12

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى