ﻣﻨﺰﻝٌ ﻣﺴﺤﻮﺭ , ﻭ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﻏﺮﻳﺒﺔ !
 |
|
عجوز تبدو غريبة الأطوار |
ﺑﺪأﺕ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ منذ 6 ﺍﺷﻬﺮ , ﺣﻴﻦ إﺷﺘﺮﻳﻨﺎ ﻣﻨﺰل ﻳﺒﺪﻭ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺠﻮﺯ تبدو ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻟﻲ ﻭ لأﺧﺘﻲ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺍلأﻃﻮﺍﺭ ، ﺧﺒﻴﺜﺔ !
أﻓﺼﺤﺖ لأﺑﻲ عن خوفي و شكّي ﺑﻬﺎ , لأﻧﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ أﺗﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﺎﺳّﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ,
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ يأﺑﻪ ﻟﻤﺎ ﺷﻌﺮت به , ﻭ إﺷﺘﺮﺍﻩ ﺑﺤﺠّﺔ ﺛﻤﻨﻪ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ..ﻭ ذﻟﻚ لإﺣﺘﻴﺎﺟﻨﺎ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ أﻭﺿﺎﻋﻨﺎ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ..
ﻭ منذ أﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ , ﻟﻢ أﺷﻌﺮ ﻗﻂ ﺑﺎلإﺭﺗﻴﺎﺡ ..ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺍﻧﺎ ﻭ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻧﺴﻤﻊ أﺻﻮﺍﺕاً ﻏﺮﻳﺒﺔ , خاصة ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ : ﻛﻬﻤﺴﺎﺕ ﺗﻬﺪّﺩﻧﺎ ﻭ تأﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ..
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍلأﺻﻮﺍﺕ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮّﺓ !
و أﺧﺘﻲ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ كل هذﺍ .. و ﻛﻤﺎ ﻧﺴﻤﻊ أﺻﻮﺍﺕ ﺻﻨﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻴﻼً , ﻭ ﻳﻌﺎﺩ إﻏﻼﻗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً !
ﺻﺪﻗﻮﻧﻲ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋة ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ إﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭ ﻏﻠﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻨﺎﺑﻴﺮ..
ﻟﻢ ﻳﻄﻞّ ﺍلأﻣﺮ حتى أخذ أﺑﻲ ﻭ أﻣﻲ ﻳﺘﻐﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺘﻔﻬﻤﻴﻦ طيبي ﺍﻟﻘﻠﺐ , إﻟﻰ ﺣﻘﻮﺩﻳﻦ ﻳﺼﺮﺧﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭ ﻋﺼﺒﻴﻴﻦ !
ﻭ ﻣﺎ ان ﻣﺮّ الأﺳﺒﻮﻉ الأول , ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺩﺭ أﺑﻲ بإﻓﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭﺍﺕ ﻣﻊ أﻣﻲ ..ﻭ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﺑﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ !
ﻓﻘﺎﻝ أﺑﻲ لأمي : أﻧﺖ إﻣﺮأﺓ ﻻ ﺗﻄﺎقي , و ﻻ أﺭﻳﺪﻙ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ بعد الآن , إذﻫﺒﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ أﻫﻠﻚ , ﻭ خذﻱ أﺑﻨﺎئك ﻣﻌﻚ !!
-ﻳﺎ إلهي ﻣﺎلذي يحصل ؟! أﺻﺒﺢ أﺑﻲ ﻻ ﻳﺤﺒﻨﺎ ﺑﺘﺎتاً !
ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩّﺩ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ الكئيب ..ﻭ ذﻫﺒﻨﺎ ﻟﺒﻴﺖ ﺟﺪﻱ ..و ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﻲ يأخذنا إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻛﻞ ﻳﻮم .. إﺳﺘﻤﺮ هذا ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﺜﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ , ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻠﻢ ﺟﺪﻱ ﻣﻊ أﺑﻲ
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ..ﻃﻠﺐ أﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻱ أﻥ نرﺟﻊ إلى ﺑﻴﺘﻪ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺭﻓﻀﺖ أﻣﻲ , ﻟﻜﻦ أﻗﻨﻌﻬﺎ ﺟﺪﻱ ﻗﺎﺋﻼً : ﺍﻥ أﺑﻲ ﻟﻴﺲ على ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ !..
و ﺭﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭ أﺣﻀﺮﻧﺎ ﺭﺍﻗﻴﺎً , ﺍلذﻱ ﺭﻗّﻰ أﺑﻲ ﻭ أﻣﻲ , ﻭ أﻋﻄﺎﻧﺎ ﻣﺎﺀ ﻭ ﺯﻳﺖ ﻣﺮﻗّﻴﻴﻦ
و ﻘﺪ ﻛﺎﻥ أﺑﻲ ﻣﺴﺤﻮﺭﺍً ﺑﺴﺤﺮ مأﻛﻮﻝ , لأﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮقية : ﺑﺪأ بإﺻﺪﺍﺭ ﺻﻮﺕٍ ﻏﺮﻳﺐٍ ﺟﺪﺍً ! و كأﻧﻪ ﺻﻮﺕ إﺧﺘﻨﺎﻕ ﻳﺮﻋﺐ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ !
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ سأﻟﻨﺎ أﺑﻲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ .. ﻗﺎﻝ : أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ الصوت !
أﻣﺎ ﻋﻦ أﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻌﻴﻦٍ ﻗﻮﻳﺔ ..ﻓﻔﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮقية , ﺷﺮﻋﺖ ﺑﺎلإﺭﺗﺠﺎﻑ , ﻭ ﻫﻲ لم تشعر بذلك !
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻧﺤﻦ ﺍآﻥ ﻋﺪﻧﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..و ﻋﺪﻧﺎ ﻟﺒﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻭ ﺍلآﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
لكني إﻛﺘﺸﻔﺖ أﻥ ﻓﻲ هذه ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ-و للمرﺓ ﺍلأﻭﻟﻰ-أﻧﺎﺱ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭ أﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﺍﻥ ﺳﺤﺮﻛﻢ هذﺍ ﻟﻦ ﻳﻘﻴﻜﻢ ﻣﻦ عذﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ , فإﺭﺟﻌﻮا إﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭ ﺗﻮﺑﻮا إﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﻔﺎﺭﺍً ..
ﻭ ﺷﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ .. ارﺟﻮا ﺍﻥ ﺗﺘﺮﻛﻮا ﺗﻌﻠﻴﻘﺎً ..
ﻭ عذﺭﺍً ﻋﻠﻰ إﻃﺎﻟﺔ ﺳﺮﺩ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻨﺎ.
تاريخ النشر : 2016-01-15
