تجارب من واقع الحياة

3 أيام دمرت حياتي

بقلم : سمية – الجزائر

اختطفوني وقيدوني وعذبوني ..

بدأت قصتي قبل 3 سنوات أي عندما كان عمري 16 سنة . بدأت عندما كنت ساهرة مع التلفاز و الناقوس يشير إلى 2 صباحا , بينما كان الجو ممطرا في الخارج و لم يكن في المنزل سواي و أخواي الكبيران و لكنهما كانا في الطابق العلوي و أنا في الطابق السفلي.

في البداية بدأت بسماع أصوات همسات رجل , ظننته أخي فلم اهتم , و لكن رافقه خطوات أقدام , و هنا خفت كثيرا و اتجهت صوب غرفة الجلوس بعدما تأكدت بأنه لص , بل لصان على الأقل . اختبأت وراء الباب و أخرجت رأسي قليلا فرأيت لصان يجوبان المنزل فأتصلت بأخي , رن الهاتف و ها هو يجيب , وعندما تفوهت بأول كلمة سمعانني و اتجها نحوي , حاولت الصراخ و لم استطع , بدا الأول بتكبيلي و الثاني وضع سكينا على رقبتي مهددا أياي بعدم الحراك .

سمع أخي صوت الرجلان في الهاتف و نزل مسرعا مع أخي الآخر فوجداني مقيدة مع هذان الرجلان , حاولا إنقاذي لكن اللصان هدداهما بقتلي إذا تحركا و بذلك نجحا في اقتيادي إلى السيارة و أجبراني على استنشاق المخدر و فقدت وعيي .

استيقظت و أنا مقيدة في كرسي بإحكام , بعد فترة انفتح باب الغرفة و دخل 4 أشخاص . 2 منهما كانا اللصان , اقترب مني احدهم و امسك بوجهي قائلا : “اهلا بك عزيزتي اعتبري نفسك ضيفتنا” .

و بدأ بالضحك و صديقاه بهستيرية و لاحظت أن صديقهم الثالث لا يشاركهم الضحك فهو يبدو مستاءا مما يحدث لكن لا يهم فقد صرت فريسة سهلة التناول.

قضيت الليلة الأولى دون نوم خاشية على نفسي منهم , ففي كل ليلة يأتي احدهم ليحرسني حتى لا اهرب . جاء الصباح و أنا مستيقظة دون أكل و لا شرب و قضيت النهار بطوله على تلك الحال , وفي الليلة الثانية جاء الرجل الثاني لحراستي , كنت اشعر بالخوف منه فهو لم يزح عيناه عني وكان يبدو شريرا جدا .

قبل الفجر بدأت استسلم للنعاس , عندها شعرت بيد تلمسني , لقد كان ذلك الرجل و هو يحاول الاقتراب مني لـ “تقبيلي” و أنا احاول الابتعاد عنه . وسقطت المحرمة التي كانت في فمي و بدأت بالصراخ إلى أن انفتح الباب و دخل ذلك الشاب الذي قلت انه يبدو مستاءا مما يحدث لعلكم تذكرتموه . ركض نحوي و دفع شريكه ليسقطه ارضا ثم طرده من الغرفة ليكمل هو حراستي.

استغربت كثيرا فكيف لرجل يساهم في اختطافي ان ينقذني من الاغتصاب , ابتعد الشاب عني و جلس في زاوية الغرفة و نصحني بالنوم فرفضت , نصحني لثاني مرة فرفضت ايضا . تقدم صوبي فخفت كثيرا , اخرج من سترته بطاقة و أراني إياها , يا الهي انه شرطي , اخبرني حينها انه في مهمة و انه يجب أن يوقع العصابة في فخه .

رجوته أن نهرب لكنه رفض بحجة وجوب إكماله للمهمة التي جاء من اجلها لكنه وعدني بحمايته لي إلى آخر لحظة .

جاء صباح اليوم الثالث و كان الشرطي أمامي و هو يتحدث في الهاتف مع الشرطة لكني تفأجات بأحد أفراد العصابة يتنصت عليه , فرحت انبهه لكن لم ينتبه . فاخبر ذلك اللعين أفراد العصابة و ما أن أنهى مكالمته حتى أتت العصابة و انهالت عليه بالضرب ثم قيدوه و وضعوه في كرسي .

تقدم زعيم العصابة نحوي و قال لي “بما انك ساعدته فستنالين عقابك” و أشار برأسه لأصدقائه فقاموا بفك قيودي و أخذوني للغرفة المجاورة تحت صراخ الشاب الذي حاول إنقاذي ثم قاموا باغتصابي الواحد تلو الآخر و أنا اصرخ و أتمنى الموت ألف مرة و مرة .

و بعد أن انتهوا من فعلتهم التي يندى لها الجبين اعادوني الى الغرفة الاولى دون ان يقيدوني فقد كنت انزف بشدة و لم استطع الحراك ابدا , ذهبوا للحظة ثم عادوا و بيد احدهم قارورة غاز فتحها و رماها نحونا فقد أرادوا التخلص منا . نظر إلي الشاب نظرة شفقة و في لحظة تمكن من فك قيوده و كسر الباب و إخراجي من هناك . كنت امشي بصعوبة مما جعل العصابة تلحق بنا و لكن حينها وصلت الشرطة و بدا تبادل إطلاق النار فرحت ضحية احد الرصاصات .

اغمي علي و عندما استيقظت و جدت نفسي في المستشفى و كان بجانبي والداي و الشرطي الشاب الذي اصيب في يده .

خرج والداي بعدما اطمئنا علي , نظرت الى الشاب و شرعت في البكاء عندما تذكرت ما حدث و راح يواسيني و عرفني عن نفسه . اسمه أمين.

بعد مرور 3 اشهر على الحادثة شفيت من جراحي لكني كنت لا ازال تحت الصدمة .

ذات يوم جاء لي ابي يخبرني بشاب أتى لخطبتي , يا الهي انه امين الشرطي الشاب . رفضت ظنا مني ان والداي يريدان التخلص مني بعدما حل بي فكيف لهما تزويجي في هذا السن المبكر , و ان الشاب خطبني لشعوره بالشفقة نحوي . لكنني قابلته فصارحني بحبه لي و عدم شعوره بالشفقة ابدا , وافقت لكن ليس لوقوعي في الحب رغم انه شاب وسيم و شجاع و متدين . بل وافقت لانني ظننت بانني حمل ثقيل على والداي .

بعد اشهر تزوجنا لكنني لم ادعه يلمسني لـ 5 اشعر فقد كرهت كل الرجال . هو ينام في الأرض و انا في السرير . انتبهت حماتي لما يحدث و كلمت ابنها فأجابها انني مسكينة . فهمت حماتي كل شيء بالغلط و ظنت أني عاهرة رغم أنها امرأة حنون .

ذات يوم سمعتها تكلم ابنتها عني واصفة اياي بالعاهرة و بأنني بائعة هوى . صدمت لما سمعت و صدم زوجي ايضا فقد كان ورائي , نظرت اليه بعين باكية مصدومة و ذهبت الى غرفتي باكية حظي التعيس . اتى زوجي الي ليهدئني فطالبته بالطلاق , صدم لما قلته و قد كنت اصرخ كالمجنونة و عندها دخلت حماتي فأمسكتها من يديها و حكيت لها ما حدث لي و انا لا ازال اصرخ و حكيت لها كيف ان ابنها كان سببا في ما حدث لي فلو وافق في البداية على الهرب لما حدث ما حدث . فصفعني على وجهي و أغمي علي .

وعندما استيقظت وجدت حماتي تبكي و تطلب السماح مني فسامحتها .

في المساء دخل زوجي و اعتذرت منه عما بدر مني في لحظة غضب . فابتسم تلك الابتسامة التي لطالما عشقتها و عشقت صاحبها في صمت . نعم كيف لا و هو من انقذ حياتي… كيف لا و هو من قبل الزواج بفتاة تعرفون ما حل بها … كيف لا و هو والد من في احشائي …. نعم فقد عزمت على نسيان الماضي و عيش الحاضر و المستقبل .

و ها انا اليوم عمري 19 سنة و انا حامل بابننا في الشهر السابع . فحمدا لله .

تاريخ النشر : 2016-01-06

guest
48 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى