القسم : تجارب ومواقف غريبة
الفارس الملثم
![]() |
ذلك الفارس الملثم الذي أقسم أنه لم يرى منه إلا ثيابه السوداء الفضاضة التي تنثرها الريح |
يذكر لي أحد الأصدقاء الثقات قصة حقيقية حدثت مع شخصاً معروف لدى صديقي هذا ، دارت أحداث تلك القصة قبل حوالي خمسة أو ستة أعوام من الأن في احدى القرى النائية ، تقول الحكاية ، أن شخصاً كان سامر في الوادي الذي يقع أسفل القرية ، و هو وادي تحيط به غابة كثيفه من النخيل ، يقع على بعد حوالي مئتين متراً إلى الشرق من حدود القرية ، انسجم ذلك الشخص و سرت به جامحة هواجسه و نشوة القات إلى درجة أنه أفاق من تلك النشوة و أنتهى مفعول القات في حدود الثانية عشر والنصف ، فقام ينفض عن ملابسه بقايا القات ثم توجه إلى ناحية الغرب صوب القرية و الليل جاثم على القرية والصمت والسكون يعم أرجاء المكان ، فتوجه سيراً حتى بلغ موقف المركبات التي تقل الراغبين إلى المدينة في وقت الصباح ، و لا شك الأن و في هذا الساعة من الليل لا توجد أي مركبة و لا راكبين ،
فابتعد عن ذلك الموقف و سلك طريق الأسفلت المؤدي نحو الغرب حيث يقع منزله هناك ، شعر بخربشة من خلفه فألتفت نحو مصدر الصوت و الرعب يهز كيانه و هو يقول باضطراب : يا تُرى ما مصدر ذلك الصوت ؟ فلما التفت و قد ضغط زر قداحته ، فسرت خيوط ضوء القداحة نحو مصدر الصوت تشق استار الليل البهيم فوقع مركز الضوء على ذلك الشيء المخيف ، فارتعدت فرائصه واجتاحه طوفان الخوف الجارف فقد كان فارساً لا يُرى منه شيء إلا ثياباً سوداء و عينين ضخمتين بيضاوين كأنهن الجليد ، و في يده سيفاً مسلول و متوجه نحو هذا الشخص ، فاطلق صاحبنا ساقيه للريح لا يلتفت ولا ينظر إلى شيء ، و من شدة الرعب والخوف اجتاز و تسلق حائط أحد البيوت الذي يقع طوله في حدود المترين ضارباً أداب الأستاذان و حرمة البيوت عرض الحائط ،
فلما سمع أهل المنزل الذي وقع فيه صاحبنا هذا أفاقوا واستيقظوا عن بكرة أبيهم على وقع ذلك الدوي الهائل الذي وقع في ردهة منزلهم ، فإذا هم بشخص يتصبب عرقاً و لا يكاد يتكلم إلا بصعوبة ، فلولا أن الله أراد إنقاذه و حل عقدة لسانه و تكلم لكان أهل ذلك المنزل أوسعوه ضرباً و صار العار ملازماً له ، إلا أنه تكلم و هو يرتجف عما راه و صف لهم ذلك الفارس الملثم الذي أقسم أنه لم يرى منه إلا ثيابه السوداء الفضاضة التي تنثرها الريح ، و عينيه الجاحظتين البيضاوين والسيف المسلول في يده الذي أراد أن يمزقه بحده الفتاك ،
ربتوا على كتفه بعد أن عرفوه و فهموا منه سبب ذعره و خوفه ، و بعد أن هدئ و سكنت أطرافه المرتجفة أخبروه إنما رأه ربما هو شيئاً متخيل وليس حقيقي و لا داعي للخوف ، و هو يقسم لهم بكل عظيم أنه رأى فارساً ملتف في ثياباً دامسه لا يُرى منه إلا عينين جاحظتين بيضاوين و سيفاً مسلول تومض صفيحتيه في جوف الليل الحالك كأنها بروقاً تشق جوف السحاب ،
فلم يماروه في ما رأى كثيراً إنما قبلوا ما قاله و اعتبروه حقيقي حتى يتجنبوا إصراره ويقينه العظيم برؤية ذلك الشيء ، غير أنهم لم يصدقوه ، و هو ديدن المجتمعات الشرقية لا تؤمن و لا تقر بوجود مثل هذه الأشياء من الأشباح والمسوخ و غيرها من الأرواح الليلية ولكن ترا ماذا يكون ذلك الفارس و لماذا لم يداهم هذا الشخص في مكانه وهو سامر في تلك الغابة من النخيل البعيدة ؟ فلو كانت نية هذا الفارس قتل هذا السامر لكان قتله في تلك الغابة وأجهز عليه في مكان سهره ، فلماذا تركه حتى قارب مشارف القرية ، ترى هل كان يهدده أن هو عاد قتله ، أم أن لهذا الفارس الأسود هدفاً أخر في استبقاه و عدم قتله.
فابتعد عن ذلك الموقف و سلك طريق الأسفلت المؤدي نحو الغرب حيث يقع منزله هناك ، شعر بخربشة من خلفه فألتفت نحو مصدر الصوت و الرعب يهز كيانه و هو يقول باضطراب : يا تُرى ما مصدر ذلك الصوت ؟ فلما التفت و قد ضغط زر قداحته ، فسرت خيوط ضوء القداحة نحو مصدر الصوت تشق استار الليل البهيم فوقع مركز الضوء على ذلك الشيء المخيف ، فارتعدت فرائصه واجتاحه طوفان الخوف الجارف فقد كان فارساً لا يُرى منه شيء إلا ثياباً سوداء و عينين ضخمتين بيضاوين كأنهن الجليد ، و في يده سيفاً مسلول و متوجه نحو هذا الشخص ، فاطلق صاحبنا ساقيه للريح لا يلتفت ولا ينظر إلى شيء ، و من شدة الرعب والخوف اجتاز و تسلق حائط أحد البيوت الذي يقع طوله في حدود المترين ضارباً أداب الأستاذان و حرمة البيوت عرض الحائط ،
فلما سمع أهل المنزل الذي وقع فيه صاحبنا هذا أفاقوا واستيقظوا عن بكرة أبيهم على وقع ذلك الدوي الهائل الذي وقع في ردهة منزلهم ، فإذا هم بشخص يتصبب عرقاً و لا يكاد يتكلم إلا بصعوبة ، فلولا أن الله أراد إنقاذه و حل عقدة لسانه و تكلم لكان أهل ذلك المنزل أوسعوه ضرباً و صار العار ملازماً له ، إلا أنه تكلم و هو يرتجف عما راه و صف لهم ذلك الفارس الملثم الذي أقسم أنه لم يرى منه إلا ثيابه السوداء الفضاضة التي تنثرها الريح ، و عينيه الجاحظتين البيضاوين والسيف المسلول في يده الذي أراد أن يمزقه بحده الفتاك ،
ربتوا على كتفه بعد أن عرفوه و فهموا منه سبب ذعره و خوفه ، و بعد أن هدئ و سكنت أطرافه المرتجفة أخبروه إنما رأه ربما هو شيئاً متخيل وليس حقيقي و لا داعي للخوف ، و هو يقسم لهم بكل عظيم أنه رأى فارساً ملتف في ثياباً دامسه لا يُرى منه إلا عينين جاحظتين بيضاوين و سيفاً مسلول تومض صفيحتيه في جوف الليل الحالك كأنها بروقاً تشق جوف السحاب ،
فلم يماروه في ما رأى كثيراً إنما قبلوا ما قاله و اعتبروه حقيقي حتى يتجنبوا إصراره ويقينه العظيم برؤية ذلك الشيء ، غير أنهم لم يصدقوه ، و هو ديدن المجتمعات الشرقية لا تؤمن و لا تقر بوجود مثل هذه الأشياء من الأشباح والمسوخ و غيرها من الأرواح الليلية ولكن ترا ماذا يكون ذلك الفارس و لماذا لم يداهم هذا الشخص في مكانه وهو سامر في تلك الغابة من النخيل البعيدة ؟ فلو كانت نية هذا الفارس قتل هذا السامر لكان قتله في تلك الغابة وأجهز عليه في مكان سهره ، فلماذا تركه حتى قارب مشارف القرية ، ترى هل كان يهدده أن هو عاد قتله ، أم أن لهذا الفارس الأسود هدفاً أخر في استبقاه و عدم قتله.
تاريخ النشر : 2021-01-22
تم تحرير ونشر هذا المقال بواسطة : حسين سالم عبشل