تجارب من واقع الحياة

كنت صالحة والآن تغيرت .. ماذا أفعل ؟

بقلم : ياسمين – مصر

أنا لم أحزن لأنه تركني بل حزنت كثيرا لأنني خسرت علاقتي بربي
أنا لم أحزن لأنه تركني بل حزنت كثيرا لأنني خسرت علاقتي بربي

السلام عليكم إخواني .. سأحدثكم عن مشكلتي لعلي أجد حلا أو نصيحة من أحدكم لأنني حقا في كرب كبير ..

أنا سيدة في أواخر العشرينات وأم حاليا ، والحمد لله أعطاني الله نعما كثيرة وعندي قناعة ولا أطمع في المزيد من ملذات الحياة ، المشكلة بدأت منذ أول مرة تمت خطبتي قبل أن التقي زوجي الآن ، كنت في أول سنة في الجامعه وكنت ملتزمة وعلى درجة جيدة من التدين ، كنت أخاف الله كثيرا وأتقرب إليه بالأعمال الصالحة ، كنت على درجة كبيرة من الروحانية والسلام الداخلي وكانت لدي طموحات وأحلام كثيرة أرغب في تحقيقها وأن أصبح واعظة أو داعية .

إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أتى فيه شاب إلى منزلنا كي يصلح لنا عطلا أصاب الحاسوب الخاص بي ، واضطررت أن أجلس معه كي أخبره عن المشكلة التي أصابت الحاسوب وكنت أنظر إليه بخجل شديد ، وبعد ذلك بفترة قليلة جاء والديه لخطبتي له وقد تفاجأت كثيرا لأنه لم يراني سوى هذه المرة التي جاء فيها لزيارتنا ، وأعتقدت أن الله بعث إلي هذا الشاب ليكون لي زوجا صالحا وأنه سيكون أول وآخر رجل في حياتي ، وكم كنت ساذجة جدا وسطحية عندما فكرت بهذا الشكل ولم أكن أعلم أنه سيذيقني الأمرين ، ولأنه سافر إلى إحدى الدول العربية الشقيقة فقد كان من الصعب على فتاة ساذجة مثلي تظن جميع الناس طيبون أن أكتشف حقيقته وأنا لم أتقابل معه مرة أخرى لأنه قد سافر ، فكانت جميع محادثاتنا عن طريق الهاتف فقط وكان في البداية يتظاهر بأنه تعلق بي كثيرا وأنني أهم شخص بحياته ولأنني للأسف عاطفية ولست عقلانية صدقته وغيرت من نفسي قليلا ومن طريقة ملابسي بعد أن كنت ملتزمة كثيرا ، لأن طريقتي لم تكن تعجبه من البداية وحتى أهلي ساعدوه على ذلك وقد كنت مخطئة .

وبعد عام ونصف بعد رجوعه إلی بلده تخلی عني وترکنی ولأنني کنت وقتها قویة بربي أستطعت أن أخرج من هذه الأزمة رغم إصابتي بإكتئاب لعامين ، وتقدم لخطبتي بعدها شاب آخر ولكنه لم يكن من نفس محافظتي وقد كان أسوأ من الأول وبمساعدة أهلي تخليت تماما عن التزامي وأرتديت مالا يليق بملتزمة وكان الجميع سعيد بالتغيير الذي حدث لي ، كنت مستغربة لأنهم في السابق كانوا مستاؤون من التزامي ، تحولت من فتاة صالحة إلى أخرى منحرفة ، منحرفة عن الطريق المستقيم ولست منحرفة أخلاقيا ، وبعد خطبتي بشهرين تركني هو الآخر ولكن صدمتي الثانية كانت أخف والحمد لله ، ويعلم الله أني لم أتصرف أي تصرف مسيء لهما قد عاملتهما بالمعروف ،

أنا لم أحزن لأنه تركني بل حزنت كثيرا لأنني خسرت علاقتي بربي خسرت حلاوة الإيمان ، خسرت النور الذي كان يزيد جمالي المتواضع جمالا لا يوصف ، كان جميع من ينظر إلي يخبرني أن وجهي يخرج منه نور لأنني كنت أقيم الليل ، خسرت الكثير كنت أصعد درجات الإلتزام منذ أن كنت في المرحلة الثانوية ولكن جميع من حولي جعلوني أسقط من أعلى درجة وصلت إليها بصعوبة إلى أن رجعت إلى أول درجة وأصبح من الصعب الآن أن أصعد كل تلك الدرجات من جديد ، وأنا الآن رغم أنني تزوجت رجلا صالحا يشجعني على طاعة الله إلا أنني ما زلت غير قادرة على العودة إلى الله رغم أنني أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأستغفر الله كل يوم وأقول الأذكار .

أرجو أن تخبروني ماذا أفعل ؟ هل يعاقبني الله أم أنه غاضب مني أم أن هذا إبتلاء ؟ .. أنا آسفة على الإطالة ولكني مكبوتة وأشعر بالإختناق ..

تاريخ النشر : 2021-02-01

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى