تجارب من واقع الحياة

حياة بائسة

بقلم : مسك الليل 

عرفت وقتها أنني كبرت و أن الحياة قاسية على مثلي
عرفت وقتها أنني كبرت و أن الحياة قاسية على أمثالي

كنت فتاة لديها أحلام ككل فتاة ، أعيش في عائلة بسيطة في حي شعبي ، كنت سعيدة لكن كنت عندما أحزن أحس أنني وحدي فأقوي نفسيتي بأفكار مثل أنني قوية و أستطيع التغلب على أي شيء ، كنت ذكية في المدرسة و كل الأمور بخير.

في السنة الأخيرة من الثانوية صارت المشاكل تتأتي من كل ناحية ، شجار أبي و أمي كل يوم كرهتني في أبي ، كنت في المدرسة و أنتظر على جمر لكي أعود قبل أبي للمنزل لأني أخاف أن يضرب أمي ، كنت أخاف عليها و أكرهه.

يوماً من الأيام كان هناك مشكلة بينهما عندما حاول ضربها و لكني منعته ، فقال لي : أنتِ أصلاً لست أبنتي ، أمك أتت بك حامل بعد طلاقنا الأول ، و لأنني أريد لم شملها معي ثانية و مع أطفالها وافقت و سكتت.

وقفت صامتة و مصدومة ، نزلت دموعي و سألته : أذن أنت لست أبي ؟ فقال : لا ، فرديت عليه : اذا لمست شعرة من أمي سأضربك ما دمت لست أبي ، لقد ضربني و صبرت للألم ، طردنا من المنزل و لم نجد مأوى ، و في طريقنا إلى بيت أختي لم أسأل أمي عن الكلام الذي قاله لأنني كنت واثقة بشرف أمي ، جلسنا عند أختي أيام و لم يسأل عنا ، كنت أعلم أن أمي حزينة لتعامل أختي بطريقة سيئة معنا ، كانت أمي كالخادمة لديها و كنت أذهب للجامعة مرات قليلة اذا توفر لدي نقود الحافلة ، في مرة طلبت من أختي نقود للكتب و قالت : ليس لدي ، لماذا لا تخرجي و تبحثي عن شيء لنفسك ؟.

نزلت دموعي لكن ليس أمامها فأنا لا أبكي أمام أحد ، ذهبت لأبحث عن عمل و توقفت عن الدراسة و لم أجد أي عمل ، و كل يوم في منزل أختي أنظر لمعاناة أمي و تحملها و أسمعها أنينها ليلاً ، لم أجد ونيس لحالتي و لا معيل لي ، فالتجأت لطريق الفساد هو وحده فتح حضنه لي ، أول ليلة لي مع غريب ، كنت خائفة جداً لأنه لم يسبق أن لمسني أحد ، نظر إلي بعطف و حنان و أخبرته بعضاً من قصتي ، أعطاني مبلغ صغير ليومي و طلب مني أن أكون معه طيلة أيام تواجده في البلد ، فرحت كثيراً ، أنا ما أزال عذراء و لدي نقود ، أخذتها بدون تردد لأمي و أخبرتها أنني كنت سعيدة و هذا مقابل رقصي فقط ، لم أخبرها بخوفي و حزني ، مرت الأيام وأنا في طريق الفساد كل مرة التقي برجل و ما زلت أحافظ على عذريتي لعل الحظ يضحك في وجهي ذات مرة.

صرت أنا من يصرف على بيت أختي و أنا من أسافر بهم و أنا من أعمل حفلاتهم ، في يوم استأجرت شقة لي و أخذت أمي واستمررت في عملي ، كل يوم و أنا اكره نفسي ، كل يوم و أنا أنظر كيف البنات تبيع نفسها للوحوش مقابل مبلغ صغير ، حاولت أن أكون قوية و أجمع المبالغ ، لكن نقود الحرام تذهب في الحرام و تختفي بسرعة ، مرت شهور و لم أستطع جمع مبلغ لدفعة شقة ، بعدها لم يعد أحد يطلبني لأني عذراء ،

و قررت أن أبيع نفسي لرجل كنت معه و كان طيب ، اقترحت الأمر عليه لكنه أحس بحزني فخاف على نفسه ، بعدها بأيام ضاعت عذريتي و فقدت الأمل في الحياة أكثر من دي قبل ، صرت دمية فائقة الجمال لكنها فاقدة للروح ، تمنيت لو كنت سيدة أعمال محترمة ، لكن حلمي هذا ضاع و تبخر ، و عرفت وقتها أنني كبرت و أن الحياة قاسية على أمثالي.

تاريخ النشر : 2021-03-21

guest
63 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى