تجارب ومواقف غريبة

حصيلة الرعب ..

 
بقلم : عابـ الزمان ـر – دولة الامارات العربية المتحدة

 

شعرت بحبل الثلج يسير على عمودي الفقري ..
كنت في صغري أحب قصص الرعب بشكل جنوني واتشوق لسماع حبكته المخيفة وطريقة إلقائها .. حتى أني كنت الوحيد الذي يكثر من السؤال ..! كيف كان شكله ؟ ماذا كان شعورك ؟ كيف كانت حالتك النفسية .. ؟

 

ولم أكتفي بهذا .. فقد كبرت وكبر فضولي معي ، بت أسأل عن القصص المظلمة والمخيفة الواقعية من أشخاص خاضوا تجارب مرعبة حقيقية .. كنت ازور اصحابها واسافر إليهم في بلدانهم وأسألهم بتفاصيل التفاصيل .. اصبحت أملك حصيلة من القصص المشوقة والمرعبة بتفاصيل دقيقة وفي أماكن وتواريخ حقيقية .. سرت إذا جلست المجلس يحوم حولي الجميع وأعينهم مشدودة بتلك التفاصيل المرعبة للوصف والحالة الانسانية لتلك المواقف المرعبة .. سرت أعرف انواع الجن وأشكالهم وكيف يعيشون وطريقة تفكيرهم وحالة المريض (الممسوس) وطريقة تفكيره وأسلوب حياته .. حتى أني ربطت كثيرًا من الاحدث الحقيقية من خلال خبرتي في هذا المجال .. ولكن ..

 

وصلت حصيلة الرعب التي لدي بأني بدأت أشك في وجود تلك الامور ( الماورائيات ) .. كنت أسأل نفسي كثيرًا .. لماذا لم تمر في حياتي حادثًة واحدة تثبت لي وجود شيء اتمسك به من تلك الامور .. كل ما املكه قال فلان وحدث لفلان .. إلى ان جاءت تلك الليلة المشؤمة ..

 

الليلة المشؤمة ..

 

في غرفتي المنعزلة عن جميع غرف المنزل كنت أنام وحيدًا في العلية .. استيقظت على همس .. كان الهمس غريبًا مصدره من شخص أسفل السرير فقد كان ينادي بإسمي مجردًا بصوت شبه مسموع .. في بادئ الامر اعتقدت أني اتخيل إلى أن الامر بات واضحًا الهمس مستمرًا .. ينادي .. وينادي .. كأنه يجاهد أن يوقظني ويسمعني صوته .. شعرت بحبل الثلج يسير على عمودي الفقري والقشعريرة الغريبة تسري في جسدي .. كان مستمرًا ينادي بصوت هادئ وخافت .. استجمعت قواي وخوفي فقفزت من فوق السرير جاريًا خارج الغرفة وأنا في حالة من الهلع والهستيريا .. وبت اتخبط على الجدران متوجهًا لصالة المنزل وسقت في أحضان أمي التي كانت تشاهد التلفاز في الدور الثاني من المنزل .. وبدأت بشرح لها ما حدث .. فكانت أول تجربة رعب لي ..

 

الشاليه المسكون ..

 

استأجرنا أنا واصحابي شاليه نقضي الليلة فيه ، وبعد سهرة طويلة من المرح والشوي والقصص المخيفة حول النار .. قررنا أن نذهب إلى اسرتنا فقد كنا نشعر بتعب شديد .. وعندما وضعت رأسي على السرير ، شعرت بأن هناك شخص ما في الغرفة يقف إلى جانبي لم أشاهده فالغرفة مظلمة ، ولكني أحس بإحساس غريب حتى أن التعب الذي أحس به قد غادر مقلتي .. وبدأت انفاسي تتسارع وجسدي بات باردًا حتى اني بدأت ارتجف من البرد .. وفعلاً تيقنت بأن هناك شخص في الغرفة عندما شعرت بشي يتحرك ناحيتي في تلك الظلمة وباتت انفاسه قريبة مني .. كان شعورُا مخيفًا إلا أني تماسكت وبدأت أقراء بعض من الآيات القرآنية والأدعية فأحسست بأنه يبتعد عني ولحسن حظي سمعت صوت باب الغرفة المجاورة لغرفتي تفتح توقعت أن يكون صاحبي .. قفزت من السرير وأنا في حالة من الخوف والهلع .

 

وفي الممر المظلم توجهت لغرفة صاحبي .. ودخلت إلى الغرفة بشكل سريع واغلقت الباب من خلفي فأشعل صاحبي (الأباجورة) ونظر إلي وقال مستغربًا : ماذا بك .. لماذا تتصبب عرقًا ..؟؟ كنت في حالة مزريه جسدي يرتعد من البرد والخوف ومغطى بالعرق وانفاسي تتضارب وصدري يعلو ويهبط بشكل غريب وملحوظ .. أخبرت الاخير بما شعرت به وبما حدث فرد علي برد غريب .. قال لي : لا استغرب وجودها لمن سعى ورائهم .. فقلت له : ماذا تقصد .. ؟ قال لي : من يتكلم بكثرة عن شيء يحبه يوشك ان يلقاه .. فأدركت بأني أكثرت الحديث عن عالم الماورائيات وأنا سبب لمشاكلي ..

 

فقلت له وأنا اصارع جسدي الذي بات كورقة شجر مبتلة تتراقص في شتاء بارد .. ماذا أفعل ؟؟ فقال ببرود : ألجأ لمن خلقهم ..!! كان جوابه مقنعًا وقويًا حتى أني خرجت من عنده في الحال وفي ظلمة الممر توجهت إلى دورة المياه توضأت وانا بالكاد أحمل نفسي من الخوف .. وتوجهت إلى الغرفة فأحسست بتلك الانقباضات في قلبي وان هناك شخص يراقبني .. خلف ستار النافذة.. نعم هو موجود .. توجهت للقبلة وبدأت أشرع في الصلاة .. متجاهلاً خوفي .. وعند انتهائي من الصلاة .. شعرت بشعور التي طالما سمعته من قبل مدرسة التربية الاسلامية (السكينة) شعور براحة البال الشعور بالأمان الشعور الاسترخاء.. وعلى سجادة الصلاة تكورت على نفسي واغمضت جفني وغضضت في نوم عميق ..

 

في الصباح توجه صاحبي لإدارة الشاليه يسألهم عن الامور التي حدثت لي .. فكان جوابهم بأن الشاليه المستأجر (مسكون) وأن حوادث كثيرة حدثت في الشاليه.. ولكن لم يتوقعوا بأن تحدث تلك الجلبة بعد انقضاء سنة كاملة .. سنة كافية لأن يسكنه الجن والوحوش .. حسبي الله عليهم .. انتهى ..

 

تاريخ النشر : 2015-06-10

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى