أدب الرعب والعام

يوميات موسوس

بقلم : نور إبراهيم – قنا _ مصر

إن عينه خارقة كالرصاصة تخترق الجسد في لمح البصر
إن عينه خارقة كالرصاصة تخترق الجسد في لمح البصر

• ما إن وطأت قدمي الشارع مُعلنة عن أول خطواتها نحو العمل .. حتى رأيت عم “حسّان” .. ذلك العجوز الأحمق ذو الثياب الرّثة .. قابلني بابتسامة باهِتة أظهرت ما يسكن فمه من أسنان ترك فيها “السوس” الكثير من العلامات!

• وبدأ اللعاب يتساقط من فمه مُعلنًا عن كلمات مُشوهة .. كلمات عابرة للضلوع .. قال واللعاب يتطّاير من شدقيه : صباح الخير يا أُستاذ حسن .. عيني عليك باردة .. وعندما تفوّه بالجملة الأخيرة ارتعدت فرائصي .. شعرت بالضيق .. أريد أن أتنفس المزيد من الأكسجين .. اختفيت من أمامه في لمح البصر .. اللعنة عليك أيها الأبلّه!

• إن عينه خارقة .. كالرصاصة تخترق الجسد في لمح البصر .. إن المصائب تتدفق تجاهي كالنهر عندما أراه .. أريد أن أذهب من الطريق المُقابلة .. ولكني لا أُفلت من براثِنه .. أراه أمامي كل صباح .. ياله من خَرِف!

• سِرت مسافة لا بأس بها ولم يحدث شئ .. يالها من مُعجزة .. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. فجأة سارت بجواري “درّاجة بُخارية” .. اقتربت مني حتى كادت أن تلتصق بي .. يبدو أن صاحبها مخمور .. لقد كاد أن يقتلني .. ابتعدت عنها بصعوبة .. وسقطت على قدمي .. تألمت قليلًا .. ولكن لم أُصاب بأي أذى .. لقد بدأت مصائب “حسّان” اللعين في التتابع .. سُحقًا لك أيها العجوز!

• تقدمت قليلًا نحو “موقف السيارات” .. وليتني لم أتقدم .. حدجني “هاني” صديقي بنظرة من بعيد .. نظرة يتطّاير منها الحسد .. اللعنة عليك أيها الأحمّق .. تقدم نحوي وصافحني بحرارة .. وقال بابتسامة مُصطنعة : إزيك يا حسن .. عامل إيه؟
أنا “مُتعلثمًا”: بخير .. بخير يا هاني
هو : بتقبض كام في الشُغلانة الجديدة
أنا “كاذبًا” : لسة مِش عارف .. أنا ماليش أسبوع فيها
تركته وركبت السيارة التي امتلأت بالركاب وأوشكت على الرحيل!

• نزلت من السيارة .. ولابد أن أدفع الأجرة .. وضعت يدي في جيبي في تيه وفخار .. جيبي فارغ .. فتّشت كل الجيوب .. لا يوجد شئ .. لقد ضاعت “المحفظة” .. كلا لقد تذّكرت .. لقد سقطت عندما تعثرت قدمي .. تبًا لك يا هاني!

                                  *  *  *  *

• المغزى من القصة : أن هناك الكثير من الموّسوّسين.. الذين يعتقدون أن الحسد هو السبب الرئيس في كل ما يحدث لهم .. وهذا مرض نفسي عُضال نادرًا مايفارق صاحبه .. شفاهم الله من هذا الداء الغريب!

تاريخ النشر : 2021-05-10

guest
5 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى