تجارب من واقع الحياة

شبح الأطفال ٢

بقلم : مادارا – الأردن
للتواصل : [email protected]

لا زال شعور الذنب تجاه انجاب الاطفال يلاحقني
لا زال شعور الذنب تجاه انجاب الاطفال يلاحقني

 

قبل 3 سنوات تقريباً نشرت هنا مقالي الأول (شبح الأطفال ) تحدثت فيه عدم رغبتي بأن أكون أب ، و ذكرت بعض الأسباب و أبحث عن زوجة عقيمة لكي لا أظلمها معي و بتفكيري ، و طلبت الاستشارة إن كان هذا طبيعي أم لا ؟.
 

لكن بعد مرور هذه السنوات الثلاث بدأت أرى أمور لم أكن أراها في السابق و لقد زادت قناعاتي بشكل غريب ، و أقصد بكلمة غريب أنه بمجرد النظر للواقع المرر في الحياة أو بالقصص في هذا القسم مثلاً أجد اغلب أسباب مشاكل أصحابها بكونه ضحية من أحد الأبوين أو كليهما أما في ظلم أطفالهم بشكل مباشر أو إساءة بتميزيهم أو عدم الاهتمام وعدم التربية أو بحجة الحرية يفعل أحدهم شيء يهدم الأسرة.

 
أطفال بعمر ال 10 سنوات أو أقل يرون مشاكل أبويهم أو يمرون بمشاكل جنسية من تحرش أو اعتداء ، كنت ارفض الإنجاب لأنني أراه تكاثر فقط ، لكنني الأن أصبحت ضده لأنني أراه تناسخ بيولوجي بحت ( أنجب و أرمي في الشارع ) صدقاً لا أعلم ما الحل أو أين المشكلة ؟ وضعي المادي جيد و لا أعني من مشاكل عمل ، أيضا علاقتي بعائلتي ممتازة ، حتى الأطفال أحبهم و لا يوجد كره للأطفال ، و أنا قادر على الإنجاب و لا لدي مشكلة مع الزواج ، باختصار أنا لست معقد من شيء أو من سبب منذ الطفولة.

ما زال الكثير يحاول إقناعي بأني سأتغير وما إلى ذلك و أنني عندما أكبر سأحتاج الدعم و بعض من القناعات التقليدية الغير كافية أو لا تستحق أن أجلب طفل إلى هذا الكوكب ، لا أشعر بلهفة الإنجاب و لا بقناعته.

الغريب أكثر أن في الأمور الدينية التي بحثت في تفاسيرها رأيتها تصب في مصلحة تفكيري و قناعتي ، هل سيطرة أفكاري تجعلني أرى الأمور مرتبطة بعدم الإنجاب ، و هل نظرتي فيها سواد أم هذا العالم مليء بالسواد.

للمرة الثانية أطلب المشورة و الرأي ، عقلي غير مغلق و يمكن لشيء أن يفتح عيني لشيء لم أكن أراه.

تاريخ النشر : 2021-05-14

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى