جزر مجهولة
وصل البحارة الى جزيرة مهجورة تسكنها القرود |
كان أبي من ضمن المقاومة و كانوا أشبه بقراصنة مسلحين خطيرين ، كانوا يهاجمون السفن التجارية البرتغالية في لليل و يختفون في النهار في البر ، و في إحدى المرات قاموا بمهاجمة سفينة ، لكن الأمر كان فخ و قُتل منهم الكثير و اضطروا للانسحاب لكن بدون فائدة ، فقد لاحقهم البرتغاليين بعيداً عن الشاطئ ، كانوا في هم و حزن ، عشرات القتلى والجرحى ولا أحد يعرف عنهم أي شيء ، و نجت 5 سفن فقط من أصل 16سفينة ، لم يستطيعوا العودة إلى الشاطئ مجدداً بسبب البرتغاليين الذين حصنوا مراكزهم ، كانوا يهيمون في البحر بدون وجهة ما كان و حالهم ميؤوس منه و على وشك الموت جوعاً و عطشاً ، فجأة صرخ أحدهم : جزيرة ، إنها جزيرة ، أفيقوا جميعاً ، أنها جزيرة كبيرة.
كانت الليلة الأخيرة قبل خروجنا من الجزيرة الخضراء كما أسموها هم ، نام الجميع عدا فرقة الحراسة كالعادة ، و بينما ذهب الجميع في نوم عميق جداً إذا بصوت قادم من خلف الشجر صوت غريب أشبه بجحافل جيش كبير ، أستيقظ بعض من كان نائم و أخذ سلاحه بينما تجهز فريق الحرسة بكل حذر وخوف ، و بين الخوف والحذر برز لهم ما لا يُصدق ، قرد كبير جداً و شعره أسود كثيف للغاية مع عينان حمراوان مثل الدم مخيف ، و لم يكن وحده بل كان معه عشرات القرود الكبيرة كانوا ينظرون إليهم بحقد ، خاف البحارة و صدموا من ما رأوا ، لكن ما سوف يرونه سوف يجعلهم مرعوبين أكثر ، كانت القرد و كأنها تنتظر شيء ما أو قرد ما ، و فجأة خرج قرد ضخم جداً بحجم حافلة من طابقين و بدأ بالصراخ ، من ثم وقف على رجليه و كذلك فعلت بقية القرود التي معه ،
ثم قال بعض الكلمات الغير مفهوم شبيه بلغة البشر ، كانت حروف و كلمات و ليست صرخات أو همهمات حيوانية ، و في قفلة من الزمن هجمت القرود و كانت سريعة و قوية و منظمة بشكل مخيف ، تصدوا لهم في الأول لكن بلا فائدة تُذكر ، انسحبوا نحو البحر للسفن في محاولة للهرب ، و بالفعل لم تلحق بهم القرود إطلاقاً ، لكنها أخذت ترشقهم بالحجارة الضخمة ، مخلفة العشرات منهم في البر والبحر و جرح المئات منهم و كأن الأشهر الثلاث لم تكن موجودة و أن كل ما فعلوه لا شيء ، بعد صعودهم نحو السفن رأوا القردة تقوموا بنبش قبور أصحابهم والإجهاز على من بقي منهم حياً على جزيرتها الملعونة ،
فقاموا بتوجيه الأسلحة نحو موقعهم و فتحوا لنار عليهم من المدفعية الثقيلة للسفن ، و بالفعل قتلنا منهم الكثير و أجبرناهم على العودة نحو الجزيرة مفزوعين مذعورين ، لم نشأ أن نترك رفاقنا على تلك الجزيرة ، فقررت فرقة منا النزول مرة أخرى لاستعادة ما يمكن استعادته و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموارد والأشخاص إن كانوا أحياء ، و تمكنوا من جلب الموارد و إنقاذ خمسة أشخاص من براثن القرود ، كما و جلبنا جثث موتانا لندفنهم بشكل أكثر احتراماً بعيداً عن القرود ، حالما عادوا إلى الشواطئ الموريتانية تمكنوا من الدخول الشاطئ باستخدام طريق مختصر ، كما و إن البرتغاليين نسوا أمرهم
تاريخ النشر : 2021-05-14