بقلم : امجد – سوريا
|
أصبحت أتمنى مجرد أمنية أن تمضي ثلاثة أيام متتالية بدون تناول السكريات |
السلام عليكم.
بدايةً أود أن أخبركم عن تجربتي بفقدان الوزن ، فأنا طولي 170 سم ، في صيف 2020 م وصل وزني لـ98 كيلو مما اثقل حركتي و سبب لي ضيق شديد في التنفس ، فأنا كنت أتناول أكياس البطاطس و البسكويت و الشوكولا و الكولا و العصير و النودلز بشكل يومي عدا طبعاً عن تناول كميات كبيرة من الصمون خلال اليوم الواحد (4-5 صمونات في اليوم) عدا عن هوسي الشديد بسندويتشات الشاورما و الفلافل و الوجبات السريعة ، هذا غير أنني كنت مدمن على الغذاء المقلي ، لذلك قررت وضع حد لهذا الإدمان و فعلاً بدأت بممارسة تمارين الكارديو على جهاز المشي ثم اتبعت نظام الصيام المتقطع حيث آكل خلال 8 ساعات في اليوم و أصوم 16 ساعة ،
أو آكل خلال 10 ساعات في اليوم و أصوم 14 ساعة و خلال فترة الصيام اكتفي بشرب المياه و بقيت على هذا الحال لمدة ثمانية اشهر و ابتعدت تماماً عن السكريات و النشويات و المقالي و الوجبات الجاهزة و العصائر حتى العصائر الطبيعية لم اعد اشربها ، و أكثرت من تناول الخضار و الفواكه و البروتينات و الأغذية التي تحتوي على الدهون كاللحوم و الدجاج و أحياناً السمك ، و أيضاً كنت حريص جداً على ألا استلقي على السرير أو أنام إلا بعد مرور 3 ساعات على الأقل من تناول الوجبة ، طبعاً خلال هذه الفترة ممكن أتناول قطعة صغيرة جداً من الشوكولا بحيث لا تتجاوز كميتها 50 غرام ، و فعلاً نزل وزني من 98 إلى 56 و لكن لم يصبح جسمي مشدوداً بعد ، و لكني كان يعجبني شكله.
المهم منذ حوالي شهرين و نصف حدثت معي ظروف صعبة جداً أدت إلى حدوث حالة عدم استقرار في محيطي ، بحيث بدأت شيئاً فشيئاً أعود لتناول الشوكولا و لكن قبل شهر رمضان بأسبوعين بدأت أزيد من الكمية و لكل خلال شهر رمضان و نتيجة لتغير العادات الغذائية كل تعبي خلال الثمانية الأشهر تلك بدأ يضيع و يذهب سدىً و عدت لتناول البسكويت و الشوكولا بشراهة و أصبحت أتناول كميات هائلة من الطعام خلال فترة ساعتين و نصف و وزني بدأ يزيد ، و أود أن أشير إلى أن محيط خصري كان قياسه 74 سم في فبراير الماضي
أما الآن اصبح 85 سم خلال شهرين ، و المشكلة أنني كنت أعتقد أنه بعد استقرار ظروفي و بعد انتهاء شهر رمضان سأقلع عن تناول البسكويت و أعود لنظامي الغذائي ، و لكن المشكلة أنه انتهى شهر رمضان ولم يتحسن شيء ، و أنا أعلم أن ما أمر به يدعى eating disorder ، حيث أنني أصبحت أتناول علب البسكويت بكميات كبيرة و بعيداً عن الناس ، و أنا حقيقةً أعاني كثيراً و أتألم نفسياً و معنوياً من ذلك و أتمنى لو أعود لما كنت عليه قبل شهرين و نصف.
أود أن أشير أيضاً إلى أنه خلال الثمانية أشهر تلك عندما كانوا يرونني الأقارب و يلاحظون تغير وزني كانوا يقولون لي أن أتوقف و أن وجهي بدأ يصبح قبيحاً قليلاً نتيجة للنحف الزائد ، ولكن أنا على قناعة تامة أنهم مخطئون ، فأنا تحسن وجهي كثيراً خلال تلك الفترة و أصبح أكثر حيوية و شباباً من ذي قبل ، و لكن أقاربي أغلبهم بدينون و مهووسون بالطعام كثيراً ، و أخر موقف حدث معي كان منذ بضعة أيام في عيد الفطر خلال زيارة لأحد الأقارب ، تخيلوا أنه شبهني بعجوز عمره 80 سنة نتيجة تغير وجهي ، و أنا أقسم بالله أن معتقداتهم خاطئة و أن ما أفعله هو الصحيح ، و لكن أنا أستغرب هل من الممكن أن كلام الأقارب قد أثر على عقلي الباطن و اللاوعي لدي مما ولّد لدي حاجة خفية لاشعورية تدفعني للتعلق بالسكريات و تناولها بشراهة مجدداً؟.
أود أن أشير أيضاً إلى أنني لم أتبع نظام غذائي معين و لم استشر طبيب تغذية بسبب قلة أطباء التغذية في بلدي و ارتفاع تكاليف الأطباء لدينا ، فقد كنت اعتمد بشكل رئيسي على معلومات متنوعة من الأنترنت في معرفة الأطعمة التي يجب أن اعتمد عليها لإزالة الدهون و على التمارين الرياضية و تمارين الكارديو ، أيضاً أود أن أشير إلى أنني لم أذهب لنادي رياضي فكل التمارين الرياضية كنت أقوم بها في المنزل ، إضافة لوجود جهاز مشي لدي ، و لكن لم التزم كثيراً بالقيام بالتمارين الرياضية كل يوم.
أنا حالياً أعاني كثيراً و أصبحت أبكي على نفسي و على حالي و أتمنى لو أعود لما كنت عليه قبل شهرين و نصف و أن أقلع عن التفكير بالطعام ، فأنا أصبحت أتناول البسكويت صباحاً و ظهراً و عصراً و مساءً ، و أصبحت أنام مباشرةً بعد تناول الطعام حيث لم أعد أنتظر مرور 3 ساعات.
أنا أريد أن أشير إلى أن تلك الظروف أثرت بي نفسياً و عندما أتى شهر رمضان أزداد الأمر سوءاً و الأن أريد أن أجد حل و أن أعود لما كنت عليه سابقاً ، حتى أنني أصبحت استغرب كيف كنت أمتلك تلك الإرادة الصلبة التي كانت لدي طيلة الثمانية الأشهر تلك ! و الآن أصبحت أتمنى مجرد أمنية أن تمضي ثلاثة أيام متتالية بدون تناول السكريات ! ساعدوني أرجوكم فأنا أن بقيت على هذا الحال ليس من المستبعد أن يعود وزني إلى 90 كيلو.
تاريخ النشر : 2021-05-20