مكتبة كابوس

نداء الملاك: عندما يكون القدر مكتوباً

بقلم : اية – سوريا

قصص الحب ليست أبدية. هذه هي حال الدنيا
قصص الحب ليست أبدية. هذه هي حال الدنيا

الهواتف المحمولة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، أصبحت مغروسة في اجسادنا لا نستطيع اقتلاعها بأي وسيلة، تشعرنا بالاطمئنان والسكينة كالدب المحشو الذي كنا لا نستطيع النوم دون احتضانه في طفولتنا، توفر لنا سهولة التواصل مع من نحب، فيصبح صوتهم دائماً في متناول ايدينا وقريبين منا.
لكن… عندما نخزن بها اشياء خاصة جداً، اشياء لا ينبغي أن توجد في الحالة الطبيعية، أكبر اسرارك، مخاوفك، الزوايا المظلمة السرية التي لا تريد لأحد أن يطلع عليها، وتصبح بمتناول شخص غريب في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، اسرارك الآن أصبحت في متناول يديه…

مرحباً بكل اصدقائي الكابوسيين الاعزاء! أردت ان أرحب بكم بمقدمة تليق بأذواقكم المختلفة وقريبة من روايتنا الموضوعة على طاولة الحوار لليلة (نداء الملاك) للكاتب الفرنسي الذي آسرني صراحة بأسلوبه وكلامه وأفكاره (غيوم ميسو)، تُسفتتح روايتنا ببطلتنا الثلاثينية (مادلين غرين) التي تتجول أمام الكوات المزججة العالية التي تطل على مدرج مطار كينيدي تثرثر مع صديقتها المقربة (جوليان) عبر الهاتف، تتكلمان حول الطريقة الرومانسية التي طلب رافائيل بها يد مادلين للزواج، في نهاية المكالمة، تطلب جوليان مع مادلين زيارتها في لندن، لكن مادلين تعتذر منها، فعملها كبائعة زهور وفترة أعياد الميلاد التي تعد إحدى أهم فترات عملها تمنعها من ذلك.

في الجانب الآخر من المطار، كان (جوناثان لامبيرو) بطلنا الشيف الوسيم، يتشاجر عبر الهاتف مع طليقته (فرانسيسكا)، رغم أنه يقف في أعلى السلم الكهربائي وهي في أسفله تتأمل أن ينزل ليصطحب ابنهما الوحيد (تشارلي) فتستطيع التكلم معه… فهي ما زالت تحبه رغم انفصالهما، لكن شعوره بالغضب المشوب بالألم منعه من الهبوط إليها، استسلمت بعدما وصلا إلى طريق مسدود وارسلت ابنها إليه، لينحني لاستقباله ويحتضنه باشتياق.

في كافتيريا لا بورن دو سييل ، الكافتيريا الرئيسية في الضاحية المزدحمة بعدد كبير من المسافرين، لجأ كل من جوناثان وتشارلي ليحظيا بوجبة قبل إقلاع الطائرة، قصدا الطاولة الوحيدة الشاغرة، كانت مادلين قادمة مع تفاحتها وأبريق الشاي قليل السعرات الحرارية، وأمام تلك الطاولة، اصطدمت بجوناثان فتطاير كل شيء قبل أن يتهاوى ويسقط ارضاً، وسط بكاء تشارلي المصدوم، تشاجر جوناثان ومادلين بشدة، لينسحب جوناثان بالنهاية مع ابنه ناعتاً إياها بالبلهاء المسكينة بعدما التقط كل أغراضه.. او هذا ما يعتقدانه!

عندما وصل كل منهما إلى وجهته، هو إلى سان فرانسيسكو حيث مطعمه المتواضع الذي يديره مع (ماركوس) أخ زوجته وصديقه الحميم، وهي إلى باريس حيث متجر ازهارها (الحديقة العجيبة) يعمل معها (تاكومي) الذي يتدرب في الوقت ذاته ليصبح بائع أزهار، اكتشفا بأنهما قد تبادلا الهواتف المحمولة عن طريق الخطأ، ورغم انشغال كل منهم بحياته، لكن الفضول البشري الذي يولد معنا جميعاً جعلهما يفتحان هواتف بعضهما البعض ويقلبانها انشاً انشاً دون ترك أي بقعة دون إلقاء نظرة عليها، متعديان بذلك كل حدود الخصوصية، لتصبح اسرارهم الدفينة في متناول يد الآخر..

تواصل البطلين عبر البريد الإلكتروني.. ليكتشف كل منهما بأن الآخر قد أصبح يشكل (خطراً)، وبدقة أكبر، كان جونانثان هوا الخطر الأكبر، فمادلين كانت قد خبأت وثيقة لم يكن عليها تخبأتها هناك… وثيقة قضية (آليس ديسكون) إحدى القضايا الباردة.

الشك والندم والإثارة والحب اوالرغبة والجموح والخوف اوالألم والسعادة والغدر والخيانة والوفاء والغرابة، كل ذلك يجتمع بالوريقات القليلة هذه، لتأخذنا برحلة آسرة، في عالم الغموض والجريمة، عالم الدماء.

أحب أن أتوقف هنا.. فأنا لا أريد أن أحرق لكم مزيداً من الأحداث، بكل صدق، أنصحكم بقراءة هذه الرواية، سوف تجعلكم تشعرون بما لم تشعروا به من قبل، ستجعل الأدرينالين يرتفع في جسدك، لتصاعد الأحداث في وتيرة حماسية وجنونية تتمنى أن لا تنتهي! وعن تجربتي وبكل صدق، أردت البكاء عند انتهائي من قراءتها…

اقتباسات من الرواية:

1- قصص الحب ليست أبدية. هذه هي حال الدنيا.
2- ولكن من الضروري أن يموت المرء بسبب ما، أليس كذلك؟
3- ولكن ذات يوم… ذات يوم، رحل الحب…
4- أجمل سنوات الحياة هي التي لم نعشها بعد
5- في الخارج، كانت الحياة تستمر، في المدينة التي لا تنام ابداً.
6- ما كان لأي شيء أن يحدث لولا ذلك الاصطدام في المطار. ما كان لشيء أن يحدث ما لم يتبادلا هاتفهيما خطأً. لو أنها دخلت لتلك الكافتيريا قبل ثلاثين ثانية أو بعد ثلاثين ثانية لما التقيا ابداً.
7- كان ذلك قدراً مكتوباً. قدر عجيب أختار أن يقربهما من بعض في لحظة حاسمة. نداء الملاك، كما كانت جدتها تقول.
8- اسمع يا جوناثان، بدأت هذه الحكاية وسط الدم وسوف تنتهي وسط الدم.

مصادر :

تحميل كتاب نداء الملاك (مكتبة النور)

تاريخ النشر : 2021-06-01

اية

سوريا
guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى