يا تُرى حقيقة هم أم خيال ؟
لقد أختفت الجزيرة فور خروجنا منها و كأنها غير موجودة |
رسينا في ذلك المكان و بدأ الصيادون في عملهم ، كنت في قمة الفرح و أنا أحاول أن أساعدهم و أتعلم بعض من أسرار الصيد ، فجأة تغير الطقس و أنذرت السماء بعاصفة ، بعد ساعة اشتدت العاصفة ، و لكن سرعان ما مرت بسلام – أو هذا ما بدا لنا – اكتشف القبطان أن البوصلة انكسرت وصرنا في مكان لا يوجد به إرسال لاسلكي لطلب المساعدة ، أمضينا في البحر ٤ أيام على أمل وجود مساعدة و لكن لا جدوى ، خلصت المؤن التي جلبناها معنا ، حتى المكان الذي اصبحنا فيه و كأنما انقطعت الأسماك في بحره ، نمنا تلك الليلة جائعين و كلنا أمل في وجود حل صباح اليوم التالي ، في الصباح أطلق احد الصيادين صرخة فرحة : انهضوا ، لقد رأيت جزيرة ، من المؤكد سوف نجد فيها المساعدة.
نهضنا صباح اليوم التالي و كلنا أمل بوجود مخرج للمأزق الذي وقعنا فيه ، و كالعادة بقيت المجموعة الثالثة للحراسة و إشعال النار، وصلنا بعد مضي ساعتين إلى المكان المنشود و تسلقنا الجبال وصولاً إلى الكهف ، وقررنا الدخول علنا نجد مخرجا في أخره ، و حين هممنا بالدخول سمعنا أصوات قرع غريبة و كأنه صوت مجموعة عسكرية تمشي بنفس الإيقاع ، لكن كان الصوت جد قوي و مفزع ، صراحة خفنا وتجمدنا في مواقعنا و كان الصوت يقترب منا شيئاً فشيء ، و قررنا الاختباء وراء الأشجار ، فجأة رأينا منظر تقشعر له الأبدان ! أجسام لعمالقة طول الواحد منهم ٣ امتار على الأقل ، أجسامهم أجسام أناس و رؤوسهم رؤوس كلاب ، مروا من جانبنا و لم يلمحونا ! كانوا جماعة تتكون أقل شيء من ١٥ فرد ، ابتعدوا قليلاً عنا ، ومن شدة خوفنا اطلقنا أرجلنا للرياح عائدين للمجموعة الثالثة لنحذرهم شر هذه الكائنات الغريبة ، عند وصولنا كنا خائفين أن يلحقوا بنا و أسرعنا بإطفاء النار و جمع الأمتعة و عدنا إلى المركب و بدأنا في الإبحار ،
بعد ساعة من الزمن تقريباً تلاشت تلك الجزيرة من أنظارنا و حمدنا الله أن اليوم مر على خير ، و لكن حدث شيء غريب ، فجأة أصبحت البويصلة تعمل و اللاسلكي التقط الإرسال وعدنا إلى أول نقطة بعد يومين من الإبحار ، و في الطريق الحمد لله عثرنا على سمك و أكلناه لنسد به جوعنا ، و حين وصلنا إلى شاطئ نقطة البداية وجدنا شرطة السواحل بانتظارنا هم و أصدقائي ، يبدو أنهم لطول مدة اختفائي اتصلوا بهم ، و قام القبطان بدوره بإخبارهم بما حدث ، و قاموا بجلب دكاترة نفسانيين لأن البعض منا تأزمت نفسيته عندما رأى ما حدث ، خصوصاً أنا اكتشفنا أننا بقينا بعيداً لمدة ١٥ يوماً ، لكن حدث أمر غريب ، أمرونا بأن لا نحدث أحداً بهذا الأمر أو سيحصل ما لا يُحمد عقباه ، عدت أنا و أصدقائي إلى مكان إقامتنا ، بعد فترة سمعت من القبطان الذي تبادلنا أرقام هواتفنا للاطمئنان عن بعض أن اغلب الذين كانوا معنا وُجدوا مقتولين بالرصاص ، بصراحة خفت على نفسي وقررت العودة إلى بلدي الأم بشكل نهائي.
تاريخ النشر : 2021-06-06