أقصوصة الأمير المسحور : من التراث المصرى القديم

تختلف القصص فى الأدب المصرى القديم عما هى عليه الآن ، بحكم اختلاف الزمن والديانات وبالتالى تغير العادات والتقاليد لكنها مع ذلك تحمل فى طياتها الكثير من العبر والمواعظ التى حرص المصرى القديم على بثها فى نفوس الصغار الذين يستمعون لتلك القصص
بعض تلك القصص تكون اساطير من وحى الخيال والبعض الآخر يكون لها أصل تاريخى ثابت ومتأصل.

لدينا قصص وأساطير مشهورة وغنية عن التعريف مثل حورس وست وايزيس واوزريس وإلى جانبها توجد قصص غير معروفة لقطاع كبير من القراء لذا حرصت على اختيار قصة كى أُشبع فضول ورغبة القارىء الباحث عن أعاجيب القصص فى التراث المصرى القديم.

تبدأ قصة الأمير المسحور بنبوءة عن قدره المحتوم فبعد سنوات من عدم الانجاب استطاعت الملكة أن تلد طفلا ذكرا لزوجها الملك إلا أن سعادتهما قد اختلت بعد أن عرفا أن قدر الوليد أن يُقتل على يد كلب أو ثعبان أو تمساح.
لذا قام الملك بحيلة كى يقى طفله من الموت ، فأمر ببناء قصر فى قلب الصحراء بعيدا عن أعين الأعداء الذين يريدون به شرا.

دارت الايام على الأمير الصغير الذى كان قابعا فى قصره المشيد فى أحد الصحارى ، وفى أحد الأيام رأى رجلا يسير ومن وراءه كلب فإنتابته الرغبة فى امتلاك كلب هو الآخر وأخذ يبدى رغبته فى ذلك وانتظر الامير حتى تمت الموافقة اخيرا على طلبه
وأصبح يمتلك كلبا صغيرا يرافقه بين جنبات القصر فى ذهابه وعودته.

تكمل لنا البردية القديمة تلك القصة العجيبة عن الأمير المسحور الذى كان مقدرا له الموت ، فتقول أن الأمير الطفل قد كبر وأصبح شابا ساخطا على احتجازه فى القصر ، وظل يرجو والده أن يسمح له بالخروج من سجنه الفاخر ، حتى يستطيع التجول بحرية فى العالم الذي لم يره من قبل.

وبالفعل خرج الأمير المسحور من القصر الى الصحراء فى رحلة صيد يرافقه فيها كلبه.

تنتهى قصة الأمير نهاية سعيدة لطالما انتهت لها قصص كثيرة شعبية مماثلة فى تراث الأمم سواء فى الشرق أو الغرب ، على عكس مقدمة القصة أو الاسطورة التى تبدأ فى كثير من الأحيان بمصيبة أو أزمة أو سحر يتعرض له بطل أو بطلة القصة.

وفى النهاية تكمن العبرة فى القصة بأن الإنسان يستطيع تغيير قدره بين لحظة وأخرى وعليه أن يتمسك بتغيير واقعه مهما واجهته الصعوبات.

والآن أخبرنا على قصة تماثلها من تراث بلدك.

مصادر :

– كتاب موسوعة الحضارة المصرية القديمة للدكتور سمير أديب