ميثولوجيا الرعب : خارون
في مقدمة المركب يقف رجل عجوز نحيل الجسد |
من بين الظلمة والضباب يلوح مركب متهالك يتهادى ببطء فوق مياه نهر ستيكس الباردة ، في مقدمة المركب يقف رجل عجوز نحيل الجسد وكأنه هيكل عظمي ، ذو وجه شاحب متجهم وعينان ذابلتان باردتان ، قادما يحرك مجدافه برتابة البندول.
وعلى الضفة المقابلة يقف رجال ونساء من اعمار ومشارب شتى , عرايا متقطعي الانفاس ، اشرأبت اعناقهم يتطلعون في وجل إلى العجوز الكئيب الذي أتى ليحملهم إلى مملكة هاديس حيث مثوى الموتى الأبدي. لكن الصعود لمركب العجوز لم يكن بلا ثمن ، فلكي تصعد عليك أن تدس عملة نقدية معدنية في يد المراكبي البخيل الذي ما كان ليسمح لأحد بالركوب مجانا ، لهذا ، وعلى مدى مئات السنين دأب الأغريق القدماء على وضع عملة نقدية في افوه موتاهم قبل دفنهم ، وذلك لكي يتمكنوا من دفع أجرة العجوز والعبور بسلام إلى عالم الاموات ، أما اولئك المساكين الذين دفنوا من دون عملة نقدية في افواههم فكان لزاما عليهم أن يهيموا على وجههم على الشواطيء لمئة عام قبل ان يسمح لهم العجوز بصعود مركبه ، وخلال المائة عام تلك كان الكثير من هذه الارواح الهائمة تتحول الى عفاريت ناقمة مؤذية تقض مضجع الاحياء وترعبهم ، احيانا بدافع الانتقام من اولئك الذين تقاعسوا أو بخلوا في وضع عملة نقدية في افواههم عند موتهم.
وظيفته الوحيدة تتمثل في نقل أوراح الموتى |
اسطورة مراكبي الموت المدعو خارون (Charon) لم تكن تفارق خيال الاغريق القدماء ، أمنوا بأنه أبن الهة الليل نيكس ، وأن وظيفته الوحيدة تتمثل في نقل أوراح الموتى عبر نهر ستيكس الذي يفصل بين عالمي الأحياء والأموات ـ
بالطبع لم يكن خارون لينقل بقاربه إلا الموتى ، لكن في احيان نادرة جدا قام بنقل بعض الاحياء ، كما حدث في اسطورة البطل هرقل.